حديث رئيس الجمهورية لقناة (راي) الإيطالية 29نوفمبر2004م
المذيع/ سيادة الرئيس أنتم بزيارتكم هذه إلى إيطاليا التقيتم بالرئيس تشامبي والتقيتم برئيس الوزراء برلسكوني فما هي نتائج هذه الزيارة؟ الرئيس/ لقد التقيت بفخامة رئيس الجمهورية الإيطالية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس الشيوخ وكانت المحادثات تصب في اتجاه تعزيز وتطوير العلاقات اليمنية الإيطالية. العلاقات اليمنية الإيطالية علاقات قديمة عمرها حوالي 78 عام وهي من أقدم العلاقات العربية مع إيطاليا وهناك تعاون جيد جداً بيننا وبين إيطاليا في الماضي والحاضر وتأتي هذه الزيارة إلى إيطاليا في إطار حرص اليمن على تقوية وتعزيز العلاقات مع الإيطاليين في المجال السياحي والمجال الثقافي والمجال الاقتصادي والمجال الصحي وهناك فرص عديدة للاستثمار في اليمن وقد وجهنا الدعوة من خلال المسؤولين ورجال الأعمال إلى المجيء إلى اليمن للاستثمار في اليمن خاصة وأن الإيطاليين يعشقون اليمن واليمنيون يحبون أصدقائهم الإيطاليين منذ أعوام مضت والعلاقات جيدة ووجدنا كافة التفاهم من قبل الرئيس ومن قبل رئيس الحكومة وأنا فهمت بأنه قد صدرت توجيهات من رئيس الحكومة إلى الأجهزة بتنفيذ ومتابعة ما تم بحثه والاتفاق عليه. المذيع: سيدي الرئيس أعلم بأن (يازوليني) وهو أحد الكتاب الذين زاروا اليمن كتب عن اليمن بشكل جيد منذ فترة كبيرة ولكننا نريد أن نعرف منكم شخصياً ما هي التغيرات التي طرأت على اليمن في الفترة الأخيرة وخاصة عندما بدأت اليمن محاربة الإرهاب فعلياً في الفترة الأخيرة.
— الرئيس: الشيء الجديد الذي طرأ هو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22 مايو عام 1990م هذا حدث تاريخي أخذ النظام السياسي في اليمن بالتعددية الحزبية وحرية الصحافة واحترام حقوق المرأة واليمن يشكل نموذجاً فريداً في المنطقة على الرغم من أنه من الدول الفقيرة لكنه غني بتراثه الثقافي والحضاري وغني بثرواته البشرية وهذا هو الذي طرأ على اليمن الشق الآخر وهو معروف بأن اليمن شريك أساسي مع الأسرة الدولية في محاربة الإرهاب وحققت نتائج إيجابية وربما تشكل الرقم الفريد من نوعه في دول العالم الثالث في مكافحة الإرهاب لأنها تقع ضمن الأسرة الدولية فنحن نرفض الإرهاب والإرهاب آفة لا وطن لها ولا جنسية بكل أشكاله وأنواعه.. اليمن بلد الحرية والديمقراطية اليمن لها علاقات جيدة ومتميزة مع دول الجوار وليس لها أي خصومة مع دول الجوار ومع أي دولة أخرى سواء كانت دولة عربية أو إسلامية أو أي دولة أخرى ليس عندنا أي عداء مع أي دولة أخرى اليمن يؤمن بالديانات السماوية وليس متعصباً ضد أي ديانة هذه ديانات سماوية نحن نعترف بها وينبغي أن يتعايش الجميع بسلام.. والتعصب لا يتم من قبل الإسلاميين كما يروج ولكن هناك تعصبات من ديانات أخرى ومتطرفين من ديانات أخرى متطرفين في الديانة اليهودية ومتشددين في الديانة المسيحية ولكن الإعلام يضخم التطرف المتصل بالإسلام والإسلام عندنا هو دين العدالة والحرية فهمنا للإسلام هو الحرية والعدالة هذا فهمنا للإسلام وفهم العلماء وفهم المستنيرين في العالم الإسلامي والمتطرفين يمثلون أقلية في أي بلاد. المذيع: سيدي الرئيس ما قلته صحيح وهي أفكار جيدة وصلتنا ولكن فيما يخص مكافحة الإرهاب نعلم بأن الجمهورية اليمنية اتبعت خطاً معيناً في مجال مكافحة الإرهاب ولكن في نفس الوقت اتخذت تلك العملية الجديدة في عملية محاولة الحوار وإعادة من كانوا متهمين بالانتماء لجهة إرهابية.. أعطونا فكرة عن هذه التجربة التي مرت بها اليمن.
— الرئيس: نحن ألقينا القبض أو تحفظنا على عدد ممن يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة والجهاد وتمت التحقيقات معهم ووجدنا أنهم لم يرتكبوا أي أعمال عنف لقد كانوا ضالين وعندهم تعبئة خاطئة عندما ذهبوا إلى أفغانستان أيام الحرب الباردة وحيث كانوا كان يدعمون فيها من قبل الدولة الغربية ومن الدولة الغنية في الوطن العربي وكانت لديهم مفاهيم خاطئة وبالنسبة للذين ارتكبوا جرائم تم محاكمتهم مثل الذين قاموا بتفجير مدمرة (يو اس اس كول) الأمريكية في عدن وليمبورغ الفرنسية في حضرموت والذين قاموا بتفجيرات ضد بعض السفارات فالقضاء لدينا مستقل واتخذ القرارات التي ينبغي أن يتخذها بقية العناصر الذين لم يكونوا قد شرعوا في ارتكاب الجريمة ولا يوجد لديهم ولا لهم أي ملفات سابقة لا في اليمن ولا في الولايات المتحدة الأمريكية ولا في أي دولة عربية أو أوروبية تم محاورتهم من قبل العلماء وعلى أساس عودتهم إلى جادة الصواب وأن يبتعدوا عن التطرف وعن التعبئة التي كانوا معبئين تعبئة خاطئة فكان الحوار جيداً ومفيداً وأبلغنا الولايات المتحدة بذلك لأن لدينا دستوراً وقانوناً لا يجوز أن يبقوا في السجون بدون أي إدانة أو ملف قضية وحققنا نتائج جيدة معهم في الحوار لأنهم كانوا على خطأ الآن عادوا إلى جادة الصواب وتم الإفراج عن عدد كبير منهم بضمانات وهم مراقبين من حيث السلوك وأي تحول أو تبدل فالدولة لن تسكت عنهم هذا هو الذي حدث مع هؤلاء. المذيع: بالنسبة لما حصل في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر هل تعتقدون بأن هذا هو الإرهاب الذي يمكن أن يقف عن هذه المرحلة أم تعتقدون بأن هذه هي البداية لعدة هجمات أخرى من قبل الإرهابيين.
— الرئيس: جاءت أحداث 11 سبتمبر مفاجئة للعالم فاجأت الأمريكان وأوربا ونحن في الوطن العربي والإسلامي لم نكن نتوقع مثل هذا الحدث من أن يحدث أي حدث مفاجئ للعالم نحن لا نستطيع أن نتنبأ لأن أمريكا لم تتنبأ بما حدث فكيف نستطيع نحن أن نتنبأ بأن هذا قد حدث أو أنه سيحدث لأننا لا نستطيع أن نتنبأ بمثل هذا الأمر لكن نحن على يقظة ونحن على تواصل مع الأسرة الدولية لمكافحة الإرهاب.. واليمن وقعت في أثناء هذه الزيارة على اتفاقية أمنية بين إيطاليا واليمن لتبادل المعلومات وتبادل تسليم المجرمين طبقاً للدساتير والأنظمة والقوانين لكل من بلدينا. المذيع: أؤكد مرة أخرى على سؤالي هل ازداد الإرهاب بعد أحداث 11 سبتمبر أم تم السيطرة عليه.
— الرئيس: لا مقارنة بأحداث 11 سبتمبر.. كانت حادثة 11 سبتمبر مفاجئة كبيرة للعالم لا لأمريكا فحسب لكن فوجئنا بها جميعاً وبشكل كبير. المذيع: وقفتم بعد أحداث 11 سبتمبر مباشرة مع الولايات المتحدة وتضامنتم معها ولكن عندما حصلت الحرب على أفغانستان والعراق اعتقد أن اليمن كان لها رأي آخر ما سبب ذلك.
— الرئيس: نحن بطبيعة الحال ضد استخدام القوة نحن مع الحوار ومع العمل على تطويق العمل الإرهابي بتعاون دولي استخباري لأن بلدنا عانت من الحروب الشيء الكثير ونحن بكل الأحوال ضد الحروب لسنا على خلاف أو تباين أنا أستطيع أقول أن التباين مع الولايات المتحدة الأمريكية ومع قوى التحالف أننا نقول أنه ينبغي أن يكون هناك حوار وتفاهم مع الإخوان في العراق والوضع في أفغانستان غير الوضع في العراق لقد تم دخول العراق تحت حجة أسلحة الدمار الشامل وأتضح بأنه لا يوجد أسلحة دمار شامل وأيضاً تحت حجة بأن هناك علاقة بين النظام العراقي وطالبان وهذا ثبت أنه غير صحيح نحن لسنا بصدد الدفاع عن النظام العراقي السابق لكن نقول كان من المستحسن الحوار بدون استخدام القوة وطبعاً لكل نظام أخطاؤه ولكل نظام سلبياته ولكل نظام إيجابياته العراق أخطأ عند دخوله الكويت واحتلاله دولة مستقلة أما المعلومات فتقول بأن الحرب بينه وبين إيران كان هناك دافع غربي وتشجيع من الغرب لخوض هذه الحرب مع إيران وكان الغرب يزود النظام في العراق بمعلومات حربية. المذيع: نعلم دائماً بأن العلاقات العربية فيما بينها شهدت بعض الاختلالات وبعض المشاكل ونعلم بأن اليمن في تلك المنطقة الهامة لديها بعض المشاكل مع جيرانها وخاصة مع المملكة العربية السعودية نعلم بأن المملكة العربية السعودية لها سياستها الخاصة مع بعض الدول المجاورة ولهذا نريد أن نفهم منك فعلاً ما هي حقيقة العلاقات السعودية اليمنية.
— الرئيس: العلاقات اليمنية السعودية جيدة خاصة بعد التوقيع على معاهدة جدة التاريخية الحدودية التي أزالت وأذابت كل الجليد ودفنت الماضي. المذيع: ماذا عن دعم الولايات المتحدة لليمن خاصة وان اليمن يعاني من وضع اقتصادي يحتاج إلى دعم في الفترة الأخيرة.
— الرئيس: الأمريكان يقدمون دعماً لليمن بشكل مباشر وعبر بعض المنظمات الدولية منها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وأصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية مساعدة ثنائية يعني لا بأس بها وإن كان ليس كما نطمح لكن بعد 11 سبتمبر تضاعفت المساعدات الأمريكية بشكل جيد وملموس أفضل من الماضي ونحن مرتاحون لهذا وهناك حسد في أن العلاقات اليمنية الأمريكية تتطور وتنمو بشكل جيد ونقول أنها لخدمة السلام العالمي وخدمة المنطقة أيضاً. المذيع: أنتم تعلمون بأن هناك عدة دول أمريكية لم تكن على اتفاق فيما يخص القرارات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة فلو خيرت اليمن أن تختار بين القطبين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فأيهما تختار.
— الرئيس: نحن لا نقف هناك أو هناك بل نقف مع الحق، الاتحاد الأوروبي له مواقف إيجابية ونحن معه في كثير من المواقف والولايات المتحدة محقة في قضايا نحن نقف إلى جانبها والباطل نقول له باطل سواء كان الموقف أمريكياً أو موقفاً أوروبياً. المذيع: اعتقد بأنكم بالنسبة للوضع الذي شرحته للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لقد كنتم دبلوماسيين جداً في الرد علينا ولكي ندخل في الموضوع الذي يخص عرفات أنتم ذكرتم في المقابلة صحيفة كريرا ديراسيرا بأنكم تتوقعون شيئاً خلال الأشهر القريبة القادمة فما تتوقع الجمهورية اليمنية أو سيدي الرئيس في هذا الشيء.
— الرئيس: الآن بعد رحيل الرئيس عرفات والذي نعتبره خسارة عربية وخسارة لعملية السلام وخسارة لأصدقائه في الوطن العربي والإسلامي والاتحاد الأوروبي وأصدقائه في الولايات المتحدة فله أصدقاء كثيرون فهو رمز للقضية الفلسطينية ورحيل عرفات يمثل خسارة فادحة.. توقعاتي بعد رحيل عرفات إلى أن كثير من الأصوات في الولايات المتحدة الأمريكية وفي حكومة إرئيل شارون تقول بأن عرفات كان يمثل حجر عثرة وأنه ربما تنفذ كل قرارات الشرعية الدولية وكل الاتفاقيات الخاصة بأوسلو وخارطة الطريق بعد رحيله نحن قلنا أنه بعد ثلاثة أو أربعة أشهر يتم انتخاب القيادة الجديدة الفلسطينية سنرى شيئاً هل سيتحقق قيام الدولة الفلسطينية أم سنعود إلى نفس المنوال وإلى نفس الاسطوانة السابقة إن هناك صقوراً وهناك حمائم إزاء عملية السلام بين كل من الفلسطينيين والإسرائيليين. هذا ما سوف نتابعه جميعاً ونحن نأمل ونتطلع بكل أمل إن يتوسط الرئيس الأمريكي جورج بوش في إن يعمل كل ما يستطيع من اجل إقامة الدولة الفلسطينية وان تعيش الدولة الفلسطينية إلى جانب الدولة الإسرائيلية جنباً إلى جنب وهذا ما سيحقق السلام في المنطقة.. وأنا آمل إن يوفق الرئيس بوش في هذا الأمر ولكن الرئيس بوش بحاجة إلى دعم أوروبي ودعم عربي وإسلامي ودعماً فلسطينياً وإسرائيلياً ومن كل القوى المحبة للسلام فهذا ما نطمح إليه إن شاء الله في الأشهر القادمة 0 المذيع: ألستم متخوفين من شيء ما هذه المرحلة.
— الرئيس: نحن نأمل بأنه في الأشهر القادمة أن يأتي بشيء جديد وينبغي علينا إلا نتشائم بل نتفائلـ0 المذيع: ما عن العراق.
— الرئيس: العراق انتم الإيطاليين جزء من قوى التحالف ونأمل أن تتوفق قوى التحالف في تهدئة الأمور وإيقاف العمليات العسكرية وإجراء حوار مع كل الفصائل والقوى العراقية وأن تعمل ونحن معها على إقامة الانتخابات في وقتها وبشكل جيد وبحيث تشارك فيها كل القوى السياسية ويشارك كل العراقيين في اختيار النظام السياسي ومن يقود العراق في المستقبل في إطار نظامٍ ديمقراطي حر ومستقل وسنكون مقدرين تقديراً عالياً لقوى التحالف بقيادة الولايات المتحدة إذا أجريت الانتخابات وحققت الأمن والاستقرار وبدأت بالانسحاب وسنكون مسرورين في منطقتنا العربية وفي العالم الإسلامي وفي العالم كله بذلك نحن نريد عراق آمن مستقر موحد يدير شئونه نفسه بنفسه ولا أحد يتدخل في شؤونه. المذيع: أعتقد ومن خلال الحديث معكم بأنكم من الأشخاص الذين لا تحبون التعليق أو الحكم على رؤساء آخرين بوضوح ولكني أريد أن تجيب على سؤالي هل أنتم علاقتكم جيدة بالرئيس الأمريكي بوش الأب أم بوش الابن.
— الرئيس: علاقتي بالرئيس بوش الأب كانت جيدة جداً ومع الرئيس بوش الحالي ممتازة أكثر بحكم أننا التقينا ووقفنا في خندق واحد وهو مكافحة الإرهاب. المذيع: سيدي الرئيس الكل يعرف الحرب التي يعاني منها العالم في الوقت الحالي في العراق وأفغانستان فهل هي بداية لحرب عالمية.
— الرئيس: نحن لا نتشائم ونتوقع بأن إذا حلت المشكلة الفلسطينية وثبتت الأمن والاستقرار في العراق واستمرت الحكومة العراقية الجديدة والنظام العراقي والحكومة والنظام في أفغانستان لن تكون هناك أي حروب الناس تواقين إلى الحرية وإلى الاستقرار والسلام وهذا ما نطمح إليه وكل العالم تواقين لمثل هذا الأمر أنتم الصحفيون ربما تكونون متشائمين ولكن عليكم أن تتفاءلوا. المذيع: سيدي الرئيس من خلال خبرتكم بأنكم اتخذتم خطوات كثيرة في مكافحة الإرهاب ولكن ماذا عن التعليم.. هل التعليم ممكن أن يكون واحد من الوسائل لإنهاء الإرهاب أم لا زالت القوة هي الوسيلة الوحيدة.
— الرئيس: إنهاء الإرهاب هو مكافحة الفقر وإيجاد عدالة في تطبيق قرارات الشرعية الدولية خاصة القرارات ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي بحيث لا يوجد المتطرفون الفرصة أو المناخ لجذب الشباب وجرهم إلى الإرهاب.. العدالة ومكافحة الفقر وإيجاد ثقافة متوازنة للتعايش بين كل الديانات وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذلك هو الذي يحاصر الإرهاب وليس القوة العسكرية هي الوحيدة التي تستطيع أن تحسم قضية الإرهاب بل العمل الاستخباري في إطار التعاون الدولي. المذيع: هل تعتقدون أن العالم متجه في هذا الطريق.
— الرئيس: نحن نثق أن الكثير من دول العالم مع هذا التوجه هذا ما أنا اعلمه0 المذيع: شكراً 0