حديث رئيس الجمهورية لقناة الجزيرة 20/12/2002م
– الجزيرة: ما سبب اقتناء اليمن كل هذه الكمية من السلاح؟
–الرئيس: اقتناء اليمن لبعض هذه الأسلحة التكتيكية وليست استراتيجية هو تجديد للمعدات القديمة لدينا، تعرف التسلح روسي، ونحن نجدد طبعاً كل إمكانياتنا، جيل يأتي، وجيل أفضل، الأجيال التي عندنا قديمة، وليس هناك شيء جديد أو أبداع بقدر ما هو تجديد للأسلحة القديمة، أو استبدالها بأسلحة أفضل، تحديث المدرعات القديمة من الخمسينات والستينات، والمدفعيات والطائرات، هو استبدال أكثر مما أنه تسلح، هو استبدال، ولا ننسى أننا خرجنا من حرب في صيف 94م، وكانت هناك حرب مدمرة، معظم الآليات عندنا استهلكت، فكان لابد من استبدالها مثل المدرعات، مثل المدفعية، صحيح رممناها وأعدنا صيانتها، لكن هي بحاجة إلى استبدال، فليس هناك تسلح جديد، وليس لنا عدو في المنطقة، نحن دولة مسالمة، وليس معنا أي مشكلة مع أحد من جيراننا على الإطلاق بقدر ما هو سلاح دفاعي تكتيكي عادي، ليس له أي أبعاد، هي الصواريخ نفسها التي استوردناها من كوريا، هي استبدال للصواريخ أو تعويض للصواريخ التي ضرب بها الانفصاليون صنعاء، فهو استبدال لتلك الصواريخ التي ضربت بها العاصمة من الإنفصاليين
الجزيرة: فخامة الرئيس، في ظل الوضع الاقتصادي اليمني، هل من الممكن أن تتحمل الحكومة اليمنية نفقات هذه الأسلحة
–الرئيس: ليس بالتسليح ذي الاعتمادات الكبيرة، هو تسليح اعتيادي، استبدال طائرات الميج 21 بطائرات الميج 29، والدبابة / تي 54، 55/ بالدبابة / تي 72 /، هو عملية استبدال وليس عبئاً كما تفضلت أنت، ليس بتلك الضخامة التي تنفق على الجانب العسكري، لا يشكل نسبة كبيرة إلى ما نصرفه على وزارة التربية والتعليم
الجزيرة: الرئيس بوتين لمح في المؤتمر الصحفي إلى إمكانية إقامة شراكة استراتيجية مع اليمن؟
–الرئيس: هذا ليس جديداً، نحن تربطنا مع روسيا معاهدة صداقة قديمة، وجددت هذه المعاهدة في عام 64م، وجددت أيضاً في عام 84م، وأمس وقعنا اتفاقية المبادئ، صراحة لنا علاقات جيددة معهم واعتقد أن هذه العلاقات ستخدم الوطن العربي وليس اليمن فقط، وهي مفتاح للعلاقات العربية الروسية، ونحن بحاجة إلى روسيا، لأن روسيا تظل دولة كبيرة ودولة عظمى مهما حصل من تغيرات في فترة العشر السنوات الماضية، وستظل روسيا لها وزنها السياسي على الساحة الدولية، فلا يجوز لنا أن نتخلى كعرب عن روسيا أو نبتعد عنها كثيرا يجب علينا أن نقترب من روسيا كما نحن قريبين من الولايات المتحدة الأمريكية ومن الاتحاد الأوربي أيضا
الجزيرة : فخامة الرئيس أود الانتقال إلى الملف العراقي، كافة الدلائل تشير إلى أن الحرب قاب قوسين أو أدنى.. ما هو الموقف المرتقب منكم اتجاه الضربة المحتملة؟
— الرئيس: بالنسبة لليمن موقفها معلن نحن ضد أي عمل عسكري ونحن مع الحلول السلمية بين العراق والأمم المتحدة، والعراق قبل بعودة المفتشين وهذا ضمن ما تضمنته قرارات مؤتمر بيروت، قبل العراق بعودة المفتشين وفتح مصانعه وقصوره ومنشاته للتفتيش، استجاب العراق لقرارات الأمم المتحدة وقرارات الجامعة العربية، والعلاقات الثنائية التي تربط العراق بأشقائه العرب والمسلمين وبدول صديقة أيضا، قبل بعودة المفتشين وليس هناك ما يبرر الضربة، وإذا كان هناك معلومات للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا عن وجود أسلحة دمار شامل عليهم أن يستمروا في عملهم جيدا ويقول العراق ماعنديش سلاح بنفسه، وتقول المعلومات الأمريكية والبريطانية يوجد سلاح.. طيب فتشوا استمروا قوموا بعملية فتشوا، وما وجد تموه خذوه، ليس هناك ما يوجب العمل العسكري على الإطلاق، لكن إذا هناك نية مسبقة للعمل العسكري، أقول أنا ماعنديش سلاح في هذا المكان أقول لك أنت نقلته إلى مكان آخر، أين المكان هذا الآخر، الله أعلم، طيب ننتصر، فالعقل يقول انه ليس هناك ما يوجب لعمل عسكري
الجزيرة : نشكل لكم تشاؤم لكن نفترض أن الإدارة الأمريكية خرجت عن إطار مجلس الأمن الدولي بتوجيه ضربة عسكرية على العراق؟
–الرئيس: اعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى الحفاظ على التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب فإن أقدمت على أي عمل عسكري ضد العراق ستخسر هذا التحالف وتخسر التعاطف الدولي، نتيجة لما تعرضت له الولايات المتحدة من أعمال إرهابية في الحادي عشر من 11 سبتمبر / أيلول وما تعرضت له أيضا المدمرة كول في عدن، وهذه أعمال معروفة مثل سفارتها في نيروبي، هذا كون رأيا عاماً وحشداً دولياً للتعاطف مع الولايات المتحدة الأمريكية، فعندما تقوم بأي عمل عسكري ضد العراق في تصوري ستخسر هذا التحالف الدولي
– الجزيرة: فخامة الرئيس هل لمستم من الرئيس بوتين مواقف جدية في رفض استخدام القوة ضد العراق؟
–الرئيس: نعم بالنسبة ليس هناك ما يوجب لأي عمل عسكري وهي نفس وجهة نظر الرئيس بوتين، الكلام الذي أقوله الآن هو نفس الكلام الذي لمست من الرئيس الروسي.. إنه ليس هناك ما يوجب العمل العسكري وخاصة وأن العراق قبل، ونحن أكدنا للعراق انه لا يوجد أي ذريعة، عليه أن يفتح أبوابه ويبذل للمفتشين، وطبعا الواحد لا يجب أن يفتش أنت لو تدخل على الكرملن وتخضع لأجهزة الأمن يفتشوك لكن لو كان برضائك ما كنت تقبل لكن أنت مرغم انك تتفتش، يعني الآن مرغم انه يتفتش، السؤال لو سألتك تحب أن تتفتش يقول لك لا، لكن قرارات الأمم المتحدة والضغوطات التي عليه هو الآن ماشي في طريق التفتيش، يعني مثلا تفتيش المصانع، المنشآت العسكرية القصور يعني أن العراق استجاب لكل القرارات الشرعية الدولية لكل الضغوط.
– الجزيرة: فخامة الرئيس سؤال أخير قريبًا سوف تعقد قمة منظمة مجلس التعاون الخليجي ومعروف أن اليمن ليست عضوا كاملا.. ما هو موقفكم من هذه الميزة بشكل عام، وما هي الخطوات التي أقدمت أو تقدم عليها اليمن لتصبح عضواً كامل الحقوق في مجلس التعاون الخليجي؟
–الرئيس: نحن في بداية الأمر طلبنا من الإخوان بمجلس التعاون الانضمام الكامل لعضوية مجلس التعاون كوننا جزءً لا يتجزأ من المنطقة، ونحن كلنا نكمل بعضنا، ولكن القرار الذي اتخذ في مجلس التعاون تضمن أن تكون العضوية متدرجة في بعض مؤسسات مجلس التعاون الخليجي، هناك قيادات خليجية رأت أنه لا بد أن تكون اليمن عضواً فاعلاً في محيط أسرته الخليجية بكامل العضوية وهناك بعض القادة رأو هذا التدرج، اليمن نضعه تحت الاختبار، فنحن ما عندنا مشكلة، قبلنا بالتدرج وكسبنا علاقات ثنائية جيدة مع كل الدول على الصعيد السياسي والتعاون الممتاز مع كل دول الخليج، ليس هناك قطيعه، لكن تعاون ثقاقي، تعاون تجاري، تكاد أن تعمل اليمن سوق لدول الخليج خاصة للمملكة لعمان، للإمارات وقطر، وهي سوق للمنتجات الخليجية، قالعمل هو موقف تكاملي وأنه لا تضاد سواء استكملنا العضوية أو لم نستكمل العضوية، فنحن جزء لايتجزأ من هذا النسيج الخليجي
– الجزيرة: فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني هناك رأي يقول أن سبب التوتر الحاصل المنظمات الفلسطينية المتطرفة وآخر يقول إن السبب هو سياسة شارون، وكل هذا التوتر الحاصل في فلسطين وإسرائيل ما هو رأيكم وكيف ترون السبيل لتسوية هذا النزاع؟
–الرئيس: أولا نحكي لكم ما تم بحثه مع الروس حول فضية الصراع العربي الإسرائيلي، كان الموقف الروسي إيجابياً ومتعاطفاً إلى حد كبير، وهو مع إيقاف أعمال العنف والعنف المضاد لأن فيه اختلاف في التسمية ووسائل الإعلام تقول إرهاب ونحن وبالنسبة لنا لا نحبذ ولا نقر كلمة إرهاب وقلنا هو موضوع مجحف للشعب الفلسطيني، إنه شعب يناضل من أجل نيل استحقاقه وإقامة دولته، نضال مشروع، وهذا المصطلح يروج له الإعلام العربي والإعلام الغربي وبالذات الإعلام العربي للأسف الشديد، أحيانا يقول الإرهاب وهو ليس إرهاب، وهذا النضال مشروع من أجل نيل استقلاله، وكانت وجهات النظر متطابقة حول إيقاف العنف المضاد وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية للطرفين بالنسبة لتقييم الأولويات، لأن فيه صقور وفيه حمائم في إسرائيل، وأنا أقول لا يوجد حمائم، لا باراك ولا شارون ولا نتنياهو كلهم صقور وكل رئيس وزراء أسوأ من الثاني، هم يبحثوا عن صوت النار لا يقصدوا حلول سليمة يتباهوا من يقدم الأفضل للانتقام من الشعب الفلسطيني وإبادته إبادة الأطفال والنساء والشيوخ وتخريبه، هذه برامجهم الانتقامية، يتباهوا على من يقدم البرنامج الأسوأ لضرب الشعب الفلسطيني، موقف الروس متعاطف وجيد ومع قرارات الشرعية الدولية، وتحدثنا في هذا الأمر أن قرارات الشرعية الدولية تنفذ بمعايير مختلفة وتكال بمكاييل مختلفة، فمثلا كل قرارات الشرعية الدولية تنفذ كما هي في كل المحطات أياً كانت، هذا ما أحببت أن أتحدث حوله.
– الجزيرة: فخامة الرئيس شكراً جزيلاً لك على هذا اللقاء