حديث رئيس الجمهورية لقناة أبو ظبي / 24 مارس 2002م
دعا فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية إلى بلورة رؤية عربية موحدة في قمة بيروت تفضي إلى قرارات حاسمة وتتجاوز التنديد والشجب. وقال فخامته في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه قناة أبو ظبي الفضائية: أن الوطن العربي يمر بمرحلة خطيرة جداً، وخاصة ما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني من حرب إبادة وتنكيل وبطش واحتلال مقدسات واستيطان. وأضاف الا.
— الرئيس: أنه في ظل هذه المستجدات لا ينبغي ان يكون مؤتمرنا مؤتمر شجب وإدانة، ولكن ينبغي أن يكون هناك قرارات في مستوى هذه التحديات. وتساءل الاخ الرئيس، لماذا لا يتم التفاوض مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر نفسها المسئولة في المقام الأول عن أمن إسرائيل. ودعا الأخ الرئيس إلى وقف الوساطات العربية بين العرب وإسرائيل، وأعرب عن استغرابه في أن يكون قطر عربي وسيطا بين الكيان الصهيوني والإنتفاضة الفلسطينية، في حين تصنف إسرائيل الأمتين العربية والإسلامية كعدو لها 0 وفيما يلي نص المقابلة:
– المذيع: مرحبا فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية، وشكرا على استجابتكم لدعوتنا.. تتزاحم علىّ في الحقيقة المداخل لهذا الحديث من أية بوابة يمكن ان ندخل الى عقل حاكم عربي ومن أي زاوية يمكن ان نبدأ هذا الحديث، يبدو انه في نظري ان الامر اكثر الحاحا من ان نبدأ في الخوض في الواقع العربي الراهن خاصة ونحن على مسافة زمنية تقدر بثلاثة ايام على موعد عربي هام من قمة بيروت التي قيل فيها، قمة تاريخية، مصيرية، مفصلية، وانتم تتهيأون ايضا للمشاركة فيها.. فخامة الرئيس باي رؤى تذهبون الى بيروت؟ هل سننتظر كما في القمم السابقة مجرد بيانات شجب وتنديد وادانة ام ان من حقنا هذه المرة ان نطمع في اكثر من هذا؟
–الرئيس: كل مواطن عربي يتطلع الى هذه القمة وان تكون لديها رؤية اكثر من الماضي وقرارات حاسمة ليس بيانات تنديد وشجب بالرغم من اني اطلعت على مشروع البيان الختامي وارسلت ملاحظاتي الى الامانة العامة، اوضحنا فيها وجهة نظرنا حول البيان الختامي، الوطن العربي يمر بمرحلة خطيرة جدا خاصة ما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني من حرب إبادة وتنكيل وبطش واحتلال مقدسات واستيطان.. في ظل هذه المستجدات لا ينبغي ان يكون مؤتمرنا مؤتمر شجب وادانة، ولكن ينبغي ان يكون هناك قرارات مثلا اذا كانت الولايات المتحدة الامريكية تصرح وتقول انها هي المسؤلة في المقام الاول عن أمن اسرائيل اذا كان الامر كذلك فعلينا ان نتفاوض مع الولايات المتحدة الامريكية المسؤولة عن امن اسرائيل بدل التعب مع الحكومة الاسرائيلية، هناك جملة من القضايا ممكن ان تعمل حتى نحقق انجازا على الواقع أو ننتزع حقنا في الاستقلال والحرية والديمقراطية كوطن عربي، لماذا لا نتفاوض مع الولايات المتحدة الامريكية؟ ولماذا لا تتوقف الوساطات العربية بين العرب واسرائيل؟ لان اسرائيل تعتبرنا طرف واحد مهما توسط قطر أو اكثر في مثل هذا الامر، اسرائيل تصنفنا كأمة عربية واسلامية عدوا رئيسيا لها.. نحن بصراحة نستغرب ان يكون هناك قطر عربي وسيط بين الكيان الصهيوني والانتفاضة الفلسطينية ممثلة في السلطة الوطنية الفلسطينية، هذا لا يجوز.. ومن وجهة نظري لا يجوز ان تكون هناك وساطات عربية ثانيا.. نحن من يدعو الى عدم التطبيع مع الكيان الصهيوني وقطع العلاقات مع اسرائيل، لماذا؟ حجتنا قوية اذا كانت هناك علاقات تقوم مع اسرائيل نتيجة اتفاقيات معينة في ذلك الظرف قامت علاقات، فاذا كنا نحتج عندما تقوم أي محطة تلفزيونية بعمل خطأ على حاكم عربي ويقوم القطر الاخر بسحب السفير على طول، كيف نرى اليوم اطفال تذبح ونساء وشيوخ وشباب، فلماذا لا نحتج بقطع العلاقات مع اسرائيل أو سحب السفراء هذا اقل ما يمكن.. وكما اشرت اسرائيل تصنف الوطن العربي والاسلامي كعدو مهما كان الطرف الثاني.. ما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، هذه قناعة لدينا، المفاوضات لا تفيد، اذا لم تكن معززة بالقوة، نحن لا نقول شن عمليات عسكرية لاقامة حرب معلنة مع اسرائيل أو حشد الجيوش على الحدود، بل نقول تقوية المقاومة وندعم الانتفاضة بالمال بالرجال بالمتطوعين والشعب الفلسطيني قادر على انتزاع حقه في الاستقلال.
– المذيع: في هذا السياق فخامة الريس، انتم من ايام دعوتم الى الجهاد وقلتم في تصريح مثير نسبيا المنافذ موجودة، ما معنى هذا الكلام؟
–الرئيس: اوضح لك هذا الامر، الغرب والولايات المتحدة الامريكية تزعل عندما نقول الجهاد، نحن لن نقول الجهاد بل سنقول المقاومة اذا كان المصطلع هذا يزعل الغرب ويزعل الامريكان ويعتبرونه يندرج في اطار ما يسمى بالارهاب عندما نقول الجهاد، نحن نقول الجهاد نجاهد ونقاوم المحتل، اذا كان مصطلح الجهاد لا يرغب الاخرون ان يسمعونه، فنقول تعزيز المقاومة دعم المقاومة الفلسطينية بالمال والرجال، الرجال من اين من الوطن العربي والاسلامي اذا يفتح المجال للمتطوعين ليذهبوا لمساندة اخوانهم مثلما ذهب المتطوعون ايام السبعينات أو الثمانينات لمحاربة الشيوعيين في افغانستان بدعم امريكي وغربي وعربي وذهب المجاهدون من كل العالم لمساندة الشعب الافغاني في مقاومة الاحتلال والتدخل السوفيتي.
– المذيع: ولكن هنا عمليا دعنا نتحدث بشكل عملي عن منافذ وبالتحديد عن منافذ معينة، انت تتحدث عن الحدود اللبنانية الحدود المصرية الحدود الاردنية اذا صح هذا الجانب؟
–الرئيس: هل هناك منافذ اخرى لا يوجد الا الهواء ما عندنا منافذ الا دول الطوق، دول الطوق هي هذه المنافذ.. نحن لم نقل شنوا حربا أو احشدوا الجيوش، نحن قلنا افتحوا المنافذ للمتطوعين وذلك لمقاومة المحتل حتى يستجيب لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، لان قرارات الشرعية الدولية تنفذ في اماكن وتخفق في اماكن اخرى.. نحن نقول تنفذ قرارات مجلس الامن في العراق، لان الارادة الامريكية والغربية تريد ذلك، لماذا ما تتوفر الارادة الغربية والامريكية لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية في اسرائيل، يعني اذا كان هناك منع أو حظر لانتشار الاسلحة النووية، والان امريكا ومجلس الامن تقول لابد من عودة المفتشين الى العراق من اجل التأكد من عدم وجود اسلحة بيولوجية وغازية واسلحة ذمار شامل في العراق، اذا كانت اسلحة الدمار الشامل في المنطقة على مراى ومسمع، لماذا لا تنفذ قرارات الشرعية الدولية لمنع انتشار الاسلحة النووية في اسرائيل، لماذا اسرائيل قائمة على وجود هذه الاسلحة، اسلحة الدمار الشامل والعرب غير مأمونين.
– المذيع: فخامة الرئيس، نعود الى الاجندة أو الملفات المطروحة في القمة العربية، يعني هذه القمة فيها محطة ثقل هامة هذه المرة وهي ما اصطلح على تسميته بالمبادرة السعودية، هل في نظركم هذه المبادرة استوفت كل شروطها؟ هل من الوارد جدا اعتمادها في هذه القمة؟
–الرئيس: حتى الان لم نتسلم رسميا انها مبادرة، ولكن مجرد افكار كما ابلغنا أو كما سمعنا من وسائل الاعلام ان هناك افكارا لسمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد.. لما سمعنا هذه الافكار نحن رحبنا بها وهي ليست جديدة هي افكار سعودية من مؤتمر فاس عام 82م.. نحن معها ولكن ماهي الآلية، ممكن اذا كانت الافكار في حد لديه أي ملاحظات، ممكن نطورها وممكن تتطور ونضعها اساس كمشروع عربي في القمة وانها افكارا سعودية وتتحول الى مشروع عربي في القمة، لا بأس نحن موافقين على تطويرها ووضعها كمشروع عربي في القمة ولكن بشرط ان يتحرك وفد رفيع المستوى من القمة العربية الى الولايات المتحدة الامريكية والى الامم المتحدة وذلك لوضع الآلية لتنفيذ هذا المقترح، اما ان نتبناها ونعلنها في بياننا الختامي ونتركها تعالج نفسها بنفسها سوف تتبخر مثلها مثل كل المبادرات مالم يذهب وفد رفيع المستوى على مستوى ملوك ورؤساء وامراء الى راعي النظام الدولي الجديد القطب الوحيد الولايات المتحدة الامريكية وذلك لاقناع اسرائيل أو الزامها كحليف استراتيجي للولايات المتحدة الامريكية على تنفيذ هذه المبادرة.
– المذيع: ولكن فخامة الاخ الرئيس اذا كان تقرير ميتشل الذي صيغ صياغة امريكية خالصة والذي جاء ودودا جدا لاسرائيل الى حد الان شارون والحكومة الاسرائيلية لم تطبقه فكيف بمبادرة عربية بحته صادرة أو محسوبة على احد طرفي النزاع ان تخترق الجدران السميكة للعقلية السياسية الاسرائيلية؟
–الرئيس: استمرارية المقاومة والانتفاضة سترغم اسرائيل اجلا ام عاجلا على البحث عن السلام وهي التي ستبحث عن المبادرة السعودية أو العربية أو أي مبادرات أو تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، اسرائيل هي التي ستركض وراء الوطن العربي ووراء الولايات المتحدة الامريكية للبحث عن مخرج لانه عندما نعمل مقارنة الان وخلال الانتفاضة التي عمرها سنة وتسعة اشهر تقريبا، لما نعمل مقارنة بينها وبين حربين مرت مع اسرائيل حرب 67 وحرب 73 كان معدل الخسارة في القتلى والجرحى 50 مقابل 1، اليوم معدل الخسارة في اسرائيل 5ر3 مقابل 1 مع ملاحظة ان المواطن الفلسطيني الاعزل تقاوم بالحجرة أو الكلاشنكوف والمسدس 1 الى 5ر3 اسرائيلي، هذا فرق كبير جدا، يعني عمر اسرائيل ما حصلت على مثل هذه المقاومة والاستنزاف وخسارتها من السياحة والاقتصاد كبيرة وهي التي ستبحث عن السلام وليس نحن، اما الشعب الفلسطيني هو يخسر، يخسر من رجاله ويخسر من نساءه ويخسر من اطفاله من اجل الاستقلال، دعه يخسر كثمن لذلك واسرائيل الدولة التي لا تقهر الان مقهورة بانتفاضة الحجارة.
– المذيع: يعني مازلتم على رأيكم فخامة الرئيس، هذا الراي الذي تبلور في بداية الانتفاضة الحالية بان كل الحل تقريبا أو على الاقل بعض الحل يكمن في الخيار العسكري؟
–الرئيس: انا لم اقل خيار عسكري ولكن اقول مقاومة، هناك فرق ما بين مقاومة المحتل وما بين الخيار العسكري، يجب ان يكون الأمر واضحا ولا يفهم عندما نقول المقاومة انه خيار عسكري، الخيار العسكري حرب آليات وجيوش ودبابات وصواريخ وطيران وبحرية هذا اسمه حشد عسكري، وخيار عسكري، لكن انا اقول المقاومة وفتح المنافذ للمتطوعين من العرب والمسلمين للذهاب لنصرة اخوانهم في فلسطين لمقاومة المحتل بالحجرة بالكلاشنكوف باي وسيلة من وسائل المقاومة بالمال.. نحن باستطاعتنا اذا توفر المال ان نأخذ اسلحة الاسرائيليين من على اكتافهم بالمال لانه شعب غير متماسك، هو شعب تشده الاخطار والطوارئ، هم يقولون لهم “ياشعب صهيون انك في حالة عداء مع العرب وانهم سيرمونك في البحر” نحن قلنا لسنا ضد الديانة اليهودية أو المسيحية هذا ليس وارد في قاموسنا العربي، نريد امن واستقرار وسلام شامل وعادل لنا ولهم، كيف يبحثون عن امن اسرائيل ! أمن اسرائيل بايديهم وبايدي قرارات الشرعية الدولية اذا هم يبحثون عن أمن اسرائيل فيكمن ذلك في قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، هذا هو الذي يضمن أمن اسرائيل لن تضمنه الجيوش، لا جيوش الامم المتحدة ولا جيوش امريكا ولا جيوش اوروبا مهما كانت لن يوجد امن لاسرائيل الا بقيام الدولة الفلسطينية.
– المذيع: فخامة الرئيس بخلاف البدايات الاولى لهذه الانتفاضة التي تحرك فيها الشارع العربي بشكل نشيط وشكل عامل ضغط الى حدٍ ما على قرار السياسة العربية، يعني فوجئنا بصمت رهيب خيم على هذا الشارع رغم ايغال السكين الاسرائيلية في اللحم الفلسطيني، بماذا تفسر هذه الحالة؟ لماذا تعطلت آلية الحراك الاجتماعية في العالم العربي وفشلت؟
–الرئيس: الصمت أو الهدوء الذي صار هو بسبب الهجمة الاعلامية الصهيونية والاعلام العالمي بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر، فبعد احداث الحادي عشر من ايلول / سبتمبر وجدت عصا مرفوعة من تكلم من الوطن العربي يقال له انت ارهابي انت عندك ارهابيين فاصبح الوطن العربي والعالم الاسلامي في حالة ذهول، لماذا؟ اذا تكلمت عن الصهاينة أو تكلمت عن الارهاب الصهيوني قالوا لا انتم في الوطن العربي مع الاسف تتبنون الارهاب فكل واحد خائف في مكانه انه اذا تكلم يقال له عندك ارهاب انت عندك تنظيم القاعدة واصبح في حالة دفاع عن النفس لان هناك اعلام مسلط على الوطن العربي والاسلامي وهذا في ذاته ارهاب فارهاب الاعلام هو جزء من الارهاب.
– المذيع: اليمن احد البلدان التي تقريبا مستها شظايا الحادي عشر من سبتمبر واتهمتم في فترة ما انكم بؤرة لبعض القواعد والتنظيمات الارهابية وسارت شائعات حتى عن احتمال توجيه ضربة الى هذه القواعد داخل اليمن، اريد ان افهم كيف انقلب المشهد الان حتى صار الحديث عنكم كحليف استراتيجي في مكافحة الارهاب؟
–الرئيس: نحن بدون شك مرينا بفترة صعبة والبلد تعرض لصعوبات جمة من التسعينات لكن بعد تحقيق الوحدة المباركة بدأت المؤامرة على الوحدة اليمنية بايجاد ازمة داخلية واشكالية بين محققي الوحدة وبين من وقعوا معنا الوحدة هروبا للامام لانهم رجعوا بعد ذلك لينقضوا عليها ويتآمرون عليها وانتصرنا بحمد لله في عام 94م على الانفصال والتآمر في ذلك الوقت وعادت مجاميع كثيرة ممن يسمى بالافغان من اليمن ومن غير اليمن وكان الباب مفتوحا على مصراعيه وبعد 94 بدأت السلطات اليمنية ترحل هؤلاء الاشخاص في الوقت الذي كانت فيه اجهزة المخابرات الدولية تتابع مثل هذا الامر لانها تعرفهم حق المعرفة لانها هي التي تبنتهم، فالمخابرات الدولية تبنت هؤلاء العائدين من افغانستان وهي التي ذهبت بهم الى افغانستان ثم بقيت تتابع تحركاتهم ونشاطهم وعندما عادوا الى اليمن والى كثير من الاقطار العربية بقي اسم اليمن انه يحتضن أو يسكنه عدد من العرب الافغان، ونحن رحلنا الكثير وبقي الشئ القليل جدا، واستمرينا في ترحيلهم فلما جاءت احداث ايلول اعتبر اليمن وكما ظلوا يقولون بانها هي الثانية بعد افغانستان لوعورة جبالها واهلها ومقاتليها وكلام مثل هذا المصطلحات، نحن اوضحنا من قبلنا للامريكان والى الغرب بانه هذا ليس صحيح كان عندنا عرب رحلناهم بقي شيء بسيط مثلما هو موجود، يعني نحن ما استطعنا ننظف تنظيفا كاملا لانه حتى الامريكان وقعوا في نفس الخطأ ولكنهم لم يلتزموا ان يتحكموا ولهذا جاءت احداث الحادي عشر من سبتمبر ولا احد يدعي الكمال بان اجهزته كلها نظيفة، ونحن تعرضنا في اكتوبر في العام قبل الماضي لحادث المدمرة كول في عدن والحق ذلك ضررا كبيرا بالسياحة والاقتصاد والتنمية ومليارات من الدولارات خسرتها اليمن.
– المذيع: على ذكر المدمرة كول فخامة الرئيس هناك تعطيل ان صح التعبير في ظهور نتائج التحقيق يبدو ان اليمن تريد ان تطوي نهائيا اوراق هذه القضية ولكن الامريكيون يطالبون بالتأني فما الغاية من هذا بالتحديد برأيك؟
–الرئيس: هم مبررهم أنه ربما أن تسير من خلال إلقاء القبض على عدد من عناصر تنظيم القاعدة الموجودين لديهم في كوبا بأنه يمكنهم أن يكتشفوا عناصر اخرى وكيف كانت العملية ووو… الخ، وانه ممكن أن يحصلوا على معلومات أكثر أما ما لدينا فهو كاف سواء حول من هم منفذيها وورائها وأين هم؟ ومن الذي قتل ومن الذي أدين مسجونيين ومنهم ثمانية محالين إلى القضاء هذا هو قول الأمريكان وحجتهم أنه ربما يكتشفوا عناصر أخرى.
– المذيع: فخامة الرئيس ما حقيقة التواجد العسكري الأمريكي في اليمن ثم أن هناك أخباراً تتداول بأن هناك مناورات عسكرية يمنية بريطانية أمريكية مشتركة في غضون الثلاثة أشهر المقبلة إلى أي حد يمكن أن يذهب تنسيقكم وتعاونكم الأمني مع الولايات المتحدة؟
–الرئيس: لا يوجد أي تواجد عسكري من هذا القبيل كان هناك مشروع لمناورة في المنطقة الشرقية بيننا وبين الأمريكان قبل الحادي عشر من سبتمبر ولكنها الغيت بسبب تصاعد العدوان الاسرائيلي ضد الفلسطينيين.
– المذيع: ولكن عاد الحديث عن هذه المناورة.
— الرئيس: هذا كلام صحافة. المذيع: إذاً أنت تؤكد أن هذا الكلام غير صحيح؟
–الرئيس: أنا رئيس الدولة ولست الناطق بإسم وزارة الإعلام وأنا أصرح لك كرئيس للبلاد بان هذا غير صحيح، ما عندنا مناورات لاهم فاتحونا بذلك ولا نحن فاتحنا هم ولا نحن قابلين أي تواجد اجنبي.. صحيح لدينا خبراء أمنيين لمكافحة الإرهاب ومدربين لوحدات مكافحة الارهاب من ألامريكين ويصل عددهم إلى أربعين شخصا.
– المذيع: يعني أن تواجدهم ظرفي فقط؟
–الرئيس: من 20 يوم إلى ثلاثة أسابيع إلى أربعة أسابيع، هذا تواجد خبراء أمنيين فقط لتدريب الوحدات الخاصة لمكافحة الإرهاب، ولو كان عندنا مناورات لماذا سنغضب ولماذا المشكلة تثار عندما تكون طرفها اليمن هناك مناورات مصرية أمريكية ومناورات أمريكية أردنية ومناورات سعودية وذلك ليس عيباً ليس هناك مشكلة أصلاً ولايوجد عندنا إتفاق على مناورات كان عندنا إتفاق على مناورات قبل الحادي عشر من سبتمبر في المنطقة الشرقية ألغيناها بعد تصاعد الأحداث الفلسطينية عندما تولى إرييل شارون وصعد أعمال العنف ضد الفلسطينيين ألغيناها قلنا لهم غير مقبول بأن نقيم مناورات والشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة من قبل الكيان الصهيوني وبعدين جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر ولم يثار الموضوع.
– المذيع 00 طيب بالنسبة لليمنيين المحتجزين حالياً في قاعدة غوانتانامو، بداية نريد أن نعرف عددهم الفعلي ثم هل هناك محققون يمنيون شاركوا في التحقيقات ما هي النتائج إلى حد الآن؟
— الرئيس 00 تفيد المعلومات ان لدينا أربعة وخمسين شخصاً موجودون في كوبا وعندما جاء إلى هنا جورج تينيت رئيس المخابرات الأمريكية بحثنا معه على إيفاد أشخاص للإطمئنان على أحوالهم وللتحقيق معهم، كيف تم ذهابهم ومن أين ذهبوا من الداخل أم من الإغتراب لأن معظم المشاكل التي صارت لليمن والمتطرفين هم كانوا مغتربين فنريد أن نفهم كيف كان ذهابهم وهل ذهبوا من الداخل ومن أي مناطق ومعرفة أحوالهم والإطمئنان عليهم ومطالبة أمريكا بتسليمهم لاستكمال التحقيقات معهم، وكان الامريكان وافقوا وذهبت الجوازات إلى القنصلية الأمريكية في السفارة الأمريكية وذلك لأخذ التأشيرات وحتى اليوم لم يؤشروا للضباط الذين سيذهبون إلى هناك فابلغنا الداخلية بأن تبلغ السفارة الامريكية إذا لم يؤتوا بالفيزات فعليهم سحب الجوازات وسيكون لدينا حديث مع الامريكان
– المذيع 00 هل أثرتم هذا الموضوع بالتحديد مع ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي عندما زار اليمن؟
–الرئيس: هذا الموضوع بحث بالذات مع جورج تينيت
– المذيع: طيب تشيني في زيارته الأخيرة إلى اليمن نريد أن نفهم ما الذي جاء يقوله ما هي الرسالة التي جاء يحملها؟ هل فعلاً جاء يطلب مباركة عربية لضربة محتملة ضد العراق؟
–الرئيس: هذا غير وارد، ولم يحصل معنا هذا الأمر نحن بحثنا معه إنهاء الحصار ورفضنا للتهديدات ضد العراق، هذا ما أبلغناه به وهو لم يفاتحنا سواء في قضية إمكانية البحث حول فلسطين وإسرائيل والعلاقات الثنائية والتعاون في مكافحة الإرهاب وعملية السلام وجهود أمريكا ومساعدة أمريكا لإقناع ياسر عرفات لإيقاف العنف ولم يقل الإرهاب، وأنا استغربت على تصريحه في تركيا وحديثه حول الإرهاب في فلسطين وهو قال لي العنف والعنف المضاد وهي مبادرة جميلة اننا نسمع من الإدارة الأمريكية عن مصطلح العنف والعنف المضاد، هذا شئ جميل، لكن بعد ذهابه من هنا وتوفقه في تركيا سمعناه يقول الإرهاب الفلسطيني، وهذا مالا نقبله على الإطلاق ان يرتبط الإرهاب بالعرب والمسلمين لأن الإرهاب آفة لا أب له ولا أرض أو وطن أو ديانة، الإرهاب من كل ديانات العالم مسيحية أو يهودية فلماذا يلتصق الإرهاب بالإسلام، هذا ما يجب ان نرفضه كعرب، من هذا المرتكز أنا أبلغته اننا نرفض أي تهديد أو توجيه ضربة للعراق وهذا غير مقبول على الإطلاق واستمر الحديث أكثر من نصف ساعة حول العراق بالذات وهو متشدد نحو العراق، ويقول ان العراق يمتلك أسلحة بيولوجية أو غازية، قلنا له أنتم فتشتم وذهبتم بفريق للتفتيش، قال أنه لهم ملاحظات على التفتيش الذي تم وأنهم رأو ان أسلحة دمار موجودة في العراق وأنها تستهدف الامريكان قلنا لهم نحن ضامنين بأن العراق لا يمتلك هذه الأسلحة الغازية وأسلحة الدمار الشامل قال في نهاية المحادثة انت متعاطف مع العراق، وأنا متشدد، قلت له أنه من حقي أن أتعاطف لأنه قطر عربي.
– المذيع: بخصوص هذه النقطة بالذات فخامة الاخ الرئيس هل لاحظت أو استنتجت بأن الأزمة العراقية أو الحالة العراقية هي ربما مجرد إشكاليات يمكن أن تحل في إطار الأمم المتحدة أو الهيئات المختصة أم أنها قرار استراتيجي أمريكي بإزاحة النظام العراقي؟
–الرئيس: أنا أتخيل هكذا ما يتعرض له العراق خارج نطاق المؤسسة الدولية مزاج امريكي حط رأسه في رأس العراق، الامريكان وتحديداً القيادات المتعاقبة أو الإدارات المتعاقبة في أمريكا حطت رأسها في رأس العراق.
-المذيع 00 فخامة الرئيس ننتقل إلى موضوع آخر في أي سياق سياسي واستراتيجي يدخل اليمن إلى منظومة مجلس التعاون الخليجي ولو من بوابة غير رسمية إلى حد الآن، ماذا ترغبون بالتحديد من وراء هذا الإندماج والحال ان ليس هناك أي تناغم على الصعيد السياسي والإقتصادي بين اليمن وبين أنظمة دول الخليج؟
–الرئيس: لا بالعكس التناغم موجود بيننا وبين الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي عقلية الستينات والسبعينات انتهت سواء هنا أو هناك الآن انا لا أرى أي فرق بيننا وبين الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وهم اتخذوا قراراً في القمة الأخيرة في سلطنة عمان بانضمام اليمن إلى بعض مؤسسات مجلس التعاون ورحبنا بهذا القرار على أساس ان تكون مشاركة اليمن في بعض هذه المؤسسات خطوة في طريق الاندماج الكامل مع أشقائه في مجلس التعاون الخليجي وهذا هو الوضع الطبيعي لأنه بلد جار وهناك تجاور جغرافي وسكاني والوضع الطبيعي ان اليمن يكون موجودا معهم، وحتى لو لم نكن موجودين كأعضاء اساسيين في المجلس لكن نحن موجودين في الواقع وتربطنا بهم علاقات حسب ونسب ومصالح كاننا موجودين، ولدينا مع كل دول مجلس التعاون علاقات متميزة 0 ولو اطلعت في ظرف من الظروف اشياء معينة فإنها تحصل بين الاخ واخوه وفي نهاية الامر تعالج هذه الامور.
– المذيع: فخامة الرئيس، اسمحو لي ان ننتقل الان الى بعض القضايا المحلية، العارف باليمن وتركيبة اليمن السياسية الاجتماعية كذلك بموروثه التاريخي يتوقف عنده لحظة، هو ان اليمن فيه تقاطع شبه عجيب بين مفهوم الدولة ومفهوم القبيلة لا هو مجتمع مدني خالص ولا هو مجتمع قبلي قائم على الانغلاق والعصبية والمصالح الفئوية، ماهو مشروعكم السياسي المستقبلي في التعاطي ومعالجة هذا الوضع؟
–الرئيس: من حقك ان تقول هذا الكلام وخاصة ان الاعلام والديمقراطية في اليمن وحرية الصحافة وما تقرأه من مقالات ومن مراسلي وكالات الاعلام ينقلون احداث في اليمن، فيتخيل واحد سوف يصل الى مجتمع قبلي منغلق لا تستطيع ان تأمن على ملبسك وانهم سيأكلوك هؤلاء الوحوش.. ان اليمن مجتمع متحضر وذات اصالة وحضارة عريقة تاريخية هو موطن العرب الأول هو الاصالة وهو الحداثة والديمقراطية والعلم والثقافة، ليس كما نسمع من بعض المراسلين ووكالات الانباء لان هؤلاء المراسلين وبسبب مشكلة الفقر في اليمن يركضون وراء كل مقال ليحصل منه على الف أو ثلاثة الف دولار فينقل اشياء تسيء لسمعة اليمن ويفكر القارئ أو المستمع العربي والاجنبي ان اليمنيين وحوش.. اليمن بلد حضاري بلد مدني بلد قبلي، قبيلة متحضرة ليست قبيلة متعصبة منغلقة قبلية متحضرة، وانت يمكنك الان ان تمشي في أي مدينة يمنية وانت تحمل ملايين الريالات والدولارات، واذا مشيت في نيويورك لا تستطيع ان تأمن على ساعتك ففي الولايات المتحدة اذا ما اخذوا منك ساعتك يقطعوا يدك، هذا ليس صحيح ما ينقل على البلاد، وانا لي اربعة وعشرين سنة في السلطة اعرف خصوصيات هذا البلد انه بلد حضاري بلد ثقافي بلد سياحي بلد ميس ولدى ابناؤه ذكاء فطري ولدينا دستورا تستيطع تقول ان البلاد شهدت منذ اربعين سنة نقلة كبيرة جدا في ثقافته في خريجيه، الان عندنا الالاف المألفة من خريجي الجامعات.
– المذيع: انا اتحدث عن مفهوم السلطة أو المفاهيم السلطوية اين تبدأ فعلا سلطة الدولة كدولة القانون والمؤسسات واين تنتهي ربما احيانا تصطدم بمفاهيم قبلية أو بسلوكيات قبلية؟
–الرئيس: الدولة يمتد نفوذها على كل ربوع الوطن ولا يوجد أي مرفق أو مدينة أو قرية لا توجد فيها سلطة الدولة، السلطة النيابية والمؤسسات الدستورية هي السلطة النيابية المنتخبة وممثلة في مجلس النواب وتوجد الشرطة في كل انحاء اليمن وبحسب الكثافة السكانية من عشرة الى عشرين من مئة الى مئتين موجود، وادوات السلطة المحلية المنتخبة موجودة ايضا، كل سلطات الدولة موجودة في كل مكان، نعم يحصل احيانا اشكالية بين قبيلة وقبيلة وتوتر وتعصب على حدود على اراضي على ممتلكات، هنا تتدخل الدولة وتحسم هذا الامر، طبعا ليس كلها تنجح مئة في المئة وتحدث بعض الاشكاليات ولكنها حالات نادرة والنادر لا حكم له، لكن المشكلة ان الشئ السئ يتحول الى شئ كثير والايجابيات لا احد يذكرها، عموما اصطدام القبائل ببعضها البعض ومع رجال الشرطة لا تشكل مشكلة.
– المذيع: فخامة الرئيس في فترة ما تفشت ظاهرة خطف السياح، هل هي حركة ربما لها دلالات سياسية ام انها مجرد عمليات ابتزاز الحكومة باقامة مشاريع؟
–الرئيس: اربط الاثنين، ابتزاز ولا تستبعد السياسة منها. المذيع: المصالحة الوطنية هل لهذا العنوان يمكن ان نسدل عليه الستار نهائيا، هل مازالت هناك ظنون ربما، الحرب اليمنية التي عرفتها اليمن؟ الرئيس انت تسمع اناس يقولون المصالحة الوطنية من حقهم ان يقولون المصالحة الوطنية نحن في شدة الحرب في العام 94م اصدرنا عفوا عاما عن كل مرتكبي جريمة الحرب والانفصال، مصالحة مع من مصالحة مع شخص ارتكب جريمة حرب وانفصال واسال الدماء وارهق الاقتصاد، الدولة تجاوزت عن هذا وعفت عنهم، من اراد ان يكون مواطنا صالحا الوطن للجميع وان كان هناك مجموعة مقيمة هنا أو هناك لمجرد انها تحصل على رواتب افضل من هناك فهي تحب البقاء ولكنها من وقت الى اخر تذكر بنفسها عبر مقال هنا أو هناك أو صحيفة هنا وهناك انها تريد المصالحة الوطنية فنحن نرحب بهم ان يعودوا الى وطنهم ولا توجد أي مشكلة.
– المذيع: صحيح ان بعض الرموز عادت الى اليمن مثل سالم صالح محمد عضو مجلس الرئاسة السابق، هل يفتح هذا الباب امام عودة قائمة الستة عشر مثل علي سالم البيض وحيدر ابوبكر العطاس؟
— الريس: لا، هناك اربعة محكوم عليهم اما الباقين محكوم عليهم مع وقف التنفيذ وباستطاعتهم العودة عدا الاربعة لا يستطعيوا العودة لانه محكوم عليهم باحكام قضائية، وليس هناك شئ اسمه مصالحة، هناك شيء اسمه عفو عام صدر عن مرتكبي جريمة الحرب والانفصال فالذين استفادوا من هذا القرار موجودون الان هنا ويشاركون في الحياة السياسية، والذين لا يزالون في الخارج هم لديهم استضافة من بعض دول الجوار والاشقاء، والاستضافة مغرية وعندما يقارنها بالرواتب والمال في الداخل فيفضل الاستضافة، ومن وقت الى اخر يكتب عمود في صحيفة الايام اليمنية أو مقال في صحيفة الاتحاد الضبيانية ليقول انه موجود ويريد مصالحة وطنية.
– المذيع 00 فخامة الرئيس ظاهرة اخرى لافتة وهي ظاهرة انتشار السلاح، يقال ان هناك ستين مليون قطعة سلاح في بلد تعداد سكانه عشرين مليون نسمة بعملية حسابية بسيطة ثلاث قطع سلاح لكل مواطن؟
— الرئيس 00 شئ جيد عندنا الأسلحة بهذا الحجم لا توجد عدد ستين مليون في منطقة الجزيرة كلها فيه سلاح موجود ومنتشر مع كثير من الناس نحن لا نشجع على انتشاره ولكننا نقتني السلاح ووجوده مع المواطنين لا يشكل خطورة،، الجريمة هنا أقل جريمة في العالم من البلدان المتحضرة المدنية اينما وجدت عربية أو إسلامية أو أجنبية والجريمة متفشية وهي منتشرة، ولكن الجريمة أكثر هناك أما هنا فرغم انتشار الاسلحة فالجريمة أقل 0
– المذيع 00 هل استصدار قانون لمنع حمل السلاح له محاذير معينة؟
— الرئيس 00 عندنا قانون ينظم حمل السلاح واقتنائه عندنا مشروع قانون في مجلس النواب، هو قانون الحيازة والحمل كيف يمكنك حيازة السلاح وكيف يجوز لك حمل السلاح، ولكننا لا نشجع على انتشار السلاح ولكن هناك ظروف معينة يكون فيها وجود السلاح في أيدي المواطنين مهم مثلا عند وجود أي خطر على الوطن يستنفر الشعب بسرعة وقد حصلت عندنا أكثر من مرة عمليات معينة أو اعتداء على أراضي الوطن وتستطيع أن تستنفر من الوطن مليون أو نصف مليون شخص في أسابيع قليلة يكونوا جاهزين ومسلحين ومدربين يحملون السلاح فقط، احضر له العتاد وسوف ينجز المهمة، مع ذلك لدينا مشروع قانون حول حمل وحيازة السلاح وهو في مجلس النواب 0
– المذيع 00 ظاهرة أخرى تعتبر توأم لظاهرة حمل السلاح ان صح التعبير، وهي ظاهرة الثأر، إلى فترة المدينة كانت محرمة على الآخرين في ظاهرة الثأر، ولكن وقع اختراق لهذه الممنوعات كيف تنظرون إلى هذه الظاهرة وما هو الذي بيدكم ان تفعلوا لهذه الظاهرة؟
— الرئيس 00 المدن الرئيسية لم يكن أحد ينتقل إليها أو يمارس الثأر فيها لانه نتيجة كانت المدينة في ذلك الوقت مجتمع معروف ومدينة صغيرة الناس فيها متعارفين فيما بينهم، أما الآن فقد يصل تعداد المدينة إلى أكثر من مليون يأتي إليها من كل حدب ومن كل أنحاء اليمن ومنافذ المدينة متعددة أكثر من اثنين وسبعين منفذ الآن للعاصمة، ولكن رجال الأمن وضعوا ترتيبات لمنع تكرار جريمة الثأر في العاصمة والمدن الاخرى لان العاصمة أصبحت بمثابة مصيدة، لأنه إذا احد لديه ثأر الأرض واسعة والمجتمع محدود والقرية صغيرة فكل واحد متحصن وكل واحد حذر من كل شئ، ولكن هنا في المدينة الارض واسعة وتحصل عملية ثأر ولكن الأمن يعمل على منع تكرار مثل هذه الحوادث بضوابط أمنية ورقابة أمنية وترخيص للسلاح ومعرفة من يحملون السلاح واين يسكنون في أي فنادق وفي أي مكان.
– المذيع 00 فخامة الرئيس كانت لكم جولة في الأيام الأخيرة في عدة محافظات داخل اليمن، كانت هناك مشاريع تنموية وضعتم لها حجز الأساس وبعضها دشنتموها كيف تنظرون إلى المشاريع التنموية والإستثمارية في اليمن في ضوء الصعوبات الإقتصادية التي تعانون منها؟
— الرئيس 00 البلد يحتاج إلى كل شئ بلد تعداد سكانه كبير ومترامي الأطراف وهو بحاجة إلى خدمات وبحاجة إلى طرق وبحاجة إلى سدود والحواجز المائية والمدارس والجامعات والمعاهد والكهرباء والمستشفيات في إطار إمكانية اليمن نحن نسخر امكانياتنا لهذه الخدمات أيضا نحن نبحث عن قروض ومساعدات من الدول الشقيقة والصديقة من البنك الدولي والإتحاد الأوروبي ولدينا وعود بجملة من المشاريع تتبناها الولايات المتحدة، الإتحاد الأوروبي والبنك الدولي.
– المذيع 00 ما هي الوعود التي تمت؟
— الرئيس 00 بدأت هذه الوعود تتحقق ونحن بدأنا خطة مع الامريكان في عدد من المشاريع التنموية 0
– المذيع.. يعني هل هي ثمرة تعاونكم واستجابتكم في امريكا في مكافحة الإرهاب؟ — الرئيس 00 لم تكن هذه ثمرة ولكننا أردنا ان نكون هكذا قناعتنا في مقارعة ومكافحة الإرهاب ومع ذلك نحن طلبنا من امريكا ونقول بان الإرهاب ظاهرة سلبية والذي يحد من مكافحة الإرهاب هو مكافحة الفقر ولهذا يجب معالجة الإرهاب بمكافحة الفقر أفضل، أيضاً من أسباب وجود الإرهاب قضية الصراع العربي الفلسطيني وعدم وجود عدالة دولية في ما يتعلق بالشعب الفلسطيني من انتهاك لحقوق الإنسان لممتلكاتهم لمقدساتهم فيوجد تطرف الشئ الثاني الفقر فعاملان اساسيان هما الفقر والظلم وعدم وجود عدالة، فنحن حصلنا على وعود من الامريكان والاوروبيين خاصة المانيا وهولندا والبنك الدولي وهناك قروض من الصندوق العربي واخذنا مبالغ لا بأس بها لايصال الخدمات الى كافة المناطق.
– المذيع: قمتم بحركة كبيرة في سلك القضاء عينتم قضاه جدد هل هناك أزمة عدالة في اليمن خاصة أن هناك بعض أحزاب معارضة تتحدث عن وجود فساد في الإدارات الحكومية؟
–الرئيس: طبعاً لأن الأحزاب خارج السلطة لازم ترمي اللوم على السلطة حتماً وهذا شيئ طبيعي والمعارضة هي تجمع جملة من الإتهامات وترميها في وجه الدولة وتتهم القضاء بالفساد وتتهم الحكومة بالفساد وكل واحد خارج السلطة من لم يكن له نصيب في هذه الدولة يتمنى زوالها وهذا عرف عالمي من لم يكن لديه مصلحة في مؤسسة أو في دولة أو في حكم فإنه يتمنى زواله القضاء اليوم أفضل مما كان عليه في السابق كان لدينا قضاه ورثناهم من عهود ما قبل الثورة وكان هذا هو حال القضاء ولم يكن هناك تحديث نحن تبنينا منذ عام 82 إلى اليوم تحديث القضاء وفتحنا معاهد عليا لتدريب القضاه والآن هناك عدد من الخريجين وعلمنا عملية إحلال محل القضاه السابقين الذي تقدموا في السن أو أحيلو للتقاعد والقضاء الأن أفضل مما كان عليه قد تحصل ظاهرة سلبية هناك ويحصل شخص مفسد وهذا شيئ طبيعي ولكن الحكومة يجب أن تفتح عيونها على مثل هذا الأمر وتنهي مثل هذه الظواهر السلبية وتحاول أن تعالجها بإيجابية.
– المذيع: سيادة الرئيس سؤال أخير لنتحدث عن ظاهرة شبه متفشية في العالم العربي والأمة العربية وهي التوريث السياسي هناك حديث أيضاً عن إحتمال إنتشار هذه الظاهرة تكون موجودة في اليمن في ضوء منح نجلكم بعض الصلاحيات السياسية كيف تنظرون إلى هذه المسألة؟
–الرئيس: أنا سوف أجيبها لك على سبيل النكته والتي تقول أنه الأفضل أن بعض الحكام يورثوا ولكنهم ليسوا ديمقراطيين وأنه بدلاً من أن يكون نجل واحد يورثه والمفروض أن يكون أكثر من نجل تكون ديمقراطية وأن لا يفرض على مجتمعه شخص واحد فيجب أن يكون أكثر من واحد حتى تتجسد الديمقراطية.
– المذيع: سيادة الرئيس سوف أترك لك المساحة حرة في أن تقول ما تريد لمشاهدي قناة أبو ظبي؟
–الرئيس: طبعاً أنا سعيد أن أتحدث إلى قناة أبوظبي التي أتابعها بإستمرار وبرامجها لا بأس بها وجيدة ونتمنى أن تتطور هذه المحطة وهي محل إهتمام كل المشاهدين وهي محطة ممتازة لديها كوادر جيدة وإن شاء الله نراها في كل وقت أنها تطور نفسها وأن تحدد رؤيتها وسياستها في المدى القريب هل هي ثقافية هل هي سياسية هل إقتصادية هل هي إجتماعية أم هي لكل هذه الفعاليات، كما أتوجه بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى رأسها سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على مواقفه القومية وما يقدمه من دعم سخي للإنتفاضة الفلسطينية وهو محل تقدير وإحترام وهو يساعد كل أشقاءه في الوطن العربي ونتمنى له طول العمر ولدولة الإمارات العربية المتحدة مزيد من التقدم والإزدهار في ظل قيادة الشيخ زايد. المذيع: أشكرك سيادة الرئيس