حديث رئيس الجمهورية لمجلة الحوادث اللبنانية 21أغسطس2003م
كان اللقاء في دار الرئاسة بصنعاء وفي الخيمة الحبيبة إلى قلب الرئيس علي عبدالله صالح والتي تقع في حديقة القصر. وهناك يستقبل الرئيس الذين تشدهم إليه صلات وثيقة. عرض عليّ القهوة فاعتذرت فقال وما رأيك في العنب؟ قلت إنها فاكهتي المفضلة وجيء بطبق متعدد الأنواع من العنب الذي هو مع العسل والبن ألذ طيبات اليمن، ودام اللقاء ساعة ونصف الساعة بلا لحظة من التوقف. وقد كان يجيب عن الأسئلة بوضوح نادر وطلاقة نموذجية وسرعة تعززها بديهة حاضرة. والرئيس علي عبدالله صالح، في قلة من القادة الأخيار الذين يعرفون كيف يتعاملون مع الناس وقضاياهم، فيلهو بالشأن الخطير كما الطفل المعافى بدمية العيد. وعلى وجهه أبصَرَت اليمن الخير والرخاء والسيادة، ولعل أبرز ما نعمت به من جراء مبادراته. الوحدة اليمنية الكاملة، وفيض النفط والغاز. فهي اليوم مع إشراقة كل صباح، يتدفق عليها 430 ألف برميل من النفط.. وتلك البداية بانتظار أيام خير أوفر لليمنيين ولرخائهم ولاستقرارهم. وكلما زرت اليمن بعد غياب عنها، لمست التطور ولمست كيف يواكب الرئيس وفريق عمله العصرية وفروضها حذوك القدم بالقدم. هذا هو جهد وعطاء الرئيس علي عبدالله صالح الذي لا يتردد في الإجابة عن أي سؤال، ولا يطلب إليك، وأنت تحدثه، أن تحذف استفهاماً ولو كان محرجاً، خشن الملمس، كثير السخونة، فالقيادة الرشيدة هي التعاطي مع الشأن الجلل بصراحة وموضوعية وثقة عملية. والرئيس علي عبدالله صالح أنوف، أليف، يعامل أصدقاءه بمحبة ويحرص على أن يميزهم بلفتاته التي لا يجيدها إلا الزعماء الملهمون. رياضي بجسده وفكره حاضر الذهن مريض كمال ما تمت له الهناءة إلا بالاحلى. يخلع عن عطائه بالحكم ما ليس حضوراً ونبضاً، وللقيادة الرشيدة في تضاعيف تصرفاته غير ريف وظل. قصرت عباراتي على قامات تعبيره وهو يغرس الحق. علي عبدالله صالح زعيم بلا ضفاف، صعب ان تعرف أوله، ثم أين من العين أخره؟ كذا الإعصار ظاهره أحجية وحكاية فضاء. لقد نعم بثقل حيوي غريب.. شعّت به مسالكه قبل أن يبوح بها، وتلك لعمري عدوى الأصحاء. صفي من أصفياء السياسة، في جولاته جلبة الساحات. انه قائد مميز. عبر إلى القيادة وما كان يوماً أسير لون أو انتماء. وتلك شيمة الملهمين. هل رأيت السماء قائمة على عمد؟ لقد عرفنا السياسة عند البعض قولاً دخانياً، لكنها عند علي عبدالله صالح، موقف جمري فيه حفر عصب وتواقيع دم. ولد ليدافع ويبني، واستقر لينشئ ويعلي ويصون. علي عبدالله صالح ما سعى يوماً أن يبهر بحديث أو يستميل بمظهر، كأنه حشد قدراته وبراعاته لمواسم المجد والنصر وتفوق الوطن والأمة، فما بعثرها على وهم نظر. نفذ إلى الأعماق. فصوت خافت ونبرة دافئة، كأنه يريد من الناس إصغاء لا سمعاً وحسب. كوني السامع معه مرتين: ساعة الكلام وبعد الاستماع، إن لأقواله استمراراً في النفس، هذا قول سار متمادٍ لا يعرف له قرار. – الحوادث: فخامة الرئيس، سبق أن قلتم في إحدى المناسبات الاحتفالية لذكرى تسلمكم مقاليد السلطة أن من يحكم اليمن هو أشبه بمن يجلس فوق وكر الأفاعي.. ماذا تقصدون بذلك تحديداً؟.
— الرئيس: شعبنا اليمني قبل فترة من الزمان (قبل 25 عاماً) مر بظروف صعبة.. ظروف التشطير.. والمشاكل التي كانت في الشمال بين الشماليين أنفسهم؛ والمشاكل التي كانت في الجنوب نفسه، والصراع الذي كان بين الشمال والجنوب.. والتدخلات التي كانت في شئون اليمن بشكل عام، فكان هنا مدد لهذه القوى وهناك مدد لقوى سياسية أخرى، ومدد لقوى قبلية، وكانت الصراعات حادة في اليمن، مقتل الرئيس الحمدي.. ومقتل الرئيس الغشمي في الشمال ومقتل الرئيس سالم ربيع علي في الجنوب، فكانت البلاد مضطربة، فتخيلت من يأتي إلى السلطة في ذلك الوقت كأنه يجلس على رؤوس الثعابين.. أو يرقص على رؤوس الثعابين. – الحوادث: ما هي منطلقات ومرامي مبادرة العفو عن قائمة الـ16؟ ما هو سر توقيتها؟ لماذا تأخرت إلى هذا الوقت بالذات؟ وهل تتوقعون سيادة الرئيس عودة الرموز الكبيرة مثل علي سالم البيض الذي ما يزال ملتزماً الصمت حتى الآن؟.
— الرئيس: نحن نريد أن نقفل ملف ما حدث في صيف 1994م.. (حرب الإنفصال التي حدثت والمؤامرة على الوحدة اليمنية) فكان هناك أحكام قضائية صادرة بحق قائمة الـ16، فرأينا في هذا الإطار أن اليمن قدم تضحيات بأعز رجاله وكانوا فداءً للوحدة وللديمقراطية، فهؤلاء الـ16 لا يشكلون رقماً أمام تلك التضحيات حتى يظلوا محكومين، والعفو عند المقدرة، فماذا يشكل الـ16 أمام المئات والآلاف الذين استشهدوا وجرحوا.. وماذا سينفعنا حتى لو حكمنا عليهم أو تمكنا من تنفيذ الأحكام عليهم فلن يحلوا مشكلة؛ فالعفو عند المقدرة، ونحن ألغينا العقوبات ومن حقهم أن يعودوا إلى الوطن مواطنين صالحين لهم كامل الحقوق وعليهم كل الواجبات، ومن أراد أن يأتي فاليمن يتسع للجميع. – الحوادث: هل استكملت خطوات الطلاق بين حزبكم (المؤتمر الشعبي العام) و(التجمع اليمني للإصلاح) بعد الانتخابات الأخيرة والعفو عن قائمة الـ16 من الحزب الإشتراكي؟.
— الرئيس: ليس بيننا وبين أي حزب سياسي طلاق، نحن نتعاون مع كل القوى السياسية التي تؤمن بمصالح الوطن وتتحمل مسئولية الحفاظ على النهج الديمقراطي وعلى الأمن والاستقرار؛ فنحن نرحب بكل من يتعاون مع المؤتمر الشعبي العام.. أي حزب سياسي كان نحن نرحب به، فليس لنا أي خصومات مع أي قوى سياسية حتى لو جاءت منها نحن أكبر من أن نختلف مع أي حزب سياسي. – الحوادث: إلى أي حد تشتبهون في أجنحة معينة داخل (الإصلاح) بمهادنة الإرهابيين على أساس أنها لم ترغب في التخلص من التزامات سابقة زمن محاربة الشيوعية؟.
— الرئيس: اليمن بمختلف قواه السياسية تنتهج نهجاً سياسياً واضحاً لمحاربة ومكافحة الإرهاب نتيجة لما أحدثه من ضرر في اقتصادنا الوطني وعلى معيشة الناس وأثر سلباً على السياحة.. وأثر على سمعة اليمن.. وسبب لها الكثير من المشاكل، وخاصة من جراء أحداث الأعتداء على المدمرة الأمريكية كول في عدن والناقلة الفرنسية (ليمبورج) في المكلا، هذه الممارسات أساءت لليمن، ونحن نعمل من خلال المؤسسات فالسياسة العامة للدولة تنطلق من مؤسساتها الدستورية التشريعية والتنفيذية والقضائية بغض النظر عن الجانب الحزبي، نحن لا نتحدث عن أحزاب.. نتحدث عن سياسة رسمتها الدولة.. فهذا هو النهج السياسي الذي انتهجته اليمن لمكافحة الإرهاب بالتعاون مع الأسرة الدولية، ليس بسبب وجود ضغوط دولية من أجل مكافحة الإرهاب.. بل لأننا عانينا ونعاني من الإرهاب. – الحوادث: أوساط المعارضة عاتبة على الحكومة و(المؤتمر الشعبي) لا نهما على حد قولها إستبعدا أنصارها وأعضائها من الوظائف الرسمية واشترطا التخلي عن الانتماء السياسي والولاء التنظيمي قبل التقدم إلى شغل أي منصب إداري أو حكومي.. فهل فعلاً يمارس الحكم اليمني الإقصاء السياسي خصوصاً في قطاع التربية والتعليم؟.
— الرئيس: هذا ليس صحيحاً، الحكومة لا تمارس مثل هذه الإدعاءات والمزاعم ضد القوى السياسية؛ فالمناصب السياسية المحددة طبقاً للدستور هي الحقائب الحكومية، أما الوظيفة العامة فيكفلها الدستور لكل المواطنين بغض النظر عن انتمائهم – أياً كان الانتماء – بشرط أن يكون كفوءاً وقادراً على العطاء؛ لأنه كان هناك تجييش في مجال التربية والتعليم.. تجييش حزبي غير ذي كفاءة، وهناك شروط لشغل الوظيفة في مجال التربية والتعليم وغيره لا بد أن يكون الموظف كفوءاً، أما مسألة التجييش الحزبي لمن هب ودب في مجال التربية والتعليم أو في أي مجال فأمر مرفوض ويتعارض مع القوانين والأنظمة، ومع ذلك لا توجد سياسة للحكومة أو الدولة لإقصاء القوى السياسية من الوظائف العامة فهي مكفولة بموجب الدستور لكل عامة الناس، وتلك الإدعاءات والمزاعم باطلة. – الحوادث: تقدم 56 نائباً من كتلة المؤتمر الشعبي البرلمانية بقائمة ملاحظات ومآخذ لاذعة – بعض الشيء – على برنامج حكومة عبدالقادر باجمال المنبثقة من صفوفه.. فهل هذا يعني لعبة تيارات وأجنحة داخل الحزب الحاكم؟ هل هناك أحصنة اطراودية تعوق العمل الحكومي وتهز تماسك الفريق الوزاري، ولمصلحة من؟.
— الرئيس: هذا يدل على أن المؤتمر الشعبي قد أسس الديمقراطية في أوساطه ومؤسساته وهيئاته قبل أن يفرضها على الآخرين وهو ما يؤكد أن المؤتمر ديمقراطي، فمن حق كل واحد أن يعبر عن رأيه بشكل جماعي أو بشكل فردي.. بشكل مؤسسي أو خارج المؤسسة، وهذا يدل على الديمقراطية الحقيقية داخل المؤتمر، الذي لا يعرف النظام الشمولي؛ لأن معظم الأحزاب الموجودة أحزاب شمولية للأسف تعمل بعقلية الستينات والسبعينات، المؤتمر خلاصة تجارب القوى السياسية سواءً كانوا القوميين البعثيين والناصريين.. أو الإخوان المسلمين والاشتراكيين، فالمؤتمر نخبة من الناس الذين صقلتهم التجارب؛ فهو غير متعصب لأي قوى أو فكر سياسي وهو منفتح على الجميع في الداخل والخارج. – الحوادث: ما هي الحدود الفاصلة بين الحزب الحاكم والحكومة المنبثقة عنه؟ بكلام أخر أين يبدأ الحزب وأين ينتهي نفوذه؟ وفي حال تعثرت خطوات الحكومة في مجالات اجتماعية محددة فهل يكون الحزب (كأداة تنظيمية) مسؤولاً عن ذلك أيضاً؟.
— الرئيس: الحكومة مسئولة أمام المؤسسات الدستورية طبقاً لبرنامج المؤتمر الذي فاز بموجبه في الانتخابات النيابية ولبرنامجها الذي على ضوئه نالت ثقة مجلس النواب.. وليست مسئولة أمام الحزب، لأنه إذا جعلنا مسئوليتها أمام الحزب هو الذي يحاسبها ويحاكمها ويعاقبها فمعنى ذلك أنه نظام شمولي، ولهذا فهي مسئولة أمام مؤسسات الدولة، إن عملت عملاً طيباً فشيء جيد.. وأن قصرت تحاسب أمام المؤسسات. – الحوادث: ما هو مدى تدخلكم في الأداء الحكومي وهل حكومة عبدالقادر باجمال بأعضائها وبرنامجها تستجيب لطموحكم في التطوير والتحديث وإخراج اليمن من أزماته المعيشية – الاجتماعية؟ ولماذا حُدد عمرها بعامين فيما عمرها الدستوري هو ست سنوات؟.
— الرئيس: لا أتدخل في العمل اليومي للحكومة.. ولكنني أتابع أداء الحكومة طبقاً لبرنامج المؤتمر وبرنامجها الذي نالت بموجبه الثقة من مجلس النواب، فهذه هي مهمتي: المتابعة والمحاسبة إذا قصرت في أدائها. وقد أعطينا للحكومة فرصة سنتين لتقدم لنا خلالهما مؤشرات، فإذا كان أداؤها وعطاؤها جيدين فتستمر الحكومة، وإذا كان أداؤها وعطاؤها متعثرين فتحاسب عليه.. ويمكن أن تحاسب الحكومة شهراً بعد شهر وسنة بعد سنة ويمكن إن أحسنت عطاءها تستمر ست سنوات. – الحوادث: لماذا درجت صحيفة الثورة شبه الرسمية على إتهام المعارضة بالتآمر لمجرد اعتراضها مثلاً، على برنامج الحكومة؟ أين المنافسة إذن وموجبات الرأي والرأي الآخر؟ أم أنكم ما تزالون تحت صدمة اغتيال الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي جار الله عمر الذي سقط بسبب خلافه بالرأي والرؤية مع الإصلاحيين؟.
— الرئيس: مثل هذا المقال الصحفي قد يكون عابراً ولا يمثل التوجه السياسي للدولة، والصحافة رأي ورأي آخر، والصحافة الحزبية والصحافة المستقلة تهاجم من وقت لآخر الحكومة.. وتهاجم أداءها، فكل واحد يوجه التهم إلى الآخر، في بعض الأوقات الأحزاب السياسية لا تتوخى الدقة. وتجعل معارضتها لمجرد المعارضة فقط دون أن تقدم رؤية أو تتناول الحقائق مجردة، فعندما تتوخى الدقة والموضوعية في الرأي والنقد للحكومة فهو أمر مرحب به، لكن مجرد أن تكون المعارضة للمعارضة فقط والمكايدة فهذا تعتبره الحكومة عملاً تشويهياً وتآمرياً على أدائها. – الحوادث: هل أنتم مستعدون للتصدي للاختلالات الأساسية في المجتمع اليمني مثل حمل السلاح والقبيلة المفرطة بعصبياتها أم أنكم ما تزالون تراعون الحساسيات والتوازنات على الرغم من نتائجها السلبية على الوضع العام وأخرها مقتل 8 أطفال في محافظة لحج واغتيالات متعددة؟.
— الرئيس: أمام مجلس النواب قانون ينظم حمل السلاح وحيازته، لقد خفت الحوادث إلى حد كبير؛ أما النفوذ القبلي فأصبح النفوذ الحزبي يطغي عليه، والحزبية هي البديل للقبلية. – الحوادث: إلى ماذا تعزون الاهتزازات الدورية في الوضع الأمني، إلى إنتشار السلاح الذي يُسهل عمليات الثأر.. أم إلى التواطؤ الخفي بين إرهابيين أصوليين وجهات قبلية توفر لهم الملاذ الآمن.. أم أن الأجهزة الأمنية تعاني تقصيراً إزاء الأخطار والتحديات المطروحة؟.
— الرئيس: الأجهزة الأمنية تؤدي واجبها بشكل جيد، وكل هذه الأعمال الإرهابية استطاعت الأجهزة الأمنية بكفاءة عالية وجيدة أن تلقي القبض على مرتكبيها وهم رهن التحقيق، وأجهزتنا الأمنية من الأجهزة الناجحة في المنطقة وهو ما اعترفت به الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مكتب التحقيقات الفيدرالية، فقد استطاعت أجهزتنا أن تحدد مرتكبي الهجوم على المدمرة الأمريكية (كول) وألقت عليهم القبض؛ كما استطاعت معرفة منفذي الهجوم على ناقلة النفط الفرنسية(ليمبورج) في ميناء المكلا وألقت عليهم القبض، فوضع أجهزتنا جيد.. وأداؤها ممتاز. – الحوادث: هل حسمت وحدات مكافحة الإرهاب التابعة لوزارتي الداخلية والدفاع المعركة ضد العناصر الأصولية المسلحة في جبال (حطاط) في محافظة أبين؟ كيف تتعاملون مع الفكر الجهادي المنتشر في الحزام المحيط بمسرح العمليات؟.
— الرئيس: الأجهزة الأمنية قامت بعمليات ناجحة في إحباط مخطط العناصر التي قامت بالإعتداء على الفريق الطبي في محافظة أبين وتم إلقاء القبض عليهم وقتل من قاوم الأجهزة الأمنية، والمعتقلون رهن التحقيق، كما أن مجموعة من المنتمين إلى ما يسمى بتنظيم القاعدة وما يسمى بعناصر الجهاد هم أيضاً رهن التحقيق، وهم معترفون بأعمالهم، وقد أمرت بتشكيل لجنة من العلماء اليمنيين للحوار معهم حول كيفية إعادتهم إلى جادة الصواب.. وإصلاحهم والابتعاد عن الغلو والتطرف، ومع ذلك ففي الوقت الذي يتم التحقيق معهم والتحفظ عليهم فهناك حوار لإعادة تربيتهم إسلامياً من خلال عدد من العلماء. – الحوادث: لماذا لم تتوصل أجهزتكم الأمنية، وعلى الرغم من يقظتها إلى فصم العلاقة بين جهادي الداخل و(تنظيم القاعدة)؟ وهل زودكم الأمريكيون بمعلومات محددة عن مدى تمركز الأصوليين المسلحين في جبال المراقشة وحطاط؟.
— الرئيس: لسنا بحاجة إلى أن يزودنا الأمريكان بمعلومات، نحن أصحاب البلد ونعرف ما يدور في بلادنا أكثر من أي جهة أخرى، فلا يوجد الآن – لا في المراقشة ولا في حطاط – أي جهادي، فالبعض منهم متخفين والبعض فارين ومع ذلك أجهزة الأمن تتابعهم. – الحوادث: إلى أي حد يمكن القول أن العملية العسكرية الكبيرة في جبال حطاط هي أول ترجمة ميدانية عملياتية لقوات مكافحة الإرهاب اليمنية التي مولت إنشاءها ودربتها القوات الأمريكية؟ وهل أنتم راضون عن التنسيق اليمني – الأمريكي في إطار مكافحة الإرهاب؟.
— الرئيس: أولاً كانت وحدات مكافحة الإرهاب عبارة عن مجموعة صغيرة ولكنها مدربة تدريباً نوعياً، وكان إسنادها من الجيش المتواجد في المنطقة الذي حسم العملية. – الحوادث: هل حصلت بلادكم على معدات وأنظمة تسليحية ورادارية تمكنها من ضبط منافذها البحرية ومنع التسلل؟ وهل تتعاونون مع المملكة العربية السعودية على مستوى حرس الحدود وخصوصاً أن معلومات تحدثت عن تهريب أسلحة من اليمن إلى داخل المملكة؟.
— الرئيس: بالنسبة للمعدات الولايات المتحدة الأمريكية لم تقدم سوى معدات بسيطة لوحدات مكافحة الإرهاب داخل الجهاز الأمني وهي عبارة عن أسلحة تقليدية، كما أن هناك أجهزة كاميرات في المنافذ تم التعاون مع الأمريكان على توفيرها، فهذا هو التعاون الموجود، لكن اليمن تتجه لشراء منظومة رادارية لضبط السواحل.. خاصة ولدينا ساحل طويل (الفين ومأتي كيلو متر. ) – الحوادث: كيف تسيطرون على أكثر من ألفي قيلو متر من الحدود البرية المشتركة بينكم وبين السعودية وسلطنة عُمان؟ إلى أي حد يساعدكم الأمريكيون في هذه المهمة الصعبة؟.
— الرئيس: نحن متواجدون بخفر السواحل وبحرس الحدود.. والتعاون قائم بيننا وبين المملكة العربية السعودية.. وتبذل أجهزتنا الأمنية وحرس الحدود السعودي جهداً جيداً وذلك لمنع تسرب أي أسلحة إلى المملكة من تجار الأسلحة أو من الأسلحة التي تسربت من قبل الإنفصاليين وبكميات كبيرة أثناء حرب صيف 1994م، فأجهزتنا الأمنية وبالتنسيق مع حرس الحدود السعودي يقومون بواجبهم بشكل جيد لمنع تسرب أي أسلحة أو مخدرات أو غيرها من هنا أو من هناك. – الحوادث: ما هي صحة المعلومات التي تحدثت عن السماح للأمريكيين بالتدخل في اليمن لمطاردة أصوليين مطلوبين، كما حدث مع الحارثي وإنطلاقاً من جيبوتي؟ وهل وافقتم على فتح مكتب ل(إف. بي. آي) في عدن لمراقبة البؤر الأصولية؟ ألا يتناقض كل ذلك مع مفهوم السيادة الوطنية؟.
— الرئيس: هذا غير صحيح.. فبالنسبة لمكافحتنا للإرهاب نحن نستعين بالخبرة والتكنولوجيا الأمريكية فقط ولكن التنفيذ يمني وبإرادة يمنية. مسألة مكتب ال(أف. بي. آي) لا يوجد إلاّ في السفارة الأمريكية بالعاصمة صنعاء.. شأنه شأن مكتب (السي آي إيه) ولا يوجد خارج السفارة ولا في أي أرض من أراضي الجمهورية أي مكتب مما ذكرت. – الحوادث: هل تعفون عن أصوليين متهمين بأعمال إرهابية وتطلقونهم في حال قاموا بفعل التوبة؟ وهل يبقون تحت رقابة الأجهزة أم تدمجونهم في الجهاز الإداري البيروقراطي لطي صفحة الماضي؟ هل هناك فعلا تائبون تلوا فعل الندامة.. وما هو مصيرهم الآن؟.
— الرئيس: من أعلن التوبة وتخلى عن ممارسة الإرهاب وأصبح مواطناً صالحاً فأهلاً وسهلاً نعفو عنه خاصة من لم يرتكب جريمة كقطع الطريق أو قتل النفس المحرمة أو ألحق ضرراً بالاقتصاد الوطني.. أما لمجرد انه منتمي للقاعدة أو الجهاد فنعفو عنه ويظل تحت الرقابة كمواطن صالح. – الحوادث: مراقبون عرب وأجانب يقولون بتحامل أن الرئيس علي عبدالله صالح لم يتمكن وبعد ربع قرن على توليه السلطة من معالجة المشكلات الأساسية للمجتمع اليمني.. أي المتاهة القبلية المدججة بالسلاح والفقر.. والتقرير الصادر عن البنك الدولي في (16/6/2003م) بعنوان (النمو الاقتصادي في اليمن: المصادر والعوائق والامكانيات) وفيه كثير من النفاق والسعي لأذية اليمن يدق ناقوس الخطر ويدعو إلى إجراءات شجاعة تترددون في القيام بها.. ما هو رأيكم في ذلك؟.
— الرئيس: مسألة من يقول.. فهناك محبون لليمن وكارهون، نحن مرتاحون لأدائنا، لأننا واجهنا صعوبات خلال الأعوام المنصرمة من جراء المؤامرات وحرب الإنفصال وما لحق من أضرار بالاقتصاد الوطني وما صُرف من أسلحة وما دجج به اليمن من الأسلحة المختلفة وبكميات هائلة – مثلما كان في لبنان – كل جهة كانت تصرف وتشجع فريقاً ضد الفريق الآخر، وكذلك ما هو حاصل الآن في العراق، فكان هناك تدخلات لكننا أستطعنا خلال الخمسة والعشرين عاماً المنصرمة أن نوجد نظاماً وقانوناً ونخفف من التعصب القبلي الحاد وتحل محله الممارسة الحزبية.. وأن تحل الحزبية محل القبلية، واستطعنا أيضاً أن نحقق استقراراً في سعر الصرف.. واستقراراً في اقتصادنا الوطني أفضل من الماضي.. ونحقق نتائج جيدة، ونحن الآن بصدد تنفيذ برنامج مكافحة الفقر ومعالجة وضع اليد العاملة والتخفيف من البطالة، فمسألة أن البنك الدولي أو دول متحاملة أو حاسدة لليمن كونها استطاعت أن ترتب أوضاعها بشكل جيد يقولون مثل ذلك الكلام الذي ذكرته في سؤالك فهو من باب التحامل وإنكار الحقائق الساطعة.. والغرض منه التشويه عبر الصحافة بالمقالات والتحليلات المغرضة ضد اليمن التي استطاعت أن ترتب وضعها أحسن من كثير من الدول التي لديها إمكانيات أكثر من اليمن. – الحوادث: التقرير الدولي يحدد المعوقات وهي (الحكم الضعيف) و(الفساد) والممارسات غير التنافسية.. هل صحيح أن الإصلاحات الهيكلية غابت حتى الآن ولماذا؟ وماذا أنتم فاعلون في مجالات البنية التحتية والضبط القانوني والقضاء والقطاعات الاجتماعية؟.
— الرئيس: لا أعتقد أن هذا الكلام صحيح، فاليمن لديها برنامج لمحاربة الفساد.. ومعالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين.. واستكمال البنية التحتية للتنمية في اليمن التي وصلنا إلى نسبة عالية من الإنجاز تصل ما بين 50 إلى 60%.. وهذا لم يأت من فراغ، ولو لم تحدث ثورة في مجال الاتصالات وفي مجال الطرقات والتربية والتعليم والكهرباء والصحة وغيرها من مشاريع الخدمات فمعنى أن الفساد متغلغل، ولو كان هناك فساد لما وجدت هذه الثورة التعليمية أو ثورة شبكة الاتصالات أو ثورة الطرقات وغيرها، وهذا يعني أننا أستطعنا أن نستأصل الفساد ونحد من نشاط الفساد والمفسدين. – الحوادث: معروف فخامتكم بعنايتكم الفائقة بالشباب اليمني.. فإلى أي مدى تحقق التكامل في المجال الجامعي للطلاب والطالبات اليمنيين؟.
— الرئيس: الآن نحن نركز في مجال التعليم الجامعي والمهني والفني على كليات المجتمع، ونركز على التعليم المهني في كل أنحاء الوطن.. لأن التعليم الجامعي بشكل عام ساهم في إيجاد البطالة.. لكن ما تتبناه الدولة والحكومة الآن هو التوجه نحو التعليم المهني والفني والتقني وكليات المجتمع وهو الذي سيحد من البطالة في المستقبل. – الحوادث: في أي نسبة عادت العمالة اليمنية إلى السعودية بعد التحسن النوعي في العلاقات الثنائية؟.
— الرئيس: أنا أقول ليس تحسناً نوعياً بل تحسناً ممتازاً في علاقات اليمن والسعودية.. فهي علاقات ممتازة.. وعلى وجه الخصوص بعد معاهدة جدة التاريخية وحل مشكلة الحدود، ومسألة عودة العمالة.. فهي تعود بشكل لا بأس به.. لا أقول بشكل جيد ولكن حسب الاحتياج في المملكة. – الحوادث: إلى أي حد تتوقعون أن يكون انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي عاملاً أو رافداً يُسهم في حل عدد من المشكلات الأساسية التي يعاني منها وتحديداً على مستوى التنمية والحد من الفقر؟ أين أصبحت إجراءات الإنضمام؟.
— الرئيس: الأمر بيد الإخوان في مجلس التعاون، اليمن أنضم إلى بعض مؤسسات مجلس التعاون وليس كلها.. ولكن الأمر بأيديهم، ونحن موجودون مع الأشقاء بعلاقاتنا الثنائية المتميزة، ومسألة الاندماج الكلي هذا الأمر يعود إلى إخواننا في مجلس التعاون الخليجي. – الحوادث: — فحامة الرئيس: كنتم في طليعة الرافضين للحرب الأمريكية على العراق.. لكن الحرب وقعت والنظام جرى إقتلاعه بسهولة غير متوقعة.. فهل كنتم تتوقعون هذا الإنهيار السريع لجيش صدام وأجهزته؟ هل حدثت خيانة كما تقول أبنته رغد؟ لماذا لم تقع معركة بغداد؟ ما هي ألغاز الحرب حسب معلوماتكم؟.
— الرئيس: الإنسان يكون غير منصف لو أعتقد أن الشعب العراقي كان سيستطيع أن يصد الغزو الأمريكي البريطاني وقوى التحالف.. وهذا كلام غير مقبول، لكن من خلال معلوماتنا أن الشعب العراقي كان سيقاوم أكثر مما قاوم، لكن أن ينتصر فهذا غير وارد، مسألة أن هناك خيانة وما يشاع من معلومات أن خيانة حدثت؛ هناك خيانة في صفوف القيادات في الجيش بالذات والحرس الجمهوري، من أخطاء القيادة العراقية أنها كلفت قيادات غير محترفة – حسب المعلومات – لإدارة العمليات العسكرية مما سبب الإنهيار السريع. طبعاً.. نحن كنا معارضين لقرار الحرب لأننا نعرف أن عواقب الحرب ستكون سيئة على الشعب العراقي نفسه وعلى قوى التحالف أيضاً، فقوى التحالف الآن لم تنته من الحرب فهي تتعرض لهجمات متواصلة.. ولا نريد أن نرى دماءاًً تسفك وأرواحاً تزهق لا من الشعب العراقي ولا من قوى التحالف؛ ونتمنى اليوم الذي تنتهي فيه مهمة قوى التحالف وأن تجلى من العراق. – الحوادث: هل أنتم مستعدون للإعتراف ب(مجلس الحكم الانتقالي) وإرسال قوات يمنية إلى العراق كما يطالب الأمريكيون؟.
— الرئيس: إخواننا في مجلس الحكم الانتقالي إخوان عرب وإخوان عراقيين.. ولهم كامل التقدير والاحترام ولكن كنا نتمنى أن لا يأتوا إلى هذا المجلس على فوهات المدافع الأمريكية، كنا نريد أن يأتوا منتخبين، لكن على كل حال هذا واقع حاصل، وبالنسبة لنا نحن نتعامل معهم من خلال مؤسسة أسمها الجامعة العربية، فنحن نحترمهم ونكن لهم كل تقدير.. ولن نتدخل في شئون العراق، وهذه مسألة تخص الشعب العراقي، فإن منحهم الثقة فنحن سنمنحهم الثقة كما منحها لهم الشعب العراقي.. وأن حجب الشعب العراقي عنهم الثقة فنحن مع إرادة العراقيين. – الحوادث: إلى أي حد انتم قلقون على وحدة العراق بعد صدام وعلى طابعه العربي في ظل الحديث عن الفيدرالية التي قد تكون قناعاً للتقسيم؟.
— الرئيس: أنا متفائل أنه لن يحدث أي تفتيت للعراق فالتصريحات والخطابات المتكررة من قبل قوى التحالف تؤكد بأنهم مع وحدة وسلامة أراضي العراق، أيضاً الموقف العربي يسير في نفس الاتجاه، لا أحد يقبل بتقسيم العراق.. وإذا قبل أي قائد عربي بتقسيم العراق فمعنى ذلك أنه يقسم بلده. – الحوادث: متى تتصورون إنتهاء الاحتلال الأمريكي للعراق وقيام سلطة عراقية وطنية؟.
— الرئيس: أتمنى على الولايات المتحدة الأمريكية أن ترتب الأوضاع في العراق.. وأن تثبت الأمن والاستقرار.. وأن تترك العراق معافى.. ويدير شئون نفسه بنفسه.. وعدم التدخل في شئونه، وأن تنسحب على التو بعد ترتيب الوضع في العراق. – الحوادث: إلى أي حد يؤثر الوضع الحالي في العراق على الدول الست المجاورة للعراق وعلى المنطقة بشكل عام؟.
— الرئيس: المرض عندما يأتي ولم يعُمل له تلقيح وتحصين فهو ينتشر.. وهو ما جعلنا نحذر من الحرب.. وما سيحدث بعد الحرب: الفوضى.. الأوبئة.. الثارات.. القتل.. تلوث البيئة.. انهيار الاقتصاد.. تفشي البطالة.. انعدام الأمن والاستقرار، وأشياء كثيرة سواءً في العراق أو في دول الجوار، فالعدوى ستنتقل والفوضى ستنتقل.. والجرائم ستنتشر إذا ما تعافى العراق. – الحوادث: واشنطن تربط مشاركة العرب بإعمار العراق بالاعتراف بمجلس الحكم.. فما رأيكم؟.
— الرئيس: هذه مسألة تحتاج إلى رأي عربي موحد دون الانفراد كل على حده، فإذا كان الاعتراف بمجلس الحكم سيخدم العراق فليكن، وإذا كان لا يخدم العراق فلن يكون. – الحوادث: هل ترون إن تولي الأمم المتحدة الوضع في العراق يحل المشكلة؟ أم إن الأمر بالغ التعقيد أكثر؟.
— الرئيس: كان من المفترض قبل الحرب أن تتولى الأمم المتحدة حل مسألة العراق. – الحوادث: الضغط الأمريكي على إيران وسوريه هو بسبب الوضعين العراقي والفلسطيني أم ماذا؟ وإلى أين تتوقع أن يصل هذا الضغط؟.
— الرئيس: الضغط على سوريا ولبنان ليس بسبب العراق.. بل هو من أجل خدمة إسرائيل لتأمين الدولة العبرية. – الحوادث: هل طلب منكم الأمريكيون تغيير المناهج التعليمية كما طبلوا من دول عربية أخرى على أساس التغيير والتنوير والقضاء على الفكر الجهادي الأصولي؟.
— الرئيس: نحن لا أحد يطلب منا، لأننا نرتب أوضاعنا بدون حاجة لأحد، ونحلق رؤوسنا بأيدينا. – الحوادث: — فحامة الرئيس: ما هي الطروحات اليمنية لإصلاح الجامعة العربية وهل تقترحون (مجلس أمن) عربي للتعاطي مع قضايا استراتيجية حساسة مثل اجتياح العراق وغزو المدن والمخيمات الفلسطينية؟.
— الرئيس: لدينا مشروع لإقامة اتحاد عربي وسوف يتم إرساله إلى كل القيادات العربية وذلك لإثراء هذا المشروع بآرائهم وملاحظاتهم مع الأخذ بعين الاعتبار المشاريع التي قد طرحت، ومشروعنا اليمني قد توخى الكثير من المشاريع التي طرحت من القيادات العربية، ونتمنى أن يحظى باهتمام القيادات العربية.. وهو مشروع لتفعيل العمل العربي المشترك، لأن الجامعة العربية شاخت.. وأداؤها اليوم لا يواكب العصر، فلا بد أن توجد مؤسسة عربية حديثة ومتطورة وجديدة تلبي طموحات جماهير الأمة العربية بالإضافة إلى مواكبة المتغيرات الدولية، فنحن نتبنى في مشروعنا (الاتحاد العربي) تفعيل العمل العربي المشترك من خلال مؤسسات تنبثق منه: مجلس للأمن القومي.. مجلس للدفاع العربي المشترك.. محكمة عدل عربية.. برلمان عربي موحد.. مجلس إقتصادي موحد، عدة مؤسسات تنشأ في إطار الاتحاد العربي الذي توخينا فيه تجربة وإيجابيات الاتحاد الأوروبي.. والاتحاد الأفريقي واستنبطناه من المشاريع العربية ومن الإيجابيات الموجودة في الجامعة العربية؛ فمشروعنا مدروس دراسة مستفيضة وليس بمثابة عمل سياسي آني؛ فقد عكف عليه عدد من الخبراء.. وعدد من السياسيين.. وعدد من القانونيين ومن الشخصيات الهامة ومؤسسات الدولة في اليمن.. وقد وقعت اليوم على رسالة موجهة إلى كل القيادات العربية.. مرفق بهذا مشروع الاتحاد ورؤية اليمن لتطوير العمل العربي المشترك، وآمل أن يحظى باهتمام إخواني القادة العرب والمؤسسات العربية.. ليخرج هذا المشروع إلى حيز الوجود، وهو في نهاية الأمر مكسب للأمة العربية. – الحوادث: كيف تقيمون ربع قرن من عهدكم؟ ما هي ابرز إنجازاته الداخلية، وما هي أبرز الأحداث العربية التي شهدها وأثرت على المنطقة العربية كلها؟.
— الرئيس: الإنجازات كثيرة كان من الأفضل أن يتحدث عنها غيري من السياسيين والمتابعين والمهتمين، لكن سأتطرق لأهم المنجزات وهو الوحدة اليمنية، وهي خطوة مهمة واعتبرها أهم إنجاز تحقق.. أهم من التنمية ومن ثورة التعليم والصحة.. ومن ثورة الاتصالات والطرق، والكهرباء، والاقتصاد.. والأمن والاستقرار وحل مشكلة الحدود مع دول الجوار.. واستخراج النفط وإعادة بناء سد مأرب، وبناء أكثر من ألف سد وحاجز مائي لحجز مياه الأمطار.. وأهم من النهضة الزراعية والصناعية.. وبروز مكانة اليمن ودورها الفاعل على المستوى العربي والإسلامي والدولي، بمعنى أوضح كانت الوحدة اليمنية أهم من كل ما استطعنا أن نحققه خلال الـ25 عاماً.. ولكن كنت أتمنى أن يتحدث عنها شخص آخر غيري. – الحوادث: الوحدة اليمنية التي تحققت في عهدكم وبحكمتكم وشجاعتكم في 22 أيار (مايو) 1990م.. كيف تقيمون مسيرتها، وكيف تمضون في ترسيخها وتعزيزها؟.
— الرئيس: الحمد لله الوحدة اليمنية أصبحت في أمان بفضل تكاتف وتعاضد كل القوى الخيرة والسياسية الواعية في البلد.. وأصبحت في مأمن وليس هناك خوف على الوحدة اليمنية، فهي راسخة رسوخ الجبال. – الحوادث: عندما اختاركم مجلس الشعب رئيسا لليمن وقبلتم المهمة الصعبة، اعتبر الكثيرون أنكم قررتم (الانتحار) نظراً للتحديات التي كانت تواجهكم.. ما هو سر نجاح واستمرار هذه المسيرة منذ 25 عاماً وحتى الآن؟.
— الرئيس: سر النجاح هو القرب من الشعب والاهتمام بقضاياه.. والتعامل مع كل القوى السياسية الفاعلة دون الانفراد بالرأي، فأشتركت معنا كل القوى الخيرة والنشطة والفاعلة والكفؤة حتى استطعنا أن نحقق ما حققناه. – الحوادث: لماذا تصرون على عدم الاحتفال رسمياً بذكرى توليكم وتعتبرونها مجرد ذكرى شخصية، مع إنها ترتبط بحياة اليمن واليمنيين؟.
— الرئيس: المناسبات التي نحتفي بها هي المناسبات الوطنية، كالعيد الوطني 22 مايو، وعيد ثورة 26سبتمبر.. وعيد ثورة 14 أكتوبر وعيد جلاء الاستعمار من بلادنا 30نوفمبر، هذه مناسبات نحتفي ونكتفي بها. – الحوادث: كيف نجحتم في نقل اليمن من الفوضى والعنف والصراعات السياسية وأعمال التخريب إلى حالة الأمن والاستقرار وهيبة الدولة؟.
— الرئيس: هذا تحقق – كما قلت – بتعاون كل الخيّرين في الوطن. – الحوادث: اكتشاف وإنتاج النفط من ابرز الإنجازات الاقتصادية التي شهدها عهدكم.. إلى أي حد بدأ النفط يؤثر على المسيرة الاقتصادية في البلاد؟ وما هي خططكم لتطوير هذه المسيرة؟.
— الرئيس: الاكتشاف النفطي جيد ومتواضع في نفس الوقت.. فإنتاجنا لا يزيد عن 430 ألف برميل في اليوم ولكن هناك اكتشافات جديدة في مجال النفط وفي مجال الغاز، وهو من الموارد الأساسية للاقتصاد الوطني. – الحوادث: الهيئة العامة للاستثمار التي انشأتموها بعد قيام الوحدة اليمنية عام 1990م.. هل نجحت في جذب الاستثمارات؟.
— الرئيس: إلى حد ما.. نجاح نسبي وليس مطلقاً، لأن الاستثمار يحتاج إلى ترويج ويحتاج إلى صرف مثل الترويج في المجال السياحي. – الحوادث: المرأة اليمنية.. ماذا حقق لها عهدكم حتى الآن، وماذا يخطط لمستقبلها؟.
— الرئيس: المرأة اليمنية تحقق لها أنها أصبحت شريكة في الحياة السياسية.. وصار لها الحق في الترشيح والانتخاب في كل الانتخابات سواءً البرلمانية أو المحلية، وهي موجودة وفاعلة الآن في كل أجهزة الدولة.. في الوزارات والمؤسسات والهيئات والسفارات. – الحوادث: اليمن عريقة بالآثار التاريخية.. إلى أي حد تجذب هذه الآثار السياح العرب والأجانب؟.
— الرئيس: كما هو معلوم فالأعمال الإرهابية شكلت عقبة وعائقاً أمام وصول السياح العرب والأجانب، فالإرهاب أحد الآفات التي أضرت باقتصادنا الوطني. – الحوادث: — فحامة الرئيس: هل ترون أن (خارطة الطريق) ستنفذ وتنجح في نهاية المطاف بإقامة دولة فلسطينية عام 2005م؟.
— الرئيس: أنا غير متفائل بخارطة الطريق، فإخواننا الفلسطينيون التزموا بها وإسرائيل تجهض خارطة الطريق، والدليل على ذلك استمرار أعمال العنف والقتل والتنكيل التي تمارس ضد الشعب الفلسطيني.. والاستمرار في إقامة الجدار الفاصل. – الحوادث: هل تعتقدون أن (خارطة الطريق) يجب أن تشمل لبنان وسوريا لتحقيق سلام عادل وشامل؟.
— الرئيس: نعم.. ومع أن خارطة الطريق تخص فلسطين وإسرائيل.. ولكننا نتمنى على المجموعة الرباعية أن تبذل جهودها لإحلال السلام فيما تبقى من جنوب لبنان وفيما يخص مرتفعات الجولان، لأن عملية السلام في المنطقة منظومة متكاملة، لا يمكن أن يكون سلام إلا بسلام كامل مع لبنان وسلام كامل مع سوريا.. وسلام كامل مع الفلسطينيين. – الحوادث: هل انتم مرتاحون لتحركات أبو مازن وزيارته واشنطن وجولته العربية ولقاءاته مع شارون من جهة و(حماس) و(الجهاد الإسلامي) من جهة أخرى، وهل يخدم ذلك كله القضية الفلسطينية؟.
— الرئيس: مهمة أبو مازن صعبة.. ونتمنى له التوفيق والنجاح.. وسيكون أبو مازن ناجحاً إذا التفت حوله كل الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، ومهمته ستكون ناجحة فلسطينياً أما مع إسرائيل فلا.. خاصة أمام تعنت إسرائيل وغطرستها وعدم التزامها بكل المواثيق والاتفاقات. – الحوادث: كيف تتصورون نهاية الأزمة السودانية، المحافظة على وحدة البلاد أم انفصال الجنوب؟.
— الرئيس: نحن نقف إلى جانب وحدة السودان وضد أي تجزئة.. فنحن تربينا وحدوياً، ونتمنى أن تحل مشكلة السودان بشكل ودي في إطار المحافظة على الوحدة الوطنية السودانية. – الحوادث: — فحامة الرئيس: الحرب على الإرهاب هل ستحقق أهدافها، خصوصاً أن بصمات تنظيم (القاعدة) ما تزال تظهر في عمليات إرهابية عديدة كتفجيرات الرياض والدار البيضاء وجاكرتا؟.
— الرئيس: نتمنى أن يتوفق المجتمع الدولي في وضع حد للإرهاب. – الحوادث: هل انتم مرتاحون إلى أداء الأعلام العربي الرسمي والخاص في هذه المرحلة لمواجهة التحديات المصيرية التي تمر بها الأمة العربية؟.
— الرئيس: الإعلام العربي يؤدي دوراً.. ولكن ليس كما ينبغي في إطار العمل العربي المشترك.. وما تؤديه هو عمل فردي ويعمل باجتهاداته، ليس هناك عمل إعلامي عربي مشترك. – الحوادث: ما هو تصوركم لمستقبل الأمة العربية، هل ستستعيد أمجادها الغابرة أم إن المزيد من الضعف والتشرذم سيكون من نصيبها؟.
— الرئيس: يجب علينا أن نتفائل.. لا أن نتشاءم. – الحوادث: كيف تتصورون مستقبل اليمن سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً؟.
— الرئيس: نتطلع أن نصل إلى الأهداف التي نطمح إليها لتحقيق الرخاء والأمن والاستقرار ومكافحة الفقر وحل مشكلة المعدمين في داخل اليمن. – الحوادث: بعد اجتماعات (لجنة المتابعة العربية) واجتماع وزراء خارجية مصر وسوريا والسعودية في القاهرة وإعلان مشروع مصر لإصلاح الجامعة العربية، بدأ إصلاح الوضع العربي على نار ساخنة.. هل ترون أن هذا الأمر صحيح؟.
— الرئيس: أتمنى لأي اجتماع أو لقاء عربي بشكل ثنائي أو ثلاثي أو رباعي أن يصب في خدمة العمل العربي المشترك. – الحوادث: هل الفشل في بلورة موقف عربي موحد إزاء القضايا المطروحة عربياً وعالمياً هو السبب في هذا التحرك؟.
— الرئيس: السبب هو عدم وحدة أداء العمل العربي المشترك فالذي يضعفنا أمام الآخرين هو عدم وجود تحرك سياسي موحد داخل المجموعة العربية. – الحوادث: هل ترون ضغوطاً خارجية ساهمت في هذا التحرك السريع والملح؟.
— الرئيس: طبعاً.. هناك محاولات لإجهاض أي تحرك عربي فعال، لأن القوى الأخرى لا تريد أن يكون هناك عمل عربي فاعل. – الحوادث: الاتجاه إلى جعل اتخاذ القرارات في جامعة الدول العربية بالتصويت وليس بالتوافق يعتبر البداية في إصلاح الوضع العربي أم هناك أمور أخرى؟.
— الرئيس: هذا.. ورد في مشروع الاتحاد العربي المقدم من اليمن الذي حدد طريقة التصويت وغيرها من القضايا الجوهرية. – الحوادث: كنتم فخامتكم صاحب اقتراح جريء يقضي بالدعوة لاتحاد عربي حقيقي، وعرضت تنازلات مهمة لإنجاح تلك الدعوة، ما حقيقة ما دعوت إليه وما إمكانية أن يكون حلاً؟.
— الرئيس: نتمنى إذا وافق الأخوة القادة العرب على مشروع الاتحاد العربي الذي هو من وثيقتين: الأولى: مشروع دستور للاتحاد العربي، الثانية: مذكرة تفسيرية لمشروع الدستور. أن نتمكن من خلاله من تحقيق الوحدة العربية ولو في حدها الأدنى.. تدريجياً. – الحوادث: باختصار، بالنسبة لإصلاح الوضع العربي، من أين نبدأ؟ وكيف؟ ومن يجب أن يبدأ؟.
— الرئيس: يبدأ بإصلاح الخلل وهو ما تضمنه المشروع الذي قدمناه لإقامة الاتحاد العربي.. ولا نتوقع أن يأتي أحد لإصلاح أوضاعنا العربية. – الحوادث: هناك من يقول أن تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن حلفائها في المنطقة والضغط المباشر على مناوئيها، ورغبتها في الإمساك بالمنطقة، هي كلها وراء هذا التحرك العربي؟.
— الرئيس: لا نحمل الآخرين المسئولية، نتحمل مسئوليتنا نحن العرب. – الحوادث: مكافحة الإرهاب.. هل تفضلون إن يبقى تنسيقاً ثنائياً أم يتحول عربياً – أمريكيا؟.
— الرئيس: فيما يخص الإرهاب نتمنى أن يكون هناك تنسيق عربي مع الأسرة الدولية بشكل عام لمكافحة الإرهاب. – الحوادث: هل تجدون أن خطط مكافحة الإرهاب نجحت؟ وهل هي واضحة المعالم أم أنها أصيبت باضطراب وخلل، كما حدث في قضية الشيخ المؤيد؟.
— الرئيس: كل بلد له خصوصياته، وهناك مبدأ عام يتفق الناس عليه كأسرة دولية لمكافحة الإرهاب.. ولكن الخطط التفصيلية فكل قطر هو المسئول عن وضعها لمكافحة الإرهاب. – الحوادث: زيارتكم إلى إثيوبيا رافقها إعلان عن محور يمني – سوداني – إثيوبي، ما طبيعة هذا المحور؟.
— الرئيس: ليس محوراً.. بل تجمع اقتصادي بين اليمن وإثيوبيا والسودان ومفتوح لدول المنطقة سواءً كانت في القرن الأفريقي أو الدول العربية المطلة على البحر الأحمر.. فهو ليس محوراً ضد أحد. – الحوادث: هل هو نوع من استيعاب أهمية أفريقيا على طريقة العقيد القذافي أم إن الأمر عائد إلى وضع جغرافي؟.
— الرئيس: هذا ناتج عن علاقات ثنائية وتوافق المواقف بين هذه الدول (إثيوبيا والسودان واليمن) فليس محوراً مضاداً أو تجمعاً ضد أحد، ولا يتعارض مع الاتحاد الأفريقي. – الحوادث: أين تقع اريتريا والصومال وتشاد في هذا التحالف أو المحور، وأين تقع مصر ايضاً؟.
— الرئيس: لقد قلت انه ليس تحالفاً.. وإنما هو تجمع اقتصادي وهو مفتوح – كما تحدثت – للجميع. – الحوادث: بالنسبة للوضع الفلسطيني، هل تتوقعون ان تتمكن إدارة الرئيس جورج بوش من الضغط على إسرائيل لمعالجة هذا الوضع بناءً ل (خارطة الطريق)؟.
— الرئيس: أتوقع عدم حصول أي تقدم خاصة وأن الحكومة الإسرائيلية قد ضللت واشنطن وقالت لهم أن خارطة الطريق يبدأ تنفيذها من بغداد ومفتاحها هو إنهاء نظام صدام حسين في العراق.. وهو الطريق الذي سيوصلكم إلى خارطة الطريق والى حل مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي، فقد كذبت إسرائيل على واشنطن.. ولن تحقق خارطة الطريق شيئاً مما يُطمح إليه. – الحوادث: يبدو إن إسرائيل لا تريد فعلاً دولة فلسطينية؟.
— الرئيس: فعلاً.. وهو ما يؤكده الاستمرار في إقامة الجدار الفاصل. – الحوادث: وهذا يتناقض مع اطروحات بوش وإذا تأكد هذا ماذا تتوقعون أن يحدث في الشرق الأوسط؟.
— الرئيس: لن يحدث سوى تصعيد المقاومة لمواجهة الاحتلال. – الحوادث: هل جنبت الوساطة الأمريكية السودان خطر تفككه مستقبلاً أم إن الخطر مستمر، وكيف ترون حلاً له؟.
— الرئيس: في اعتقادي أن المراهنة على دولة كبرى أو صغرى لن يفيد، ووحدة السودان في أيدي السودانيين، وعلى الدول الأخرى أن تكف يدها عن التدخل في شئون أي بلد آخر. – الحوادث: تشكل حالة (الإرهاب) بالشكل المطروح راهناً وضعاً مشتركاُ بين اليمن والسعودية، ما هي الآليات المشتركة التي توصلتم إليها لمواجهة هذه الحالة؟.
— الرئيس: هناك تنسيق أمني بيننا وبين الأخوة في المملكة إزاء مكافحة الإرهاب وتبادل المجرمين. – الحوادث: هل أن الحالة الإسلامية تحت السيطرة في اليمن؟ أم ما زال لها وضع خطر؟.
— الرئيس: لا توجد خطورة في اليمن. – الحوادث: أين أصبحت خططكم للتنمية الشاملة شمالاً وجنوباً في اليمن؟.
— الرئيس: موجودة في برنامج الحكومة. – الحوادث: هناك تقارير صادرة عن جهات حكومية يمنية وأخرى دولية تفيد إن اليمن يواجه مشكلة حقيقية في موارد المياه، وان مصادر المياه التي تعتمد عليها صنعاء وبعض المدن مهددة بالجفاف في غضون سنوات قليلة.. ما هي التدابير التي تضعونها لمواجهة هذا الخطر أن صح التعبير؟.
— الرئيس: أولاً الخطوة الأولى هي تبني الحكومة إقامة السدود والحواجز والكرفان المائية لحجز المياه.. وهذا ليس هو الحل الجذري للمشكلة. ثانياً: التفكير في التحلية مستقبلاً فيما لو تطورت مشكلة المياه. – الحوادث: قيل أن المقصود بعودة قائمة الـ16 هو وضعهم في مقابل المد الإسلامي الذي يتصاعد في اليمن والمنطقة ما مدى صحة ذلك؟.
— الرئيس: ليس له أي علاقة. – الحوادث: إلى أين وصلت الإصلاحات الاقتصادية في اليمن؟.
— الرئيس: تسير بشكل جيد. – الحوادث: وماذا بشأن الإصلاحات الإدارية؟.
— الرئيس: الإصلاحات الإدارية متلازمة مع الإصلاحات الاقتصادية. – الحوادث: وماذا بالنسبة للمواطنين اليمنيين الذين تعتقلهم السلطات الأمريكية في قاعدة (غوانتنامو) والذين سبق لليمن إن طالبت بتسليمهم على أساس محاكمة من تثبت أدانته منهم أمام القضاء اليمني؟.
— الرئيس: لا زال التواصل مع الجهات المختصة الأمريكية حول تسليم الموجودين في (جوانتنامو) أو الذي تم احتجازهم مثل (المؤيد) في المانيا.. أو مثل (الحيلة) الذي أخذ من مصر ومثل (الحرازي) الذي أخذ من أبو ظبي، ولا زال التواصل مع الأمريكان مستمراً لتسليمهم إلى القضاء اليمني.. وأن يقدموا الأدلة.. وإذا كان هناك أدلة دامغة سوف يتولى القضاء اليمني محاكمتهم ومحاسبتهم ومعاقبتهم إزاء ما ارتكبوه من جرائم سواءً ضد وطنهم أو ضد العالم الآخر. – الحوادث: سؤال شخصي أخير فخامة الرئيس وخارج ضغوط السياسة والمسئولية: هل يسمح لكم وقتكم بممارسة هوايتكم المفضلة.. وما هي هذه الهواية غير (الغولف).
— الرئيس: أنواع من الرياضة التي تتناسب مع السن.