حديث رئيس الجمهورية في برنامج خاص لقناة الجزيرة: 16 يوليو2003م

– الجزيرة.. ضيف هذه الحلقة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أحييكم على الهواء مباشرة من العاصمة اليمنية صنعاء، وأرحب بكم في حلقة جديدة من برنامج بلا حدود، حيث نقدمها لكم من المقر التاريخي للقوات العثمانية، أثناء حكمها لليمن، في ظل الخلافة الإسلامية والذي جُدد، وأصبح مقرا للقائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية، ومجمعا لوزارة الدفاع. يتميز تاريخ اليمن الحديث، وحتى القديم، بالحروب والتغيير، وعدم الاستقرار.. فخلال الأربعين عاما الماضية، وتحديدا منذ قيام الثورة اليمنية عام 1962م، قامت حروب عديدة في اليمن، وبعد استيلاء الجيش على السلطة في الثالث عشر من يونيو عام 1974م بقيادة العقيد ابراهيم الحمدي، اغتيل الحمدي في ظروف لازالت غامضة، وفي الحادي عشر من أكتوبر عام 1978م، حيث تولى المقدم أحمد الغشمي السلطة، لكنه اغتيل في الرابع والعشرين من يونيو عام 1978م، بحقيبة ملغومة حملها مبعوث من الرئيس الجنوبي آنذاك سالم ربيع علي، وفي ظروف بالغة التعقيد تولى المقدم علي عبدالله صالح رئيس أركان الجيش اليمني رئاسة الدولة باختيار75% من أعضاء مجلس الشعب اليمني، وذلك في السابع عشر من يوليو عام 1978م. وطوال خمسة وعشرين عاما من حكم اليمن، خاض علي عبدالله صالح حروبا داخلية وخارجية، عسكرية وسياسية، حيث تعرض نظام حكمه لأول محاولة إنقلابية في الخامس عشر من أكتوبر عام 1978م، أي بعد ثلاثة أشهر فقط من انتخابه رئيسا، نجح في التغلب عليها وعلى كل ما واجهه بعد ذلك، وحقق -دون شك- إنجازات لبلاده من أهمها: توحيد شطري اليمن قبل ثلاثة عشر عاما، مع إنجازات كبيرة أخرى، ربما نترك لوسائل الإعلام الرسمية ترديدها أو الحديث عنها. لأن طبيعة برنامجنا، للاسف، يقوم على تبني الرأي الآخر دون اجتزاء أو إنقاص للإنجازات الكبيرة، التي حققها الرئيس اليمني لشعبه ولدولته خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية، ولمشاهدينا الرغبين في المشاركة يمكنهم الكتابة عبر رقم الفاكس الذي سيظهر على الشاشة.
– الجزيرة: سيادة الرئيس مرحبا بك؟
— الرئيس: مرحباً..
– الجزيرة: كيف تنظر إلى خمسة وعشرين عاما من حكم اليمن؟
— الرئيس: أولا، بسم الله الرحمن الرحيم: أتوجه بالتحية لكل أبناء الوطن في الداخل والخارج، الذين كانوا عوناً وسنداً لي منذ أن تحملت المسئولية في السابع عشر من يوليو، كانت الظروف صعبة جداً للغاية ومعقدة، بعد اغتيال المرحوم ابراهيم الحمدي والأخ احمد الغشمي، كانت الظروف صعبة ومعقدة إلى حد كبير من الناحية السياسية والأمنية والاجتماعية أيضا والاقتصادية والثقافية، كانت ظروفا صعبة، كان هناك تآمرات عديدة كل يتآمر على الثاني.
– الجزيرة: داخل اليمن.. ؟
— الرئيس: داخل اليمن، نعم سواء في الشطر الشمالي أو في الشطر الجنوبي، وما يحصل في الشطر الجنوبي أيضا كان وراؤه قيادات شمالية، وما يحصل في الشمال كانت وراؤه قيادات جنوبية، وكل يتآمر على الآخر، وتآمروا أيضا على أنفسهم في الشمال والجنوب، فكان الوضع غير مستقر صراحة ولا تنمية ولا أمن ولا استقرار، ولا ثقة بين السلطات والمسؤولين، كان الوضع معقد جدا جدا بنظر الجميع، ولكنا بحمد الله، وتعاون كل الشرفاء من أبناء الوطن على مختلف توجهاتهم السياسية، استطعنا أن نوطد دعائم الأمن والاستقرار في ما كان يسمى بالمحافظات الشمالية، التي كانت تعيش حالة من عدم الإستقرار، وعلى وجه الخصوص ما كان يدور في المناطق الوسطى، من قبل ما كان يسمى بالجبهة الوطنية وبدعم من السلطات في الجنوب، فكان الوضع غير مستقر والمناطق الشمالية كان الوضع فيها غير طبيعي، كان لا وجود ولا نفوذ للدولة، وكانت الدولة عبارة عن مثلث ( تعز، صنعاء، الحديدة ) والمحافظات التي على الخط، فقد كان الوضع غير طبيعي لا تنمية ولا بناء، يعني أن كل واحد مهتم بوضعه ومهتم بنفسه، كان وضعا سيئا، وعملنا منذ ذلك اليوم بتعاون مع كل القيادات الخيرة، مع كل المواطنين الشرفاء، على توطيد دعائم الأمن والاستقرار وإزالة الحروب التي كانت موجودة في المناطق الوسطى وأصبح الأمن مستتبا.
– الجزيرة: سيادة الرئيس، ألم يكن قبولك للرئاسة في أعقاب رئيسين تم اغتيالهما، وفي ظروف عدم الاستقرار التي أشرت إليها، بمثابة عملية انتحارية؟
— الرئيس: عندما نتحدث في هذا الأمر قلت إن الواحد كان يحفر قبره ويفصل كفنه، الكفن والقبر.
– الجزيرة: فعلا كنت تتوقع اغتيالك في أي لحظة؟
— الرئيس: بالتأكيد، كان الوضع صعب جدا جدا، ولكن كان هناك عزيمة أو توجه من أجل هذا الوطن لا من أجل الكرسي أو السلطة، ولا من أجل الجاه ولا من أجل المال، ولكن الواحد يضحي، لأننا منذ قيام الثورة في السادس والعشرين من سبتمبر كنا جنودا للثورة، وكنا نتوقع أن نستشهد في أي مكان، في أي عملية عسكرية في لمناطق، التي كنا نواجه فيها الحرب من بقايا آل حميد الدين.
– الجزيرة: على اعتبار ان إثنين من الرؤساء قبلك تم اغتيالهما، كم مرة تعرضت لمحاولة اغتيال خلال الخمس والعشرين سنة؟
— الرئيس: الحمدلله لم أتعرض..
– الجزيرة: لم تتعرض لأي محاولة اغتيال، فقط محاولات انقلابية؟ ! – الرئيس.. فقط محاولة انقلابية..
– الجزيرة: أما شعرت بالملل من خمسة وعشرين عاما من الحكم في دولة مضطربة؟
— الرئيس: أنا اقول إن الإنسان يشعر بالملل عندما لا يحقق انجازات، لكن كلما رسم الإنسان سياسة وطموحات واستطاع أن يحقق، بالتأكيد تعطيه معنويات فيحقق مزيد من الإنجازات، وأنا اتوقع أن الملل يأتي للانسان عندما لا يحقق لوطنه شياً.
– الجزيرة: أم أن السلطة هي الشيء الوحيد الذي لا يُمل منه؟
— الرئيس: أنا اعتقد إنها “مغرم وليست مغنم” لأنها صعبة، خاصة عندما يتحمل الإنسان مسئوليته.
– الجزيرة: في هذا العصر، يبدو أنها اصبحت مغنماً وليسن مغرماً، والدليل أن الكل يتشبث بالسلطة، معظم الرؤساء العرب تحديداً… ؟
— الرئيس: والله استطيع أن أقول، ربما خوفاً من شعوبهم وخوفاً من عدم وجود عدالة.
– الجزيرة: من الذي يخاف من شعبه؟
— الرئيس: الإنسان الذي يتشبث بالسلطة، والمفروض أن السلطة يأمل بها الجميع، وأن يتداولها الناس مثلنا، مثل الأوروبيين، مثل العالم الآخر، ويحددوا فترة الحكم بدورات محددة، أما رئاسة الى ما لا نهاية هذا وضع غير طبيعي.. لكن على كل حال أنا اتكلم عن بلدي، أنا اتكلم عن وطني، نحن بالنسبة لليمن نراها “مغرماً وليست مغنماً” لان السلطة وضع صعب!! واليوم أنت ترى كثيراً من الانجازات، هذه كانت غير موجودة قبل خمسة وعشرين عاما.
– الجزيرة: طيب، خليني اسألك بشكل محدد ودون إسهاب في الانجازات، ما هي أهم الإنجازات التي تعتبر أنت إن علي عبدالله صالح سيدخل بها التاريخ؟
— الرئيس: والله أتركها للكتاب وللسياسيين الآخرين، لا يجوز اني أتحدث عنها، هي موجودة مع كل المؤسسات، وهي محطات معروفة، يعني أنت تقصد كم طريق أو كم كيلو متر، أو كم اتصالات، أو كم شباب تخرجوا، أو كم منجزات في التعليم، أو، أو.. لكن أقول: أهم المحطات هي، أولا: استطيع أن أقول إعادة تحقيق وحدة الوطن، إنتهاج التعددية السياسية، وإشاعة الديمقراطية، حل المشكلة الحدودية مع دول الجوار التي كانت معقدة، وبالذات مع المملكة العربية السعودية، استخراج الثروة النفطية التي كانت صعبة، إعادة بناء سد مأرب، أو بناء أكثر من حوالي ستمائة سد وحاجز… تعتبر هذه من ملامح التطور الذي حصل في البلاد، وإذا كان يجوز لي أن أتحدث حول الإنجازات التي كسرت العزلة بين المواطنين أنفسهم، حيث كان هناك عزلة بين المحافظات وبين المدن، قبل فترة، قبل خمسة وعشرين عاما، يعني ما عدا محافظات محدودة، الآن عندنا حوالي عشرات الآلاف من الكيلو مترات من الطرق المسفلتة، وعندنا حوالي ثمانية وخمسين ألف كيلو متر طرق (مشقوقة) ومرصوفة ومعبدة وجاهزة (للسفلتة).. هذه أهم ما كسرت بها العزلة بين المواطنين، وأصبح المواطنين يتعارفوا ببعضهم ببعض، وأصبحوا يلتقون، وأصبحت العزلة منتهتية داخل الشعب اليمني وكأن الشعب اليمن أسرة واحدة.. وهذه أهم الإنجازات، أيضا الديمقراطية والوحدة اليمنية والنفط والحواجز المائية والسدود، التي تم إنجازها، غير الثورة التعليمية، وبناء المؤسسة العسكرية والأمنية بشكل متطور وحديث وممتاز.. وأقول لك حاجة ثانية، أهم شيء وأهم شيء هو البناء المؤسسي، لأننا الآن أصبحنا دولة مؤسسات، من خلال إيجاد سلطة محلية في كل أنحاء الوطن ووجود مجلس تشريعي أي برلمان، ومجلس شورى سلطة قضائية، وسلطة تنفيذية.. هذه هي المؤسسات التي كان يفتقر لها الوطن في ما قبل، والتي تم بناؤها على أسس دستورية، وعلى أسس علمية، وعلى أساس مشاركة كل أبناء الوطن دون أي مرسوم رئاسسي، أو تعيين دستور، أو إنقلاب، ويشرع الشخص لنفسه، لكن الآن أصبح التشريع من كل أبناء الوطن.
– الجزيرة: سيادة الرئيس أنا خلال اليومين الماضيين مشيت في شوارع صنعاء استوقفت عشرات الناس، من البسطاء حتى أسألهم ما الذي يريدون أن يقولوه لك بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على وجودك في السلطة.. كيف أوصل صوتهم الذي لا يصل إليك عبر هذه المقابلة.. حملني كثير من الناس أشياء ولكني جمعت كل الأمر في ثلاثة أشياء، أنا لست مجاملاً ولكني مضطراً أن أنقل إليك حب الناس لك ما استوقفت أحداً وسألته إلا وأثنى عليك وقال كلاماً جيداً وتقديراً لك لكن هؤلاء الذين يحبونك يكادون أن يكونوا قد أجمعوا على ثلاثة أشياء.. الأول إن البطانة التي تحيط بك معظمها بطانة سوء تسيء إليك وإلى إنجازاتك على مدى خمس وعشرين عاماً وتحول بينك وبين حقيقة ما يعاني منه شعبك، وإنهم يريد منك، البسيط في الشارع أن تكون ملتصقاً كما كنت ملتصقاً بهم من قبل.. هذه الأولى. الثانية هي تفشي البطالة والمعاناة وتدهور الدخل حتى إن نسبة البطالة في الشارع اليمني تزيد حسب بعض الإحصاءات عن 40% والمواطن اليمني يزداد فقراً يوماً بعد يوم.. بعدما كانت قيمة الدولار في بداية حكمك أربعة ريالات ونصف فقط.. وصلت قيمة الدولار إلى مئة وأربعة وثمانين ريال.. ما خفض الأجور بأكثر من خمسة عشر ضعف.. الثالثة أنهم يشعرون أنك لم تحقق دولة المؤسسات حتى الآن وإنما دولة الأقوياء والمتنفذين حيث لا يحترم إلا المتنفذ والقوي، حتى إن بعض الناس معهم أحكام قضائية لا تنفذ لأنها ضد ناس أقوياء.. هذه باختصار ما جمعته من عشرات الناس من الشارع، سيادة الرئيس.. ؟
— الرئيس: شكراً جزيلاً.. أولاً أنا أبادل كل المواطنين الحب والتقدير، وما الرئيس إلا مواطن، وليس كما يتصوره الآخرون.. الرئيس دائم التلمس لقضايا الناس عن كثب بشكل متواصل عبر الهاتف عبر الرسائل عبر الزيارات الميدانية عبر كل الوسائل.. الشيء الثاني أنا أستطيع أن اقول حققنا إنجاز عظيم وهو بناء المؤسسات. صحيح تعود الناس في الماضي على الملك أو الإمام، وكذلك إن الرئيس هو كل شيء.. نحن حاولنا أن نبتعد عن هذه.. أو ما كان متعودين عليه أن الرئيس كل شيء وان الإمام كل شيء هذا ما أظن، ولهذا اتجهنا نحو البناء المؤسسي، البناء المؤسسي يتلخص في السلطة المحلية المنتخبة والتي لها صلاحيات جيدة وسنعمل كلما نجحت هذه السلطات المحلية على التوسع في المزيد من الاختصاصات للسلطة المحلية. وهناك سلطة تشريعية، نعتبرها السلطة الأساسية، وتمثل الأمة ونبض الأمة وطموحات الأمة وهي السلطة التشريعية. وتتولى الرقابة ومحاسبة المخلين بالأنظمة والقوانين، وكذلك هناك سلطة قضائية مستقلة وسلطة تنفيذية أيضاً وسلطة استشارية مشاركة في رسم السياسة العامة للدولة. وكما قلت لك ليس لدي بطانة وليس عندي وزارة بلاط، أنا عندي مكاتب رئاسية وعندي سلطات تتحمل هذه المسئولية وليس لدي بطانة، بطانتي هي المؤسسات أنا بطانتي مجلس الشورى ومجلس النواب.
– الجزيرة: الكل يتكلم عن عزلة يقوم بها من حولك بينك وبين الناس؟
— الرئيس: لا لا، العمل مؤسسي. هذا صحيح في حالة واحدة.. إذا كان كما تعودوا في الماضي، أنا البرلمان أنا مجلس الشورى أنا الحكومة. لكن أريد أن أعود مواطنينا ومؤسساتنا إننا نحن نشتغل كمؤسسات، فالصلاحيات موجودة بيد المحافظين صلاحيات موجودة بيد مدراء المديريات، صلاحيات بيد الحكومة. هذا صحيح تعودوا أيام الحكم الأمامي مئات السنين أن كل شيء هو الملك هو الإمام.
– الجزيرة: كثير من الناس يقولون أن الوضع لم يتغير واستبدل الإمام ب…. ؟
— الرئيس: لا.. هذا يكون فيه اجحاف بحق النظام الجمهوري صراحة.. النظام الجمهوري منذ قامت الثورة في السادس والعشرين من سبتمبر تغير الوضع أكثر من 160 درجة في حياة شعبنا مأكلاً، ومشرباً، وثقافياً، وسياسياً وأمناً واستقراراً وتنمية.
– الجزيرة: سيادة الرئيس.. نائب رئيس الوزراء وزير الزراعة المصري الأمين العام السابق للحزب الوطني الحاكم في مصر الدكتور يوسف والي.. حينما سئل أثناء انعقاد المؤتمر العام الثاني للحزب في مصر في منتصف سبتمبر الماضي عن نية الرئيس حسني مبارك تغييره أو استبداله قال كلمة أمام عدسات التلفزيون وهي كلنا سكرتارية عند الرئيس يضع من يريد ويبدل من يريد، هل وضع من حولكومن حول معظم الرؤساء العرب يختلف عن كونهم سكرتارية عند الرئيس؟
— الرئيس: أولاً باستطاعتك أن تقرأ الدستور اليمني، نحن يحكمنا دستور، لا يحكمنا مرسوم رئاسي ومزاج حزب أو حزبية تسلطية، نحن يحكمنا دستور تراضينا عليه الجميع كل أبناء اليمن أحزاب سياسية أو مواطنين مستقلين، تراضينا على عقد اسمه الدستور، فعلينا أن نحترمه وعلينا أن نلتزم به، وعلى كل مؤسساتنا أن تلتزم باختصاصاتها، على السلطة التشريعية إن تلتزم باختصاصاتها، وعلى السلطة التنفيذية أن تنفذ السياسة العامة التي ترسمها الدولة.. كلنا يجب أن نلتزم بالدستور وبالنظام والقانون وفي حالة التزام هذه المؤسسات بالنظام والدستور والقانون فسنبني دولة حديثة متطورة دولة نظام وقانون لأنه في تشريعات موجودة، لكن للأسف الشديد أن هناك قصور.. أنه كثير من الناس يتحاملوا عليها.
– الجزيرة: سيادة الرئيس.. أنا تحت يدي ما يثبت انتهاك كبير للدستور، وتحديداً للسلطة القضائية.. لقيني أحد أساتذة الجامعة وأعطاني صورة من رسالة أتمنى أن تكون قد وصلتك هي بتاريخ 7 يوليو الماضي من رئيس جامعة صنعاء موجهة إلى سيادتكم بصفتكم رئيس مجلس القضاء الأعلى.. فيها انتهاك واضح لحكم قضائي بعد قضية استمرت سبعة عشر عاماً في المحاكم وأخذت حكماً من المحكمة العليا يقول أننا نطلب منكم سيادة الرئيس باعتباركم رئيس القضاء وحامي دولة النظام والقانون التدخل لتنفيذ أحكام القضاء الذي كي لا يأت يوم لا يجد القوي نفسه من ينصفه من الأقوى منه.. هذه حالة من الحالات، ناس كثيرين لديهم أحكام قضائية.. هذا أكثر من مئة أستاذ جامعي لا أدري هل وصلتك؟
— الرئيس: صراحة القضاء مستقل وهناك فهم قاصر حول أن الرئيس هو رئيس مجلس القضاء الأعلى والحقيقة أن اختصاصات المجلس إدارية وليست البت في الإحكام.. القضاء مستقل، القضاء هو الحاكم، القضاء هو العدل وليس القضاء هو مجلس القضاء.. مجلس القضاء عبارة عن جهاز إداري لاختيار وتنقل الحكام.
– الجزيرة: إذاً من ينفذ أحكام القضاء؟
— الرئيس: الحكومة ممثلة بوزارة الداخلية تنفذ أحكام القضاء.
– الجزيرة: إذاً الحكومة قصرت؟
— الرئيس: لا بأس.. فلتلجأ إلى رئيس الدولة وقبل أن تصل إلى الرئيس هناك مكتب رفع المظالم موجود في رئاسة الجمهورية فيه قضاة ممن مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة يمكنهم أن يتصلوا بهذه الهيئة التي إن استطاعت ان توجه مالم فترفع إلى الرئيس، فهناك لجنة رفع المظالم موجودة في مكتب رئاسة الجمهورية ولا يعني وجود بعض الاختلالات غياب العدالة.
– الجزيرة: يعني هل معنى ذلك وانت تستقبل العام السادس والعشرين لوجودك في السلطة أنك تؤكد لكل مواطن يمني حتى ولو كان انساناً بسيطاً أن كل من معه حكم قضائي نافذ أو واجب النفوذ أنت تتكفل بتنفيذه. – الرئيس.. أنا متأكد انشاء الله أن المرحلة القادمة سوف تنتهي هذه القضايا والشخصيات المتنفذة أو الشخصيات التي تتلاعب بقضايا الناس سواء كان حاكم أو محكوم، وإنشاء الله تزول بتعاون كل المواطنين الشرفاء وتعاون كل الأجهزة وتعاون المواطنين هو الأساس لأنه أيضاً المواطن بيسهم بعض الأوقات في الجريمة لأنه يفسد المسئولين هو يفسد بعضهم بالرشاوي، فأيضاً الجريمة مقسومة نصفين.
– الجزيرة: هل المواطن هو الذي يفسد المسئول أم المسئول هو الذي يفرض الفساد على الناس؟
— الرئيس: أنا متأكد أن كثيراً من المواطنين كل واحد عنده قضية يريد أن ينتصر على خصمه، فيحاول بشتى الوسائل بأن يفسد ضمير أي مسئول اذا وجد مسئول فاسد، فعلى كل حال أنا أعد مواطنينا أننا سنعمل بكل ما أوتينا من قوة على بناء دولة النظام والقانون وأن القانون فوق الجميع فوق الكبير وفوق الصغير لا يمكن خلال المرحلة القادمة أن يكون الكبير فوق القانون.
– الجزيرة: حتى لو كان هذا الحكم القضائي ضد رئيس الدولة؟
— الرئيس: حتى رئيس الدولة المفروض هو يمتثل أكثر من غيره ومعاونيه ومساعديه والمقربين من السلطات العليا في رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة أو البرلمان المفروض أنهم يكونوا قدوة لعامة المواطنين في أن يكونوا قدوة لعامة الناس.
– الجزيرة: الناس يشكون من هؤلاء المقربين من الرئيس؟
— الرئيس: والله ما هم قريبين مني هناك سلطة قضائية وسلطة تنفيذية وسلطة تشريعية، وأؤكد أننا سنعمل معهم ومع كل المواطنين على بناء دولة النظام والقانون.. وأكررها النظام والقانون فوق الجميع فوق الكبير وفوق الصغير.
– الجزيرة: سيادة الرئيس.. الرئيس القذافي يلقب نفسه بلقب عميد الزعماء العرب على اعتبار انه يحكم شعبه منذ أربعة وثلاثين عاماً، سيادتك تحكم اليمن منذ خمسة وعشرين عاماً، الرئيس مبارك يحكم مصر منذ اثنين وعشرين عاماً الرئيس بن علي يحكم تونس منذ سبعة عشر عاماً الرئيس البشير احتفل قبل أيام بمرور أربعة عشر عامأً على وجوده في السلطة الرئيس الأسد حكم ثلاثين عاماً ثم استخلف ابنه، الرئيس صدام حسين ظل يحكم خمسة وعشرين عاماً وكان يهيئ ابناءه، الآن الامريكان قطعوا عليهم احلامهم، وأنا هنا اقتصر على الأنظمة الجمهورية لأن أساس النظام الجمهوري هو تداول السلطة، لماذا يصر هؤلاء الزعماء على أن يحكموا شعوبهم عشرات السنين ثم يستخلفوا أبناءهم وكأن الأمة قد عقمت ولم يعد فيها من يحكم إلا هم وأبناءهم؟
— الرئيس: أولاً أنا اتحدث عن وطني اليمن..
– الجزيرة: أنت زعيم عربي؟
— الرئيس: أنا أتحدث عن وطني وسأتحدث عربياً في مجال آخر.. أما في هذا المجال الخاص بالقيادات العربية ليس من حقي أن أتكلم عن أي أحد.. يوجد لكل نظام ولكل شعب خصوصياته لكن سأتكلم عن بلدي فقط.
– الجزيرة: بس الآن قاسم مشترك بينكم البقاء في السلطة طوال اربعة وعشرين عاما؟
— الرئيس: سأتحدث عن وطني اليمن أولاً كان عندنا دستور مفتوح بعد اعلان الوحدة المباركة وحدد مجلس رئاسة ثم تم تعديل الدستور وتحول من مجلس رئاسة إلى رئاسة جمهورية وحددت صلاحيات الرئيس بخمس سنوات كفترة رئاسية يعني كل خمس سنوات يجدد له، أنا عملت بقناعة صادقة مخلصة لا أحد أجبرني ولا تظاهرت الجماهير ولا خرجت المسيرات.. بقناعة ذاتية ومصلحة وطنية أن أؤسس لليمن، للمستقبل لا لليوم، لكل حاكم سلبياته ولكل حاكم إيجابياته، ما هو جيد فأنا أؤسسه للمستقبل للمواطنين فحددت الرئاسة بدورتين رئاسيتين فقط وهي كانت من خمس سنوات، جاءت التعديلات الأخيرة وحددوا ومددنا لمجلس الشورى ومجلس النواب ست سنوات من أجل التخفيف من صرف المال ومن الصراع بين الأحزاب والقوى السياسية قلنا نخفف من أربع سنوات إلى ست سنوات فأصر مجلس النواب وليس أنا أصر مجلس النواب أن يجدد للرئيس، وان تكون الفترة الرئاسية سبع سنوات وقررنا حسب رأي مجلس النواب وليس رأينا.. لكن مع التحديد أنا مصر ولا زلت أصر أن الدستور هو الحكم أننا ملتزمين بدورتين رئاستين فقط ويهيئ الشعب نفسه لإنتخاب رئيس جديد سواء من المعارضة أو من الحزب الحاكم أو أي مواطن مستقل فالبلد مهيأ أنا أرى من وجهة نظري لا خوف على الوطن بعد أن تم بناء مؤسساته لأن الذي يعرف الوطن كيف كان قبل خمسة وعشرين سنة سيجد أن أدنى حدث يقلب الدنيا رأساً على عقب لكن اليوم لا أخاف على الوطن في ظل بناء هذه المؤسسات طبعاً المؤسسات هي تنمو وتتطور لا أقولك انها أصبحت مائة بالمائة لكن تنمو كل يوم فالوضع اليوم يختلف تماماً عما كان قبل 13 عاماً.
– الجزيرة: النمو بطئ سيادة الرئيس؟
— الرئيس: والله انا اشاهد من فوق مكتبي وليس من برج عاجي عالي، أنا أعرف الوطن يمكن أنا أقرب إلى أي مواطن إلى الشعب هذه ليست مبالغة أعرف خصوصيات كل محافظة وأعرف خصوصيات مواطنيها، النمو يأتي وليس هناك شك ان فيه سلبيات لمسئولين ما في شك ان فيه قصور هذا يحصل ولهذا لماذا يقولوا تعددية سياسية وتنافس سلمي على السلطة ورقابة وانه المعارضة دائماً أنا أقول عليها الرقابة هي الوجه الآخر للسلطة ليست كما يفهموها لأنه عندنا فهم قاصر مع الأسف ان المعارضة دائماً تشنع بالسلطة.
– الجزيرة: هم يقولون لا توجد دولة مؤسسات وإنما مؤسسة رئاسية أشبه ما تكون بنظام الإمام ليس هناك تغيير فيها كبير؟
— الرئيس: ولهذا أقول ان فيه ديمقراطية لو أن ما فيه ديمقراطية ما قال هذا الكلام.
– الجزيرة: الصحف اليمنية موجود فيها كلام مش موجود في صحف أي دولة؟
— الرئيس: بالضبط هذا هو الكلام.
– الجزيرة: يعني من خلال إطلاعي طوال الأيام الماضية أقر بوجود هذا. – الرئيس.. الديمقراطية موجودة ولولا هذه الديمقراطية ما قال هذا الكلام.
– الجزيرة: يقولون أنها شكلية فقط مجرد أنك تتكلم وتقول ما تريد والسلطة تفعل ما تريد؟
— الرئيس: طيب ما هو الشئ الذي نعمله؟ هو ان تعبر عن رأيك وتوصل رسالتك، يعني أنا متأكد أن هذه المقالات والصحافة والرأي والرأي الآخر أنه بيحد من كل أنواع الفوضى والعبث سواء مالياً أو إدارياً أو فساد أو أي قصور هذا بيوصل إلى مسألة ليس الرئيس هو المعني بهذا الأمر بل الحكومة ممثلة بحوالي /32/ حقيبة الجزيرة.. ما هم هؤلاء؟ هم سكرتارية الحكم؟
— الرئيس: لا العكس الدستور هو الحكم إذا يريدوا يعودوا أنفسهم على النظام.. لأن الذي يحكوا معك ما زالت عقليتهم مرتبطة بالعصر الإمامي لا زال الإمام في خيالهم، لكن انا عندي شباب منذ أن توليت أنا خمسة وعشرين سنة عندي أكثر من 70% من السكان شباب لا يعرفون الإمام ولا يعرفوا الحكم البائد، ولا يعرفوا الرجعية ولا يعرفوا المناطقية ولا يعرفوا القروية هذا خلاص انتهى، لكن هذه عقول لا زالت مرتبطة بالماضي فأؤكد لك ان فيه انقلاب حقيقي ان الشعب اليمني واعي وينمو وعيه كل يوم.
– الجزيرة: لكن الشيخ عبدالله الأحمر رئيس التجمع اليمني للإصلاح رئيس البرلمان.. – الرئيس.. أنا لا أتحدث عن أشخاص.
– الجزيرة: أنا أقول لك شئ قاله؟
— الرئيس: أنا أستعرض في كلامي عن دور المؤسسات وعن بناء الدولة انا لا أتكلم عن شخص أو أشخاص.
– الجزيرة: هو يتكلم عن بناء الدولة يقول ان جميع الأحزاب والقوى.. تكلم عن انجازاتك وقال أنك حققت.. ؟
— الرئيس: أنا لا أتكلم، اسمح لي يا أخ أحمد أنا لا أتكلم عن أشخاص ولا أرد على أشخاص أولاً، أنا أتكلم عن عمل مؤسسي..
– الجزيرة: هو في ظل العمل المؤسسي يقول ان طوال الخمسة والعشرين سنة الماضية كنت تتصف بسعة الصدر والمرونة والحوار مع الجميع ولكنك في السنوات الأخيرة بدأت تضيق بالرأي الآخر وتنحاز ضد مخالفيك؟
— الرئيس: أنا لا زلت كما أنا علي عبدالله صالح، انا لا أرد عن أشخاص.. الشعب اليمني هو الذي منحني ثقته وليس فلان أو علان والشيخ عبدالله هو الآن رئيس السلطة التشريعية من المعارضة يعني هذه قمة الديمقراطية وهو مشارك في كل القرارات السياسية هو وغيره ولا يمثل لا قبلية ولا يمثل حزب هو يعني اخترناه كمصلحة وطنية وأنه كشخص قاسم مشترك ومع ذلك هو في المعارضة ويتزعم حزب للمعارضة ما عندنا مشكلة، فأنا اتحدث عن الوضع في اليمن.. اليمن يختلف عما كان قبل خمسة وعشرين عاماً، ليس من حقي ان أتكلم ولكن باستطاعتك ان تتحدث مع كل الخيرين ومع كل المنصفين الذين لا يمدحون ولا يشهدون زوراً أو كذباً ان يقولوا الحقيقة ماذا تحقق لهم خلال واحد وأربعين عام وعلى وجه الخصوص خلال خمسة وعشرين عام.
– الجزيرة: أنا التقيت وخلال اليومين الماضيين مع كثير من زعماء المعارضة وقالوا ان الرئيس منحاز مع حزب المؤتمر ضد أحزاب المعارضة ويتمنون أن تصبح رئيساً لكل اليمنيين وأن تعلن استقالتك من حزب المؤتمر وتصبح رئيساً للجميع ولا تنحاز إلا للمواطن اليمني ولكل الأحزاب؟
— الرئيس: هم عارفين هذا الكلام.. هذه الأحزاب أنا أدفع لها وأساعدها ولا تدخل إنتخابات إلا بتمويل حكومي ولا تعقد مؤتمرات إلا بتمويل حكومي ولا تتحرك إلا بتمويل حكومي فهي جزء لا يتجزأ من نظام السلطة ومع ذلك هي تتكلم كما تريد.. الرئيس هو من حزب هذا دستور كفلنا ونظام وقانون وتشريع، لكن عندما ينتخب الرئيس يصبح رئيساً لكل الوطن عندما أحط رئيس حكومة من الحزب الحاكم الذي حصل على الأغلبية يصبح هو رئيس لحكومة الوطن وليس الحزب، عندما أحط محافظ هو محافظ للوطن ليس محافظ للحزب، التعددية الحزبية عمرها عندنا /13/ سنة، وهم يعتقدوا أن الحكم أن نكون شركاء كلنا، تكون أنت حاكم، لكن أكون حاكم بجانبك نقسم ولو حتى ليس نصف بنصف، على خمسة مقاعد ثلاثة مقاعد أربعة مقاعد.
– الجزيرة: هذا ما فعلته سيادة الرئيس خلال أكثر من عشرين عاما؟
— الرئيس: برغم إن الذين يتكلموا عندك في المعارضة، هم أعضاء في مجلس الشورى، هم أعضاء في البرلمان.. فالرئيس هو رئيس لكل اليمن، ومع ذلك، عندما يقول لك يكون منحاز، هم يريدوا أن يتكلموا عن الحكومة وعن الآخرين، لكن لا يريدوا أن يعتبروا الديمقراطية من حقهم، يقولوا على الآخرين، لكن ليس من حق الآخرين أن يفندوا أخطائهم، لأنهم أخطوا خطأً فادحاً، مثلا حزب يبني استراتيجيته على الأغلبية، لكنه لم يحصل على الأغلبية قال ليست ديمقراطية..
– الجزيرة: يقولون، هناك تزوير كبير حدث في الإنتخابات؟
— الرئيس: تزوير!! ولهذا حكمت عليهم المحاكم، على الذين زوروا، ولهذا أعادوا الإنتخابات، على الذين زوروا في أربعة مراكز؟
– الجزيرة: يقولون، التزوير كان أكبر، والحزب الحاكم زور بشكل واضح؟
— الرئيس: هذا مستحيل، دائما في كل العالم يقولون الحزب الحاكم، وكم استلموا أما يقرأوا في الصحافة، لكن حقيقةً، القضاء عندنا مستقل، حكم على أربعة مراكز بإعادة الإنتخاب من أحزاب اللقاء المشترك، ما عندنا مشكلة، قضاء مستقل بدأوا ساوموا يتصلوا معنا، إنه انتم معكم مقاعد كثيرة إعطونا مقاعد، قلنا ليست بيع وشراء، هذه ديمقراطية ليست بيع وشراء، على كل حال أنا أولا أقدر المعارضة، وأتمنى إن تنمو، لكن تنمو كوجه آخر لبناء الوطن اليمني، هم يعرفوا النمو يحل محله، طيب حل محلي عندما أنت تبني نفسك بناء صحيح وواقعي، أنت تنسف كل شيء إيجابي، كل شيء ينظروا له بنظارة سوداء، لم أرى واحد لبس نظارة بيضاء لينظر إلى ما يتحقق على أرض الواقع.
– الجزيرة: دائما الطرف الآخر ينظر هكذا، هل أنت جاد في استخلاف أحمد علي عبد الله صالح في الحكم؟
— الرئيس: يا أخي جاء لي هذا السؤال أكثر من مرة، ولا أدري من أين تستنبطوا هذا السؤال، ومن أين يأتي لكم خلافتي، أنا قلت كلام محدد، عندي دستور ألتزم به، أحمد علي عبد الله صالح مواطن يمني مثل أي مواطن، لن أهيئه للرئاسة ولن أسعى للمبايعة له أن يكون رئيسا، هو مواطن يمني مثل أي مواطن، من حقه وليس من حقي أمنعه.. إذا سألتني رأيي الشخصي، فأنا لا أحب له أن يتحمل أي مسئولية، لأنه لا أحد يعرف اليمن مثل معرفتي، أنا أكثر من أي حاكم قد حكم في اليمن أعرفهم واحد واحد.
– الجزيرة: هل حزب المؤتمر… ؟
— الرئيس: دعني أكمل، أعرفهم واحد واحد في داخل اليمن، اليمن هي حكم على رؤوس الثعابين، أنت تحكم على رؤوس ثعابين، إذا لم ترد عليه بالتلفون قال الرئيس ضاق صدره، إذا لم تنفذ له أغراضه يقول الرئيس أصبح ضيق الصدر ولم يعد يقبل من الآخرين، إذا لم تستقبله هذه مشكلة، إذا ما تنفذ أهوائه وطموحاته، هذه مشكلة داخل المجتمع اليمني.
– الجزيرة: يقولون إنك كنت تستجيب قبل ذلك، والآن يعني أصبحت.. – الرئيس.. ربما صحيح، لأنه قبل وجود المؤسسات كنت مضطراًَ لذلك، لأنه قبل ما توجد المؤسسة، كنت أعمل منفرداً بنفسي… لكن بعد بناء المؤسسات يا أخي اذهب واتصل بالمحافظ حل مشكلتك مع رئيس الوزراء، إذهب للسلطة التشريعية، إذهب للمؤسسات، الرئيس ليس على كل شيء قدير، هذا يعيدنا إلى الحكم الفردي، إحنا ضد الحكم الفردي، إحنا نريد أن نعمل عمل مؤسسي.
– الجزيرة: سيادة الرئيس، هل حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن وكذلك أحزاب الحكم في معظم الدول العربية، أحزاب ذات مشاريع ومبادئ وأفكار أم حزاب للمنتفعين من السلطة والمتسلقين إليها؟
— الرئيس: أنا أولا، أعتز برئاستي لهذا المؤتمر، هو الذي لم شتات الشعب اليمني، والمؤتمر الشعبي العام كل القوى السياسية شاركت فيه، الموجودة في الساحة هذه كلها فرخت من هذا الكيان السياسي الذي أسمه المؤتمر الشعبي العام، ومع ذلك، إحنا مقتنعين بأنها قوى سياسية من أجل أن لا نجلس كلنا، حزب واحد أو حزب مختلط، لا بد من وجود تعددية سياسية.. فقلنا إن المعارضة هي الوجه الآخر، تراقب وتلاحظ وتبدي رأيها، لكن لابد من تغيير النظارة، يجب أن تكون بدل من نظارة سوداء نظاره بيضاء، تقول للصح صح والخطأ خطأ، وليس كله خطأ الذي يتكلم عنا، عن الدولار، كان قبل خمسة وعشرين سنة كان بأربعة ريال اليوم ب (184) صحيح تغيرت الأمور، تغير سعر الصرف في العالم، تغيرت الأسعار، وتوسعت مشاكل الناس اجتماعيا (ملبسا وماكلا ومشربا وعلاجا وتنمية) فقبل خمسة وعشرين سنة، لم يكن عندنا تنمية، لم يكن عندنا لا طرق ولا مستشفيات، كنا نائمين، كان معانا دولارات مجمدة في البنك.
– الجزيرة: سيادة الرئيس، بعد قرار العفو الذي أعلنته في الشهر الماضي عن الانفصاليين من قيادات الحزب الاشتراكي، قمت بمناسبة ذكرى السابع من يوليو بشن هجوم حاد، وصفتهم بالشرذمة الذين باعوا انفسهم للشيطان، هل يعني ذلك تراجعك عن قرار العفو؟
— الرئيس: أولا.. هذا خطابي السياسي لن أتغير عنه لا اليوم ولا بكره ولا بعده.
– الجزيرة: حتى في قرار العفو الذي أصدرته؟
— الرئيس: أولا، أنا لازلت أقول إن نظام حكم بيت حميد الدين نظام ديكتاتوري فردي متسلط رجعي متخلف، إذاً الذين سعوا لفصل اليمن وتجزئة اليمن بعد أن توحد، أنا أسميهم الخارجين عن القانون وإنهم باعوا أنفسهم للشيطان، ومع ذلك أسقطت عقوبات، العقوبات التي صدرت بحقهم، وقلت لهم يعودوا مواطنين صالحين إلى وطنهم، والوطن يتسع للجميع، لا يعني إنني لا أذكر أن هناك قافلة من الشهداء، قوافل من الشهداء والجرحى على أبواب البيوت وعلى أبواب مكاتب الدولة، ضحوا من أجل ترسيخ الوحدة في سبعة يوليو، ماذا أقول لهم؟ شفت كرم القيادة إنها الغت عنك الأحكام بدل ما تُعدم أو تُسجن ألغيت عنك هذا الحكم وتعود مواطنا صالحا، لا يعني هذا الخطاب إنه يغير من القرار الذي أسقطنا به الأحكام، الاحكام ويستطيعون أن يعودوا…
– الجزيرة: لماذا لم يعد من الذين تم العفو عنهم سوى شخصان فقط، لماذا يرفض الباقون العودة؟
— الرئيس: أولا، أنا اعتبر أن ليس هناك أي محذور على أي واحد، لكن أنا مش مستعد أفتح تلفون وأقول له تعال تجي ما تجيش، عندما أسقطنا عليه العقوبة يتفضل في أي وقت. =الجزيرة.. حكمت اليمن خمسة وعشرين عاما، هل تفكر في حكمها خمسة وعشرين عاما أخرى؟
— الرئيس: أولا، أتحدث معك إن الدستور قد حدد فترة الرئاسة وهذا أمر محسوم. =الجزيرة.. هل تنوي ترشيح نفسك لفترة أخرى؟
— الرئيس: والله لكل حدث حديث، لكن الآن الرئاسة محددة بدورتين.
– الجزيرة: إلى 2006 الدورة الأولى؟
— الرئيس: نعم، لكل حدث حديث.
– الجزيرة: في أعقاب انفجار المدمرة كول وأحداث 11 سبتمبر تعرضت اليمن لضغوط أمريكية هائلة، لملاحقة ما يسمى بتنظيم القاعدة، ما هي طبيعة الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة عليكم؟
— الرئيس: والله إحنا مورس علينا مثل ما يمارس في المنطقة، إحنا نتعامل مع الأمريكان بوضوح وبشفافية مطلقة تقريبا، يمكن إننا من الاقطار القليلة في المنطقة الذين نتحدث بصراحة..
– الجزيرة: هل فتحتم لهم فعلا مكتب ل ( اف بي آي والسي آي إيه ) في صنعاء وفي عدن؟
— الرئيس: لا، لا.. في سفارتهم عندهم (سي. آي. إيه) وعندهم (إف. بي. آي) موجوده بعد أحداث كول.
– الجزيرة: يتحركون بشكل منفرد أم ينسقون معكم؟
— الرئيس: كاستخبارات يجمع لهم عملائهم المعلومات ويجتمعوا بالاحزاب وكل حزب يغازلوه ويتحدثوا معه يعني…
– الجزيرة: كل هذا تحت سمعكم وبصركم؟
— الرئيس: طبعا، هذا نحن على رؤية وعلى معرفة مسبقة.
– الجزيرة: هل توجد قوات مركزية أمريكية على أرض اليمن؟
— الرئيس: لا، لا.. لا توجد ولن تكون ولا وجدت، وليسوا هم بحاجة إلى الوجود في اليمن.
– الجزيرة: هل طلبوا منكم التواجد بعد كول؟
— الرئيس: لا، أبدا، كان بعد أحداث كول هناك تصرفات رعناء شوية منهم، وأبلغناهم إن هذه النبرة تدخل ولا نقبلها، على سبيل المثال، كانت تأتي الحوامات والهيلوكابترات التابعة لهم من السفن، وتجيء على المياه الاقليمية بدون إذن، وحذرناهم مرة – ثانية: إذا دخلت أي مروحية سنمنعها، ومع ذلك التزموا بالنظام.
– الجزيرة: ما هو ثابت التسهيلات التي تقدمونها للأمريكان أرى إن.. – الرئيس.. لا نقدم لهم أي تسهيل على الإطلاق.
– الجزيرة: كيف وقد ضربوا بعض الناس على أرض اليمن بالطائرات؟
— الرئيس: بالتنسيق معنا.
– الجزيرة: هل سمحتم لهم بذلك؟
— الرئيس: نعم، نعم
– الجزيرة: لماذا سمحتم لهم بضرب المواطنين؟
— الرئيس: لأن تكنولوجيتنا لا تنفع، وهؤلاء ناس يسعون في الأرض فسادا ويلعبوا باقتصاد الوطن ويحولوا الوطن إلى وطن إرهابي، فليذهب ثلاثة وأربعة وخمسة وعشرين من أجل الوطن، أي خائن، أي عميل، ومن يعبث بأمن الوطن فليذهب.
– الجزيرة: لكن، تاريخياً سيادة الرئيس، يمكن يقال إن الرئيس اليمني سمح بضرب شعبه من الأمريكان؟
— الرئيس: لا، أنا الذي ضربته الذي ضربته بقرار وليس الأمريكان، أنا ضربته.
– الجزيرة: لماذا؟
— الرئيس: ضربته بقرار، إن هذا مخرب.
– الجزيرة: هم يقولون إن عدد ما يسموا بالارهابيين على أرض اليمن قليل، وإنك بالدرجة الأولى تقصد ضرب القبائل التي تعارض نظام الحكم؟
— الرئيس: هذا كلام غير صحيح، أولا، القبائل هم العمود الفقري لنظام الحكم وهم لا يقولوا، هكذا، نحن نضرب الذين يسعون في الارض فسادا أو الذين يخلوا بالامن والذين يطاردوا الاجانب والذين يسببوا كارثة اقتصادية، الآن لا سياحة ولا استثمار، كما يجب بسبب الإرهاب الذي عانينا منه على الباخرة كول في عدن والباخرة الفرنسية في حضرموت وكذلك بعض الانفجارات التي حصلت في العاصمة.
– الجزيرة: صحيفة الميثاق الناطقة بلسان المؤتمر الشعبي الحاكم، انتقدت السفير الأمريكي في صنعاء في 8 ابريل الماضي، وقالت إنه يتصرف منذ مجيئه إلى صنعاء وكأنه مندوب سامي وليس مجرد سفير، هل تأكد ذلك عندكم من تصرفات السفير الامريكي؟
— الرئيس: سياستنا إننا لا نقبل على أرضنا واليا أو نقبل على أرضنا مندوب سامي، سواء من قطر كبير أو قطر صغير، هذه سياستنا.
– الجزيرة: هل حد من تصرفات السفير أم مازال يتجول ويذهب إلى المناطق البعيدة؟
— الرئيس: هو لديه بلاغ من الحكومة إنه لا يتحرك إلا بإذن مسبق من قبل الخارجية، مثله مثل بقية السفارات.
– الجزيرة: إسمح لي أشرك بعض زملائي، الأستاذ / ملحم كرم….
– الجزيرة: فخامة الرئيس اسمح لي أشرك بعض الزملاء الأستاذ ملحم كرم، نقيب الصحفيين اللبنانيين رئيس تحرير صحيفة الحوادث ونائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب.
– الجزيرة: أستاذ ملحم تفضل بأسئلتك إلى سيادة الرئيس تفضل.. ملحم كرم: عندما طُلب إلي اليوم أن أتكلم إلى سيادة الرئيس علي عبد الله صالح، كنت أعتبر الرئيس علي عبد الله صالح لا يعرفه كاملاً إلا من يكون قريباً منه، أما إذا أمسك يوماً شيئاً من خلقه ومكرماته، فأين منك عند ذاك زمن القول وزمن الكتاب. حظي أسعدني أن أكون واحداً أجرى مع سيادته ستة أحاديث صحفية كانت كلها ألقاً، وكانت كلها وهجاً، وكانت تعبيراً عن شخصية هذا الرئيس الفذ الحاضر البديهة الذي ما فوجئ يوماً، فهو جامع الذهن مهيأ. مهما عظمت حقيقة شهرة الرئيس علي عبد الله صالح تظل حقيقته أعظم.. عرفته مدافعاً عن قضية والحجة شهباء، والبينات نواهض، إنه القائد الذي إذا دعوناه إلى الدفاع عن قضية وطنية أجاد وأبدع، فاستوعب أصول الفقه والقيادة واستقصى غرائب مسائلهما وظل على نباهة من لم يوهن طاقته ثقل المعرفة ليخطر على المعضلة بمصارف الأولياء، ويلهو بالمأزق على عافية. إن أروع مشهد تنعم به العين القادرة ساعة تراه وهو ينقض على المشكل الجامح بألوان من بريقه وسرعان ما يخلص إلى الإفادة وسرعان ما يبني المنال، أما…
– الجزيرة: لو نسمع أسئلتك بعد المقدمة التي مسحت كثيراً من قسوة أسئلتي.. هل لديك أسئلة؟ – ملحم كرم: ما عندي أسئلة.
– الجزيرة: أشكرك على هذه الكلمة التي فيها من البلاغة ومن الوصف ما أذهب كل ما أبديته شكراً لك.. نسمع تعليق سيادة الرئيس..
— الرئيس: شكراً أستاذ ملحم كرم وأنا شاكر المقدمة التي جبتها وقلتها عني فأنا مواطن عربي من حقي أن أدافع عن كل قضايا أمتنا العربية سواء في فلسطين، أو في لبنان، أو في العراق، هذا واجب قومي عليَ وعلى كل مواطن عربي سواء كان في السلطة أو خارج السلطة فتجمعنا مواثيق وتجمعنا عهود ونحن أمة عربية واحدة أمة إسلامية واحدة.. مصيرنا مشترك وهمنا واحد، فأنا أشكرك ما تحدثت به عني وقد أعطيتني أكثر مما يجب.. شكراً جزيلاً للأستاذ الكاتب الصحفي البارع ملحم كرم.
– الجزيرة: أستاذ أسامة سرايا رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي، أستاذ أسامة تفضل.. – أسامة: مساء الخير يا فخامة الرئيس.. لا أعرف أقول مثل الأستاذ ملحم كرم ولكن نحن معجبون بك جداً لأنك صانع الوحدة اليمنية وبتبني بنية أساسية لنظام سياسي واقتصادي في اليمن، وبتكافح الارهاب.. فخامة الرئيس أنا لي سؤالي لحضرتك بعيداً عن اليمن وعن الأحزاب، وسأسألك باعتبارك خبيرُ في الشؤون العريبة.. لماذا نحن في العالم العربي نتأخر دائماً بعد الكوارث ولا ندرك أبعاد الكوارث، في التسعينيات عندما واجهنا أزمة احتلال الكويت، قلنا أنه سيحصل تحول وتحول في العالم العربي، ثم لم يحدث شيء.. بعد سقوط بغداد ظهرت دعاوى كثيرة للإصلاح السياسي والاقتصادي في العالم العربي، ثم بعد ذلك العالم العربي ما زال على حاله، وأتصور أن إدراك أبعاد الكوارث ليس كبيرا في العالم العربي.. ما هي أسباب هذا لدى المؤسسات الحاكمة ولدى الشارع، ولدى النخب، ولدى المثقفين.. وأريد أقول للأخ أحمد منصور حاجة مهمة أنك قسوت تماماً على كلمة سكرتارية التي قالها الدكتور يوسف والي في مؤتمر الحزب الوطني فكل الوزراء في المؤسسات التنفيذية هم سكرتارية ومعاونين للرئيس يا أخ أحمد وحتى الوزراء في القانون الأمريكي يسمون سكرتيرو الاتحاد، وكان يوسف والي قال هذا الحديث على خلفية وجود خلافات بين الوزراء وكان يعطي تعريفاً ولم يقلل من شأن الوزراء.
– الجزيرة: ونحن أيضاً لم نقلل وإنما نحن وصفنا الحال.. تفضل سيادة الرئيس…
— الرئيس: شكراً جزيلاً أخي العزيز.. أولاً بالنسبة لما تتعرض له الأمة العربية من أحداث جسيمة خاصة بعد دخول العراق إلى الكويت في التسعينات وما تلاها، أحداث جاءت في غياب التضامن العربي الذي يرغمنا أن نسلم أنفسنا إلى الأجنبي، هذه هي المشكلة وكل قطر منا وكل زعامة منا تحاول أن تتقرب من الأجنبي لتعالج وضعها الشخصي كشخص أو كزعامة كأفراد أو كأقطار، وهذا هو الشيئ المؤسف لأن جامعة الدول العربية هي المؤسسة أو بيت العرب جميعاً ومؤسستنا لم تتطور منذ انشائها وأنا تسلمت منذ ثلاثة أو أربعة أيام رسالة من الرئيس حسني مبارك يطلب منا رأينا في تحديث وتطوير ميثاق جامعة الدول العربية والعمل العربي المشترك، من وجهة نظري باختصار شديد، مصر بلد حضاري بلد عريق بلد ثقافي وكل قطر عربي بلد حضاري، بلد له تاريخ، بلد عظيم وعنده ثروات وعنده مثقفين وعنده سياسيين بارعين. فلماذا لا نكون مثل الاتحاد الأوروبي، لماذا لا نسلك سلوك الاتحاد الأوروبي ونخطو نفس الخطوات التي خطاها، أنا متأكد إذا خطونا بنفس الخطوات، في نفس المستوى الذي انتهجه الاتحاد، ثق وتأكد سيكون للعالم العربي شأن وسيكون لنا احترام كبير جداً داخل الولايات المتحدة الأمريكية وداخل الاتحاد الأوروبي وداخل آسيا.
– الجزيرة: هل هناك رغبة عربية؟ أو إرادة عربية؟
— الرئيس: نعم، أنا بالنسبة لي، شعبي ووطني مع هذا التوجه.
– الجزيرة: أنتم لكم رؤية في إصلاح الجامعة العربية؟
— الرئيس: وكثير من القيادات العربية والزعامات العربية والمواطن العربي يريدوا أن يروا الأمة العربية في صف واحد.
– الجزيرة: سيادة الرئيس، كان لكم رؤية يمنية في إصلاح الجامعة العربية، إلى أين وصلت هذه الرؤية؟
— الرئيس: نعم هذه الرؤية هي نفس الرؤية التي سنقدمها خلال الأسبوع القادم رداً على رسالة الرئيس مبارك.
– الجزيرة: هل هناك دول تقف في طريق إصلاح الجامعة العربية ان تقوم بدورها؟
— الرئيس: أنا لا أقول ولا أتهم أحداً، أقول هناك قوى أجنبية لا تحب أن ترى هذه الأمة العربية عصبة وقوة اقتصادية وسياسية وأمنية وعسكرية، ونحن بدلا من هذه الجيوش التي نصرف عليها والمعدات العسكرية الضخمة والمشتروات الضخمة، لو سعينا إلى وحدة الصف العربي وعززنا من العمل العربي المشترك لوفرنا أكثر من خمسين أو ستين في المائة من هذه المشتروات ومن جيوشنا ولاحترمنا الآخرون وستحترمنا إسرائيل أيضاً، إسرائيل ستعمل لنا ألف حساب وحساب، بدون أن نطبع معها، مجرد أن نسعى في اتجاه الوحدة العربية، الوحدة العربية هي مشكلة زعامة، ونحن نتنازل من أجل الوحدة، وأنا أول زعيم عربي يمكن أن يتنازل من أجل الوحدة العربية أتنازل من بكره الصباح.. مشكلة الوطن العربي مثل زعامات الأحزاب فعندما ينشق قيادي في أي حزب، يكون ذلك من أجل من يكون أمين عام وعضو مكتب سياسي، وهكذا القيادة العربية كلها مركزين على من يطلع علينا زعيم، نحن نبايع الرئيس مبارك.
– الجزيرة: هل توافق على مبايعة الرئيس حسني مبارك؟
— الرئيس: أنا أبايع الرئيس مبارك لرئاسة الاتحاد العربي، الاتحاد العربي اتحاد عربي.
– الجزيرة: هل تحدثت مع أحد بخصوص هذا الموضوع؟
— الرئيس: أنا مع حسني مبارك مع الأمير عبد الله مع أي قائد يريد أن يمسك زعامة الأمة العربية احنا نبايعه مبايعة كاملة حتى نخرج من هذه الدوامة.
– الجزيرة: ما هو الإطار سيادة الرئيس؟
— الرئيس: الإطار موجود مش مشكلة.
– الجزيرة: هل معنى ذلك أن الجامعة العربية دورها انتهى؟
— الرئيس: لا، نحن نريد أن نطور الجامعة العربية من أمانة إلى اتحاد عربي، إلى دفاع عربي مشترك، إلى اقتصاد، إلى محكمة عدل عربية، إلى سياسة خارجية واحدة.
– الجزيرة: سيادة الرئيس، كل هؤلاء الرؤساء صار لهم أربعة عشر سنة في السلطة ولم يعملوا شيئاً منذ ثلاثين سنة، هل ستعملون الآن؟
— الرئيس: لم لا، ولماذا نيأس.
– الجزيرة: هل صحيح أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد انتهى دوره في ظل إصرار كويتي إماراتي على إبعاده من أمانة الجامعة العربية؟
— الرئيس: أولاً الأخ عمرو موسى من القيادات العربية وهو أمين عام للجامعة العربية انتخب من قبل الجامعة العربية وليس رهينة لأي قطر آخر الجزيرة: هل طلب منكم دعم لإبعاده عن الجامعة؟.
— الرئيس: أولاً لم نسمع من الاخوة في الكويت أنهم يريدون إقصاؤه، ولم نسمع من الإمارات كذلك، ولم نسمع أحداً يطلب إقصاؤه، عبارة عن كلام صحافة، وتسريب صحفي لكن لم نسمع أن أحد طلب إقصاؤه، والشيئ الثاني نحن انتخبناه بإجماع.
– الجزيرة: هل سيادة الرئيس في ظل وجود الحكام العرب الحاليين الذين تتراوح فترات وجودهم في السلطة كما بينا أكثر من ثلاثين سنة، هل يمكن أن يحدث أي إصلاح عربي في ظل وجود هؤلاء، لماذا لا تعلنون الاستقالة الجماعية؟
— الرئيس: أنا أعتقد أنه جائز أنهم يحققوا إنجاز للأمة العربية.
– الجزيرة: لماذا لا تعلنون استقالة جماعية؟
— الرئيس: إلى عند من، إلى عند عمرو موسى أم إلى الرئيس بوش؟
– الجزيرة: إلى الشعوب؟
— الرئيس: إلى الرئيس بوش لأنه الآن يعين حكام من عنده وهو عين حاكم في العراق.
– الجزيرة: الولايات المتحدة تعتبر حركة حماس حركة إرهابية، وأنت تعلن جهاراً نهاراً إنك تدعم حركة حماس، أما يعتبر نظامك نظام إرهابي لأنه يدعم حركة إرهابية حسب التصنيف الأمريكي؟
— الرئيس: أنا فهمت من الأمريكان بعد تصريحي الأخير في باريس أنهم قالوا حماس اعتدلت وأصبحت تشارك في عمليات الهدنة وحماس جيدة، في السابق كانوا يقولون إن حماس والجهاد إرهابيتان.
– الجزيرة: لم يطلعوا صك براءة علني إلى الآن تصنف حماس على أنها إرهابية؟
— الرئيس: نحن بالنسبة لنا أوضحنا وجهة نظرنا حماس حزب سياسي حركة سياسية لمناهضة الاستعمار والاحتلال، وسنظل ندعم الشعب الفلسطيني بكل فصائله، وكل من يقاوم الاحتلال.
– الجزيرة: هل تعتقد أو هل تمارس أمريكا عليكم ضغوطاً من أجل إقامة علاقات مع إسرائيل؟
— الرئيس: نحن حتى اليوم لم تفاتحنا أمريكا على الإطلاق.
– الجزيرة: ولم يذهب تجار من عندكم إلى إسرائيل لمحاولة عمل علاقات تحتية؟
— الرئيس: نحن ليس لدينا أولاً ما نتاجر فيه مع إسرائيل، كنا نتمنى أن نوصل لهم القات لأن هناك يهود من أصول يمنية ويريدون أن يخزنوا، ممكن أن نبدأ بتجارة القات ويخزنوا أحسن، بدلاً من أن يظلوا يرهبوا المواطنين الفلسطينيين؟
– الجزيرة: كيف تنظر إلى مستقبل العلاقات اليمنية الأمريكية؟
— الرئيس: والله العلاقات اليمنية الأمريكية جيدة وفي إطار احترام متبادل، يعني ما تتحدث به معنا الولايات المتحدة الأمريكية هو كثفوا نشاطكم لمكافحة الإرهاب، قلنا إن المسألة لا تهمكم ولا نحن موظفين معكم ولا مع آخرين بالنسبة للإرهاب لأنه يضر بنا، ويضر باقتصادنا وبسيادتنا، ونحن لسنا موظفين مع الأمريكان ولا مع أحد، وعندما نكافح الارهاب ليس إرضاءً لأمريكا، لكي نكون واضحين لن نرضي به أمريكا.
– الجزيرة: الكل يقول أن هذا قربان تتقدمون به للأمريكان؟
— الرئيس: أولا هم يعرفون أن نحن أكبر من هذا الكلام والذي يقول هذا الكلام هو يعرف أن هذا الكلام غير صحيح ومردود على من يقول هكذا، نحن مبدأنا ثابت ونشتغل أمام الشمس ومن فوق الطاولة وليس من تحت الطاولة نحن واضحين في سياستنا الخارجية مع الولايات المتحدة الامريكية، الولايات المتحدة دولة عظمى قطب واحد صحيح لكن أنا من خلال تعاملي مع الأمريكان يحترموا من يحترم نفسه.. الامريكان يحترموا من يحترم نفسه، ليسوا بحاجة لممارسة ضغوط علينا لان مكافحة الارهاب أمر يخصنا.
– الجزيرة: أستاذ عبد الوهاب الانسي الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح بإختصار شديد أرجوك تفضل؟ – عبدالوهاب الانسي.. تحياتي للأخ الرئيس وتهانينا له بهذه المناسبة الوطنية وحقيقة الحديث عن المنجزات وعن ماتحقق في قيادة الاخ الرئيس أمر ماثل للعيان وكذلك لا يختلف عليه أثنان من الذين تعاملوا مع الاخ الرئيس وعرفو مايتحلى به من مزايا وصفات حميدة ومن أبرزها التسامح والحكمة وسعة الصدر، وأقول ان اقرب وأكبر دليل على هذه الصفات هو قبوله ولاكثر من مرة وبرضا كامل يتضح هذا الرضاء الكامل من خلال تفاعلة مع هذا البرنامج الذي معروف عنه انه يتبنى الرأي المضاد ورغم ذلك الاخ الرئيس أكثر من مرة يشارك في هذا البرنامج ويسمع الناس منة الشيء الكثير، أنا بعد هذه الأجواء الواسعة التي تم الحديث فيها ولاسيما مايعلق بالأجواء العربية والدولية أرى أنة لابد من العودة الى الوطن، وكل ماأتمناه من الاخ الرئيس هو أن هناك مبادرة، بادر بها قبل فتره وهذه المبادرة فتحت آفاق واسعة للعمل الوطني الذي يمكن كافة أبناء الوطن في اليمن لمواجهة الاخطار التي لاتخفى على احد على المستوى المحلي.
– الجزيرة: أستاذ عبد الوهاب لم يعد لدي الكثير من الوقت مباشرة. – عبدالوهاب الآنسي.. أنا اريدأن اقول هذه المبادرة هي مبادرة الاصطفاف الوطني التي اطلقها الاخ الرئيس أرجو من الاخ الرئيس أن يقوم بأحيائها مرة ثانية.
– الجزيرة: شكرا لك سيادة الرئيس ما رأيك في أحياء هذه المبادرة مرة أخرى.. – الرئيس.. أنا مع كلام الاخ عبد الوهاب ونعم سأستمر وعلى القوى السياسية أن تمارس مهامها في ضوء دعوتي السابقة وليس هناك وقت زمني ولا سقف زمني أنها لاتمارس هذه المهمة، نحن دعونا الى اصطفاف وطني لمواجهة كل التحديات على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الخارجي ونشكل صفا وطنيا واحدا في ضوء ثوابتنا وقواسمنا المشتركة التي يجمعنا بها النظام والدستور والقانون وشكرا للاخ عبد الوهاب.
– الجزيرة: ماهو رد فعلكم على سقوط النظام العراقي بالشكل الذي سقط به؟
— الرئيس: يبدو لي أني تحدثت عن هذا الامر من قبل، حقيقة أنه كان متوقع أن يسقط.
– الجزيرة: هل خفتم بعد سقوطه. – الرئيس.. نحن لا شيء يخيفنا، أولا نحن متوقعين وكل عاقل عربي وكل مواطن عربي كان متوقع أن يسقط النظام العراقي لانه ليس بأستطاعته أن يواجه هذه القوة العظمى وأن يغلبها، هذا كان متوقع لكن الذي كان في ذهن المواطن العربي أنه يمكن أن يثبت بعض الايام أو بعض الأشهر، يتخندق أمام الهجوم الامريكي ومع ذلك سقط فجأة، وحتى الامريكان وأنا تحدثت في هذا الامر معهم وقلت يبدو أنهم فوجئوا بالإنتصار، ومع ذلك لم يكن هناك بدائل سريعة لتثبيت الامن والاستقرار في العراق.. أن الوضع مرتبك، والأمن غير مستتب والفوضى قائمة والنهب والسلب قائم.. مانشاهده عبر شاشات التلفزيون صراحة مؤلم أن يتعرض هذا القطر العربي الغني الكبير الشجاع الى هذا الوضع المشين وأنا أعتبر إذلال الشعب العراقي إذلال للأمة العربية، ومايتعرض له الشعب العربي في العراق اذلال لنا، لا بأس أن يذهب نظام ويأتي نظام. لا بأس أن يذهب نظام صدام حسين ويجي نظام، نريد أن تأتي قيادة شرعية لهذا الوطن أن تلملم جراحه وأن تعيد له الحياة ونحن نريد للقطر العراقي الامن والاستقرار وأن يتوفق في اختيار قيادته الجديدة لتثبيت الامن والاستقرار ونتمنى الوقت الذي يرحل فيه المحتل، هذا ما نتمناه.
– الجزيرة: هل تتوقع أن الامريكان تورطوا في العراق؟
— الرئيس: والله هذه حساباتهم أنا لا أستطيع أن احكم طبعا لكل حاكم ولكل شخص سياسي فلسفتة، لكن انا اتمنى ان يثبت وضع العراق وان يذهب عنه الاحتلال وأن يختار له قيادة وطنية ليست مسألة نظام صدام، على فكرة انا ما كنت اتصور انه بهذه القوة، ان المنطقة لم تقدر أن تغير النظام في العراق لولا أن جاءت القوة الامريكية والبريطانية وغيرت هذا النظام، هذا أنقلاب دولي.
– الجزيرة: الا تخشون من أنقلاب يأتي على دولة عربية اخرى، على اليمن، اما تخشون من إنقلابات؟
— الرئيس: ينقلبوا على ماذا، هم ينقلبون في العراق من أجل ثروة ومقدسات، أما نحن ينقلبوا علينا من أجل ماذا؟.
– الجزيرة: ماتصورك لمستقبل التواجد الامريكي البريطاني في العراق؟
— الرئيس: أنا أعتقد أنهم سيرحلوا في وقت قريب.
– الجزيرة: كيف تنظر بإختصار الى مستقبل اليمن؟
— الرئيس: مستقبل اليمن انشاء الله يكون مستقبل واعد بتكاتف أبناءه المخلصين والشرفاء وأن يترفعوا فوق الصغائر والحكايات الصغيرة وأن يتجهوا نحو الإصطفاف الوطني لبناء وطنهم لتعويض ما فات من الزمن الذي فاتنا قبل الثورة وما تخلله بعدها من حروب أهلية ومن مشاكل صراع سياسي وأن نتجه نحو البناء المؤسسي وبناء اقتصاد وطني وبناء دولة النظام والقانون، النظام والقانون علينا جميعا، نعم وهذه المذكرة التي أمامي سأقولها انشاء الله سينفذ عليها القانون والنظام، لايوجد أحد أكبر من القانون.
– الجزيرة: سيادة الرئيس أنا اشكرك شكرا جزيلا، اشكر لك سعة صدرك تحملك لكل أسئلتي التي لم تعلم لا أنت ولا احد من مساعديك أى شيئ عنها سواء ما نزل في اعلان البرنامج من محاور عامة، وهذا يؤكد ايضا ثقتك في نفسك وتحملك لكل ماطرحته، اكرر شكري وتقديري لك، كما اشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم.