حديث رئيس الجمهورية أمام الدورة الانتخابية الثالثة للجمعيات الزراعية 13 أغسطس 2003
دشن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في 13أغسطس 2003م الدورة الانتخابية الثالثة للجمعيات التعاونية الزراعية على مستوى محافظات الجمهورية.. وقد تحدث فخامته في حفل الافتتاح معربا عن سعادته لتدشين الانتخابات الثالثة للتعاونيين الزراعيين في مختلف المحافظات والمديريات، متمنيا لهذه الدورة الانتخابية النجاح لما فيه خدمة الحركة التعاونية الزراعية، مشيرا إلى ان ذلك يتطلب من الجميع اختيار الكوادر التعاونية الناجحة، واستبعاد المتهاونين، وأولئك الذين يهبرون أموال التعاون، فيجب ان يسقطوا. وقال فخامة الرئيس ” نحن على يقين أن التعاونيين الناجحين والباهرين المشهود لهم من قبل المواطنين التأكيد سينالون ثقتكم وثقة المواطنين وسوف يعاد انتخابهم، لكن الذين مهمتهم هبر المال والتلاعب يجب عن يسقطوا”. وخاطب التعاونيين قائلا.. نحن على استعداد لدعمكم ومساندة كل التعاونيين الزراعيين الناجحين، من خلال إيجاد أسوق محلية ودعم الصادرات خاصة مع دول الجوار، التي نحن على تفاهم متواصل حول تسويق المنتجات الزراعية اليمنية في أسواقها. وأوضح فخامته.. ان الإشكالية في توقف عملية تسويق المنتجات الزراعية لدول الجوار ليست من دول الجوار، لكنها انعكاس لتناول بعض المستهترين من أصحاب الأقلام الرديئة في الصحافة سواء الرسميةأوالأهليةأوالحزبيةالتي تسيء لليمن. وقال “ان توقف تسويق المنتجات في المملكة العربية السعودية جاء نتيجة مقال نشر في صحيفة الثورة، وفي احد الصحف الحزبية فليست الحجة عند دول الجوار بل الحجة عند هؤلاء المستهترين الذي لا يتحملون أية مسئولية.. ويضروا بمصالح الوطن والمواطن.. متمنياان يكف هولا عن أذاهم للوطن وان يبتعدوا عن الاستهتار بالمواطن. وقال فخامة رئيس الجمهورية.. ان الصحافة هي رأي ورأي آخر لبلورة وعي ثقافي واجتماعي وسياسي وزراعي واقتصادي والصحافة أخلاق ومسئولية وليس لإثارة الأحقاد والكراهية والإضرار بمصالح الوطن، فعلى الصحفيين والصحافة ان يتحملوا مسئوليتهم تجاه الوطن، فبناء الوطن صعب ويحتاج الى رجال أكفاء مخلصين سواً كانوا مزارعين فلاحين أو سياسيين أو اقتصاديين.. لكن الهدم سهل وسريع فيمكن ان نبني مبنى خلال أشهر، لكن إذا أردنا ندمره فيمكن ان يتم ذلك خلال ساعة، من يحملون معاول الهدم يستطيعون ان يحققوا مآربهم بسرعة، لكن يجب ان نتسلح بأدوات البناء لا بمعاول الهدم في المجال الزراعي وفي شتى المجالات. وحذر فخامة رئيس الجمهورية وزارة الزراعة والوزارات المختصة والجهات المختصة من استيراد الأسمدة التي تضر بالبيئة وتضر بالزراعة وتضر بالمواطن. وقال”ينبغي التحري من قبل وزارة الزراعة والمزارعين عن مصادر الأسمدة ان لا تكون من مصانع قديمة لا ينبغي الاستيراد منها، وعدم استيراد الموادالمدمرة للبيئة وللإنسان أيضا، وللحيوانات، ويجب التحري لكي لا تندفع النفوس الضعيفة وراء اتباع المواد رخيصة الثمن، وتكون مواد فاسدة وغير صالحة، نركض وراءها ولا نعرف ما ستلحقه من ضرر على المواطن والمزارعين والحيوانات، فيجب التحري وعلى الجهات المختصة التفتيش على مورديها وبائعيها أينما وجدوا وإتلافها وحرقها وتأديب مستورديها. معربا عن ارتياحه لتوجه كثير من الجمعيات والكثير من المواطنين نحو الزراعة خاصة زراعة الفاكهة والخضروات، وقال “زراعة الفاكهة والخضروات تحقق مردودا ايجابيا وبعضهاأكثر من زراعة القات الذي يعتبره البعض زراعة مربحة، لكن هناك خضروات وفاكهة أكثر ربحا، وذلك ما لمسته خلال زياراتي للعديد من المديريات مثل بني بهلول فهناك على سبيل المثال ثمرة البلس الشوكي مردوده على المواطن أفضل من القات، ولا تحتاج زراعته إلى جهد مثل زراعة القات، كما ان البلس الشوكي أصبح يصدر الى دول الجوار. وتطرق فخامته إلى الأضرار الناجمة عن زراعة القات سواً على البيئة أو من استنزاف للمياه أو تلك الأمراض التي أخذت في الانتشار مؤخراً مثل أمراض السرطان الناتج عن استخدام المبيدات. وقال فخامته.. لن نقول امتنعوا عن زراعة القات، ولكن ندعوكم الى زراعة البديل، وهو زراعة الفاكهة والخضروات. وتحدث فخامةالرئيس عن المبيدات حيث شدد على ضرورة الاستيراد من الجهات المشهود لها بالكفاءة والجودة. وبشأن السدود والحواجز المائية عبر فخامته عن ارتياحه للنتائج الإيجابية والممتازة والمفرحة للسدود والحواجز المائية، وقال: لقد أفادت كثيراً، وقد قمت بجولة إلى بني حشيش وبني مطر وهمدان والمناطق المجاورة للعاصمة وتفقدت السيول، ومثلما تحدث الأخ/محمد بشير/ فقد كانت الآبار في حوض صنعاء تتراوح ما بين أربعمائة وخمسمائة إلى ستمائة، والآن عاد منسوبها للارتفاع نتيجة لحجز مياه الأمطار وحصادها، والذي حقق نتائج ممتازة تشجع التعاونيين الزراعيين. ووجه وزارة الزراعة والري بالاستمرار في إقامة السدود والحواجز المائية ولكن بعدإجراء الدراسات المسبقة، من أجل ضمان تخزين المياه وعدم تسربها.. واستشهد فخامته ببعض السدود في مديرية بني بهلول والتي طالها الخراب، قائلاً: انها تحتاج إلى تكاليف جديدة لإعادة بنائها، بسبب عدم إشراف الوزارة أو البيوت الاستشارية أو بيوت الخبرة أو مكاتب الخبرة التي تشرف على وضع التصاميم والإشراف على التنفيذ حيث يكون العمل ممتازا.. مؤكداً على ضرورة الاستمرار في بناء الحواجز والسدود المائية. وأشار فخامة الرئيس إلى حقن المياه قد لا يكون بالضرورة من خلال حاجز مائي أو سد ولكن بإيجاد الحفائر/ الخنادق/ الواسعة في الوديان بواسطة المعدات الحديثة، وقال إن حقن أو تخزين مياه الأمطار لتغذية المياه الجوفية تجربة موجودة في المغرب وفي الأردن ويجب أن نستفيد من هذا الأمر بحيث نفيد المياه الجوفية بطرق أخرى غير السدود وغير الحواجز. وأضاف إن هذا العمل مشترك بين الجمعيات الزراعية وبين وزارة الزراعة، وينبغي أن يحصل خاصة في المناطق الواسعة والمفتوحة.. مثل البون – جهران – مشرعة.. ومثل وادي حضرموت وتهامة والمناطق الواسعة الأخرى: مثل قاع سهمان – والصعيد في صعدة.. وخاطب الحاضرين بقوله: احقنوا المياه.. احصدوها.. اخزنوها. وتابع فخامته قائلاً ” أنا عندي تقرير حول بعض السدود والحواجز التي لم تنجح مثل سد البيضاء، لم تتم محاسبة المقاول ولا الجهات المختصة من قبل الحكومة، محذراً من حالة اللامبالاة، لأن هذه أموال الأمة، تحصيلها صعب، لكن صرفها بسيط. وأضاف إن صرف الأموال ينبغي أن يتم على مصالح الأمة مثل الطرق وشبكة الاتصالات وقنوات الري وأشياء كثيرة جدا الناس بحاجة إليها.. يجب على كل واحد أن يتحمل المسئولية ويشعر انه مسئول، بعض الناس لا يشعرون بمسئوليتهم كأن حقيبته في يده ومسافر يوم ثاني، يجب أن نتحمل المسئولية، أسبوع في الحكومة أو شهر أو يوم يجب أن أتحمل المسئولية واعمل بإخلاص لهذا الوطن. وتابع فخامته إن الذي سيجعلك تستمر وتكون ناجحاً في عملك هو مدى قدرتك على العطاء وأخلصت وتفانيت في عملك وأنتجت هذا ضمان لك في المستقبل، وضمان لك بالبقاء.