حديث رئيس الجمهورية الى ال بي. بي سي: 27/أغسطس/2004م
ال بي. بي سي: هل تطرق في المحادثات إلى إبرام اتفاقيات أمنية أو اتفاقية لتبادل المجرمين؟ الرئيس.. أولا دخلت العلاقات اليمنية البريطانية مرحلة جديدة تختلف عن مراحلها لسابقة خاصة في مجال مكافحة الإرهاب. ثانيا.. التعاون في مجالات التنمية ايضا تم الاتفاق على الدفع بالاستثمارات البريطانية إلى اليمن خاصة في المنطقة الحرة والموانئ الصناعية، بدأت بريطانيا في مرحلة العلاقات اليمنية البريطانية الجديدة بمنح اليمن حوالي 27 مليون جنيه إسترليني اي ما يساوي خمسين مليون دولار في مجال التعليم، وكان هناك تفاهم مع رئيس الوزراء البريطاني انه خلال الأعوام القادمة سوف تزداد المساعدات البريطانية لليمن ناهيك عن دور بريطانيا داخل الدول الثمان الصناعية وكذلك مع الاتحاد الأوروبي.. هذا فيما يخص اليمن وخاصة إن اليمن حققت نتائج ايجابية في قضية مكافحة الإرهاب مع الأسرة الدولية فلابد ان تدعم اليمن اقتصاديا وذلك من اجل مكافحة الفقر وإنهاء البطالة.. هذا ما بحثه مع رئيس الوزراء البريطاني، الشق الآخر هو دور بريطانيا إزاء عملية السلام وإقناع الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ خارطة الطريق وإنهاء الاحتلال وإيقاف المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، ووعدنا رئيس الوزراء انه سيلعب دورا أساسيا وخاصة انه سيكون دوره إلى جانب الدور الأمريكي للضغط على إسرائيل بعد الانتخابات الأمريكية في نوفمبر القادم. ال بي. بي سي: فخامة الرئيس النقطة الخاصة بإبرام اتفاقية تبادل المجرمين خاصة ان اليمن يطالب بتسليم ابو حمزة المصري كما طالب به أمريكا ولكن بين أمريكا وبريطانيا هناك اتفاقية فعلى إي أساس تريدون استلام ابو حمزة المصري؟. — الرئيس: نحن نبحث مع البريطانيين إبرام اتفاقية أمنية بيننا وبينهم، وكان من ضمن البحث مع المسؤلين البريطانيين موضوع ابو حمزة الإرهابي الذي قام بأعمال إرهابية في اليمن، لكن البريطانين اخبرونا انه الآن في المعتقل ورهن التحقيق وربما يسلم إلى الأمريكان على الرغم أن الطلب اليمني كان قبل الطلب الأمريكي لكن لا نرى مانع أن يتم تسليمه إلى الولايات المتحدة الأمريكية لمحاكمته كمجرم وكإرهابي. ال بي. بي سي: إذا انتم مطمئنون لتسليمه إلى أمريكا، إلى أي حد وصل التعاون الأمني بينكم وبين الولايات المتحدة الأمريكية خاصة هناك زيارات كثيرة على مستوى عالي في المجال الأمني؟ الرئيس.. التعاون بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب يسير بشكل جيد. ال بي. بي سي: طيب الكثير يتساءلون عن ما وصلت إليه المواجهة بين الحكومة اليمنية وبين الحوثي وأتباعه إلى أين وصلت؟. — الرئيس: هو في مرحلته النهائية الحوثي المتمرد هذا الذي أراد إن يسيء إلى سمعة اليمن وأساء إلى اليمن إساءة بالغة يعني أخاف الاستثمارات التي كانت تتجه نحو اليمن والهدف من هذا التمرد ليس كما يرفع هو شعار الموت لأمريكا وإسرائيل ولكن هو يريد إن يعود بعقارب الساعة إلى الخلف إلى ما قبل اثنين وأربعين سنة هذا ما يهدف له هو شخصيا والمتعاونين معه سواء في الداخل أو في الخارج. ال بي. بي سي: أنت سيادة الرئيس هل تسيرون في الحل السلمي لهذه المشكلة أم سائرون في الحل العسكري؟. — الرئيس: نحن حاولنا في البداية ولم يستجيب للحل السلمي مما اضطرنا إلى اتخاذ الإجراءات الوقائية الأمنية. ال بي. بي سي: طيب فخامة الرئيس بالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط ومحادثتكم مع بلير ذكرتم إنكم تريدون من إسرائيل معاملة الأسرى كأسرى حرب ما هي الفكرة من وراء ذلك؟ الرئيس.. نحن في اعتقادنا في الأسرة العربية والإسلامية ان الموجودين في المعتقلات الإسرائيلية هم يقاومون الاحتلال، وليس كما تبث وسائل الاعلام الإسرائيلية والمتعاونين مع وسائل الاعلام الإسرائيلية أنهم إرهابيين، نحن نقول لا لم يكونوا إرهابيين بل هؤلاء يقاومون الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، فنحن نطالب من الأسرة الدولية وخاصة الدول دائمة العضوية ومجلس الأمن ان يعامل المعتقلين في السجون الإسرائيلية كأسرى حرب. ال بي. بي سي: طيب بالنسبة للعراق لكم تصريحات كثيرة في هذا الشأن بالنسبة للوضع الحالي وما وصل إليه الأمور سواء من تأزم أو انفراج في بعض النواحي الكم رؤيا معينة في هذا المجال؟ الرئيس.. نعم لنا رأي معين ان قوات التحالف رفعت شعار إنها تريد ان تحرر العراق من نظام صدام حسين وان تأتي بنظام ديمقراطي وان تأتي بحرية أكثر وان تأتي بأمن واستقرار أكثر وفي إطار عراق موحد وتنمية أكثر وان يشارك الشعب في إطار تعددية سياسية هذا الشعار الذي رفع من قبل قوات التحالف يختلف تماما عما نراه اليوم.. لماذا تخلصتم من نظام صدام حسين قالوا لأنه كان نظام ديكتاتوري وقمعي.. لكن ما نراه اليوم على الساحة العراقية من قمع وإرهاب وقتل وفتك كل يوم فوق ما كان يطرح حول نظام صدام حسين.. ما نشاهده اليوم في العراق شيء مؤسف من اقتتال وضحايا أبرياء، واليوم يتساءل المواطن العربي أين شعار الحرية والديمقراطية أين الأمن أين الاستقرار الذي رفعتموه. ال بي. بي سي: هناك تساؤل أخر أين العرب وأين الجامعة العربية بصرف النظر عن التصريحات التي لا تتعدى القول إلى الفعل؟ الرئيس.. القوي غلب الضعيف القوة غلبت كل شيء فهناك غلبة من قبل دول عظمى تريد ان تسكت الصوت العربي والصوت الإسلامي فالقوة غلبت كل شيء والمال غلب كل شيء. ال بي. بي سي: طيب فخامة الرئيس لفت نظري في المؤتمر الصحفي الأخير عبارة طريفة قلت نحلق لأنفسنا قبل أن يحلقوا لنا ما الذي كانت تقصد بهذا كان هذا قبل عام؟ الرئيس.. اقصد به ان نمضي في الإصلاحات السياسية بإرادتنا دون ان تفرض علينا من الخارج كما هو قائم في الوقت الحاضر، ان الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الغربية تنادي العالم العربي والإسلامي والعالم الثالث إلى إصلاحات سياسية وهذه كانت عبارتي إننا نمضي في الإصلاحات السياسية قبل ان تاتي من الخارج.