حديث الرئيس لصحيفتي الثورة والجمهورية العراقية
نشرت صحيفتا (الثورة) و(الجمهورية) العراقيتان نص المقابلة الصحفية التي أجرتاها مع الأخ الفريق علي عبدالله صالح رئيس مجلس الرئاسة.. وفيما يلي نص الأسئلة وإجابات الأخ الرئيس عليها:..
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية :كانت الوحدة اليمنية إنجازا تاريخيا بكل المقاييس، وقد استقبلت جماهير الأمة العربية لوحدة بإعتزاز كبير، كيف حولتم هذا المطمح الوطني والقومي إلى حقيقة قائمة وإجتزتم العوائق التي كانت في طريقها؟
الرئيس: حدة الوطن اليمني هدفا من أهداف الثورة اليمنية وكان تفجير ثورة أكتوبر ضد الاستعمار لي بعد عام واحد من القضاء على الحكم الإمامي المتخلف مرتبطا بتحقيق هذه الغاية لمي حالت الظروف دون إنجازها في حينه وخاصة بعد جلاء الاستعمار في الثلاثين من 1967م ولكن العمل من اجل إعادة تحقيق الوحدة ظل مستمرا برغم تركيز الجهود على إمتداد الأرض اليمنية من اجل تعزيز انتصار الثورة اليمنية الخالدة ثورة سبتمبر وأكتوبر.. وبداية 1972م دخل العمل الوحدوي مرحلة إبرام الاتفاقيات الوحدوية وتشكيل لجان الوحدة والتي لعمل الوحدوي بمراحل متعددة رافقتها الصعوبات والصراعات والمزايدات وإنجاز الكثير من الإيجابية العملية حتى أخذت معالم الطريق تتحدد بصورة اكثر وضوحا ودقة وجدية الماضية ومع تعاظم الحماس الجماهيري وإصرار الشعب اليمني كله على ضرورة التعجيل بإقامة دولة الوحدة كسبيل لتجاوز كل المشكلات ولامتلاك الشعب لكامل قوته وتوظيفها في مجرى التغلب على التحديات الاقتصادية وبناء الحياة المتطورة الجديدة الأمر الذي حتم على لمصي نحو تحقيق هذا الهدف العظيم وهو ما لم يكن ليتأتى الأ بتضحيات جسام، وتغليب لعامة على كل المصالح، وهذا ما حدث بالفعل حيث تم الاتفاق على متابعة الخطى العملية السياسية والتشريعية والمالية والاقتصادية والدستورية لتتحقق وحدة الوطن في اقل من نصف التي كنا قد حددناها سلفا في لقاء عدن التاريخي.
كما أن التأييد الجماهيري حجم المخاطر والعقبات والتي لم تكن لتشكل معه أي اثر أو عائق نحو إنجاز هذا الهدف الإستراتيجي العظيم.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية ” الوحدة اليمنية ليست حاصل جمع رقمي، بل هي حالة نوعية جديدة، كيف تنظرون إلى اليمن الجديد في النطاقين الوطني والقومي؟
الرئيس. لقد كان لتحقيق وحدة الوطن اليمني أثر كبير في نفس كل عربي، من منطلق أن الوحدة تشكل عاملا قويا في ترسيخ الأمن وإلاستقرار في المنطقة وسندا قويا للتضامن العربي خاصة في هذه المرحلة التي تعيشها امتنا والوحدة كذلك بالنسبة لنا كانت بمثابة تصحيح لمسار كان خطأ.. فرض بفعل ظروف ومساوئ الماضي الإستبدادي والإستعماري، لذا فنحن نتطلع إلى المستقبل بكل التفاؤل والأمل، خاصة وان إمكانياتنا وقدراتنا المتوحدة والموجهة برؤية تخطيطية وتنفيذية واحدة سوف تتعاظم.. وفي هذا ضمانة للتغلب على مخلفات التشطير التي كانت امتدادا لمخلفات سبقتها، وبالتالي فان الشعب اليمني في ظل دولته الواحدة سيتمكن من الإسهام بكل فاعلية في صنع المستقبل العربي الذي لا تزال قناعتنا بان قناعتنا الحقيقية ترتبط بتحقيق الوحدة العربية الشاملة التي تمثل الوحدة اليمنية اللبنة والنواة الأساسية لها وتجربة الحوار الوحدوي اليمني مادة خصبه يمكن الإستفادة منهما إنتقالا من مرحلة ترديد الشعارات إلى مرحلة الحوار والعمل الديمقراطي السلمي كتطوير ممكن للمكاسب المرحلية الاقليمية التي تمت حتى الآن.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:اليمن مهد من مهاد العروبة وقد تميزت بقيادتكم بموقفها القومية الأصيلة الجريئة.. كيف تنظرون إلى الحملة السياسية والدعائية التي تترض لها الأمة العربية اليوم من خلال العراق؟
الرئيس:” نخن دائما ننظر إلى التحديات التي واجهها أي قطر عربي على أنها موجهة لأمتنا العربية جمعاء، إذ أن الأعداء لا يفرقون في عدائهم بين يمني وعراقي أو مصري وسوري أو فلسطيني ولبناني، ومن هذا المفهوم فالعراق الشقيق الذي تعرض ولا يزال يتعرض للتحديات والحملات الدعائية المعادية لم يكن ذلك إلا نتيجة لإمتلاكه مقدرة الصمود والإنتصار ولتحقيقه إنجازات علمية وتكنولوجية ملموسة عززت من مقدرته الدفاعية والتي هي بالتالي تعزيز لقدرة أمته العربية محلى مواجهة مختلف التحديات والأخطار، وهذا بالطبع ما لم يسمح به أعداء امتنا العربية ومع ذلك كله فان الأمة العربية مطالبة اليوم اكثر من ذي قبل بتحمل مسئولياتها والوقوف بكل صلابة أمام طه ا!ديات والتقدم في الطريق العصري الذي بدأ به العراق ونعني طريق امتلاك قوة العلم والمعرفة إلى جانب قوة السلاح والوعي والبناء.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:إستأثرت علاقات الأخوة بين الرئيس صدام حسين وسيادتكم لإعجاب المخلصين ا بناء اللأمة. نود أن تحدثونا عن هذه العلاقة التي تجاوزت الإطار الرسمي.وأصبحت مثلا للعلاقات بين القادة العرب؟
الرئيس:” ما من شك في أن العلاقات الأخوة الحميمة كل القادة العرب في قوة دافعة لتنامي العلاقات بين الأقطار العربية وهي حصانة تحول دون تعثرها أو اختراقها من قبل الأعداء الألداء وهو ما نطمح بشده إلى تحقيقه بين كل القادة العرب لأنهم جميعا مسئولون عن أسرة قومية واحدة وتعيش في بيت عربي من المحيط إلى الخليج وان قسمته الحدود المصطنعة ولأشك بان العلاقات بين القطرين الشقيقين حققت نجاحا كبيرة بفضل ذلك وبإيمان الجميع بالمصير المشترك، كما أن في وتطورت في ظل ثوابت مشتركة انعكست إيجابيا لصالح البلدين بفضل التنسيق والتشاور المستمر بينهما من خلال منظور وتفهم مشترك لكل القضايا البلدين التي تهمها في نطاق مجلس التعاون العربي وتهم بالتالي أمتنا العربية كلها وهو ما نؤكد معه هنا بان العلاقات بين قيادة عربية وأخرى ينبغي أن تتجاوز الرسميات باعتبار أن كل القيادة إنما يمثلون قيادة عربية جماعية لامة واحدة.. والحقيقة أن ما يربطني من علاقات حميمة مع الأخ الرئيس صدام حسين هي انعكاس للعلاقات الأخوية الصادقة التي تربط بين الشعبين في القطرين الشقيقين هذه العلاقات التي نحرص معا على تنميتها وتطويرها باستمرار بما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:شاهدنا على شاشة التلفزيون اليمني جولاتكم في محافظات الجمهورية اليمنية ولقاءاتكم بالجماهير من أقص الجنوب إلى أقصى الشمال ولمسنا في لقاءاتنا مع المثقفين اليمنيين، وفى عموم الساحة اليمنية تفاؤلا بمستقبل افضل لليمن، كيف تتعاملون مع هذا التفاؤل وتحويله إلى قوة لليمن وللامة العربية؟
الرئيس:” لقد كانت زياراتنا الميدانية لبعض محافظات الجمهورية ضمن برنامج يهدف إلى التعرف على لمحافظات عن كثب ومعرفة احتياجات المواطنين فيها وقد سعدت للزيارة كونها مكنتني من الوقوف على معرفة ما يمكن للدولة أن تقدمه بصورة عاجلة من المشاريع الخدمية الضرورية للمناطق النائية.
أن الحكومة ضمن برامجها القصيرة والطويلة الأمد ستعمل على تحقيق المشاريع الهامة وفق قدراتها وإمكاناتها المتاحة وبقدر يضمن لكل محافظة أن تنال نصيبها من المشاريع الملحة..
ونحن على يقين أن اليمن في عهد الجديد سوف يخطو خطوات كبيرة نحو الغد بداية بتجاوز كل مخلفات الماضي وتواصلا بإقامة البناء الحضاري الشامل فوق كل الأراضي اليمنية ليعم خيرها كل اليمنيين هم جنود البناء والتنمية وصناع هذا التحول المنشود.
وبالقدر الذي سنحققه على هذا الطريق العصري الوطني فانه في ذات الوقت لن يدخر شعبنا وسعا كافة الإمكانيات خدمة للامة العربية وقضاياها المصيرية.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:”خطا مجلس التعاون العربي خطوات ملموسة على صعيد العلاقات بين أقطاره فهلا حدثتمونا عما ترون من خطوات أخرى تعمق مسيرة المجلس وتستجيب أكثر فأكثر لطموحات الجماهير العربية.؟
الرئيس:” إن مجلس التعاون العربي وبالعو إلى الإنجازات التي حققها منذ تأسيسه وحتى اليوم يعطي براهين واضحة وصادقة ني السعي الحثيث نحو تجسيد أهدافه العظيمة من خلال الإنجازات على طريق التكامل والتي هي الطابع المميز للمجلس.. رغم أن الفترة الماضية قصيرة فقد تخللها إنجاز كثير من الاتفاقيات التفصيلية الهامة التي غطت كافة الجوانب الهامة والتكوينات الهيكلية والإدارية للمجلس والتي أخذت وقتا وجهدا كبيرين ونتوقع أن يمضي العمل في المستقبل !ير اتساقا وتسارعا بما يكفل تحقيق اكبر تدر من التعاون والتكامل لأقطارنا وتحقيق الأثر الملموس في حياة المواطن وأننا إلى اليوم الذي تتحقق فيه الوحدة الكاملة ليس بين مجلس التعاون العربي بل بين كافة أقطار الوطن العربي.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:هناك العديد من الأحزاب والتنظيمات السياسية التي بدأ ت في الظهور على الساحة اليمنية وبدأت البعض منها في إ صدا ر صحف ومجلات تعبر عن آرائها وبما أن القانون الخاص بتشكيل الأحزاب والتنظيمات السياسية لم يصدر حتى الآن فما هي الأسس والضوابط التي تستند عليها في ممارسة العمل الحزبي والتنظيمي هل هناك أي شكل من الرقابة على ما يصدر عنها من صحف وسجلات؟
الرئيس: القانون الذي سوف ينظم نشاط التنظيمات والأحزاب والذي سيتم إقراره من قبل مجلس النواب سوف يحدد الأسس والمرتكزات والضوابط التي يجب أن يقوم عليها ويلتزم بها العمل الحزبي والسياسي في البلاد الذي يجب أن ينطلق من عقيدة الشعب وتراثه الحضاري وتجسيد الوحدة الوطنية وفي إطار الالتزام بالدستور والإيمان بأهداف ومبادئ الثورة اليمنية وبما يضمن عدم الانحراف بالعمل الحزبي إلى ما يلحق الضرر والأذى بمصلحة الوطن، وعموما فان القانون المشار إليه وعددا من القوانين الأخرى سوف يتم إصدارها ومنها قانون الصحافة والمطبوعات سوف تتحقق الضمانات المطلوبة دون أن تمس من مبدأ الحرية المسئولة وشيوع الرأي والرأي الآخر ورسوخ وحماية الممارسة الديمقراطية الصحيحة، فالوطن ملك الجميع ومسئولية بنائه مسئولية كل مواطن يمني بلا استثناء وبلا وضع علامة استفهام على أحد.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:منذ أن ظهرت تباشير فجر الوحدة في 30 نوفمبر 89 م وحتى الآن تم التصريح لما يزيد عن 25 صحيفة ومجلة جديدة تعبر عن مختلف الاتجاهات والرؤى السياسية بحرية كاملة في ظل دولة الوحدة ما هو تعليق فخامتكم على الرأي القائل بان هذا العدد من الصحف والمجلات، أكبر مما تحتاج إليه الساحة اليمنية، وان التكاليف المادية لمترتبة على ذلك ستكون باهظة؟
الرئيس:” الصحافة سلطة حيوية هامة داخل أي مجتمع إذا مارست دورها بصدق وتحملت مسئولياتها بجرأة ونزاهة وهي وسيلة لامتلاك الحقيقة ونشرها والانتصار للحق ورفع الظلم وتصحيح الأخطاء وتعميق المنهاج السليم، ولذلك فان الصحف منابر مهمة للديمقراطية وللرأي والرأي الآخر وللمشاركة الشعبية وتحمل المسئولية الوطنية، وطالما الدستور قد كفل حق التعددية السياسية للجميع في مادته أل 39 فانه من الطبيعي أن تقترن تلك التعددية بتعددية إعلامية تتجسد في هذا الكم أو ذاك الصحف والمجلات التي سيكون البقاء فيها للأفضل والأكثر تطورا وصدقا ومسئولية وارتباطا بقضايا الشعب وتلبية أحتياجاته وان كثرة الصحف بحد ذاته يعتبر ظاهرة صحية وعصرية، وظلا مباشرا في الواقع على الممارسة الديمقراطية لكن جدية الصحيفة هو مقياس صدقها في تحمل المسؤلية واحترام الممارسة الديمقراطية وذلك ما يمكن أن تحققه الصحف التي تشعر بجسامة الدور الوطني الذي تتحمله، والدولة الجديدة في حاجة إلى الرأي المستنير والوطني الذي يسهم في مسيرة البناء ويدفع بها إلى آفاقها المنشودة وأي تكاليف مادية مهما بدت باهظة ستهون أمام الدور والرسالة التي نأمل أن صحافتنا تضطلع وتنهض بها خدمة لمجتمعنا وتعزيزا لجوانب الممارسة الديمقراطي الصحيحة في البلاد.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية: اليمن بلد نام وصدود الموارد ويحتاج إلى الدعم والمساندة الاقتصادية لا سيما من قبل أشقائه العرب الذين أعلن في قمة بغداد عن فرحتهم بتحقيق الوحدة اليمنية وعن استعدادهم لتقديم الدعم والمعونة لليمن الموحد هل نحقق شيء من تلك الوعود حتى الآن؟.. وهل حصلت الدولة الجديدة منذ قيامها قبل حوالي شهرين على أية مساعدات اقتصادية من دول أجنبية/ غير عربية/ أو وعود بمساعدات؟.
الرئيس: الأشقاء العرب وفي طليعتهم العراق لم يبخلوا على اليمن بالمساندة ودعم جهوده وخططه التنموية ونحن في اليمن ننظر بتقدير كبير لتلك المساعدة الأخوية من قبل الأشقاء الذين عبروا عن وتأييدهم لإعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني وقيام الجمهورية اليمنية.
ومن أولوياتنا في هذه المرحلة حشد كل طاقاتنا وإمكانياتنا ومواردنا من اجل توظيفها في معركة بناء الوحدة التي تحتاج لكل جهد ولكل عطاء وبالتالي مواصلة تحقيق الأهداف المرسومة في خطتي التنمية اللتين يجري إدماجهما في خطة واحدة حسب التحديد الذي أوضحه بيان الحكومة الأولية للمناطق المحرومة وبما يمكن شعبنا من تحقيق طموحاته المشروعة في النهوض الحضاري الذي هو صانعه بانسانه الوحدوي المكافح في كل مواقع العمل والعطاء والإنتاج والفداء والتضحية فالإنسان هو أغلى ثروات شعبنا التي بملكها وهو المرتكز الرئيسي للبناء حاضرا ومستقبل.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية: يتردد في الكثير من التصريحات الرسمية ووسائل الإعلام تحذير أبناء الجمهورية اليمنية من الثورة والوحدة.. هل هناك دول أو تنظيمات أوقوى سياسية محددة هي المقصودة ..وهل هناك تعريف شامل لأعداء الوحدة؟.
الرئيس: أعداء الوحدة اليمنية هم أعداء اليمن وأعداء الأمة العربية الذين يرون في أي عمل وحدوي جاد في الوطن العربي تهديدا لمصالحهم وأطماعهم والوحدة اليمنية كإنجاز قومي تاريخي تمثل عامل إسناد للأمة في مواجهة التحديات التي يفرضها عليها أعداؤها أيا كانوا.
وأننا هنا لا نحب أن نطلق إتهاماث بدون أدلة ولكننا على يقين بان كل من يحاول أو يعمل بأي صورة ضد اليمن وأي قطر عربي سياسيا واقتصاديا أو عسكريا هو عدو للوحدة اليمنية وللامة العربية .
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية: كيف ستواجهون مطالب الناس بإعادة ممتلكاتهم التي جرى تأميمها سابقا وخاصة الأراضي وا لمسا كن؟.
الرئيس: هذا الموضوع اهتماما خاصا من قبل مجلس الرئاسة ومن قبلي شخصيا أثناء الزيارة التي قمت بها ومعي عدد من المسئولين لعدد من محافظات الوطن وقد تم توجيه الحكومة بتشكيل لجنة خاصة لدراسة هذه المشكلة ووضع المعالجات المناسبة لها بما يضمن عدم إلحاق الضرر بأي طرف سواء أو الملاك السابقين أو الملاك الجدد ويحقق الاستقرار والطمأنينة لدى الجميع والمطلوب هو تعاون الجميع وعلى الذين صبروا سنوات عديدة في ظل التشطير أن يصبروا عددا من الشهور في ظل الوحدة.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:ما هو الموقف الذي ستتخذه الجمهورية اليمنية من تزايد التواجد الصهيوني في البحر الأحمر وعلى مقربة من باب المندب وما تقييمكم للتطور المفاجئ في العلاقات الأثيوبية الإسرائيلية؟.
الرئيس:الأمن في البحر الأحمر لا يهم اليمن فحسب بل يهم الدول المطلة عليه والأمن القومي العربي بدرجة أساسية ونحن نسعى بالتنسيق والتعاون مع كافة الدول المطلة على البحر الأحمر لتحقيق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة.
أما فيما يخص تطور العلاقات الأثيوبية الإسرائيلية فان ذلك يعتبر شأنا إثيوبيا وان كنا نتطلع إلى تفهم الأصدقاء الأثيوبيين للمرامي الصهيونية العدوانية التوسعية في المنطقة وحرص الجانب الأثيوبي محلى تنمية وتعزيز علاقاتهم الطيبة مع جيرانهم وأصدقائهم العرب وبحيث لا يكونون جسرا للمأرب العدوانية الصهيونية.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:ا لمؤتمر الشعبي العام هل سيتحول إلى حزب في ظل السماح بالتعددية الحزبية التي كفلها دستور الجمهورية اليمنية وهل سيتم الدمج بين المؤتمر والحزب الاشتراكي اليمني؟. وأين وصل الحوار بين اللجنة السياسية والأحزاب الموجودة على الساحة اليمنية؟.
الرئيس:المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني وكل القوى السياسية الوطنية الأخرى شركاء في إعادة تحقيق وحدة الوطن اليمني وهم الآن في حالة تآلف للسير بهذا الإنجاز الاستراتيجي العظيم نحو تحقيق أهدافه المنشودة وقد تجسد ذلك بوضوح من خلال برنامج الحكومة المقدم إلى مجلس النواب والمؤتمر والحزب الآن بصدد مراجعة برامجهما ولوائحهما الداخلية وبما يتواكب والمتغيرات الجديدة التي شهدتها الساحة اليمنية قيام ظل قيام الجمهورية اليمنية.
وفيما يخص اندماجهما ف!ن ذلك متروك للقرارات التي سيفرزها المؤتمر العام الخامس للمؤتمر الشعبي العام والمؤتمر القادم للحزب الاشتراكي اليمني وفي إطار العملية الديمقراطية التي يمارسها أعضاؤهما ويبقى مثل هذا الأمر محتملا وقائما على ضوء المداولات والمناقشات التي ستدور ذلكما المؤتمرين.
أما ما يخص الحوار مع الأحزاب الأخرى فإنه مستمر حتى الآن ومازالت العديد من التنظيمات السياسية الجديدة في ظل التكوين في نفس الوقت فان اللجنة السياسية مازالت بصدد الانتهاء من إعداد الاتجاهات الأساسية لقانون الأحزاب الذي سيتم عرضه بعد ذلك على مجلس النواب..
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:فخامة الرئيس كيف تفسرون اهتمامكم بالقوات المسلحة، فمن الملاحظ أن زيارتكم للمحافظات تشتمل أيضا على زيارات المعسكرات القوات المسلحة فكيف تنظرون إلى القوات المسلحة في ظل التعددية الحزبية وأين موقعها في العمل الحزبي؟.
الرئيس: قواتنا المسلحة والأمن اضطلعت عبر مسيرة الثورة بدور ريادي عظيم سواء في الانتصار الشعب في الثورة والوحدة أو الإسهام الفاعل في مسيرة البناء التنموي والتقدم الحضاري ما يتطلب دائما الوفاء لتضحياتها وعطاءاتها من أجل تقدم الوطن ونهضته مما لا يحتاج مبررات أو أسباب للاهتمام. لان أي شعب أو أي أمة لا تهتم بقواتها المسلحة وأمنها فإنها لا تهتم بحياتها والحفظ على وجودها في الحياة.
وبالنسبة لوضع القوات المسلحة والأمن في ظل التعددية السياسية فإنها ستكون حتما بعيدة عن الولاءات الحزبية كما هو الحال في أرقى النظم الديمقراطية المعاصرة وستظل وكما كانت دوما الأداء دورها وواجباتها الوطنية منطلقة في ذلك من ولائها العميق لله والوطن والثورة والشعب ستظل بمنأى عن كافة أشكال التعصب أو الاستقطاب الحزبي باعتبارها رمزا للوحدة الوطنية صمام أمان لمسيرة الثورة والوحدة وهي بهذا المفهوم ملك للشعب والوطن كله لا لحزب أو فئة أو مهما كانت ونحن أكدنا في اكر من مناسبة بأن الحزبية في صفوف القوات المسلحة والأمن تماما.. وأي عمل حزبي داخل صفوفها يعتبر عملا ضارا بالوحدة الوطنية.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:ليس من العسير على المراقب أن يلاحظ أن القضية الفلسطينية تشغل حيزا أساسيا في السياسة اليمنية نتمنى أن تحدثونا عن هذه القضمة في ضوء المتغيرات الدولية وانتفاضة شعبنا الفلسطيني؟
الرئيس: بات من تحصيل الحاصل القول أن قضية الشعب العربي الفلسطيني هي قضية كل العرب على الجميع وفي هذه المرحلة بالذات تكثيف الجهود بكل فعالية لصالح هذه القضية التي عبر عنها أبطال ثورة الحجارة خير تعبير ووقفوا بكل بسالة في مواجهة أليآت العدو وأسلحته الفتاكة للدفاع عن حقهم المسلوب وعن كرامة الأمة العربية التي ستداهمها الأخطار أن لم نبادر بتوحيد جهودها وإمكانياتها خدمة للسلام العادل وإقرار الحقوق المشروعة !لفلسطيني وبناء دولته المستقلة على ترابه الوطني بقيادة ممثله الشرعي الوحيد منظمة التحرير الفلسطينية.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:خرجت قمة بغداد الأخيرة بقرارات مهمة وحيوية فصحت عن وعي القادة العرب للأوضاع العربية في ظل المتغيرات الدولية.. كيف تقيمون الوضع العربي منذ انعقاد القمة حتى اليوم؟.
الرئيس:لقد عقدت قمة بغداد في ظل ظروف عربية حرجة مع تصعيد الحملات الإعلامية ضد الأمة العربية وفي ظل متغيرات دولية استثنائية حتمت على القادة العرب المشاركين فيها اتخاذ قرارات اكثر عملية تضمن تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة ومواجهة التحديات المفروضة على امتنا العربية.
وكانت القمة عند مستوى المسئولية القومية حيث خرجت بقرارات إيجابية تعزز من توجهات الأقطار العربية وفي مقدمتها القطر العراقي نحو تعزيز اقتدار الأمة على مواجهة تلك التحديات.
وفي تقدير أن من بين أهم المكاسب التي تحققت لامتنا هي أن أعداءها سيفكرون ألف مرة. قبل شن أي عمل عدواني مباشر عليها ليس من قبل الدوائر الصهيونية فحسب بل ومن !لقوى الحليفة لها التي هي الأخرى غاضها أن نمتلك الآمة العربية مقدرة متفوقة في التقنيه والتكنولوجيا العالية وان تحقق التوازن العسكري والإستراتيجي مع العدو الصهيوني دفاعا عن الكرامة والسيادة العربية.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:مازال لحديثكم وقع عميق في نفوس كل الذين استمعوا إليهما أثناء انعقاد قمة بغداد نأمل أن تحدثونا بالمزيد من روح الإيثار العالي الذي أعاد للمبادئ الوحدوية المعنى العميق وجدد الأمل في نفوس كل الوحدويين ا لعرب؟.
الرئيس: الشيء الذي لا يمكن إغفاله هو أن الأحداث التي مر بها شعبنا والتي بلغت في يوم من الأيام إلى الذي يواجه فيه الأخ أخاه بالسلاح وبالمؤامرات خلقت فينا نحن اليمنين روح التحدي والإصرار على مجابهتها والوقوف على أرضية صلبة من الوضوح والصراحة. خالية من الأنانية. ولم يكن أمامنا جميعا سوى هم واحد هو أن نرى وطنا يمنيا واحدا معافى وهذا ما لم يكن ليتحقق لولا تكاتف ابناء شعبنا وكل القوى الوطنية وفي طليعتها المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي اليمني لصنع الهدف الوطني الكبير تجسيدا الإرادة شعبنا وترجمة أمينة لهدف من أهداف الثورة اليمنية التي تلاشى معها حب الذات وتحقق مبدأ تغليب مصلحة الوطن على كل إعتبار.
صحيفتي “الثورة” و”الجمهورية” العراقية:فخامة الرئيس سؤالنا الأخير هو عن المرأة اليمنية.. فجزء من الخلل الذي تعاني منه بعض المجتمعات العربية يأتي نتيجة لحصر دور المرأة ومنعها من الإسهام في تحمل المسؤليات العامة كيف ترون الوضع بالنسبة للجمهورية اليمنية؟.
الرئيس: الدستور كفل للمرأة اليمنية كافة الحقوق التي تجعل منها عنصرا فاعلا في خدمة مجتمعها والنهوض به.. ومجالات المشاركة مفتوحة وواسعة أمام المرأة اليمنية سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي وغيره فليس ثمة موانع تحول دون تلك المشاركة الإيجابية الفاعلة للمرأة اليمنية فيما يدفع بمسيرة التنمية والنهوض الحضاري في وطننا اليمنى إلى إفاقه المنشود ة وبهذا نعتقد بأننا تجاوزنا كثيرا والى الحدود القصوى ما تعانيه بعض المجتمعات.