حديث الرئيس في المؤتمر الصحفي الذي عقده بصنعاء
أكد الأخ الفريق/ علي عبدالله صالح رئيس مجلس الرئاسة أن الأسباب الرئيسية لفشل القمة العربي الطارئ الذي عقد في القاهرة مؤخرا هي أن الدعوة للقمة جاءت بعد التواجد الأجنبي في الاراضي العربية بالاضافة إلى انه لم يسبق انعقاد القمة أي تحضير كعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب.
وقال الأخ الرئيس في مؤتمر صحفي عقده ظهر أمس وحضره عدد من رؤساء ومد راء تحرير الصحف المحلية ووكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ومندوبو الأذاعة والتلفزيون لو كان هناك حكمة لدعي لعقد القمة فور دخول العراق إلى الكويت بحيث تطوق المشكلة في محيط الأسرة العربية.
ويتم حلها دون وجود أي تأثير اجنبي.. ولكن للأسف فوجئنا عند عقد هذه القمة بقرارات مصاغة علينا
. وأضاف الأخ الرئيس قائلا: لقد قلنا أن هذه القرارات لا تختلف عن قرارات وزراء خارجية الدول العربية التي صدرت في القاهرة قبل ايام وكذا القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي ووزراء خارجية الدول الاسلامية بشأن الأزمة.
وأوضح أن وجهة نظر بلادنا قد تركزت حول أهمية أن يتم خلال القمة العربية البحث عن مخارج لتطويق الأزمة وليس الحضور من أجل التصويت على قرارات جاهزة من باب تحصيل الحاصل.
وقال الأخ الرئيس لكن على ما يبدو أن القرارات كانت جاهزة وطرحت امامنا فقط لمعرفة من معها ومن ضدها.ونحن أمتنعنا لأسباب وجيهة حيث كانت لدينا مقترحات.. وقد طلبت في مداخلاتي في القمة أن ترفع الجلسة قبل التصويت على هذه القرارات وان نعقد جلسة مغلقة تضم رؤساء الوفود فقط للبحث عن مخارج.
وأكد الأخ رئيس مجلس الرئاسة انه كانت لدى بلادنا مقترحات للخروج من الازمة تركزت حول سحب القوات الاجنبية من الاراضي العربية والاساطيل من الخليج والبحر الاحمر وانسحاب القوات العراقية من الكويت.. بحيث تحل محل القوتين قوات عربية أو حتى قوات تحت اشراف الأمم المتحدة من أجل تجنيب المنطقة الدمار.
وأستطرد الأخ الرئيس قائلا: إلا أننا فوجئنا بأن القرارات مصاغة من قبل وقد اتفق عليها بين عدد من القادة العرب، وكان الشيء المطلوب منا هو التصويت.. ولم تقبل مداخله أو كلمة بلادنا في اتجاه طرح مقترحات لذلك اقترحنا ارسال وفد إلى العراق من عدد من القادة العرب بعد أن يتم عقد لقاء مغلق بين الرؤساء والملوك وتداولنا هذا الرأي على أن نبعث وفدا لطرح المقترحات على العراق وربما قبل ويتم احتواء الازمة ولكن الاقتراح رفض رفضا تاما وطرحت القرارات للتصويت.
وأشار الأخ الرئيس إلى أن القرارات الصادرة عن المؤتمر لا تمثل حلا للمشكلة باعتبار أن ميثاق الجامعة العربية يؤكد على أن القرارات تصدر بالاجماع.
وقال: لذلك فإن المؤتمر يعتبر فاشلا وما هو إلا مبرر ومحاولة لإضفاء صيغة قانونية للتواجد الأجنبي، وفي تصور بلادنا أن هناك لعبة دولية.. وليست قضية العراق والكويت هي الاساس.
لكن هناك مخطط ولعبة دولية في المنطقة العربية ومنها المناطق النفطية..
وقال: أن العراق أفاد بأن لديه معلومات تشير إلى أن هناك تآمرا اقتصاديا يهدف إلى النظام العرقي وتركيعه بعد أن فشلت القوى المعادية له في اسقاطه عسكريا. وان لديه معلومات تفيد بأنه جرى لقاء بين مسئولين كويتيين وامريكيين اتفقوا خلاله على خطة لضرب العراق الأمر الذي دفعه لتحريك قواته إلى الكويت.
وأشار الأخ الرئيس إلى أنه ربما يكون تحرك العراق قد جاء بهدف افشال المخططات التي تتم من أجل ضربه.. وربما وجد نفسه في سباق مع تلك المخططات فسبق بالتحرك العسكري.. وربما كان ذلك بمثابة استفزاز للعراق من أجل دفعه إلى التحرك عسكريا إلى الكويت فيكون تحركه بمثابة المبرر للتواجد الاجنبي في المنطقة والسيطرة على منابع النفط.
وحذر الأخ الرئيس من أن مايجري في المنطقة حاليا لا يستهدف ضرب العراق فقط وإنما هو شرارة ستضر بالوطن العربي وربما بالأمن والاستقرار والسلام في العالم.
وعبر الأخ رئيس مجلس الرئاسة عن اعتزازه بموقف جماهير شعبنا اليمني ومساندتها لجهود القيادة السياسية والموقف السياسي لبلادنا تجاه ما جري في المنطقة من احداث.
وقدم الأخ الرئيس خلال المؤتمر الصحفي شرحا واستعراضا لموقف بلادنا والجهود والمساعي التي بذلتها ا لقيادة السياسية بهدف احتواء هذه الأزمة وتطويقها منذ البداية موضحا الاتصالات التي جرت بينه وبين عدد من اخوانه قادة الدول العربية وما تم خلالها وكذا زياراته لكل من الجمهورية العراقية والمملكة العريبة السعودية وجمهورية مصر العربية والمباحثات التي أجراها خلال هذه الزيارات مع اخوانه الرئيس صدام حسين والملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس حسني مبارك وكذا استقباله في صنعاء للمبعوث الكويتي الدكتور عبدالرحمن العوضي..
أوضح الأخ الرئيس بأن بلادنا كانت قد اقترحت استضافة لقاء للاشقاء العراقيين والكويتيين لتطويق المشكلة، مشيرا إلى انه قد تم ابلاغ الاقتراح للطرفين فاستجاب الرئيس صدام ونقلت استجابته إلى المبعوث الكويتي خلال زيارته لصنعاء وكذا تاكيد حرص بلادنا على التضامن العربي ووحدة الصف وتطويق المشكلة في الاطار العربي إلا أن المبعوث الكويتي طلب ابلاغ الأمر إلى الامير سعد العبدالله الذي تم ابلاغه بالأمر.
وقال الأخ الرئيس: أن ذلك قد جاء انطلاقا من حرص بلادنا على الوفاق وحل المشاكل الاخوية.وقد قال العراق نحن مستعدون لعقد لقاء على مستوى ولي العهد ونائب الرئيس العراقي. ولكن الكويت كانت مترددة بعدها ابلغنا الرئيس العراقي بأن هناك مساعي تقوم بها المملكة العربية السعودية وطلب اتاحة الفرصة ليرى المقترحات السعودية.. فقلنا على. بركة الله.
نحن لا نريد آلا حل المشكلة.. وكذا استقباله في صنعاء للمبعوث الكويتي الدكتور عبدالرحمن العوضي
كما أوضح الأخ الرئيس: بأنه قد بحث مع المبعوث الكويتي الدكتور عبدالرحمن العوضي. خلال زيارته لصنعاء خلفية المشكلة.. فقدم له شرحا حيث قال: المبعوث الكويتي المشكلة تتركز في موضوع الديون وحقل الرميلة النفطي وجزيرة بوبيان التي كان العراق قد طلب خلال الحرب مع ايران من الكويت تسليمها إليه خوفا من انزال بحري أو مظلي ايراني فيها. وقد رفضنا الطلب العراقي في حينه وقلنا نحن كفيلون بحماية جزيرة بوبيان وارض لا نسطيع أن نحميها لا نستحقها.
وأضاف الأخ الرئيس قائلا: وفي اطار مساعي بلادنا وحرصها على وحدة الصف فقد تفاءلنا كثيرا بلقاء جده وقلنا أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية سيعملون على تطويق الخلاف وحل المشكلة بالطرق الاخوية وبما يحقق الأمن والأستقرار والتضامن العربي.. إلا إننا فوجئنا بتصريحات ولي العهد الكويتي من أن هناك ضغوط عراقية القصد منها ابتزاز الكويت.. وقلنا ربما أن هذه مهاترة اعلامية ولكنا فوجئنا بعد ذلك بالتواجد العراقي في الكويت مباشرة.فأوضح مندوبنا في مجلس الأمن عند مناقشة قرار المجلس في مذكرته التفسيرية بان بلادنا ستقوم ببذل المساعي لتطويق الخلاف بين العراق والكويت شارحا موقف بلادنا من القرار الذي صدر عن مجلس الأمن.وأكد الأخ رئيس مجلس الرئاسة أن موقف بلادنا في مجلس الأمن كان نابعا من حرصها على استمرار جهود بلادنا- للوساطة بين الأشقاء في العراق والكويت وإبقاء مسألة حل الأزمة في الأطار العربي وليس انحيازا إلى جانب العراق كما فسره بعض الأشقاء في الخليج.
وقال أن اليمن لها سياستها الواضحة وهي حريصة على علاقاتها مع كل الأشقاء والأصدقاء وليست تابعة في قرارها لأية دولة مؤكدا على عمق العلاقات الأخوية بين بلادنا والعراق وكافة الدول العربية.
وأشار في هذا الصدد إلى أن جماهير الشعب اليمني قد استنكرت في بداية الأمر وتظاهرت ضد دخول القوات العراقية إلى الكويت لكنها ما أن سمعت بان العراق قد ابدى استعداده لسحب قواته وان القوات الاجنبية بدأت في التواجد على الأرض العربية حتى تغير موقف الشارع اليمني رأسا على عقب وبدأت الجماهير اليمنية في التظاهر تعبرا عن رأيها ورفضها للتواجد الأجنبي في الاراضي العربية
وقد أوضح الأخ الرئيس في معرض رده على سؤال عما اذا كانت قرارات القمة ملزمة لكافة الدول بقوله: أن تلك القرارات لا تلزم إلا الدول العربية التي وافقت عليها.
وعن سؤال حول التواجد العسكري في منطقة البحر الأحمر واستعدادات اليمن لحماية امنها في تلك المنطقة.. أجاب الأخ الرئيس: نحن بعيدون كل البعد عن هذا الصرع الدائر وحريصون على عدم الزج ببلادنا في موقف من هذه المواقف ولنا علاقات جيد. مع كل الأشقاء.ولكن من حق جماهير شعبنا أن تعبر عن رأيها كما أنه من حق بلادنا المشروع الدفاع عن أمنها واستقلالها اذا ما تعرضنا لأية مخاطر.
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت بلادنا قد تقدمت باقتراح بإيفاد عدد من الزعماء العرب إلى بغداد قال الأخ الرئيس:
لم يسبق أن قدمنا هذا الاقتراح كتابيا اثناء انعقاد القمة لكنها كانت مجرد افكار تراودنا لطرحها على القمة.
كما أوضح الأخ الرئيس في معرض رده عما يعنيه بالنسبة له تواجد قوات عربية إلى جانب القوات الامريكية قال الأخ الرئيس: كنا نتمنى أن تتواجد هذه القوات قبل التواجد الامريكي وربما كانت هي الحل وكان تواجدها سيكون عملا مشروعا وشيئا عظيما.. وأشار إلى أن أي تواجد عربي أو اسلامي ليس له أي مبرر تحت المظلة الاجنبية.. مؤكدا على أهمية أن يتم التعامل مع المشكلة في اطار العقل والمنطق.
وأوضح الاخ الرئيس بان المستفيد الوحيد مما يجري حاليا في المنطقة هو الكيان الصهيوني الذي يعمل الآن على قمع الانتفاضة الفلسطينية بصورة لم يسبق لها مثيل في ظل انشغال الرأي العام باحداث الخليج حيث اصبح الشعب الفلسطيني فريسة للكيان الصهيوني.
وحول سؤال عن مدى صحة الانباء التي ذكرت بان اليمن ابدت استعدادها لارسال قوات إلى الخليج وقال الأخ الرئيس لو طلب منا ذلك قبل التواجد الاجنبي لأرسلنا قواتنا لمنع أي صدام بين الاشقاء إلا أن ذلك لم يحصل للأسف..
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الاحداث تعد ضربة قاصمة للتجمعات العربية خاصة التعاون العربي أجاب الأخ الرئيس بقوله: ما يجريضربة قاصمة ضربة للأمة العربية وللأمن القومي العربي بأسره والانقسامات واضحة وجلية من خلال مؤتمر القمة العربي الطارئ في القاهرة وأكد الأخ رئيس مجلس الرئاسة في معرض رده على سؤال حول إشراف بلادنا على مضيق باب المندب في ظل الظروف الراهنة بان مواقف بلادنا معلنة وواضحة.وقال أن بلادنا لا تقبل اساطيل على مياهها الاقليميه وترفض رفضا باتا التواجد الاجنبي في المياه الاقليمية اليمنية وفي البحر الأحمر والبحر العربي.