فخامة رئيس الجمهورية: لقد لعب المؤتمر دورا هاما في مسيرة بناء الوطن
ألقى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العامة كلمة عبر فيها عن سعادته بافتتاح فعاليات الدورة الرابعة للجنة الدائمة.. مشيراً إلى أهمية هذه الدورة التي تنعقد تحت شعار إعادة الهيكلة للمؤتمر الشعبي العام والحد من المركزية التنظيمية وإعطاء صلاحيات تنظيمية أكثر للمحافظات والفروع وبما يتواكب مع كل جديد دون التمسك بالماضي.
وقال:” إن من طبيعة المؤتمر مواكبة كل جديد وطنياً وإقليمياً ودولياً وهذه هي طبيعة المؤتمر منذ تكوينه الذي يضم في صفوفه نخبة من رجالات اليمن الأوفياء والسياسيين والعلماء والشخصيات الاجتماعية ومن صقلتهم تجارب الحياة على مدى السنوات الماضية منذ قيام الثورة المباركة في الـ (26 ) من سبتمبر والـ 14 من أكتوبر ” .
وأضاف :” لقد لعب المؤتمر دوراً هاماً في مسيرة بناء الوطن وعمل بكل جهده مع كل الشرفاء من أجل تحقيق أهم الأمنيات للشعب اليمني وهو إعادة وحدة الوطن في الـ 22 من مايو وعمل سلمياً مع أشقائه في قيادة الشطر الجنوبي سابقاً من أجل إعادة الوحدة المباركة برغم ما شابها من إشكاليات بعد إعادة تحقيقها ومن أزمات مفتعلة من قبل بعض القوى الحاقدة والمريضة التي ناصبت العداء للثورة والجمهورية وفشلت أن تحقق للوطن شيئاً لا في مجال التنمية والوحدة الوطنية لا في الشطر الشمالي ولا في الشطر الجنوبي ..فأشعلوا الحرائق وصبوا الزيت على النار مع قيادة الحزب الاشتراكي وصدقوا أنفسهم بأنه سيعيدون عجلة التاريخ للوراء وبأي شكل من الأشكال تحت أي مسمى ” .
واستطرد قائلاً :” لكن بفضل إرادة الشعب وصلابة القوى المناضلة والشريفة في المؤتمر والمؤسسة العسكرية والأمنية تصدوا لتلك المؤامرة وأخمدوها وعمقوا الوحدة اليمنية بنهر من الدماء الزكية، وبعد أن فشلت المؤامرة استطاع المؤتمر بكل قياداته وتكويناته وعلى مختلف الأصعدة حكومياً ومؤسسات برلمانية ودستورية ومؤسسات المجتمع المدني أن تحقق إنجازات هائلة نراها بعيوننا ويشهدها الصديق والعدو والمكابر للإنجازات التي تحققت في كل أنحاء الوطن شماله وجنوبه شرقه وغربه تنمية متصاعدة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة إلا أننا استطعنا أن ننجز مشاريع عملاقة ومن حقنا أن نقول عملاقة سواء خدمية أو إنمائية لأننا نرى بهذه النظارة البيضاء ..لا نظارة قاتمة أو سوداء.. ولم تعمنا البصيرة على الإطلاق لكن يراها كل الوطنيين الشرفاء، وكل أبناء الشعب يتغنون بتلك المنجزات ابتداءً من المهرة وحتى ميدي في أقصى الشمال الغربي.. إنجازات هائلة وعملاقة، سواء كانت شبكات الطرقات والاتصالات أو الكهرباء أو المياه أو الحواجز المائية وكل الخدمات التي يحتاجها المواطنون ، وهذه تحققت بإرادة قوية وصلبة من كل الشرفاء في مختلف مؤسسات الدولة .
وقال فخامته: من حقكم أيها الأخوه المؤتمرون أن تشعروا بالفخر والاعتزاز ويعتز بكم الوطن لأنكم حققتم المستحيل.. وعلى الأحزاب التي لا تفقه شيئا إلا الكلام الفارغ ولا تفقه في التنمية وكلها تجيد الخطابات الرنانة والشعارات الفارغة عليهم أن يقدموا برامج ومشاريع تخدم الوطن نحن نرحب بالمعارضة كل الترحيب وهي الوجه الآخر للنظام السياسي .
وقال فخامته: عليهم أن يبتعدو عن المهاترات والمناكفات الإعلامية؛ فالشعوب لاتبنى بالمهاترات الإعلامية والشعارات ولكن تبنى بالإرادة الصلبة والجهود المثابرة ، وباصحاب الوجه الواحد غير المتلون. وأصحاب المبادئ الذين صاغو الميثاق الوطني الدليل النظري الذي نحن نسير على خطاه لأننا صغناه بإرادة شعبية واستفتاء شعبي كما استفتي على دستور الجمهورية اليمنية.. فالميثاق لم يكن نظرية شخص أو أشخاص في قيادة المؤتمر صاغوه في غرف مغلقة بل كان تعبيراً عن إرادة شعبية وتم إنزاله إلى الاستفتاء وقال الشعب كلمته حينها في ظل عدم وجود تعددية سياسية وكانت جميع القوى السياسية تنخرط في إطار المؤتمر وقال الشعب كلمته في هذه الوثيقة الوطنية، وها نحن اليوم نسير على نهج الميثاق الوطني.
وأضاف لقد كانت بلادنا هي المبادرة ومنذ وقت مبكر في إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وإدارية دون أن تفرض عليها من أحد ولكن كان المؤتمر هو المبادر بالإصلاحات السياسية والإدارية والاقتصادية وحقق نجاحات باهرة ولولا تلك الإصلاحات التي بدأناها في عام 1995 م لكان الوضع الاقتصادي قد انهار لو كنا استسلمنا للمزايدات رغم أننا ضحينا وسكبنا دماء حوالي 56 شهيداً في عام 1998 عند ما بدأنا الإصلاحات الاقتصادية كان الوطن في حافة الانهيار وقدمنا شهداء وبادر المؤتمر وتحمل كل تلك الصعوبات وعمل من أجل الوطن من أجل 22 مليون مواطن لا من أجل نخبة أو حزب حاكم أو حكومة أو برلمان .
وقال: لقد تحمل المؤتمر دوماً مسئوليته وطالما منحنا الشعب الثقة ؛ فنحن عند حسن ظن هذا الشعب الذي أعطانا الثقة.. وعلى الحكومة أن تواصل السير في الإصلاحات وبشكل عقلاني وهادئ في مجال القضاء والخدمة المدنية وإنهاء الازدواج الوظيفي.
وأضاف الأخ الرئيس أن الديمقراطية هي غايتنا ووسيلتنا ونحن الذي اخترناها وتبنيناها ومهما كانت الصعوبات والمناكفات الحزبية فإننا لن نتراجع أو نحيد عن الديمقراطية ولقد أسسنا الديمقراطية داخل صفوفنا في المؤتمر وما أروع هذا السلوك الحضاري داخل المؤتمر، كم قيادات تغيرت وكم قيادات كانت في قمة الهرم القيادي ونزلت وحلت محلها قيادات أخرى وهي اليوم في الصف القيادي الثاني وهذه هي الروعة والديمقراطية.
ودعا الأخ الرئيس الأحزاب إلي أن تؤسس الديمقراطية داخل صفوفها وأن يتم تداول القيادة فيها بأسلوب ديمقراطي حضاري، فذلك هو أسلوب المؤتمر سلوك ديمقراطي ينتصر للحوار واللقاءات واحترام الرأي والرأي الآخر وليس مجرد نظريات فلو جلسنا ومنذ عام 1982م على القيادة السابقة ستكون هذه القيادات قد عجزت في تفكيرها وإبداعاتها ورحم الله امرءاً عرف قدرعمره، وهناك أحزاب سياسية في الساحة اليمنية منذ أن تكونت وهي بنفس القيادة ونفس الخطاب المكرر وندعو لهم بالصلاح والهداية.
وقال: إن المؤتمر الشعبي العام يمد يده إلى جميع القوى السياسية صافية نظيفة غير ملطخة للتعاون من أجل بناء الوطن وبناء اليمن الجديد يمن الـ 22 من مايو 1990 الذي توحدت فيه الأسرة اليمنية وأصبح اليمن في أمن وأمان على الرغم من أن هناك أناساً يشعلون الحرائق، وكلما أشعلوا حرائق عملنا على إطفائها.. لقد عمل المؤتمر على إخفائها ويمد يده نظيفة صادقة مخلصة إلى كافة القوى السياسية التي تريد التعاون معنا برلمانياً وشوروياً ومؤسسات مجتمع مدني مرحباً بأي تعاون تربوياً واجتماعياً وثقافياً وبكل صوت وطني مخلص غير مشدود للماضي وغير متعصب لمصالحه الأنانية كفرد أو حزب .
وقال: نحن نرحب به لقد كبر الوطن بنهجه الديمقراطي في منطقتنا وباعتراف كل الدول الشقيقة والصديقة واليمن كبر بنهجه الديمقراطي الشوروي”.
ودعا فخامته الصحافة الوطنية الرسمية والأهلية والحزبية إلى توخي الدقة والابتعاد عن المناكفات والكلام غير المسؤول والإساءة للأشخاص أو الأحزاب سواءً كانت حزبية أو رسمية أو أهلية وقال: “نرفض أساليب المناكفات الحزبية عبر الصحافة وغير مقبول لنا أو علينا”.
وتناول فخامة الأخ الرئيس في كلمته الأوضاع الاقتصادية حيث وجه الحكومة بإيجاد بدائل تغني عن الاعتماد على الثروة النفطية.. مشيراً بأن احتياطات النفط المكتشف سوف تواجه النضوب في 2012م .
وأكد على ضرورة إيجاد بدائل الاعتماد على النفط حاثاً الحكومة على الاستمرارية في الاكتشافات النفطية والغازية والمعدنية والعمل من أجل بناء السدود والحواجز المائية للحفاظ على المياه وقال: يجب الاستمرار في حجز المياه وتطوير الزراعة من خلال إيجاد البذور المحسنة؛ لأننا في المقام الأول بلد زراعي ونعتمد على الزراعة، وكذلك الاعتماد على الري بالتنقيط والابتعاد عن الري بالغمر، وسوف يوفر ذلك بما نسبته 70% ممانستهلكه اليوم من المياه، في ظل الري بالغمر والذي يمثل خسارة فادحة لافتاً إلى أن بعض المحافظات بدأت تعاني بالفعل من شحة المياه حتى وصل ذلك إلى المدن والقرى التي أصبحت هي الأخرى تعاني من شحة المياه .
ووجه فخامته الحكومة على الاهتمام بالثروة السمكية وتطويرها وتشجيع الاستثمارات ومساعدة المستثمرين في هذا المجال مشيراً إلى أن الثروة السمكية ثروة متجددة لا تنضب وأكثر أهمية من النفط الذي ينضب .
وقال: علينا أن نستمر في تشجيع الاستثمارات في مجال الثروة السمكية ويتجه الناس للبحر للاستثمار السمكي وبحيث لا تظل الاتكالية قائمة على موارد النفط والجمارك والضرائب ..
وأضاف: ” إن على الحكومة أن تدرس كيفية مكافحة التهريب هذه سياسة حكومة وعليها أن تفكر في أفضل الوسائل لذلك، ولا تظل مشدودة لمهاترات بل عليها أن تفكر في كيفية مكافحة التهريب بتخفيض التعرفة الجمركية والضريبية حتى نشجع الناس للإقبال على المنافذ”.
وقال الأخ الرئيس إن على الحكومة أن تفكر كيف تحارب التهريب والتخريب؛ لأن التهريب تخريب للاقتصاد الوطني، فنحن لو نشرنا الجيش بـ 200الف جندي لن يحققوا أي نتيجة في مكافحة التهريب ونحن قد جربنا ذلك عندما أرسلنا مراقبين على سفن الصيد وعندما اتخذنا قراراً وكان قرارا ً صائباً وباهراً وهو قضية المراقبة للمجالس المحلية، وتم تطبيق تلك التجربة في حضرموت ويمكن أن نعمم هذه التجربة محافظات البحرالأحمر الحديدة وتعز وحجة وعلى الحكومة أن تمضي في الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية دون خوف وتتخذ القرارات الصائبة لما فيه مصلحة الوطن..وأضاف فخامته: إن على الحكومة أن تهتم بدور المرأة في المجتمع ونحن مع المرأة ونقف إلى جانبها ومع حقوق المرأة ناخبة ومرشحة وفي مختلف مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني وهي تحتل مرتبة جيدة ويجب إعطائها المزيد من الاهتمام، بحيث لا يتم الاهتمام بها في أوقات الانتخابات فصوت المرأة هو الفيصل في الحياة السياسية .
وأضاف كما على وزارة التربية والتعليم ووزاره الشباب والأوقاف والإرشاد أن تهتم بالشباب اهتماماً كبيراً؛ فهم جيل المستقبل وأمل الأمة، وإعطاء الشباب رعاية واهتمام كبير من خلال التربية السليمة المعتدلة الوسطية والنافعة للأمة اليمنية كلها وليس نافع لحزب المؤتمر لأننا مسؤلون عن أمة وليس حزب فالمؤتمر مسؤل عن أمته وعن 22 مليون مواطن يمني.
وأشار الأخ الرئيس في كلمتة إلى موضوع الانفجار السكاني ودعا إلى أهمية تنظيم النسل واستخدام الوسائل التي تساعد على ذلك بحيث نستطيع أن نربي جيلاً نظيفاً وصحيحاً بناءً جسدياً وعقلانياً وفكرياً فمدننا أصبحت بسكانها 4 أضعاف عما كانت عليه قبل عدة سنوات.. فالزيادة السكانية تحتاج إلى الكتاب والطريق والماء والصحة والخدمات الأخرى، وكلها مطلوب من الدولة توفيرها، فالنظام الإمامي الرجعي المتخلف الذي حكمنا آلاف السنين كان يعيش على حساب المواطن يأتي الجفاف في المناطق ويذهب المواطن فيها إلى الإمام ليأخذوا منه حبوب قرضة لمواجهة المجاعة فحوله إلى حجة رغم وجود مدافن الحبوب هناك، وكذلك الحال يأتي الجفاف في عمران فيحولهم إلى سحول في إب هذا هوالنظام الإمامي الذي يتغنى به البعض والذين كانوا يريدوا إماماً جديداً في مران ويعتقدوا أن الشعب جاهل وغير واع.
كما تطرق الأخ الرئيس في كلمة إلى علاقة بلادنا الخارجية مؤكداً بأن سياستنا الخارجية قد قامت على تبادل المصالح والمنافع المتبادلة، وبلدنا لها حضور فاعل على مختلف التجمعات الإقليمية والدولية، ولشعبنا اليمني همين رئيسين نتداولةعبر وسائل الإعلام وهو مايجري في العراق وفلسطين ونتمنى أن يخرج العراق متعافٍ وأن يسود الأمن والاستقرار، وأن يضمد العراق جراحه ويحافظ على وحدته الوطنية دون اللجوء للمذهبية والمناطقية والطائفية، ويكون عراقاً متعافٍ يختار قيادتة بحرية وديمقراطية ودون فرض من الخارج، ونتمنى ذلك اليوم الذي ترحل فيه القوات الأجنبيه من أرض العراق أما بالنسبة لفلسطين فنتمنى للقيادة الجديدة بقيادة الأخ محمود عباس / أبو مازن / أن تُوَفق في استئناف المفاوضات، وإيقاف الجدار العازل والاستيطان، وعودة اللاجئين، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية من أجل قيام الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف دون انتقاص .
وحول الوضع في الصومال قال فخامة الأخ الرئيس: إننا نتمنى للأخ عبدالله يوسف العودة إلى مقديشو مع أعضاء حكومته والبرلمان، وستعمل الحكومة اليمنية على تقديم كل الدعم اللازم للصومال الشقيق من أجل استعادة عافيته وأمنه واستقراره .
وتمنى الأخ الرئيس في ختام كلمته للدورة الرابعة للمؤتمر الشعبي العام التوفيق والنجاح في أعمالها .