فخامة رئيس الجمهورية في مقابلة أجراها معه التلفزيون الروسي
سـؤال: شكلت زيارتكم لروسيا دفعاً للعلاقات الثنائية بين البلدين. كيف تقيمون هذه الزيارة؟
الرئيس: زيارتي لروسيا كانت ممتازة وأتيحت لنا فرصة للقاء مع الرئيس الروسي بوتين ومع رئيس الوزراء الروسي ورئيس الدوما ورئيس مجلس الاتحادية الفيدرالية والسيد وزير الدفاع. وكانت مباحثات ناجحة بكل المقاييس. وهو ما يعزز العلاقات التاريخية بين اليمن وروسيا.
سـؤال: ما هي خصوصية العلاقات اليمنية الروسية؟
الرئيس: هي علاقات متميزة ومن أقدم العلاقات التي تربط العرب بروسيا وفي تصوري إن زيارتي الأخيرة لموسكو نشطت هذه العلاقات وعززتها في مختلف المجالات سواءً في الجوانب الاقتصادية أو التجارية والجوانب الثقافية والجوانب العسكرية.
سـؤال: فخامة الرئيس.. الآن الموضوع الأهم على الساحة الدولية هو موضوع العراق ويبدو إن أمريكا قررت كل شيء ففي هذه الحالة برأيكم فخامة الرئيس هل لا تزال الفرصة مواتية لإيقاف الاتجاه نحو الحرب وبغض النظر عن اعتراضات المجتمع الدولي قررت أمريكا الحرب ماذا سيعني ذلك.. هل إن أمريكا تأخذ لنفسها الحق في المحاسبة والرحمة والإعدام؟
الرئيس: في تصوري ومن خلال متابعتنا لكل المساعي السياسية والتحركات الدولية على مختلف الأصعدة لمنع هذه الحرب المدمرة التي ستختلط فيها الأوراق. فان الحرب وشيكة. كما يلوح في الأفق من خلال التحركات الأمريكية والبريطانية وحشد تحالفات جديدة في الاتحاد الأوروبي وفي بعض دول المنطقة في الشرق الأوسط والتي لا محالة ستكون مع هذا الضغط الأمريكي تجاه الحرب التي تنوي الولايات المتحدة شنها على العراق. وأضاف الأخ رئيس الجمهورية في معرض إجابته:
والمنطق يقول ليس هناك ما يوجب الحرب خاصة وان المفتشين يقومون بواجبهم داخل العراق. وإذا كانت هناك أدلة أو وثائق أو أعمال أو معلومات استخباراتية صحيحة لدى الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بان العراق يمتلك أسلحة دمار شامل فعليهما إن تبلغا المؤسسة الدولية وهي الأمم المتحدة وذلك لتظهر للمفتشين أين أماكن تلك الأسلحة ليقوم المفتشون بدورهم بالكشف عن هذه الأسلحة وإزالتها. لكن الأمر كما نفهم مجرد اتهامات بان هناك أسلحة بيولوجية وكيماوية موجودة في العراق. إذا كانت هذه المعلومات صحيحة لدى الولايات المتحدة عليها إن تبلغ المفتشين الدوليين من خلال مجلس الأمن وتقول فتشوا في هذا المكان أو ذلك أو المؤسسة الفلانية أو في أي مكان آخر وتستمر الرقابة والتفتيش بدلاً من استخدام القوة لان استخدام القوة في تصوري سوف يؤدي إلى خلط في الأوراق. خاصة ما بعد الحرب والترتيبات في المنطقة.
سـؤال: روسيا لم تتقبل موضوع الحرب ضد العراق وكانت هناك مظاهرات عديدة في الشارع الروسي وأمام السفارة الأمريكية في موسكو. فماذا سيكون الموقف اليمني في حال نشوب حرب على العراق؟
الرئيس: اليمن يرفض الحرب وهو من دعاة السلام ويؤمن بالحوار ولا يؤمن بالحرب والعنف ويدين الإرهاب بكل أشكاله سواءً ما تعرضت له الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من سبتمبر أو الإرهاب الذي يقوم به الكيان الصهيوني على الشعب العربي الفلسطيني أو أي دولة تقوم بتهديد وإرهاب العالم.. نحن ندين الإرهاب وندين الحرب ونؤمن بالحوار لان الحوار هو خير وسيلة للسلام. والحوار قبل الحرب إما الحوار بعد الحرب فان هذا غير دي جدوى.
سـؤال: في موضوع الإرهاب ألان وفي روسيا داخلياً نحن نتضرر من الإرهاب أيضا وروسيا شأنها شأن اليمن تحارب الإرهاب.. لكن ما هي خصوصية محاربة اليمن للإرهاب.. هل مثلا العدد الكبير من الأسلحة لدى الشعب اليمني يشكل عائقاً لكم؟
الرئيس: الأسلحة التي بحوزة المواطنين لا تشكل خطورة لكن التربية الخاطئة هي المشكلة.. المشكلة ليست مسألة وجود أسلحة بيد المواطنين.. المواطنون يمتلكون أسلحة ولكنهم مسالمون ولا يحدث منهم أي شيء.. لكن عندما تكون هذه الأسلحة في أيدي عناصر متطرفة تمت تعبئتها في مدرسة تعبئة خاطئة تكون المشكلة. وصراحة هناك تعاون بين الحكومة والمواطنين وذلك لمكافحة الإرهاب وهناك تجاوب ممتاز من قبل عامة المواطنين لأنهم لا يقبلون بالإرهاب وقد تمت محاصرة الكثير من الإرهابيين والقي القبض عليهم وأحيلوا إلى العدالة وتعتبر أجهزتنا ناجحة بكل المقاييس أكثر من غيرها في أي مكان في مكافحة الإرهاب. فالإرهاب مدان بكل أشكاله وصوره ومع ذلك نحن نعتبر أجهزتنا قد نجحت نجاحاً باهراً في التصدي لأعمال الإرهاب رغم انه قد الحق ضرراً كبيراً باقتصادنا الوطني جراء ما حدث للمدمرة الأمريكية كول في عدن وما حدث للناقلة الفرنسية في حضرموت وما حصلت من أعمال عنف واختطافات وتفجيرات.
سـؤال: روسيا لها تقريباً عشر سنين تحارب وهي تحاول حل مشكلة استقلال بعض الأجزاء من الدولة الروسية الفيدرالية وقد نجحت إلى حدٍ ما.. هل هذه القضية موجودة في اليمن أو تعانون منها وما هو الموقف مما يجري في الشيشان؟
الرئيس: نحن مع وحدة روسيا بكل قومياتها ومع إعطاء خصوصيات لكل جمهورية على حدة بحسب معتقداتها ولأننا وحدويون دائماً نناشد بالوحدة.. فنحن مع وحدة روسيا بالكامل وما يحصل في الشيشان خطأ. وعلى الشيشانيين أن يتحاوروا مع الحكومة الروسية وان يظلوا في إطار الاتحاد الروسي وعلى الحكومة الروسية الاتحادية مراعاة معتقداتهم وتقاليدهم كشيشانيين والسبيل الامثل هو الحوار من قبل الشيشانيين مع الحكومة الروسية. ونحن نؤيد بقاء الشيشان في إطار روسيا الاتحادية.