فخامة الرئيس: لدى اليمن إرادة سياسية قوية لمكافحة الإرهاب ولن تتوانى أو تتراجع عن ذلك
صنعاء: أكد فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية أن الجمهورية اليمنية وإنطلاقا من إرادتها السياسية القوية ستواصل جهودها في مكافحة الإرهاب ولن تتوانى أو تتراجع عن ذلك, مبديا في ذات الوقت حرص اليمن على تعزيز التنسيق والتعاون والشراكة مع المجتمع الدولي ممثلا بالدول الصديقة والشقيقة وفي المقدمة دول الجوار حتى يتم القضاء على آفة الارهاب و إجتثاثه من جذوره.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده فخامة الرئيس مساء اليوم في صنعاء حول التطورات المتصلة بالطردين المشبوهين اللذين كانا في طريقهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتم اكتشافهما في دبي ولندن.
وكشف فخامته أن أجهزة الأمن حددت منزل إمرأة يعتقد انها ارسلت الطردين المشبوهين بحسب المعلومات التي وردت إليها في ضوء المعلومات المدونة على الطردين, وقامت بمحاصرة المنزل تمهيدا لضبط المشتبه بها .
وقال: "فور ضبط المشتبه بها, ستباشر أجهزة الأمن التحقيق معها وتستفيد من المعلومات التي ستدلي بها وسيتم إطلاع وسائل الإعلام على أية معلومات تستجد في هذا الشأن عبر جهاز الامن القومي".
وأوضح فخامته أن اليمن لم يكن لديه أية معلومات حول ضبط هذين الطردين الذين أثيرت الضجة الإعلامية حولهما في القنوات الفضائية وبقية وسائل الإعلام يوم أمس .
وقال: "تلقيت معلومات من مساعد الرئيس الامريكي لشؤون مكافحة الارهاب خلال تواصله معي في الساعة الرابعة والنصف من بعد عصر امس بأنه تم ضبط طردين مشبوهين تم شحنهما على طائرة قطرية غادرت من صنعاء واتجهت نحوالدوحة ومن ثم شحنهما الى دبي ومن دبي الى المملكة المتحدة ".
وأضاف: "لم يكن لدينا اية معلومات وأنما أبلغنا مساعد الرئيس الامريكي أن هناك معلومات عن وجود طردين تم ضبطهما في المملكة المتحدة وفي دبي, وتضاربت المعلومات عن مكان ضبط الطردين فاحيانا تذكر وسائل الإعلام أنه في دبي واحيانا أخرى تفيد أنه في المملكة المتحدة وجاءت تصريحات اخرى تفيد أنه تم ضبط الطردين في الولايات المتحدة الامريكية بحسب ما جاء على لسان الرئيس الأمريكي باراك اوباما يوم امس".
وأستطرد فخامته قائلا: "فور تلقينا لتلك المعلومات عن ضبط الطردين ابلغنا الأجهزة الامنية ووجهناها بإجراء تحري كامل والبحث عن الجهة التي قامت بشحنهما والتأكد من صحة هذه المعلومات".
وتابع قائلا: "الأجهزة الأمنية باشرت على الفور بإجراء التحريات واتخذت االحيطة وكافة التدابير اللازمة وتم التواصل مع مسؤولي محطة المخابرات الامريكية ال"C.I.A." في السفارة الامريكية لدى اليمن ولم يكن لديهم معلومات ومن ثم جاءت المعلومات من واشنطن وتلقى جهاز الامن القومي رسالة فيها معلومات تفيد أن هناك رقم تليفون لإمرأة أسمها كذا وكذا وأنها هي التي قامت بارسال الطردين من الوكالتين اللتين قامتا بإرسال وشحن الطردين".
وأشار فخامة الرئيس إلى أن هذه الرسالة الواصلة من واشنطن تشير إلى أن الولايات المتحدة الامريكية تشتبه بان هذين الطردين قد يكون فيهما موادا متفجرة أي أننا إلى الآن لم نستلم أي تاكيد رسمي بانهما يحتويان مواد متفجرة وإنما احتمالات بذلك.
وأردف فخامة الرئيس قائلا: "اليوم تلقيت اتصالين هاتفيين من مساعد الرئيس الامريكي لشؤون مكافحة الارهاب ومن رئيس الوزراءالبريطاني حول هذا الامر, والبريطانيون يقولون أن لديهم معلومات انهم ضبطوا طرد في احدى المطارات البريطانية وهناك أنباء ذكرت أن هناك طرد ضبط في دبي من قبل شرطة دبي وحتى الآن هناك من يقول أن الطردين ضبطا في الولايات المتحدة الامريكية وكل هذا تضارب للمعلومات تتناقلها وسائل الإعلام ولم نستلم أي تاكيدات رسمية لا من المملكة المتحدة ولا من شرطة دبي بان هذين الطردين تم فحصهما وتأكد أنهما يحتويان موادا متفجرة وإنما معلومات متضاربه عبر وسائل الإعلام وإحتمالات بان فيهما متفجرات ".
ومضى قائلا: "في ضوء المعلومات التي جاءتنا, اتفقنا مع الجانبين الأمريكي والبريطاني على ارسال ما لديهم من معلومات وارسال مواد الطردين لفحصها والتأكد من أنهما يحتويان موادا متفجرة".
وقال فخامة الرئيس: "كما اتفقنا مع رئيس الوزراء البريطاني بأن يتم إرسال فريق امني بريطاني لبحث آفاق تعزيز جوانب التعاون بين الاجهزة الامنية اليمنية والبريطانية وهناك تعاون بيننا وبين الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والمملكة العربية السعودية ".
ولفت إلى أنه سأل الجانبين الأمريكي والبريطاني من أين جاءت إليهما المعلومات, فأفادوا أن هذه المعلومات وردت إلى أجهزتهما الأمنية من الاجهزة الامنية في المملكة العربية السعودية.
وشدد فخامة الرئيس على حرص اليمن وتصميمه على مواصلة جهوده في مكافحة الإرهاب بالتعاون مع شركائه في الاسرة الدولية سواء من خلال تبادل المعلومات أو التأهيل والتدريب .
وبين أن اليمن قدمت خلال الأربعة الاسابيع المنصرمة اكثر من سبعين شهيدا من قوات الأمن والقوات المسلحة تعرضوا لهجمات وإعتداءات إرهابية من عناصر تنظيم القاعدة في النقاط الأمنية ومراكز أداء الواجب .
وتابع فخامة الرئيس قائلا: "نحن نعترف ان هناك عناصر إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة تتواجد في اليمن ونحن ندفع الثمن".
وأردف: "لقد دفعنا ثمنا باهضا جراء الأضرار التي لحقت بوطننا واقتصادنا الوطني جراء الأعمال الإرهابية سواء الخسائر الكبيرة في مجال السياحة أو في مجال الاستثمار أو في مجالات عديدة أخرى".
وقال: "نحن لا نريد ولن نسمح لأحد أن يتدخل في الشأن اليمني ويقوم بمطاردة العناصر الإرهابية لتنظيم القاعدة في اليمن, بل نحن الذين سنقوم بتعقبهم ومطاردتهم ودك أوكارهم بطائراتنا وآلياتنا ومعداتنا الأمنية والعسكرية أينما تتواجد تلك العناصر".
وتناول فخامة الرئيس النجاحات التي حققتها الأجهزة الأمنية اليمنية على صعيد مكافحة الإرهاب وتعقب وضبط عناصره, مبينا أنه تم خلال الاسابيع القليلة الماضية ضبط اكبر عدد من العناصر الإرهابية.
وأختتم فخامته حديثه خلال المؤتمر الصحفي بالقول:" ولهذا لن نسمح لأحد أن يتدخل في الشأن الداخلي اليمني, وإنما سنكون ممنونين وشاكرين لمن يمدنا بأية معلومات تساعدنا في تعقب وضبط الإرهابيين سواء كانت دولة شقيقة أو دولة صديقة ".