فخامة الرئيس يؤدي صلاة العيد مع جموع المصلين في جامع الصالح
صنعاء: أدى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومعه رؤساء مجالس النواب والوزراء والشورى والقضاء وعدد من كبار المسؤولين في الدولة والحكومة وأعضاء مجلسي النواب والشورى والقيادات العسكرية والامنية والشخصيات الاجتماعية, اليوم صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين في جامع الصالح بصنعاء.
والقي خطبتي العيد وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الإرشاد فضيلة الشيخ حسين محمد الهدار, حيث تحدث عن عظمة الشهر الكريم شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار, مبينا أن المسلم يتوج صيامه وقيامه بعيد الفطر المبارك ابتهاجا بنعمة الله تعالى على عباده المؤمنين وامتنانه عليهم بعبادة الصيام وقيام شهر رمضان الكريم.
وتحدث الشيخ الهدار عن أهمية الالتزام بالتقوى امتثالا لقوله عز وجل (ولقد وصينا الذين أتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله).
لافتا إلى أن التقوى هي امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وأن الله عز وجل جعل الفوز لديه والقرب منه بالتقوى ولم يجعلها بحسب ولا نسب ولا بجاه ولا منصب، قال تعالى (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) هذا فيما يتعلق بمكانة الإنسان في الدنيا، أما ما يتعلق بالآخرة فقال سبحانه وتعالى (( وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً )).
وأشار إلى أن الأمة الإسلامية ودعت شهر الصوم والرحمة والمغفرة والإحسان والتراويح وقراءة القران، والتزود بالأعمال الصالحة والقربات إلى الله سبحانه وتعالى.
كما نوه بأهمية شهر رمضان الكريم باعتباره محطة كبرى لتزكية النفوس لقوله تعالى (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا )) ، وقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ((الصوم جنة فاذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط وإن امرؤ جادله أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم إني صائم)) .. لافتا إلى أن جميع العبادات تبعث على تزكية النفوس وتقويم سلوك الأفراد.
مؤكدا أن تزكية النفوس هو الجهاد الأكبر كون النفس غير السوية عن طريقها يحصل الشر والأذى ولا تهذبها إلا التقوى التي يعتبر الصيام أحد عناصرها الواقية من السيئات والغيبة والنميمة والحسد والبغضاء إلى جانب الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر وتكون صلة بين الانسان وربه، إضافة إلى الحج الذي يجمع المسلمون في موقف واحد غنيهم وفقيرهم رئيسهم ومرؤوسهم، وهي شعائر الاسلام التي امرنا الله سبحانه وتعالى بها حتى نصلح انفسنا .
وتساءل الشيخ الهدار عن موقف الإيمان والمؤمنين مما يجري في بعض المحافظات من أعمال إرهابية عبثية تجعل مرتكبيها يخرجون عن دائرة الحق المبين بقتل النفس التي حرم الله وإرهاب الامنين وقطع الطريق الخروج عن طاعة ولي الامر.
وقال " كل ذلك جرائم واي جرائم فالنفس التي قال عنها رب الارباب (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ
خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)) ويقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم "لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما، ومن أعان بكلمة على قتل مسلم لقي الله وهو مكتوب بين عينية آيس من رحمة الله ".
وذكر الشيخ حسين الهدار بموقف الحساب الدقيف الذي ينتظر العباد يوم القيامة والذي صوره سبحانه وتعالى في قوله " ياأيها الناس أتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شي عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل
ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" .
وحذر من المفاسد والمخاطر التي تلحق المسلمين جراء الخروج عن تعاليم الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وعلى اله وصحبة وسلم، وعدم الأخذ علي يد الجاني وهو ماقد يعد أحد أسباب هذه الكوارث التي تلحق بالأمة لإن في ذلك تقصيرا في حق الله وحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك لمنهج القران الكريم "وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " وذلك حينما نخرج عن هذه التعاليم فتتداعى علينا الامم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، وذلك ليس لقلة عددنا كما بين ذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم وإنما لإننا نصبح بسبب هذه المخالفة غثاء كغثاء السيل .
ونبه الهدار الخارجين عن القانون والمرتكبين لأعمال إرهابية بقطع الطريق ونهب الأموال وإخافة الآمنين بأنهم في ذات أنفسهم قد خرجوا عن تعاليم الله عزَ وجل وعن تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيما قاله العرباض بن سارية رضي الله عنه قال "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون قلنا يارسول الله كانها موعظة مودع " وهي وصية من اخر وصايا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى وصحبة وسلم لامته حيث قال اوصيكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ " .
ودعا كل أطياف الامة الاسلامية للوقوف وقفة جادة في وجه الخارجين عن تعاليم المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والخارجين عن جماعة المسلمين، وإسداء النصح لهم وإرشادهم ، والإلتزام بذلك واستشعار الجميع
لمسؤوليتهم حتى يحسم الشر .
مذكراَ بالآية القرآنية الكريمة ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داؤود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون) .
وقال وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الإرشاد " إننا بأمس الحاجة الي التراحم والتآخي ونبذ الشر والحقد، إمتثالا لحديث رسول الله صلي الله علية وسلم حينما قال لاتحاسدوا ولاتباغضوا ولاتدابروا ولاتقاطعوا ولايبع بعضكم على بيع بعض، المسلم اخو المسلم لايظلمه ولايخذله ولايحقره، التقوى هاهنا واشار الي صدره صلي الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم، كما حذرنا من التدابر والتقاطع والعداوة فقال في الحديث الصحيح (دبَ اليكم داء الأمم قبلكم، الحسد والبغضاء حالقة الدين لاحالقة الشعر) وفي الحديث الآخر " والذي نفسي بيده لاتدخلو الجنة حتي تؤمنواولاتؤمنوا حتي تحابوا ) .
وتساءل الشيخ الهدار عن نصيب المؤمنين من الأعمال الصالحة التي كانوا يؤدونها في شهر رمضان من مواساة الايتام وتفقد الأرامل والمحتاجين وغيرها من الأعمال الصالحة والتي يجب أن تكون مع المؤمنين طوال حياتهم .
كما حذر من مغبة ممارسة أي أعمال تقود إلى إفساد ذات بين المسلمين والنيل من أعرضهم ودمائهم وأموالهم، لافتا إلى ان الحبيب المصطفي صلي الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم وقف في حجة الوداع ، مبينا للأمة هداها وسننها وقال " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الا هل بلغت، ورفع يده إلي السماء وهو يقول الله اللهم فاشهد .
وقال الشيخ الهدار " أشير في هذا الجمع المبارك وأبارك دعوة فخامة الرئيس للحوار الذي يترجم الحرص على حفظ الدماء والأعراض، وحفظا للاخاء والمودة، وهو مايحتم علينا جميعا ان نكون مع هذه الدعوة المباركة والسعي إلى اصلاح ذات البين، عملا بقوله تعالي (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ) .
ونوه إلى بيان العلماء الذي استنكروا إعتزام أحد القساوسة حرق القران الكريم، كتاب الله الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل حكيم حميد، هو الحق والفصل ليس بالهزل من ابتغى الهدى بغيره أضله الله .
لافتا إلى أن علماء اليمن خاطبوا في بيانهم كل ذي عقل في الدول الغربية وغير الدول الغربية ان يكفوا عن إثارة الفتن وأن يحترموا مشاعر المسلمين".
وقال: "إن من سمات الاسلام إننا معاشر المسلمين نؤمن أن عيسى ابن مريم عليه السلام رسول الله ولا يتم اسلام احد إلا إن آمن بعيسى.
وتساءل الشيخ الهدار في ختام الخطبة عن أهداف مثل هذا العدوان من قبل المتطرفين والذي يلتقي مع الإرهاب والغلو والتطرف من ضعاف العقول على مستوى كل بلدان العالم..