فخامة الرئيس يؤدي صلاة عيد الفطر مع جموع المصلين في جامع الجند
تعز: أدى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ومعه محافظ محافظة تعز صادق أمين أبو رأس ومحافظ محافظة إب علي بن علي القيسي وعدد من المسئولين وأعضاء مجلسي النواب والشورى وأعضاء المجالس المحلية بمحافظتي تعز وإب صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين في جامع الجند بمحافظة تعز.
وفي خطبتي العيد تناول فضيلة الشيخ ناصر الشيباني فضائل شهر رمضان المبارك والمزايا التي خص بها الله سبحانه وتعالى عيد الفطر المبارك ابتهاجا بإكمال فريضة الصيام.
وقال: "الله أكبر ما فرح الصائمون بيوم فطرهم, الله أكبر ما نالوا من ربهم جوائزهم في صباحهم, الله أكبر ما ظهر العيد في هذا الصباح، الله اكبر ما علت البسمة الوجوه, الله أكبر ما وفى الرئيس بوعده, الله أكبر ما التزم بتنفيذ عهده، الله أكبر ما خلت مدننا من السلاح، الله أكبر ما انتشر الأمن في طول البلاد وعرضها في المساء والصباح, الله أكبر ما كبرت الحناجر وسطعت الأضواء على المنابر, الله أكبر ما وحدت المشاعر، الله أكبر ما استيقظت الضمائر، الله أكبر ما تعانقت القبائل والعشائر، الله أكبر ما ذكر الله في الأسحار، الله أكبر ما احتفل بالعيد السمار، الله أكبر قد تولى عنا الاستعمار، الله أكبر كما تولي عهد الإمامة والاستهتار، الله أكبر ما أرسى دعائم التنمية والاستثمار، الله أكبر ما توسعت المصانع،الله أكبر ما انتشرت المزارع، الله أكبر ما ساد النظام، الله أكبر ما قل الخصام، الله أكبر ما دام الوئام، الله أكبر ما بدد النور الظلام، الله أكبر ما حمى الجيش والأمن البلاد، الله أكبر ما توارت عن الأنظار أيام الفوضى، الله أكبر كبيرا والحمدُ لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا".
وأستطرد قائلا: "في الأمس استقبلنا شهر رمضان وتلونا وسمعنا قول ربنا جلَ شأنه "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان"، وخطبنا الخطب على المنابر وحدثنا العلماء والكتاب في الصحف والإذاعات والتلفاز عن شهر رمضان وعن فضائل رمضان وعن مكرمات رمضان وعن المغفرة والرحمة من رب رمضان وعن دعوة السماء إلى تحرير الأرض التي دعا إليها القرآن في شهر رمضان, فزلزل قواعد الباطل والمبطلين في رمضان, وربط مصير الأرض بالسماء وتعلقت الأبصار والأنظار برب الأرض والسماء".
وقال: "لقد خلق المتحدثون والخطباء والكتاب جواً روحياً خالصاً نقيا كان من حقه أن يدفع المسلمين إلى الصفاء والإخاء والمحبة والوئام والصدق والوفاء والإخلاص لكننا نأسف جد الأسف ونحزن غاية الحزن أن نفراً لم يتأثروا برمضان ولم تنقُ سرائرهم ولم تصفو نفوسهم ولم تطهر قلوبهم وإنما اتخذهم الشيطان سلما يثير بهم الفتن والأراجيف ويزعزع بهم الأمن والاستقرار ليفرقوا صفوفاً متآلفة متحدة ويزعزعوا أمناً ثابتاً راسخا وصفوفاً متراصة".
ومضى قائلا: "أولئك لا يوجه إليهم حديث العيد ولا يخاطبون بحديث العيد وإنما يوجه حديث العيد لمن استفاد من رمضان وعرف حرمته وعرف كرامته وعرف قدره فعاش في روحانيته الليل والنهار، الصباح والمساء, أما المرجفون والفتانون ومشعلو النار هنا وهناك فلا يعرفون رمضان ولا رمضان يعرفهم يعيشون في منأى عن نفحات الله ورحماته وفضائله وبعيدين عن ذلك الجو الروحي العظيم".
وقال الشيخ الشيباني: "العيد ليس لهؤلاء الذين هتكوا حرمة رمضان ولم يراعوا فيه حق الله ولم يحتفلوا مع الملائكة في ليلة القدر الذين نزلوا إلى الأرض ينشرون السلام والأمن والاستقرار والمحبة".
وأضاف: "يوجه حديث العيد للذين التزموا بصيامهم وتأدبوا بأدب رمضان وعرفوا أن شهر رمضان حين نزل القرآن فيه أسس دولة العلم والإيمان أسس دولة النظام, أسس دولة البناء والتعمير لا التخريب ولا التدمير في رمضان, أسس السلام, دولة العلم والإيمان والتنمية مقترناً بالصفاء والإخاء والوفاء والمحبة".
وأردف فضيلة الشيخ ناصر الشيباني قائلا: "إننا في الشهر الكريم الذي ودعناه, عرفنا كيف نحيا أيامنا وليالينا عرفنا من خلاله الالتزام والانضباط حتى أن كلمة وطن لها مدلول خاص تلفت النظر إليه, وطن كلمة تتكون من ثلاثة حروف.. الواو ولاء للوطن وانتماء إليه الطاء طاعة لله وطاعة لولي الأمر عملا بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا), أي إن حدث خلاف أو تنازع في شيء فينبغي الرجوع في الأمر إلى الله تعالى وليس اللجوء إلى الشارع ولا إلى الفوضى من قبل دعاة الفوضى, فإلى الله يرجع الأمر كله عندما تختلف الآراء وتختلف الأحكام".
وقال: "أما الحرف الثالث فهو نون.. نظام وانتظام نظام يضبط مسيرتنا في الحياة فمن شذ عن ذلك شذ في النار".
وأضاف: "في رمضان عرفنا معنى الانضباط والالتزام, ولست أدري لماذا هناك نفر يعيشون خير البلاد, خير الوطن, ويعيشون في نعمه المغدقة ويشربون ماءه ويستظلون ظلاله ومع ذلك يجحدونه, ما رأيت أمة تجحد وطنها وتتآمر عليه وتسعى لتدميره إلا هذا النفر الذي تجرد من قيم الوطن ومن قيم الدين ومن قيم الأخلاق والفضيلة".
وأستطرد قائلا: "اليمن قال عنه القرآن الكريم (بلدة طيبة ورب غفور), و( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم) وما أشبه الليلة بالبارحة بلدة طيبة ورب غفور, فيأتي من يعترض هذا الكلام ويسعى إلى تنجيس الوطن أو البلاد ورميها بالأقذاء والأقذار بلدة طيبة لا تقبل الخبثاء ولا تقبل الخبث, واليمن بلد كسفينة نوح يحتشد فيها أهل اليمن الطيبون المخلصون لوطنهم ولدينهم ولأمتهم يحتشدون في هذه السفينة فمن أراد أن يخرقها سيخترق ومن أراد أن يحرقها سيحترق ومن أراد أن يغرقها سيغرق".
وتابع قائلا: "على الأمة كلها والرأي العام الواعي الذكي الرشيد أن يراقبوا الأحداث بحذر وبذكاء, فلا يبقوا مكتوفي اليدين عندما يرون المنكر أمامهم ولا يغضوا الطرف عندما يشاهدون أن هناك من يريد اختراق السفينة وإغراقها بمن فيها".
وقال: "على الرأي العام أن يتحرك بشجاعة وعزيمة وبطولة فيصد التيار المدمر، التيار الذي يريد أن يغرق البلاد كلها في دوامة لا صباح لها أو نهار".
وأضاف: "اليمن سفينة تحمل جميع أبناء الوطن, و ينبغي علينا أن نحميها جميعا, فإن قصرنا وأهملنا غرقت وغرقنا معها, وعلينا أن نتصدى لمعاول الهدم التي التقت وتريد خرق السفينة".
وحذر فضيلة الشيخ ناصر الشيباني من تلك الحملة المسمومة والمسعورة التي يتبناها أعداء الثورة والجمهورية والوحدة والتنمية ضد ووطننا اليمني وقيادته السياسية, مبينا أن الإساءة للقيادة السياسية هي إساءة للوطن ومحاولة لإيصال البلاد إلى مرحلة لا يكون فيها قائد محل إجماع الأمة, لنعود إلى عهد الفوضى وعهد الاستبداد والشمولية.
وقال: "إن بلدنا اليوم بحاجة إلى جهود كافة أبنائها المخلصين والشرفاء وبحاجة إلى نصرتهم وعونهم وحمايتهم لكل المبادئ والقيم والشرف والمنجزات والثوابت الوطنية التي يريد أولئك النفر الدوس عليها.. مؤكدا أنه واجب على كل أبناء الوطن القيام بواجبهم للدفاع عن المبادئ والشرف والكرامة, فاليمن يمثل الإيمان ويمثل الأمن ويمثل الاستقرار, ومن كان لديه أية مطالب فليقدمها ويعبر عنها وفق الأطر القانونية.
وانتقد فضيلة الشيخ الشيباني أولئك النفر القليل الذين يثيرون الأزمات والفتن وينشرون الفوضى في الوطن .
وقال "لقد آن لنا أن نتحدث إلى متى سنظل صامتين والسيوف, تلمع فوق رقابنا إلى متى سنظل صامتين والسلاح موجه إلى صدورنا إلى متى المجاملة إلى متى الخداع والتزوير لابد أن نصرخ من على هذا المنبر فنقول لهم أن اليمن بلاد الأمن والاستقرار, فإذا أردتم تعكير صفوها وتكدير نقائها وإسقاط أمنها وبث الرعب في نواحيها, فلن يحقق الله أمالكم, وقد طلبتم مطالب لبيت لكم وأوتيتم كل ما طلبتم وأكثر من ذلك, ورغم ذلك مازلتم تنتهجون العناد و الكبرياء وتسعون نحو إثارة الفتنة وبث الشقاق وهذا ما لا ينبغي السكوت عنه ".
وتابع الشيخ الشيباني " أولئك النفر يريدون أن ينصبوا أنفسهم آلهة والناس يعبدونهم يريدون أن نظل عبيدا،ً لقد أوتوا كل ما طلبوا، وكانوا يتمنون أن لا تحقق تلك المطالب ليشعلوا النار أكثر وكان موقفهم كموقف قريش عندما طلبوا بعض المعجزات فلما جاءتهم وانتصر الحق عليهم ماذا قالوا، قال عنهم القرآن الكريم (وقالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم), يا للحماقة ما دام الحق قد عرف, لم يقولوا إهدنا إليه وإنما أمطر علينا حجارة من السماء, وهذه حماقة منتشرة اليوم, وعادت القضية من جديد من ذلك العهد إلى هذا العهد وهم يدركون أن الحق واضح جلي ".
وأشار الشيباني إلى أن موقف هؤلاء المشاغبين كما قيل عن مسيلمة الكذاب الذي أدعى النبوة في اليمامة فجهز جيشه لقتال أبي بكر في حروب الردة فأجتمع بالجيش وقادته وقال لهم هل تؤمنون بأنني نبي قبل أن نخوض المعركة قال قائدهم والله إنا لنشهد انك كذاب ولكن كذاب ربيعة خير من صادق مضر.
وقال الشيخ الشيباني :" أرأيتم العصبية الرعناء رأيتم الجاهلية والجهلاء، وديدن هؤلاء، ديدن مسيلمة وقومه، يعرفون الحق ولكن العصبية والجاهلية والنوازع الشيطانية تدفعهم للتمرد على الحق وتدفعهم لنكران الجميل ونكران كل حسن".
ولفت إلى أن الوطن اليمني شهد إنجازات رائدة في ظل ثورته الخالدة ووحدته المباركة, وامتدت تلك الإنجازات لتغطي كافة أرجاء الوطن بما فيها المناطق النائية التي حرمت في السابق, ولكن هناك نفر لا يعجبهم ما تعيشه اليمن من أجواء آمنة ومستقرة وخطى متسارعة لعجلة التنمية ويسعون لعرقلة ذلك .. مؤكداً أن هذا الضجيج والصخب العالي الذي يتبناه ذلك النفر لن يؤخر مسيرة البناء والإنتاج والصناعة والديمقراطية، وستظل القافلة تسير نحو أهدافها رافعة رؤوس أبناء الوطن ولن تعيا بصراخ وعويل أعداء النجاح والتنمية والتطور.
ودعا الشيخ ناصر الشيباني كافة أبناء الوطن إلى الوقوف صفا واحدا لإفشال المخططات التآمرية التي تحاك ضد الوطن وتستهدف زعزعة أمنه واستقراره.
وقال: "عليكم انتم معشر أهل اليمن أن تلتفوا حول قيادتكم أحموا وطنكم من الدخلاء والخبثاء والحاقدين والعملاء الذين يتنقلون بين الدول والقارات يتسولون من أعداء اليمن لتمويل مخططاتهم التآمرية ضد الوطن وأمنه ووحدته ونظامه الجمهوري وسعيا نحو إثارة الفتنة وبذر التشتت والشقاق".. لافتا إلى أنه كان الأولى بذلك النفر أن لا يكونوا أعداء للشعب والثوابت الوطنية بل دعاة خير لأبناء الشعب ولوطنهم وأمتهم.
وخاطب أبناء الشعب قائلا: "إن دينكم بحاجة إلى نصرتكم، ووطنكم بحاجة إلى حماية منكم، وقيادتكم بحاجة إلى أن تشدوا أزرها وتتعاونوا معها حتى يحقق الله آمال البلاد والعباد".
وأضاف: "العالم كله تشتعل فيه النار إلا بلدكم اليمن, فكره أولئك ممن يقفون وراء الفوضى أن يظل اليمن يعيش آمناً مطمئناً مستقرا", مؤكدا أن اليمن ستظل بلدة طيبة وستظل طيبة لا تقبل الخبث ومهما حاول أولئك لن يحقق الله آمالهم فالشعب اليمني واعٍ ويدرك حقيقة الأهداف التي يسعون إليها وسيتصدى بحزم لمواجهة مخططاتهم التآمرية ضد الوطن".
وتابع قائلا: "هيهات أن يحقق الله أملهم على أرض اليمن البلد الطيب المبارك, وستظل قيادته وفية حكيمة أمينة على قيادته وعلى تحريك سفينته وسط الأمواج العاتية والعواصف الهوجاء حتى تصل بنا إلى شاطئ الأمان".
وهنأ فضيلة الشيخ الشيباني الجميع بالعيد.. داعيا الله أن يوفق القيادة السياسية لتحقيق ما تصبوا إليه البلاد ويصبوا إليه الشعب, وأن يجنب وطننا شر الأشرار ومكائد الفجار وطوارق الليل والنهار ويحميها من الدخلاء والعملاء والحاقدين والمروجين للأراجيف والناشرين للشائعات وأن ينصر الحق وأهله ويخذل الباطل وحزبه ويرزقنا أمناً في وطننا ويديم علينا العافية في أجسادنا والبركة في المال والأهل والولد ويرزق فقراءنا وينشر الخير في ربوع بلادنا ويلهم الجميع لخدمة الوطن".