فخامة الرئيس يتفقد الأكاديمية العسكرية العليا ويلقي محاضرة امام منتسبيها
صنعاء: قام فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم بزيارة تفقدية للأكاديمية العسكرية العليا.
وكان في استقباله مدير الأكاديمية وأعضاء هيئة التدريس والدارسين.
حيث زار عدداً من المباني التابعة للأكاديمية ومنها كلية القيادة والأركان وكلية الحرب العليا وكلية الدفاع الوطني بالإضافة إلى مبنى مركز الدراسات الإستراتيجية.
واطلع فخامة الرئيس على سير الدراسة في الأكاديمية, وحث منتسبي الكليات بالأكاديمية على مضاعفة الجهود في ميدان البحث والتحصيل العلمي وربط نتائج البحوث العلمية والعسكرية باحتياجات الواقع ومتطلبات البناء والتحديث والتطوير في القوات المسلحة والأمن وتعزيز القدرة الدفاعية والأمنية لبلادنا.
وقد ألقى فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة محاضرة أمام منتسبي الأكاديمية العسكرية العليا بحضور أعضاء هيئة التدريس في الأكاديمية, تناول فيها العديد من القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية.
وقد عبر فخامة الرئيس عن سعادته بإلقاء هذه المحاضرة أمام منتسبي الأكاديمية العسكرية العليا التي تعد صرحا علميا شامخا, وإحدى ثمار ومنجزات الثورة اليمنية المباركة (26 سبتمبر و14 أكتوبر) في مجال الدراسات العسكرية العليا.
وقال :"العصر هو عصر المعلومات والتحديث والتطوير ثقافيا وسياسيا واجتماعيا وعسكريا, ولم يعد زمن الهرجلة والفوضى والفهلوة, كما كان في الماضي بل أصبح عهد العلم والمعرفة في كافة المجالات بما فيها المجال العسكري ومواكبة العلوم الحديثة و التعاطي مع كل ما هو جديد".
وأضاف :" لقد تخرجت عدة دفع من كليات هذه الأكاديمية وكان أداؤها ممتازا داخل المؤسسة العسكرية بمختلف تشكيلاتها البرية والبحرية والجوية وكان لها دورا متميزا وملموسا في خدمة أهداف التطوير والتحديث للقوات المسلحة والأمن ".
وتابع فخامة الرئيس قائلا: "نحن نعتمد على الأساتذة الأكاديميين الذين يدرسون في هذه الأكاديمية وعمداء ومدراء الكليات لتأهيل منتسبي كليات الأكاديمية التأهيل العالي في العلوم العسكرية في مختلف التخصصات بما يضمن إلمامهم بكل المستجدات العلمية والعسكرية واستيعاب التقنيات الحديثة في عصرنا الراهن ذات الصلة بنطاق تخصصاتهم بما يمكنهم من أداء المهام التي تسند إليهم بعد تخرجهم على أكمل وجه لما فيه خدمة أهداف التطوير والبناء والتحديث للمؤسسة العسكرية والأمنية ".
وحث فخامته عمادة وأساتذة كليات الأكاديمية، على تكريس البحوث العلمية للدراسين من أجل التقييم العلمي لأداء المؤسسة العسكرية بصنوفها البرية و البحرية والجوية والتعرف على الايجابيات التي حدثت وتحدث والسبل الكفيلة بتعزيزها وكذا تشخيص كافة السلبيات وأوجه القصور وبلورة مقترحات بمعالجتها والحرص دوما على النزول الميداني للدارسين لإعداد بحوثهم العلمية بما يضمن إدراكهم لحقائق الواقع عن قرب ومعرفة جوانب الإخفاقات والايجابيات من اجل الاستفادة من نتائج تلك البحوث مستقبلا .
وأكد أن ربط جوانب البحوث في التعليم العسكري العالي بتقييم أداء المؤسسة العسكرية والأمنية بما يكفل تعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات هو الهدف من إيجاد هذه الصروح الأكاديمية وليس من أجل تخريج كوادر تحمل شارة حمراء على كتفها للمظهر ونيل اللقب والترقية بالرتب باعتبارهم من خريجي كلية الحرب أو كلية القادة والأركان.. مبينا أن هذا هو الهدف الأساسي للأكاديميات العلمية العسكرية بما يصب في خدمة أهداف التطوير والبناء والتحديث الإستراتيجي للمؤسسة العسكرية والأمنية.
وقال :" نأمل مواصلة وتعزيز الجوانب الايجابية التي لمسناها خلال السنوات الماضية من خلال أداء الخريجين من كليات الأكاديمية العسكرية ونتطلع إلى أداء أفضل في المستقبل" .
ولفت فخامته إلى أن الخريجين من كليات الأكاديمية العسكرية, هذا الصرح الوطني والأكاديمي الشامخ, يتم توزيعهم على مختلف أصناف وتشكيلات المؤسسة العسكرية البرية والبحرية والجوية والتي تعد المؤسسة الوطنية الكبرى التي يعلق عليها شعبنا اليمني العظيم آماله وحاضره ومستقبله في التنمية والتطور والازدهار في كافة الجوانب لإدراك الجميع أنه بدون مؤسسة عسكرية وطنية ولاءها لله سبحانه وتعالى و لهذا الوطن لا يمكن إيجاد تنمية أو حرية كاملة تحقق أهداف التطور المنشود.
وأكد رئيس الجمهورية أن التنمية الشاملة والمستدامة وتحقيق النهوض الحضاري المنشود مرتبط بوجود مؤسسة عسكرية وأمنية قوية تحافظ على دعائم الأمن والاستقرار وتحمي منجزات ومكاسب الوطن وتتصدى لكل أنواع وأشكال المؤامرات الخبيثة و الدنيئة.. مذكرا بأن المؤسسة العسكرية والأمنية كان لها شرف التصدي ببسالة للمؤامرات التي واجهت شعبنا وسعت إلى إعاقة مسيرة تنميته وازدهاره منذ فجر الثورة المباركة سبتمبر وأكتوبر ولكنها تحطمت على صخرة وعي منتسبي هذا المؤسسة الأبطال من الضباط والجنود الذي قدموا دمائهم رخيصة واستبسلوا في الدفاع عن الوطن والثورة بوعي وطني عالي, ودون انتظار أية مكافئة أو الاستجابة لأية إغراءات مادية أو مال مدنس من أعداء الوطن مما جسد استشعارهم لمسؤولياتهم وولائهم للوطن وللثورة وللجمهورية.
وأردف الرئيس قائلا :" والآن تحطمت على صخرة وعي منتسبي هذه المؤسسة العسكرية البطلة والشرفاء من أبناء شعبنا مؤامرة فتنة الردة ومحاولة الانفصال في صيف 94 وفتنة التخريب والتمرد في محافظة صعدة لأولئك الخارجين عن القانون والذين خرجوا عن الشرعية ورفعوا السلاح في وجه الدولة وحاولوا إعادة الإمامة الكهنوتية.
واستطرد قائلا:" لقد قدمنا قوافل من الشهداء, من خيرة الضباط والجنود والصف, الذين رووا بدمائهم تراب هذا الوطن حبا وإخلاصا لوطننا الغالي ومن اجل أن يعيش أبنائه في أمن واستقرار واطمئنان ودفاعا عن مكاسب الوطن وثوابته المقدسة والمتمثلة بالثورة والجمهورية والوحدة".
وبين أن ما يعيشه وطننا اليوم وما تحقق لشعبنا من منجزات ومكاسب في عهدي الثورة والوحدة المباركين إنما تحقق بفضل تضحيات أبطال هذه المؤسسة العسكرية ووعيهم السبتمبري الاكتوبري.
وقال:" لقد أحبطت هذه المؤسسة العظيمة ومعها كل أبناء الوطن الشرفاء كافة المؤامرات لأعداء الوطن".
وأضاف :" كما أخمدت الفتن وأخرست الألسن الخبيثة التي كانت تدفع نحو إذكاء نار فتنة صعدة وكل القوى التي سعت إلى تحريض السلطة من أجل الحرب في صعدة لكي تتخلص تلك القوى من خصومها في صعدة في وقت كانت تلك القوى تحرض الخارجين عن النظام والقانون في صعدة لرفع السلاح في وجه الدولة لتصفية حساباتها مع الدولة".
وكشف فخامة الرئيس أن تلك القوى حاولت تصفية حساباتها مع خصومها أولئك الذين تمترسوا في صعدة من خلال الدفع بهم لتصفيتهم على يد القوات المسلحة والأمن, حيث كانت تدفع بتلك العناصر للخروج عن النظام والقانون والشرعية ومواجهة النظام السياسي.
وقال :" والآن تحطمت تلك المؤامرة وفشلت فشلاً ذريعا وأوقفت العمليات العسكرية".
وعبر فخامة الرئيس عن أسفه لطريقة وأسلوب تعامل أحزاب المعارضة المنضوية تحت ما يسمى ب"اللقاء المشترك "مع القضايا الوطنية والفتن والمؤامرات التي تستهدف الوطن وأمنه واستقراره وثوابته.
وقال:" هذه القوى المنضوية في ما يسمى ب"أحزاب اللقاء المشترك" والتي تقول إنها قوى سياسية للأسف وهي قوى مسيسة وليست سياسية, تتعامل بطريقة لا ندري ماذا تهدف من ورائها ".
وأضاف :" وأنا بصفتي رئيسا للبلاد, ومسؤول عن كل القوى السياسية ولكني مضطر للقول أن تلك القوى السياسية مع الأسف لا نعرف ماذا تريد فأينما رأت حرائق زادت من صب الزيت على النار سواء في صعدة أو
في بعض المديريات في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية ".
وأستطرد قائلا :" من المؤسف أن نجد هذه الأحزاب تتضامن مع دعاة الانفصال وتحتج على النظام عندما تقوم تلك العناصر بقطع الطريق وقتل النفس المحرمة ونهب المتاجر في بعض مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية, حيث تتساءل تلك الأحزاب أين النظام وأين القانون, وعندما يأتي النظام والقانون لردع من يقترفون تلك الجرائم والأعمال التخريبية تطل تلك القوى برأسها لتدين هذا النظام وتعتبر قيام الجهات المعنية بمهامها الدستورية والقانونية لحفظ الأمن والاستقرار وردع المجرمين بأنها "حملات قمعية".. فيا للعجب.. يا للعجب".
وخاطب الرئيس تلك الأحزاب قائلا .." ماذا تريدون؟.. انتم ضد الحرب في صعدة وتطالبون بإيقافها, في الوقت الذي تقومون بصب الزيت على نار فتنة صعدة, كما تقولون أن الدولة لا تطبق النظام والقانون والدستور ضد العناصر الخارجة عن النظام والدستور والقانون في بعض المحافظات الجنوبية والشرقية وعندما تقوم الدولة بواجباتها تعتبرون إجراءاتها "أعمالا قمعية للحريات" وتدعون إلى مسيرات واعتصامات لمساندة تلك العناصر الخارجة عن النظام والقانون مع إنكم معتصمون أصلا منذ أعلنتم تأسيس هذا الكيان الذي يسمى "اللقاء المشترك".
وقال فخامة الرئيس " إن اليمن بلد قائم على الديمقراطية والتعددية السياسية وهو ما يؤكده الدستور, ونحن نقول إن أحزاب المعارضة هي الوجه الآخر للنظام السياسي, ولكنها للأسف ضد النظام، النظام السياسي، وضد كل ما هو جميل في هذا الوطن باستثناء بعض القوى السياسية الخيرة كأحزاب المجلس الوطني للمعارضة التي تستشعر مسئولياتها الوطنية وتدين بالولاء والحب لهذا الوطن".
وتابع قائلا" مثل هؤلاء في المعارضة يهدمون المعبد انطلاقا من مقولة عليً وعلى أعدائي, فإذا كانوا يريدون السلطة فعليهم الوصول إليها من الأبواب وليس من الشبابيك".
واستطرد قائلا " تعالوا إلى الحكم عبر الصناديق وهو أمر متاح للجميع عبر الاقتراع طالما آمنا بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة, وليس عبر قطع الطريق والتخريب وقتل النفس المحرمة والخراب والدمار والإعتصامات وتعطيل عملية التنمية". مشيرا إلى أن هذه القوى السياسية إذا ما وصلت في يوم من الأيام إلى السلطة ستعاملها القوى السياسية بنفس المعاملة.
وأكد فخامة الرئيس أن السلطة ليست حكرا على احد بل هي ملك للجميع.
وقال " تعالوا عبر القنوات الرسمية، عبر صناديق الاقتراع سواء للسلطة المحلية أو البرلمانية أو الرئاسية أو منظمات مجتمع مدني، فعلينا أن نحتكم إلى صناديق الاقتراع، ونحترم القوانين والأنظمة ودستور البلاد".
وأضاف " قال أحد أعضاء اللقاء المشترك سنعمل على هدم وتدمير الوطن ومنجزاته وتدمير السلطة ونبنيها من جديد، فهل سيبني هذا الوطن من ممتلكاته الخاصة، بعد أن يدمره ويدمر مؤسساته العسكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية, فهل سيعيد بناء هذا الوطن من ممتلكاته الخاصة، يدمره من اجل الوصول إلى السلطة".
ومضى قائلا " لقد دخل مثل هؤلاء المحك والمعترك السياسي, وقال لهم الشعب لا، وعرفهم حجمهم".
وخاطب فخامة الرئيس منتسبي الأكاديمية العسكرية قائلا " لابد أن أطلعكم ومن خلالكم أطلع كل أبناء الوطن الشرفاء على كل المستجدات، فنحن صحيح أوقفنا الحرب في صعدة بعد أن استمرت سبعة أشهر قدمنا فيها خيرة
ضباطنا وجنودنا دفاعا عن النظام الجمهوري وعن وحدة الوطن التي أعلناها في الثاني والعشرين من مايو، هذا المكسب العظيم الذي نحافظ عليه كما نحافظ على حدقات أعيننا وعلى أطفالنا ونساءنا, فهذا إنجاز يفتخر به كل أبناء اليمن, وهذا الانجاز بقدر ما هو إنجاز يمني فهو إنجاز قومي عربي".
وقال" القوى الحاقدة المريضة الحالمة بالسلطة تريد أن تهدم هذا المعبد, ولكن بعيد عليها وعلى غيرها أن تمس هذا المعبد وهذا أبعد عليها من عين الشمس, فكما تصدى شعبنا لفلول الإمامة ودحرها من جبال النهدين وعيبان وظفار، وهزم القوى المعادية لثورة أكتوبر في صحراء شبوة وحضرموت, هو قادر على التصدي ببسالة لكل متآمر في الحاضر والمستقبل ".
وأضاف " نقول لهذه القوى الحالمة بالسلطة عليها أن تأتي عبر القنوات السياسية وصناديق الاقتراع, فالشعب اليمني سيتصدى في كل مكان للفوضى والتخريب والحقد والكراهية".. مؤكدا بان المؤسسة العسكرية بنيت لحماية الوطن وأراضيه ومياهه البحرية وأجوائه, ولن تكون سلطة قمعية, ولن نعسكر الحياة السياسية.
وتابع فخامته " نحن نؤمن بالديمقراطية وحرية الرأي والرأي الآخر دون التجريح ودون أذى الوطن والمساس بمصالحه, وبعيدا عن الولاء للخارج".
وخاطب من يريدون هدم المعبد قائلا " لا أحد يستطيع أن يكذب على هذا الوطن أو أن يتباكى عليه وأنتم تسعون لهدم الوطن، وترون السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة تنفجر ولم نسمع منكم إدانة, بل نراكم تبتسمون وترتاحون لهذه الضحايا, ضحايا التفجيرات في شبام وسيئون ومأرب وفي صنعاء، بدلا من إدانة هذه القوى الإرهابية الخارجة عن النظام والقانون من تنظيم القاعدة".
وأضاف " ابتسمتم عندما قتلوا المواطن القباطي في متجره بمحافظة لحج, واعتبرتم هذا شيء جميل لأنه ضد النظام والقانون، وقلتم بدأ النظام يتهالك ويتآكل.. وتظنون أنكم بذلك ستصعدون إلى السلطة, مع أن ذلك لن يتأتى إلا عبر صناديق الاقتراع والحرية والديمقراطية".
وقال فخامة الرئيس " وقع معكم المؤتمر الشعبي العام اتفاق فبراير, وهذه غلطة المؤتمر إنه وقع معكم هذه الاتفاقية, وكان ينبغي أن تجرى الانتخابات النيابية في وقتها, لكنكم افتعلتم أزمة وجرجرتم المؤتمر للأسف إلى توقيع اتفاق فبراير, وهذا خطأ فادح, وكان المفروض أن تجرى الانتخابات النيابية سواء شاركتم فيها أم لم تشاركوا فأنتم أحرار, ومقاطعتكم لأي انتخابات تندرج في الإطار الديمقراطي".
واستطرد قائلا " كاذب من يقول أن المؤتمر يريد أن يدخل الانتخابات لوحده وينافس نفسه, فنحن نسير طبقا للدستور والقانون, وهذه غلطة المؤتمر لكنه لن يكررها مرة ثانية, وعلى المؤتمر إلا يكرر الغلط, فلتمضي هذه الفترة التي تم التوقيع عليها في اتفاق فبراير, ولتجري الانتخابات في موعدها المحدد, فمن شارك فيها يا مرحبا فهذا حقه ومن لم يشارك فيا مرحبا وهذا حقه".
وقال:" الوطن أكبر من هذه القوى السياسية, وطن الثاني والعشرين من مايو كبير وليس كما كان قبل 22 مايو بل هو الآن كبير, ونحن ندعو هذه القوى السياسية أن تعود إلى رشدها وصوابها, وان تبتعد عن الغطرسة والكبر والفوضى وهدم المعبد على رأسها فهي أول من سيكتوي بهدم المعبد, فهذا المعبد لن ينهدم, ولكن ولا سمح الله أي فوضى ستتحمل هي في المقام الأول المسؤولية, وشعبنا يعرف حق المعرفة من هم".
ومضى قائلا " ندعوهم أن يعودوا إلى الرشد والصواب, وان يحكموا العقل والمنطق, وأن لا يحاوروا أنفسهم, بل يحاوروا مختلف أطياف العمل السياسي, فالتخريب سهل, ومعول التدمير والخراب سهل جداً, لكن البناء طوبة، طوبة هو الصعب، فعلى سبيل المثال يستطيع أي شخص أن يدمر أي مبنى كبير خلال ساعات محدودة, لكن بناؤه يستغرق سنوات وليس أشهر, وهكذا فأن بناء الوطن آخذ منا سنوات وعقود طويلة".
وقال" القوى التي تدعى ما يسمى بالحراك وقوى سياسية فعليهم أن يأتوا إذا كان لديهم أية مطالب لطرحها عبر القنوات السياسية, مجلس النواب, ومجلس الشورى, والمجالس المحلية, والمؤتمرات المحلية, ومجالس السلطة المحلية, ونقول لهم تعالوا حاوروا إخوانكم في السلطة وسنتحاور معكم, فنحن نمد اليد للحوار بعيدا عن اللجوء للعنف وقطع الطرق وقتل النفس المحرمة ورفع العلم الشطري".
وأضاف " أنا متأكد إن الأعلام الشطرية ستحرق في الأيام والأسابيع القادمة, فلدينا علم واحد استفتينا عليه بإرادتنا الحرة, وأي مطالب سياسية نرحب بها, وتعالوا للحوار, والآن سنشكل لجان من أبناء المحافظات نفسها للحوار مع هذه القوى إذا كانت تقبل بالحوار, وهذه القوى من مجلسي النواب والشورى والسلطة المحلية تتحاور مع من لهم مطالب حقيقية, وسنرحب بها ترحيباً حاراً ونعمل على تلبيتها, لكننا نرفض بث ثقافة الكراهية والعنصرية والقروية والمناطقية ".
وتابع فخامة الرئيس قائلا " لقد ناصبتم العداء لثورة الرابع عشر من أكتوبر سنيين وفشلتم, فلا تعاودوا العداء للوحدة فانتم فاشلون يا من ترفعون شعار العداء للوحدة, فلوحدتنا وحدة الثاني والعشرين من مايو شعبية اكبر مما كانت عليه شعبيتنا لثورة سبتمبر وأكتوبر, لأن تلك شعبية شطرية وصحيح أن لها شعبيتها لكن الآن شعبية 22 مايو اكبر, أما أولئك المنحطين خارج الوطن فقد هربوا بجلودهم ولو كانوا شجعاناً كانوا معكم بدلا من أن يضحوا بكم في أي مكان, فتعالوا للحوار".
وقال فخامة رئيس الجمهورية " أريد أن أكون جنديا لأخدم الوطن وأحافظ على مكتسباته وفي مقدمتها منجز الوحدة العظيم، لا أريد كرسي الرئاسة أو رئاسة الحكومة، و لا أريد رئاسة نظام أو أن أكون وزيراً، بل أريد أن أكون جندياً خادماً لهذا الوطن ومعتزا بوحدته، في حين أن هناك من يسعى إلى تحويل الوحدة إلى مغنم، وإن لم يجدوا أية مغانم يذهبون إلى الحراك".
وتطرق فخامته إلى حجم التحولات التنموية الكبيرة التي شهدتها المحافظات الجنوبية والشرقية في ظل الوحدة المباركة.. لافتا إلى أن الجميع يدركون كيف كانت حضرموت قبل الوحدة؟ وكيف هي اليوم؟ فهي اليوم من أفضل محافظات الجمهورية تنمويا وكذلك الحال في شبوة وأبين فضلا عن المنجزات الرائدة التي تحققت في عدن ولحج والمهرة والضالع.
وأشار في ذات الوقت إلى أن محافظة صعدة كانت زهرة المحافظات قبل أن تتعرض للدمار والخراب على أيدي عناصر فتنة التمرد والتخريب الخارجة عن النظام والقانون.
وحث فخامته عمادة وأساتذة كليات الأكاديمية على توفير المعلومات الدقيقة والصحيحة للدارسين لإعداد بحوثهم العلمية وإلزامهم توخي الدقة في اختيار المراجع العلمية والتاريخية الموثوقة .
وقال :" عندما نبحث عن مصادر للأحداث في اليمن منذ قيام الثورة اليمنية قبل 48 سنة وحتى اليوم سنجد فيها عجائب ونجد المتسلقين، والكذابين، والنصابين، والمتزلفين ونجد فيها من يدعون أنهم ساهموا وناضلوا في مراحل الدفاع عن الثورة في حين أنهم كانوا يخرجون أول الثورة ليركبون موتور سيكل في باب شعوب أو في باب اليمن وعندما يحصلون على بعض قطع الغيار، يسجلون أنفسهم أنهم مناضلين.. بينما العديد من المناضلين والضباط والجنود الأبطال كانوا يقتلون في المعارك ولا احد يعرفهم كما أن هناك مناضلين لا يحبون الحديث عن أدوارهم ويفضلون نكران الذات.
وأضاف:" هناك مجهولين, وآخرون كسبوا وغنموا وطلعوا على جماجم الشهداء واشتهروا وتاجروا وقاولوا الجبال على حساب دماء الشهداء".
وتابع فخامته قائلا" ما عانته الثورة اليمنية خلال 48 سنة يحتاج منا إلى محاضرة طويلة جداً جداً, وأتمنى من الأكاديميين في هذه الأكاديمية توخي الدقة في البحث والاستناد إلى المراجع المتوفرة في وزارة الدفاع وفي الجهات المختصة لمعرفة ماذا دار في صعدة من يوم قيام الثورة, وما دار في المحابشة وحجة ومأرب والجوف وشبوة وفي العبر وحضرموت, وماذا عملت القوى المعادية لثورة أكتوبر وكيف استهدفتها وكيف فشلت، وكذا كيف فشلت القوى الإمامية التي قامت بالهجمة الشرسة على ثورة سبتمبر وحاصرتها في سبعين يوماً، وكيف فشلت، وكيف كانت امكانياتنا وتسليحنا في ذلك اليوم وكم كنا نمتلك من الأموال والاحتياطيات النقدية".
ومضى فخامته قائلا " كان الناس آنذاك عصاميين لا يهمهم المال، وهمهم الوحيد كيف ينتصرون، ولا أحد يعلم بأنهم كانوا لا يستلمون رواتبهم لثلاثة وأربعة أشهر, ولم يكن أي احد يرفع صوته أو يتذمر مطلقا بسبب ذلك, وإنما كانوا عصاميين ولديهم روح وطنية وحب للوطن".
وقال رئيس الجمهورية " علينا أن نشَبع أنفسنا وجنودنا وضباطنا بروح الوطنية, فمن يريدون المجد هم الذين يربطون على بطونهم ولا يتفاخرون بالمال أو المنابر أو الوكالات أو بالسمسرة أمام الوزارات، الذين يريدون المجد ويمشون وهاماتهم عالية لا يتحولون إلى سماسرة يبحثون عن مصالح، والكثير ممن بحث عن المال واغتنى غناءً فاحشا ترك ذلك المال عندما لقي ربه بقماشة بيضاء ولم يأخذ معه شيئا إلى قبره، فمن كان له رصيد نضالي تظل سمعته طيبة وتاريخه مشهود وناصعاً بعد مماته لأنه اخلص لهذا الوطن ولم يكن عميلا لأي قوى خارجية ولم يستلم أموالا من أي جهة".
ومضى فخامته قائلا " من يحب الوطن يموت من أجله وليس من أجل مصالح ضيقة أو سلعة تباع وتشترى، فهناك من يملكون الكثير وآخرين لا يملكون شيئا وجميعهم سواء كالحجيج في عرفات حيث لا فرق بين غني وفقير أو مواطن وملك وليس هناك من جاء إلى جبل عرفات بالتاج المذهب أو بالسيارات الفخمة والدولارات أو بأرصدته التي في البنوك، لقد جاء بمفرده وهو يلبس لباساً ابيض ليشهد أن لا إله إلإ الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده ورسوله رافعا صوته إلى الله تعالى (لبيك اللهم لبيك) وفي نهاية المطاف يلقى ربه لوحده وليس معه مال".
وأضاف" مالك هو ما حققته لوطنك وعملت من أجله وما قدمته لخدمة لهذا الوطن، هناك من يقول أنه يجمع رصيده من المال من اجل أولاده، والأولاد لن يراسلونه إلى قبره ويقدمون له الشكر على ما وفره لهم من أراضي وممتلكات ومتاجر، ولن يكون هناك أحد إلى جانبه وهو في قبره سوى عمله الصالح وعبادته لخالقه".
وتمنى فخامة رئيس الجمهورية في ختام محاضرته لمنتسبي الأكاديمية التوفيق والنجاح, وحثهم على الانضباط الجيد والتحصيل العلمي الرائع كونهم سيكونون القدوة لمنتسبي القوات المسلحة، والآمال معلقة عليهم بأن يعكسوا ما تحصلوا عليه من معارف وعلوم عسكرية على صعيد الواقع العملي بما يخدم أهداف تطوير وتحديث المؤسسة العسكرية والأمنية"..