الرئيس يوجه الحكومة باستيراد القمح واعتماد ملياري دولار لتوليد الطاقة الكهربائية وإيجاد فرص عمل للعاطلين

وجه فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليوم الحكومة باستيراد القمح بدلا عن التجار لمنع التلاعب بقوت المواطنين، واعتماد مليار دولار من الاحتياطي العام لسرعة توليد الطاقة الكهربائية، ومليار دولار لايجاد فرص عمل للعاطلين في أسرع وقت ممكن.
وقال فخامة الرئيس في كلمة له بالجلسة الافتتاحية لفعاليات المؤتمر العام الرابع للاتحاد التعاوني الزراعي ” على الحكومة ان تستورد القمح بدلا من استيراد التجار الذين يتلاعبون بقوت المواطنين وان تستورد القمح وتسيطر على السوق”.
وأوضح فخامته ” نحن حررنا التجارة ولكن سنعود اذا ما احترموا تحرير التجارة، الى ان تكون الدولة هي المستورد والبائع، وعلى الحكومة استيراد القمح وتوزيعه باسعار ميسرة الى المواطنين، صحيح ان هناك ارتفاع للاسعار لكن ايضا للاسف الشديد القطاع الخاص يزيد من معاناة المواطنين، وهذا الجشع غير مقبول، فاذا ارتفعت الأسعار الأشهر الماضية في العالم الخارجي فالمخزون عندنا كمية هائلة في مخازن القطاع الخاص لكنهم يرفعون الاسعار”.
وخاطب فخامة الرئيس القطاع الخاص في المؤتمر الذي ينعقد بصنعاء خلال الفترة من 13 – 15 أغسطس الجاري تحت شعار ” من اجل تطوير العمل التعاوني الزراعي وتعزيز الشراكة في التنمية”.. خاطبهم قائلا” راقبوا الله وخافوه في أنفسكم وفي مواطنيكم، من هذا الجشع الزائد، نزلوا الاسعار واذا نحن مضطرين لاستيراد القمح وتوزيعه على الحكومة ان تتحمل مسؤولياتها حول استيراد القمح وفتح اعتماد لذلك لانه كله بالدولار وكله من الخزينة العامة للدولة كله بالدولار اذا فليستفيدا المواطن بدل ما يستفيد عشرة الى 15 تاجر قمح لانهم لم يرحموا المواطنين، ولا رحموا النظام ولا الحكومة”.
وتابع قائلا ” اذا سنستورد القمح ونوزعه على المواطنين وسنتجه نحو زراعة القمح كما تحدثت في الجوف مأرب بيحان وادي حضرموت وقاع الحقل وقاع البون وقاع جهران”.. داعيا المزارعين الى الاتجاه نحو زراعة القمح والابتعاد عن زراعة القات في جميع المحافظات.
وقال فخامته ” اوقفوا هذه الآفة المضرة بالشباب وبالاقتصاد، فهذه آفة ولا اعني انه مخدر لكنه آفة على المواطنين وعلى الاقتصاد الوطني، اوقفوا زراعة القات اوقفوا هذه الآفه انا لا اقول هو مخدر، لكنه آفه على المواطنين، آفه على الاقتصاد الوطني”.
وقال “نحن نستورد قمحاً من الخارج حوالي 2 مليون طن في السنة والآن ارتفعت أسعار القمح في الخارج نتيجة لاتجاه بعض الدول المنتجة للقمح إلى الاتجاه نحو إنتاج الزيوت، لتحل محل النفط ولذلك ارتفعت الأسعار”.
وتابع فخامة الرئيس قائلا ” من المفروض على الحكومة أن تتكلم معكم بشفافية مطلقة وتخاطب الشعب لأن هناك قوى سياسية تعبئ الشارع للاعتصامات والفوضى والمسيرات وتضيف الى معاناة الشعب معاناة جديدة بدلا من ان تسلك سلوك الحوار وتقدم البدائل وتحاور الحكومة، ونحن على استعداد للأخذ بالبدائل المنطقية والفاعلة من أي قوى سياسية لكن التعبئة والاحتقانات لا تخدم الاقتصاد الوطني ولا تخدم الأمن والاستقرار ولا التنمية وشعبنا قال كلمته الفاصلة يوم العشرين من سبتمبر 2006م في الانتخابات الرئاسية والمحلية، ولا داعي للفعل ورد الفعل علينا ألا نسلك هذا السلوك الغير حضاري”.
واعتبر فخامة الرئيس الاتجاه نحو زراعة القمح شي اساسي.. وقال” على الحكومة ممثلة بوزارة الزراعة والري تقديم البذور المحسنة ومساعدة الفلاحين في انتاج المحاصيل الزراعية ليس القمح فقط بل ايضا الحبوب بكل انواعها في تهامة في كل مكان في وادي ابين في وادي لحج في الوديان كلها مور، سردود، فالوديان كلها عندنا وديان جميله حجزنا فيها الامطار والان بدل ما كانت المياة تذهب للبحر الان حجزناها واصبحنا نستيفيد منها”.
وأضاف “تهامة هي سلة الغذاء في المنطقة الغربية لليمن، لكن كلنا معتمدين على تهامة في الاعلاف ومحاصيل الذرة”.
ودعا فخامة الرئيس كافة المحافظات الى الاتجاه نحو زراعة القمح.. مبديا الاستعداد لتقديم كافة اوجه الدعم لمزارعي القمح وشراءه منهم.
وقال” سنشتري منكم القمح وندعمه ونقدم الدعم الكافي لزراعة القمح انا احاسبك ادفع لك اكثر مما اشتري من استراليا او كندا او امريكا سادفع للمزارع اليمني اضعاف ويمكن اضاعف سعر الكيس بضعفين انا دخلت دخلة هكذا بشفافية مطلقة علشان تسمعوا الكلام”.
كما اشار فخامة رئيس الجمهورية الى انعقاد المؤتمر العام الرابع للاتحاد التعاوني الزراعي في هذا الظرف والتوقيت جيد وهام.
وقال فخامة الرئيس ” نتطلع إلى الخروج بنتائج إيجابية مع مناقشة كل جوانب القصور التي حدثت خلال الأعوام الماضية في إطار الجمعيات الشكلية”.
وأكد فخامته اهمية وجود جمعيات تعاونية زراعية حقيقية وليست شكلية، والابتعاد عن الشكليات والمظاهر، وكذا إتحاد تعاوني زراعي فعّال رديفاً لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية..
وقال “أتذكر في الثمانيات أصدرنا قرار بمنع استيراد الفاكهة من الخارج بما كان يسمى بالشطر الشمالي، وكان الاستيراد في ذلك الوقت يبلغ حوالي 105 مليون دولار، ومنعناها وحصلت ضجة كبيرة في الشارع على عدم استيراد الفاكهة، وقد كان قراراً صائباً وفي محله وحققنا اكتفاء ذاتي للفاكهة والخضروات ونحن اليوم نصدر الفاكهة والخضروات إلى الخارج”..
ووجه فخامة الرئيس الاتحاد التعاوني الزراعي ووزارة الزراعة والري إلى تقديم البذور المحسنة والإرشاد الزراعي للمواطنين والفلاحين والمزارعين في كل أنحاء الوطن، والاتجاه نحو زراعة القمح في كل من الجوف ومأرب وبيحان ووادي حضرموت.. منوها بان هذه المناطق مؤهلة لزراعة القمح.
وتمنى فخامة رئيس الجمهورية في ختام كلمته التوفيق والنجاح للمؤتمر وانتخاب قيادة جديدة تضع في الاعتبار القطاع النسائي للمراة اليمنية ضمن القيادات الفاعلة للاتحاد التعاوني الزراعي وان تكون قيادات منتخبة فاعلة وبشفافية مطلقة منتجة وتبتعد عن الشكليات
وكان رئيس الإتحاد التعاوني الزراعي محمد محمد بشير قد القى كلمة رحب في مستهلها رئيس الجمهورية والحاضرين في المؤتمر.. مثمنا الإهتمام الكبير لفخامة الرئيس والحكومة بتطوير القطاع الزراعي بهدف زيادة الانتاج كما ونوعا وبناء السدود والحواجز المائية والنهوض بقضايا المياه والتنمية الريفية وكذا دعم ومساندة جهود الاتحاد من خلال دعم وزارة الزراعة والري ووزارة المالية وصندوق تشجيع الانتاج الزارعي وبنك التسليف التعاوني الزراعي.
وأستعرض بشير الجهود التي يبذلها الاتحاد لتنفيذ مهامه وتطوير مستوى الاداء في جميع الانشطة انطلاقا من التزامه في مؤتمره الثالث المنعقد عام 2002م بتفعيل ادائه ومواصلة سير العمل المثمر في المجالات التنظيمية والاقتصادية في المركز الرئيسي والفروع والجمعيات من خلال اقامة المشاريع الانتاجية والتسويقية والاهتمام بالتدريب والتاهيل وتعزيز الصلات مع الاتحادات والمنظمات المماثلة الشقيقة.
ولفت إلى دور الاتحاد في دمج المرأة في تنمية الاقتصاد الزراعي الريفي وتنظيم جهود التعاونين والمزارعين لمختلف المهام والفعاليات الجماهيرية.
وأشار رئيس الاتحاد التعاوني الزراعي الى حرص الإتحاد على تعزيز علاقات التعاون مع المنظمات والاتحادات العربية في سبيل تحقيق التكامل وانشاء السوق العربية المشتركة التي تلبي طموحات الشارع العربي.. مستعرضا انشطة الاتحاد في مختلف القطاعات والتي جسدت مفهوم الشراكة الشعبية ومؤازرة الجهد الحكومي لها والقطاعات الاقتصادية المختلفة.
فيما تحدث وزير الزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي بكلمة أثنى فيها على رعاية رئيس الجمهورية لهذا المؤتمر في إطار إهتمامه ودعمه اللامحدود بالتنمية الزراعية في الوطن.
ونوه إلى أن متابعة وتوجيهات القيادة السياسية للحركة التعاونية جعلها تحقق الكثير من المنجزات في القطاع الزراعي والقطاعات الأخرى وأصبحت تلعب دورا هاما وكبيرا في التنمية الزراعية وتعزز الشراكة الحقيقية والفعلية بين المرزراعين والدولة.
وأشار وزير الزراعة إلى أن المنظمات الإجتماعية الريفية أكثر أهمية وضرورة للمجتمع الريفي من اجل تنميته وتحقيق طموحاته التنموية.. مؤكدا أن التعاونيات الزراعية من بين المنظمات الشعبية الهامة التي تضطلع بدور هام في التنمية الريفية المتكاملة وتتميز عن غيرها من المنظمات الإجتماعية داخل المجتمع في أن لها دورا مزدوجا في احداث التنمية وهو الدور الإقتصادي والناتج الإجتماعي له، كما أنها تنظيمات اجتماعية تسعى لتحقيق اهدافها بوسائل اقتصادية.
وأكد الدكتور الحوشبي على ضروة تنسيق جهود التعاونيات للقيام بواجبها في توفير مدخلات الانتاج الزراعي وتسويق المخرجات وحل مشكلات التنمية الزراعية عبر العمل التعاوني المنظم والمؤطر.. مبينا أن دعم ورعاية القيادة السياسية والحكومة للتنمية الزراعية يترتب عليها نمو اقتصادي واجتماعي وتطور في كافة مجالات الحياة، مشيرا الى ان اشراك اكبر عدد من الزراع وتوصيل الخدمات المختلفة اليهم تستطيع التنمية ان تحقق جزء كبير من الامن الغذائي والمائي وتخفف من حدة الفقر وتخلق فرص عمل ويتسع النشاط في كل القطاعات.
واستعرض الحوشبي جهود وزارة الزراعة والري ومؤسساتها واداراتها والخطوات التي قطعتها لترجمة المصفوفة التنفيذية للبرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية، منوها إلى أن الوزارة انجزت كافة الاجراءات الأولية والدراسات الخاصة بالسدود الكبيرة (حسان وبناء وسردود والخارد) وكذا تعكف حاليا على مواصلة العمل مع بقية الوزارات المعنية الاخرى لتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية بتسليم الشباب خريجي الجامعات والمعاهد الفنية الاراضي الزراعية وتوفير الخدمات اللازمة لزراعتها والاستفادة منها.
وقال ” سيتم في المستقبل القريب البدء بغرس اشجار النخيل هدية من فخامة رئيس الجمهورية إلى المزارعين في المناطق المختلفة وكذا تمويل المشروعات الصغيرة للشباب والاسر الفقيرة، فضلا عن الانتهاء من الدراسة الخاصة بالتدخلات اللازم القيام بها من قبل الحكومة من اجل زيادة انتاج الحبوب بكل انواعها والعناية بالزراعة المطرية والثروة الحيوانية الى جانب تنفيذ الحملات الوقائية في مجالات مكافحة الجراد ودوباس النخيل والبياض الزغبي والدقيقي ودودة القطن والامراض الحيوانية والترصيد الوبائي “.
واكد الوزير الحوشبي على ضرورة التشديد على الحد من استخدام المبيدات الحشرية والتوسع في شبكات الري وبناء الحواجز والسدود الكرفانات من اجل الاستفادة من مياه الامطار في ري المحاصيل الزراعية وتغذية الاحواض الجوفية وصيانة القنوات، وكذا تفعيل وتطوير دور البحوث والارشاد الزراعي والعناية بالمحاصيل الاساسية والنقدية واتطوير اسواق وتقنات الصادرات الزراعية والعمل على البناء المؤسسي في هذا القطاع الهام والواعد.
من جانبها استعرضت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة امة الرزاق علي حمد الدلالات العميقة والابعاد الهادفة لانعقاد المؤتمر في تطوير البناء المؤسسي وتعزيز الشراكة التعاونية بهدف تنشيط وتطوير المشاريع الزراعية انتاجا وتسويقا وتصنيفا وتصديرا.
وتطرقت الى دور الوزارة في دعم الاتحاد وتطوير التشريعات والقوانين المواكبة للمستجدات الوطنية والاولويات الاقليمية بما يتوائم والادوار المتنامية لمؤسسات المجتمع المدني.. مشيرة الى اهمية التكامل النوعي والبناء بين حركة العمل التعاوني المثمر والجهود الرسمية من اجل الاسهام في الارتقاء بالتنمية الزراعية والنهوض بالاقتصاد الوطني.
وأكدت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل ان الاتحاد تمكن خلال القترة الماضية من توحيد جهود العاملين في المجال الزراعي في اطار مؤسسي وكيان تنموي يسهم بايجابية في تفعيل دور الحركة التعاونية الزراعية.. منوهة بان دور الاتحاد كمؤسسة تعاونية شعبية تعمل على تكامل الجهود وتنسيقها مع الجهود الرسمية الحكومية في تنفيذ الخطط والاستراتيجيات التنموية التي لها اثرملموس في التوسع في مشاريع البنية التحتية الزراعية والمشاريع الخدمية التي اسهمت بالنهوض باداء الجمعيات والارتقاء بمستوى خدماتها.
كما القى الامين العام لأتحاد الفلاحين والتعاونيين الزراعيين العرب الدكتور منصور طبيقة كلمة في افتتاح المؤتمر أشاد فيها بجهود فخامة الاخ الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية في دعم قطاع الزراعة والمزارعين بكل أشكال الدعم والرعاية والتشجيع أدراكاً منه لأهمية هذا القطاع في توفير الامن الغذائي.
وقال”أن حضور هذا المؤتمر فرصة عظيمة للإطلاع على تجارب الدول العربية في المجالات الزراعية المختلفة وللوقوف معاً على واقع الانتاج الزراعي العربي والمكانة التي يحتلها بين دول العالم “.. مشيرا إلى أن واقع الانتاج الزراعي في الوطن العربي يدعو إلى ضرورة الاسراع برسم الخطط ووضع السياسات الموحدة للنهوض بهذا القطاع الهام.
وأكد طبيقة على ضرورة العمل على تفعيل اتفاقية السوق العربية المشتركة كضمانه حقيقة لمجابهة التكتلات الاقتصادية العملاقة التي بدأت تفرض سيطرتها على التجارة العالمية.. وتطرق الى تحديات الامن الغذائي التي تواجه الامة العربية التي تتطلب استراتيجية فاعلة للعمل العربي المشترك في هذا الجانب.
حضر افتتاح المؤتمر رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني وعدد من أعضاء مجالس الوزراء والنواب والشورى.

سبأنت