القضايا الداخلية والعربية والدولية في حوار رئيس الجمهورية مع قناة أبوظبي
قناة أبوظبي: فخامة الرئيس كيف تقيمون الوضع في اليمن بعد مسيرة طويلة من السنوات وإنجازات كبيرة في عهدكم حتى اليوم؟
الرئيس: الوضع في اليمن يقيم نفسه ليس هناك حاجة لأن أتحدث عما تحقق، لكن كل شيء هو على الواقع موجود سواء في الجوانب الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أو الأمنية أو غيرها، فاليمن شهدت تحولات كبرى ونوعية في مختلف المجالات والحديث عنها واستعراضها يحتاج إلى وقت أطول من التحدث عنها في هذه المقابلة، وهذه الإنجازات هي تغطي مختلف محافظات الجمهورية وهي تعرف بنفسها سواء كانت في المجالات الإنمائية والخدمية أو غيرها من المجالات الاقتصادية والسياسية فضلا عما تحقق على صعيد تعزيز علاقات اليمن مع الدول الشقيقة والصديقة ومعالجة قضايا الحدود مع دول الجوار وتعزيز مكانة اليمن ودورها الفاعل على المستويات العربية والإقليمية والدولية.. وكل شيء في هذا الجانب واضح ويدركه الجميع .
قناة أبوظبي: ما من شك أن هناك إنجازات كبيرة وعديدة تحققت في عهدكم منها الوحدة اليمنية وهي تتويج لانجازات علي عبدالله صالح في الفترة الماضية وحتى اليوم كيف تجد أنت إنجازات الوحدة؟ هل كانت حلم لعلي عبدالله صالح منذ بداية رئاسته لليمن وكيف تحققت وماهي ثمارها اليوم على أرض الواقع؟
الرئيس: استعادة تحقيق الوحدة اليمنية كان أمنية وهَمَّاً وطنياً لكل مواطن وكل مسئول والحمد لله تحققت هذه الأمنية في الـ22 من مايو 1990م ونستطيع أن نقول أنه بقدر ما هو إنجاز يمني فهو إنجاز قومي له بالغ الأثر على الأمن والاستقرار في المنطقة ؛ إذ أنه لو استمر التشطير لكان استمر الصراع ونفوذ كل القوى الطامعة وكل أعداء الأمن والاستقرار من خلال التشطير.. وهذا بالفعل ما كان حاصلاً قبل إعادة الوحدة حيث كان هناك نفوذ خارجي سواءً إقليمياً او دولياً، وكان كل طرف يدفع باتجاه الشطر الآخر من الوطن من أجل عدم إيجاد استقرار في المنطقة وبشكل عام فالوحدة تعتبر إنجازاً قومياً ودولياً كبيراً وهي محل اعتزاز كل يمني وكل الوحدويين سواء في دول الجوار أو في الدول العربية وكل محبي الأمن والسلم في العالم.
قناة أبوظبي: بعد أعوام من إعادة توحيد اليمن حدثت في عام 1994م محاولة الانفصال ..ومن القرات الشجاعة التي اتخذها الرئيس علي عبدالله صالح إعلان قرار العفو العام عن كل الذين قاموا بهذه المحاولة في وقت المواجهات.. في حين أعلنتم فخامة الرئيس خلال الأيام والأشهر الأخيرة عفواً عاماً عن المتمردين في صعدة. ولهذا فقد أصبح العفو العام سمه مرتبطة بالرئيس علي عبدالله صالح.. فكيف تنظرون إلى هذه السمة؟
الرئيس: إعلان العفو العام بعد تفجير الموقف في حرب صيف 94م كان قراراً جماعياً وكان قرار كل القيادة اليمنية بمختلف مؤسساتها لتجنب توسيع رقعة الخصومة بين فرقاء محققي الوحدة.. لأنه نحن لا نريد أن تستمر الخصومة والحقد والضغينة ولكن عملنا على تهدئة النفوس ومعالجة هذا الأمر بالعفو العام وتحققت نتائج إيجابية ومفيدة للوطن بشكل عام رغم الحماقات التي ارتكبها الانفصاليون نتيجة تدفق الأموال عليهم من هنا وهناك وكانت عبارة عن ردود أفعال أو تراكمات في المنطقة في ذلك الوقت حول الوحدة اليمنية وأحداث العراق على وجه الخصوص تقيّم اليمن بصورة خاطئة حينذاك بأنه في خندق ماسمي “بدول الضد” وهذا غير صحيح فموقف اليمن كان ضد احتلال الكويت.. وأتذكر أنه عندما جاء طه ياسين رمضان إلى صنعاء بعد الغزو العراقي للكويت ومباشرة عندما قابلناه حاولنا معه أن يعلن موقفاً من صنعاء حول استعدادهم للانسحاب من الكويت وأعلن هذا الموقف بالفعل والذي اشترطناه مسبقاً وإلا كنا نحن في اليمن رافضين حتى مقابلته بدون إعلان ذلك الموقف لكن في ذلك الوقت كانت هناك الكثير من التراكمات والتآمر على المنطقة وصدور الأحكام المسبقة والتقييم غير الدقيق لموقفنا جعل اليمن في قائمة “دول الضد” وكان موقفاً سلبياً تجاه اليمن مما شجع العناصر التي قامت بافتعال الأزمة والتحريض على الانفصال أن تمد يدها إلى دول المنطقة وتدفقت عليهم الأموال من أجل إعادة التشطير ولكن كانت إرادة الشعب اليمني أقوى من الملايين والمليارات وانتصرت الشرعية والوحدة واندحر الانفصال .
وكما يقولون “رب ضرة نافعة” لأنه بعد إعادة تحقيق الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م كان من المفترض أن تدمج كل مؤسسات الدولة مع بعضها البعض ولكن كان الدمج دستورياً قانونياً دولياً لكن كانت مؤسسات الدولة المختلفة مشطرة خاصة الجيش والأمن والإدارة، وبعد فتنة حرب محاولة الانفصال في صيف 94م تم دمج كل المؤسسات بشكل وطني “لا ضرر ولا ضرار” كل أبناء الشعب اليمني اليوم مشاركين في المؤسسة البرلمانية وفي إطار التعددية الحزبية والسياسية، الجيش اندمج على بعضه في إطار وطني.. الأمن.. الإدارة.. كل شيء وليس هناك إقصاء لأحد ولا أحد أكبر من أحد، خذ مثلاً التجنيد في الجيش والشرطة يتم حسب التعداد السكاني لكل المناطق بمعنى أنه عندما يتم الإعلان الحاجة لتجنيد عشرة الآف جندي للجيش يتم اختيارهم من خلال إدارة التجنيد في وزارات الدفاع والداخلية حسب التعداد السكاني وهذا يعني أنه ليس هناك منطقة تكون موجودة ومنطقة ليست موجودة في الجيش وانتهت بذلك مسألة المناطقية فأصبح يشكل الجيش مؤسسة وطنية واحدة.. كذلك الأمن وكذلك الإدارة والمجالس المحلية هي التي تمثل السلطة المحلية.. البرلمان وتجري لانتخابات للبرلمان في إطار حزبي تعددي وليس شطرياً. المؤتمر الشعبي العام له مقاعد في البرلمان تمثل كافة المحافظات بما فيها المحافظات الجنوبية والشرقية وكذلك الأمر للتجمع اليمني للإصلاح مقاعد والحزب الاشتركي اليمني وبقية الأحزاب التي لها مقاعد تمثل المحافظات وأعضاء ينتمون إليها من جميع محافظات الجمهورية، وهذا هو الدمج الوطني الذي يمثل الضمانة لترسيخ الوحدة اليمنية والوحدة اليمنية راسخة وإذا سمعت زوابع أو فقاقيع تعبر عن وجهة نظر فهي ليست من الشعب وإنما هي لأفراد أو أشخاص كان لهم نفوذ ومتنفذين في ذلك الحزب أو الآخر وإذا تضررت مصلحتهم أو يتم إقصاؤهم من أعمالهم لأن بعضهم كانوا فاسدين في مؤسسات الدولة الجيش أو المؤسسات الأخرى فيتحولوا إلى بوق يدعي أنه يمثل الشطر الشمالي أو الجنوبي؟ وهو عبارة عن بوق لشخص كان فاسد وتحول إلى مناطقي وهؤلاء هم أشخاص قلة.
قناة أبوظبي: فخامة الرئيس: الفتنة التي أيقضت في صعدة في الأشهر الاخيرة انتهت الآن بتعويضاتكم للمتضررين وبأمركمً بتغيير المحافظ وهناك أشياء كثيرة ملموسة على الساحة في صعدة، كيف تقيمون الأوضاع حاليا في المحافظة؟ وهل أسهم قرار العفو العام على المتمردين في صعدة في إنهاء الفتنة؟
الرئيس: أولاً تغيير المحافظ أو الإدارات غير مرتبط بالفتنة فهم لم يكونوا السبب.. السبب هم من أشعلوا القتنة العنصرية في صعدة وهم أشخاص يحلمون بعودة الإمامة ومحاولة الانقلاب على النظام الجمهوري فقط بطريقة أخرى.. يعني هذا حلمهم لكن هذه الأمور انتهت.. الناس لم يكونوا معهم في صعدة وكان من يقف وراء فتنة التمرد مجرد أفراد مغرر بهم، وأعلنا العفو العام عنهم وأطلقنا السجناء وأعطينا صلاحيات للمحافظ، والتغيير الذي تم للمحافظ جاء في إطار الخبرة التي يمتلكها المحافظ الجديد الذي سبق أن عمل في هذا المحافظة ولـه خبرة إدارية ويستطيع أن يعالج الآثار النفسية التي نجمت عن أحداث الفتنة لأنها تكونت خصومة نفسية من المتمردين تجاه السلطة .
ولهذا نأمل أن تنهي هذه المعالجات الإدارية والسياسية ما تبقى من جذور الفتنة وفي ضوء صدور العفو العام عنهم وأن يتعاملوا طبقاً للدستور والقانون وفي إطار التعددية السياسية بإمكانهم أن ينخرطوا في العمل السياسي ليمارسوا حقوقهم على أسس وطنية وليس مناطقية.. فتلك مشكلة صعدة واعتقد أنها شبه منتهية الآن أو انتهت وإن شاء الله لا تتكرر مرة أخرى .
قناة ابوظبي: السيد الرئيس إذا تحولنا الى المحور العربي والخليجي ..علاقاتكم بالدول العربية والخليج خاصة دولة الإمارات العربية كانت جيدة في وجود الشيخ زايد رحمه الله، فما أبرز الذكريات للرئيس علي عبدالله صالح مع الشيخ زايد، ونريد أن تحدثنا عنها؟
الرئيس: العلاقات اليمنية الإماراتية علاقات أخوية واحترام متبادل وتربطنا علاقات سياسية وعلاقات شخصية مع أخي الشيخ زايد رحمه الله ومع الشيخ خليفة والشيخ محمد وكل الشيوخ في دولة الامارات تربطنا بهم علاقات متميزة وجيدة ولا يشوبها أية شائبة في الوقت الحاضر.
ولي ذكريات مع الشيخ زايد والأخوة في الإمارات من خلال اللقاءات والزيارات المستمرة وهي ذكريات جميلة إضافة إلى لقاءاتنا في مؤتمرات القمم العربية والإسلامية حيث كان يجمعنا التوجه الصادق نحو تفعيل العمل العربي المشترك، ولنا تواصل مستمر مع الأشقاء في دولة الإمارات إزاء مختلف القضايا التي تهم بلدينا .والإمارات أسهمت في عملية التنمية في اليمن ومن أبرز ذلك المساهمة في إعادة إعمار سد مأرب وفي تمويل عدد من المشاريع الإنمائية والخدمية ومنها الطرقات والمدارس، وبذلك أسهمت الإمارات إسهاماً جيداً في دعم مسيرة التنمية في اليمن وإن شاء الله من خلال الصندوق الخليجي لتأهيل اليمن تسهم الإمارات مع بقية دول المنطقة في تأهيل اليمن والأخذ بيد اليمن في عملية التنمية والتغلب على تحدياتها نتيجة لنمو السكان وشحة الموارد باعتبار أن الأشقاء في دول الجوار عليهم واجب وحق نحو إخوانهم في اليمن، إن شاء الله ما يقصروا.
قناة أبوظبي: العمق الاستراتيجي للخليج هو اليمن كما هو معروف بكثافته السكانية وبطبيعة أرضه وبما فيه من خيرات كثيرة أين وصل الملف اليمني في الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي؟
الرئيس: أولاً اليمن عمق لأشقائه في مجلس التعاون والأشقاء في المجلس عمق لليمن ولا نستطيع إلا أن نقول أن اليمن تشكل منظومة واحدة مع دول مجلس التعاون، والآن هناك تحركاً سياسياً باتجاه تأهيل اليمن وذلك من خلال إنشاء صندوق خليجي لتأهيل اليمن، ولن يكون هذا الصندوق بديلاً للصناديق الأخرى الثنائية بيننا وبين دول مجلس التعاون، فهناك علاقات ثنائية وهناك صندوق مشترك لدول مجلس التعاون من أجل تأهيل اليمن في الجوانب الاقتصادية والتجارية أيضاً.
قناة أبوظبي: السيد الرئيس طالبتم في الفترة الماضية بإصلاح الجامعة العربية وانتظام دوراتها في كل سنة فكيف تجدون وضع الجامعة في الوضع الراهن خصوصاً أننا على أبواب قمة عربية في الخرطوم؟
الرئيس: انتظام الانعقاد الدوري للقمة العربية شيء جيد وممتاز بدلاً من الدورات الاستثنائية أو الطارئة، فالآن أصبحت القمة منتظمة حتى ولو لم تخرج بالقرارات التي يطمح إليها المواطن العربي لكن من حيث المبدأ الاستمرارية تفرض علينا في كل لقاءاتنا الخروج بقرارات أفضل من القرارات السابقة وهذا هو المطلوب خاصة قمة الخرطوم القادمة إن شاء الله سوف تبحث فيها ثلاثة محاور رئيسية وهي الوضع في فلسطين والوضع في العراق والإرهاب هذه مرتكزات أو محاور للقمة وإن شاء الله تكون القرارات إيجابية ولو بنسبة 40بالمائة أو 50بالمائة مما تطمح إليه الجماهير العربية فهذا يعتبر مكسباً بدلاً من أن يراوح كل واحد محله وتبقى في نقطة الصفر .
قناة أبوظبي: هل ستشارك في هذه القمة؟
الرئيس: إن شاء الله لا يكون هناك أي عائق لكي أرأس وفد الجمهورية اليمنية للمشاركة في القمة .
أبوظبي: سيدي الرئيس في ضوء ما ذكرته عن محاور القمة المتصلة بالعراق، وفلسطين وما نجده اليوم في العراق للسير في طريق الفتنة الداخلية.. كيف تقيمون الوضع داخل العراق؟ وما هو المخرج من هذه الأزمة داخل العراق؟
الرئيس: المخرج بيد العراقيين أكثر مما هو موجود بيد الآخرين ، إن شاء الله يلتف العراقيون حول بعضهم البعض ويدرسون أوضاعهم ويجدون المخارج (والمثل يقول ما حك جلدك مثل ظفرك).
قناة أبوظبي: سيدي الرئيس، كيف ترون الأوضاع في فلسطين بعد فوزحماس؟ الرئيس: ينبغي أن تسلم الأسرة الدولية بالخيار الفلسطيني، فهذا خيار وإرادة الشعب الفلسطيني وعبر عنها عن طريق صناديق الاقتراع، وهذا يأتي في إطار التعددية السياسية والديمقراطية، وذلك ينسجم مع مايدعو إليه الغرب خاصة الولايات المتحدة الأمريكية حول الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان ومشاركة المرأة والتعددية السياسية، فهذه هي التعددية السياسية.. ليست مجرد (شور وقول) ولهذا ينبغي على الأسرة الدولية أن تسلم بنتائج الانتخابات.
قناة أبوظبي: سيدي الرئيس، سوريا تواجه ضغوطاً دولية كبيرة في الآونة الأخيرة.. كيف تنظرون إلى ذلك؟
الرئيس: من تصريحات الرئيس بشار الأسد الأمور تسير بالاتجاه الإيجابي خاصة أن سوريا متعاونة مع لجنة التحقيق في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق / رفيق الحريري رحمه الله وبدأت الضغوط تخف على سوريا نتيجة للمواقف السورية المعلنة وتعاونها الإيجابي مع لجنة التحقيق.
قناة أبوظبي: بالنسبة للملف الإيراني.. ما هو موقف اليمن من الملف؟
الرئيس: موقف اليمن واضح سواء في الأمم المتحدة وفي كل المحافل وفي لقاءاتنا المتعددة وفي إجتماعات مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا ، حيث ندعو إلى أن تكون منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل ، وأن من حق إيران أن تمتلك تكنولوجيانووية وتستخدمها للأغراض السلمية في ظل وجود رقابة دولية، ونتطلع أن المجتمع الدولي بقدر ما يمارس الضغط على إيران حول الملف النووي أن يمارس الضغط أيضاً على إسرائيل وأن تكون المعايير الدولية في مستوى واحد وألا تكون المعايير مزدوجة.
قناة أبوظبي: الإرهاب ما زال حتى الآن دون تعريف محدد وهناك وجهات نظر عديدة في هذا الصدد، فما رأيكم في ذلك؟
الرئيس: نحن مع ما تدعو إليه الأسرة الدولية خاصة الدول العربية لإيجاد تعريف موحد ومتفق عليه للإرهاب مع التمييز بين الإرهاب وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال ؛ لأن نضال الشعوب من وجهة نظرنا حق مشروع وليس إرهاباً على سبيل المثال نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والاتهامات الموجهة في هذا الصدد لبعض فصائل المقاومة الفلسطينية ومنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فهناك دول تعتبرها منظمات تقاوم الاحتلال وهناك دول غربية تقول: ” لا” وتتهمها بالإرهاب، رغم أن هناك فرقاً شاسعاً وواضحاً بين حق الشعوب في مقاومة الاحتلال والاستعمار وبين الإرهاب الذي هو عمل فردي ونحن نعتبر الإرهاب عملاً إجراميا فردياً يهدد العالم أجمع وليس هناك دولة أو ديانة تتبنى الإرهاب ضد الآخرين، فهذا عمل فردي يمارسه أشخاص محدودون ويجب وضع تعريف محدد للإرهاب يأخذ تلك الاعتبارات، وإذا وجد إرهابي في أي قطر فإنه يتحمل المسئولية تجاه نفسه ودون أن ينعكس ذلك على البلد الذي ينتمي إليه.. من يمارسون الإرهاب هم مجموعة أفراد.. والإرهاب آفة موجودة في كل أنحاء العالم .
قناة أبوظبي: ماهو الجديد في موضوع المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو؟
الرئيس: لقد أبلغتنا الولايات المتحدة أنها سوف تسلم أعداداً منهم.
قناة أبوظبي: في إطار حقوق الإنسان صدرفي الآونة الأخيرة تقرير عن الخارجية الأمريكية ينتقد الأوضاع في اليمن ، وهذا شكل إزعاجاً للشارع اليمني.. ما تعليقكم على ذلك؟
الرئيس: أولاً الرد على ذلك التقرير أن الذي أعد التقرير ونشره هو من يمارس أعمالاً ضد حقوق الإنسان أياً كان سواءً الإدارة الأمريكية أو أي دولة نشرت مثل هذه التقارير ؛ فهو مردود عليها كونها هي التي تقوم بممارسات الإنتهاكات لحقوق الإنسان وترتكب الممارسة غير السليمة وغير سوية ضد حقوق الإنسان، أما اليمن فهو مطمئن بأنه يحترم حقوق الإنسان وأن لديه تعددية سياسية ودستور وقوانين وأنظمة تحمي هذه الحقوق ولهذا لا توجد انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن .
قناة أبوظبي: سيدي الرئيس طالبتم أيضاً في الآونة الأخيرة بإصلاح الأمم المتحدة والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ما هي وجهة النظر اليمنية في هذا الموضوع؟
الرئيس: وجهة نظر اليمن حول الأمم المتحدة أن تأسيس الأمم المتحدة جاء بعد الحرب العالمية الثانية والوضع قد تغير من ذلك الوقت إلى اليوم، الآلية التي تسير بها الأمم المتحدة في الوقت الحاضر لم تعد تواكب المتغيرات الدولية لقد أصبحت الآلية قديمة ولابد أن يعاد ترتيب وضع الأمم المتحدة وهيكلتها بما يتناسب والتطورات الدولية والإقليمية والتكنولوجية والعلمية أما أن تستمر تعمل بآليات الأربعينيات والخمسينات من القرن الماضي فهذا لم يعد مجدياً وغير مقبول أيضاً نرى ضرورة توسيع نطاق قرار مجلس الأمن والدول دائمة العضوية التي تمتلك حق النقض ( الفيتو)لأنه لا ينبغي أن يظل حكراً على خمس دول بل يجب أن تشترك دول فعالة ..فينبغي أن لا يظل استخدام حق الفيتو محصوراً في خمس دول بل يجب أن تمثل إفريقيا وآسيا ودول كبيرة أخرى في المجلس ليكون لها حق المشاركة في اتخاذ القرار، وإذا توسع مجلس الأمن سيكون في الإطار الديمقراطي بحيث لا يكون هناك تحول نحو التحكم بالقرار كما هو الحال في الأنظمة الديكتاتورية.. لأنه باقتصار الفيتو بيد خمس دول تكون هناك ديكتاتورية في اتخاذ القرار وهذا يتنافى مع ما تدعو إليه دول الغرب في حديثها عن الديمقراطية ودعواتها للدول الأخرى لانتهاجها في حين هي من تمارس الديكتاتورية في مجلس الأمن وتستخدم حق الفيتو كما نؤكد على أهمية تنفيذ قرارات الشرعية الدولية بمعايير عادلة وليس مزدوجة.. حيث نفذت في يوغسلافيا ونفذت في العراق، ولكن لم تنفذ في إسرائيل فهذه هي المشكلة.
قناة أبوظبي: المعروف عنكم فخامة الرئيس علاقتكم الواسعة بألوان الطيف السياسي في العالم سواء الرأسمالية أو الاشتراكية.. فكيف تقيمون علاقتكم بالولايات المتحدة الأمريكية؟
الرئيس: علاقاتنا بالولايات المتحدة الأمريكية جيدة ونحن نلتقي مع الولايات المتحدة الأمريكية في محطات عديدة ومنها محطة مكافحة الإرهاب وهذه محطة مهمة جداً نلتقي ونتعاون في هذا المجال .
قناة أبوظبي: وما هو وجه الخلاف مع الولايات المتحدة؟
الرئيس: يحدث من وقت لآخر أننا نتفق في أشياء ونختلف في أشياء مثلاً نحن نختلف مع الولايات المتحدة الأمريكية في دعمها القوي والمتعصب لإسرائيل لكن نلتقي معها في مكافحة الإرهاب، وهناك تعاون اقتصادي بيننا وبينها وكذلك هي تعمل على الدفع بالدول المانحة لمساعدة اليمن هناك أشياء كثيرة .
قناة أبوظبي: كلمة أخيرة؟
الرئيس: أنا سعيد أن أتحدث لقناة أبوظبي كقناة فضائية عربية وشقيقة وآمل من الإعلام العربي أن يطور نفسه بشكل يواكب كل المتغيرات.