في احتفالات أعياد الثورة اليمنية المباركة الـ43 لثورة الـ26 سبتمبر والـ 42 لثورة الـ14 اكتوبر والـ38 لـ30 نوفمبر
“أنا سعيد بافتتاح الندوة الرابعة التي تكرس لتدوين ذكريات الثوار والمناضلين بالتزامن مع احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة، وقد تحدثنا أكثر من مرة أنه ينبغي أن تدون ذكريات الثوار عن تاريخ النضال اليمني بتجرد ومسئولية وطنية، لتستفيد منها الأجيال الحاضرة والقادمة، وتتعرف على حقائق تاريخ نضال الثورة اليمنية وما كان يعانيه الشعب اليمني قبل الثورة .
وأضاف قائلا: أما اليوم فالناس على بينة مما يحدث في المجتمع سياسياً واجتماعياً وديمقراطياً وتنموياً والمهم هو وضع الأجيال أمام وقائع الماضي .. فالماضي كان ماضٍ سيئ بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، قائم على تجهيل الشعب وظلمه، لا تعليم، لا تربية لا دواء لا خدمات صحية لمعالجة الأمراض الفتاكة؛ ولذلك خيم على شعبنا في ذلك العهد الجهل والظلام.
وقال: ” وبمناسبة أعياد الثورة اليمنية لابد ان نعرج على بعض المحطات وماشهدته اليمن من صراعات حدثت بعد قيام الثورة وما تعرضت له الثورة من تآمر من قبل أعدائها ، ونتذكر الهجمات التي واجهتها الثورة منذ بداية انطلاقها حتى حوصرت في صنعاء على مدى سبعين يوماً .
وأشاد فخامة الأخ الرئيس ببسالة وتصميم الثوار والمقاتلين لصد تلك الهجمات الرجعية وأجبروا من قاموا بها على العودة إلى ما وراء الحدود مرسخين بذلك دعائم النظام الجمهوري.. مشيراً إلى المحطات الكثيرة التي واجهت النظام الجمهوري وتمثلت المحطة الأولى بما كان يسمى بحرب المناطق الوسطى، والمحطة الثانية الصراع بين الشطرين، والخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد وبث الحقد والكراهية والثأر على الثورة اليمنية، موضحاً إن هذه المحطات كانت مليئة بالأحداث، كما أودت بحياة العديد من المناضلين، والمقاتلين والشخصيات الاجتماعية والعلماء والمشائخ خصوصاً في حرب المناطق الوسطى.
وقال فخامة الأخ رئيس الجمهورية: لقد أصدرنا في ذلك الوقت عفواً عاماً عن أولئك الذين ضُلل بهم أو غرر بهم، أو تربوا تربية خاطئة، وقلنا عفى الله عمَّا سلف، وفي ضوء ذلك بدأ النضال لكل أبناء الوطن ينصب حول هدف استراتيجي وهو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، وجاءت الوحدة اليمنية في ظل مخاض كبير وصعب مملوء بالأحداث .
وأردف قائلاً: لم تأتِ الوحدة على طبق من ذهب أو على باقات من الورد، بل جاءت بعد محطات صعبة جداً جداً وحوار مضني استمر حتى تحققت في الـ 22 من مايو 1990م، فضلاً عن مارافق الوحدة وما أعقبها من أحداث ومحطات صعبة ومكايدات سياسية بدأت في عام 1992م حتى انتهت هذه المزايدة بإعلان الحرب والانفصال في 1994م، وفور ذلك دوت أصوات البنادق والمدافع والقصف بالصواريخ بما في ذلك قصف العاصمة صنعاء بالصواريخ.
وتابع فخامة الرئيس قائلاً :” ورغم كل هذه المحطات الصعبة، أعلنا قرار العفو العام عن أولئك الذين استلموا ثمن دماء الشهداء، واستلموا ثمن الأضرار التي ألحقوها بالاقتصاد الوطني وجاء إعلان العفو العام ليس من مركز ضعف، ولكن من أجل أن لا تطول هذه الحرب وأن لا نورث أحقاداً للأجيال الجديدة .
وأضاف: أعلنا العفو العام وواصلنا النضال حتى أنهينا الانفصال، وثبتنا وعمدنا الوحدة مثلما ثبتت الجمهورية بعد نجاح ثورة سبتمبر وأكتوبر ودحر عناصر التآمر التي زحفت نحو العاصمة صنعاء في حصار السبعين يوماً، ولهذا ثبتت الوحدة، وبدأنا محطة أخرى نحو إيجاد تنمية شاملة في كل اليمن وعلى وجه الخصوص المحافظات التي كانت محرومة في السابق من المشاريع الإنمائية والخدمية .
وقال فخامته :” مازلنا نتذكر محطات صعبة عديدة شهدها الوطن منذ قيام ثورته المباركة منها أحداث 13 يناير وما قبلها، وخلفت ثارات ومشاكل عديدة .
وتطرق فخامته إلى ماشهده الوطن من نهضه وما يعيشه الآن من تقدم وازدهار وحراك سياسي واقتصادي وثقافي وتنموي وعلى مختلف الأصعدة الأخرى .. حيث قال: الآن الحمد لله وصل خير الثورة وخير الوحدة الى كل مناطق الجمهورية، ليس إلى عواصم المحافظات فحسب وإنما إلى مختلف العزل والمديريات في عموم المحافظات ومشاريع التنمية تنتشر وتتوزع في كل أنحاء الوطن ضمن خطط إستراتيجية تراعي الأولويات والاحتياجات وعدالة التوزيع وفقاً للموارد المتوفرة والإمكانيات المتاحة.
وتناول فخامة الأخ الرئيس الجهود التي تبذلها الدولة والحكومة لتلبية احتياجات التنمية رغم الإمكانيات المحدودة وكذا الجهود المبذولة لاستغلال الموارد الوطنية المتاحة والبحث عن موارد جديدة وتسخيرها لخدمة التنمية .. منوهاً إلى أن إمكانيات الدولة في السابق كانت تعتمد بشكل رئيسي على الإيرادات الزكوية لكن الآن الزكاة مخصصة لمصارفها المحددة شرعاً ورغم أن إيرادتها لا تتجاوز حوالي ملياري ريال تقوم الدولة برعاية حالات الضمان الاجتماعي بأكثر من 26 مليار ريال، وهنا يتضح الفارق الكبير بين السابق واليوم .
وتطرق فخامة الأخ الرئيس إلى النجاحات التي حققها برنامج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية وكذا الثمار الإيجابية للإصلاحات الأخيرة.. حيث قال فخامته: لقد خفضنا الجمارك الى 5 بالمائة على أساس منع التهريب، وفعلاً تمكنا حتي اليوم من ترسيم حوالي 21 ألف سيارة بما يقارب ستة مليارات ونصف المليار ريال، وتلك السيارات كانت خارج النظام والقانون.
وأضاف قائلاً: ” المورد الأساسي الآن هو النفط، والذي لا يزيد إنتاجنا منه عن 380 ألف برميل يوميا، ونريد منه بناء الطرقات والاتصالات والجامعات والتربية والتعليم والصحة والجيش والأمن، والبعض يفكر أن عدالة التنمية هي توزيع فلوس للجيوب”.. وقال: لكن هي تنمية طرقات ومشاريع استراتيجية.. داعياً الجميع إلى الالتزام بالأنظمة والقوانين.. مشيراً إلى أن التنمية لايمكن أن تتحقق إذا لم يلتزم الجميع بالنظام والقانون، وينصاع لها الجميع كبيراً كان أوصغيراً.
وتابع فخامته قائلاً :” التنمية تحتاج إلى أمن واستقرار، وتعاون الجميع لتثبيت الأمن والاستقرار في كل أنحاء الوطن، وإلا كيف سنحقق التنمية سياحياً واقتصادياً وتنموياً وصناعياً وزراعياً وسمكياً، ولهذا ينبغي أن يتجه الناس نحو البناء والتنمية، والابتعاد عن المكايدات السياسية والغلو والمزايدات غير المسؤولة عبر الصحافة الأمر الذي يسيء إلى تجربتنا الديمقراطية وممارستنا لحرية الرأي والرأي الآخر التي كفلها الدستور والقانون، ويضر بالكاتب والصحيفة سواء كانت تابعة لحزب أولأشخاص”.
واعلن فخامة الأخ الرئيس في كلمته بمناسبة أعياد الثورة الخالدة العفو عن المحتجزين على ذمة فتنة تمرد الصريع حسين بدر الدين الحوثي ووالده، والإفراج عنهم بهذه المناسبة الوطنية الغالية، بالرغم من الدماء التي سالت جراء هذه الفتنة والتي راح ضحيتها أكثر من 700 شخص.. وقال: ” عفا الله عما سلف والبلد يتسع للجميع، وحسب قول الشاعر العربي إذا أنت أكرمت الكريم ملكته”.
وأصدر فخامة الأخ رئيس الجمهورية قراراً بالعفو والإفراج عن كافة المحتجزين الذين تم احتجازهم على ذمة أحداث الشغب التي جرت يومي 20 و21 يوليو الماضي سواء الذين صدرت بحقهم أحكام قضائية أو الذين مازالت قضاياهم منظورة أمام القضاء، وذلك بمناسبة احتفالات شعبنا بأعياد الثورة اليمنية الخالدة.
كما أعلن فخامته في إطار تجسيده لتسامح الثورة اليمنية وإنسانيتها التي لا تحمل الحقد على أحد وتؤكد عدالتها تعويض أسرة آل حميد الدين عن ممتلكاتهم، تعويضا عادلا طبقا للوثائق الشرعية التي يمتلكونها على غرار القرار السابق الذي أصدرناه للسماح بإعادة ممتلكات السلاطين والمشائخ في جنوب الوطن.
وقال :” هذه لا تساوي شيئا أمام الثورة وسنعوضهم عن ممتلكاتهم من الأراضي والعقارات، التعويض العادل طبقاً للوثائق الشرعية التي بأيديهم، فالدولة في غنى عنها وليست بحاجة لمثل هذه العقارات أو المنازل. وأضاف: ” إن هذا القرار ياتي في إطار خير الثورة ويؤكد تسامحها وتسامح القيادة وإنها لاتحمل حقداً على الآخرين، ولو كان آل حميد الدين صالحين لأنفسهم ولوطنهم لما قامت عليهم الثورة.
وأردف قائلا :” الثورة لا تحمل الحقد والكراهية، الثورة متسامحة منذ إنطلاقها .. متمنيا لهذه الندوة التوفيق والنجاح وإضافة حقائق جديدة من الثوار والمناضلين المشاركين فيها عن تاريخ الثورة اليمنية المباركة.
وكان الأخ العميد الركن علي حسن الشاطر /مدير دائرة التوجيه المعنوي رئيس تحرير صحيفة 26 سبتمبر، قد ألقى كلمة رحب فيها بمشاركة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح/ رئيس الجمهورية في ” ندوة الثورة اليمنية، الانطلاق .. التطور .. آفاق المستقبل ” .
وقال: ” إن دلالة انعقاد الجزء الرابع من ندوة الثورة اليمنية في مدينة تعز الباسلة عميقة باعتبارها كانت حاضنة للثوار والمناضلين من كل أبناء الوطن دون استثناء فجسدت بذلك وبكل ما أعطت وألهمت واحدية الثورة اليمنية ” سبتمبر واكتوبر ” .
وأضاف قائلاً: ” هنا لابد من الاعتراف بأنه لا يمكن أن تفي كل كلمات التعبير والامتنان والوفاء والعرفان للقائد الثائر والزعيم المثابر الأخ المناضل الرئيس علي عبدالله صالح الذي جدد عنفوان الثورة وحافظ على ديمومتها وقاد مسيرة التجسيد العملي الخلاق لأهدافها الستة السامية، وأوصلها إلى هذه المحطة البالغة الرسوخ والشموخ، والوافرة العطاء والنماء، والكاملة القوة والمنعة، والمتميزة بالحيوية والتقدم.
“وأردف قائلاً: ” وهاهو اليوم معنا يواصل رعايته ومشاركته لهذا الجزء من ندوة التوثيق للثورة اليمنية على طريق كتابة تاريخها بتجرد وصدق، وهي الندوة التي انطلقت بتوجيهاته ورعايته في العاصمة صنعاء في التاسع عشر من سبتمبر عام 2002 م، تتواصل حسب توجيهات فخامته لإتاحة المجال أمام أكبرعدد من المناضلين للمشاركة في الإدلاء بشهاداتهم عن تاريخ الثورة اليمنية”.
وقال: ” إننا نؤكد لكم يا فخامة الاخ الرئيس، بأن هذه الندوة ستعمل من خلال جهود كل المشاركين فيها من الآباء والأخوة المناضلين الرواد على أن تجسد حرصكم الكبير واهتمامكم الدائم في الثوثيق السليم، والقراءة المنصفة لأهم مراحل تاريخنا المعاصر، ولأهم حدث تاريخي قدر له أن يرسي مشروعاً حضارياً وانسانياً في حياة شعبنا وعلى خارطة الأرض العربية في هذه الرقعة الطيبة والمباركة منها، ونؤكد لكم أيضاً حرصنا الدائم على أن يكون تسجيل الحقائق والحصول على المعلومات الصحيحة، والعمل على ترتيبها للوصول بالعمل إلى الحقيقة التي تحرصون على الوصول إليها بتجرد تام، وأن تكون القلوب والعقول مفتوحة لسماع كل الشهادات وتلقي جميع المعلومات لأن في ذلك يكمن جوهر الحقيقة”.
واعتبر العميد الشاطر بأن مخرجات الجزء الرابع من ندوة الثورة اليمنية ستشكل ثروة معلوماتية ومعرفية عظيمة لتكون متاحة لكل من يريد الاطلاع عليها كما ستمثل كذلك مادة مضمونة الوثوق لكتابة التاريخ الصحيح وقراءته باطمئنان وهي أيضاً رحلة ضرورية في ذاكرة المناضلين والرموز النضالية.. مشيراً إلى أن ما يعزز من مصداقية الندوة هو هذا الحشد الكبير من الرموز النضالية والأسماء الثورية سواء التي شاركت في قيام الثورة أو دافعت عنها او تلك الشخصيات التي عاصرت الأحداث وشاهدتها وعايشت قياداتها.
وقال: ” لقد اكتشفنا من خلال سرد الوقائع أو الحصول على الوثائق في الأجزاء الثلاثة السابقة من الندوة مدى الترابط المتجذر لرموز الثورة اليمنية والصلات الأوثق لرجالاتها من كل مناطق الوطن الواحد كيف التقت الأهداف وتوحدت الرؤى لتحقيق الأهداف والمبادىء السامية .. ومن هنا أيضاً تكمن أهمية هذه الندوة المتواصلة لتبقى الحقيقة هي الهدف وهي التي تحول دون تشويه التاريخ المشرق لشعبنا الحافل بالبطولات والتضحيات والعبر والدروس التي لابد أن يكون لها مكان في ذاكرة أجيال الحاضر والمستقبل، وحتى لا ينتقص أحد من كان ولأي سبب كان من أدوار المناضلين أو ممارسة الكذب تحت دعاوي ظاهرها العلمية وباطنها الحقد والتجهيل والتضليل ونفث السموم والتشويه للتاريخ والوقائع”.
كما ألقى الأخ/ علي محمد سعيد أنعم عضو مجلس الشورى رئيس مجلس إدراة مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة كلمة باسم مناضلي الثورة أشار فيها إلى أن فكرة الندوة جاءت بمبادرة من فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حرصاً منه على توثيق وقائع وأحداث حركة النضال الوطني ومراحل الإعداد للثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، ووقائع وأحداث قيامها والدفاع عنها، ومسار التطور في الساحة اليمنية وتحقيق الوحدة اليمنية وصولا للتوثيق لعهد الوحدة والجمهورية اليمنية..
واعتبر التوثيق بأنه البنية الأساسية لكتابة التاريخ، ومن هذا المنطلق فإن مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة كما هو حال إسهامها مع دائرة التوجية المعنوي في هذه الندوة على أتم الاستعداد لتقديم كل الإمكانات المتاحة لإنجاح هذا المشروع.. منوهاً إلى أن الجزء الرابع من ” ندوة الثورة اليمنية” المكرس للحديث عن تعز النضال الوطني وتجسيد واحدية الثورة، إنما يأتي للاحتفاء بالدور البطولي لهذه المحافظة الذي أكده فخامة الأخ الرئيس في خطابه بجامعة تعز بقوله :إن تعز كانت المحافظة التي التقى فيها الثوار من كل أرجاء الوطن لتكون الانطلاقة الأولى منها باعتبارها تتمتع بموقع جغرافي يسمح لها بالتواصل السهل مع بقية المحافظات، وهو الأمر الذي يعطي هذه الندوة أهميتها وقيمتها التاريخية والتوثيقية من خلال الشهادات التي سيدلي بها الكثير من المناضلين .