المقابلة الصحفية التي أجرتها مجلة (الحوادث) اللبنانية مع الأخ رئيس الجمهورية
فخامة الرئيس.. لقد وفرتم للدكتور/ فرج بن غانم الكثير من عناصر النجاح لكي ينجح في مهمته كرئيس للوزراء وحصل على صلاحيات ربما لم يحصل عليها رئيس وزراء يمني سابق ..فما الذي حدث ولماذا استقال؟
الرئيس: هذا طبيعي ومن حق رئيس الوزراء أن يستقيل.. الدكتور فرج بن غانم شخصية وطنية واقتصادية لا غبار عليها وقد استدعيناه لتشكيل الحكومة في أعقاب الانتخابات النيابية التي جرت في 27 أبريل 1997م وعلى أساس أنه كفاءة اقتصادية وشخصية مستقلة .
وقد سارت الأمور في الحكومة سيراً طبيعياً وجيداً إلى أن طلب منا مؤخراً إجراء بعض التعديلات في الحكومة وقلنا له التعديل مقبول ولكن بعد اكتمال مرور سنة من تشكيل الحكومة على أساس أن يقيم عمل الحكومة وأداء كل عضو فيها … علما أنني ترأست اجتماعاً للحكومة بعد تشكيلها مباشرة وحثها على تنفيذ البرنامج الذي التزمت به وقلت لرئيس وأعضاء الحكومة إننا خلال سنة من ذلك الاجتماع سنقيم عمل الحكومة ونقيم أداء الوزراء والمؤسسات ونرى إذا هناك حاجة لإجراء أي تعديل، فإذا كان الحال كذلك فليس هناك أي مشكلة سنعدل .
وقد سافر الأخ الدكتور/ فرج بن غانم لإجراء بعض الفحوصات الطبية في جنيف وعاد للبلاد وأصر على إجراء التعديل فقلت له التعديل يجري بعد التقييم، قال أنا لا أستطيع أن أواصل قلنا له على بركة الله وقدم استقالته.
هل استقال أم أقيل؟
الرئيس: بل استقال.
الحوادث/ هل تعتقدون أن هناك حوافز خارجية حثته على الاستقالة أم هي مبادرة منه؟
الرئيس: أنا لا أستطيع الخوض في هذا وأجيب نيابة عنه .
الحوادث / طبعاً هو غير حزبي وهو حيادي ..وفخامتكم اخترتموه على هذا الأساس؟
الرئيس: نعم.
الحوادث/ فخامة الرئيس! فيما يتعلق بالأحكام التي صدرت ضد قائمة الـ16 هناك حديث عن ( عفو ) هل العفو وارد في رأي فخامتكم؟
الرئيس: نحن سنحترم أحكام القضاء بشأنهم والعفو غير وارد .
الحوادث / المحكوم عليهم خمسة فقط.. والباقون هل أعيدت لهم أموالهم وممتلكاتهم؟
الرئيس: نحن لم ولن نصادر أي أموال أو ممتلكات خاصة لأي شخص سواء من المحكوم عليهم أو غيرهم، فالملكية الخاصة مصونة طبقاً للدستور والقانون، كما أن الحقوق المكتسبة لهؤلاء لن تمس أبداً .
الحوادث/ يقول بعض المتابعون بأن الحكم الذي ناله عبد الرحمن الجفري كان شبه اتفاق سياسي أو مساومة؟
الرئيس: هذا حكم قضائي ونحن لا نتدخل في سير العدالة من حق القضاء أن يصدر ما يشاء من أحكام في القضايا التي بين يديه طبقاً للأدلة والشهود والقرائن التي لديه والقضاء لا سلطان عليه والسياسة لا مجال لها هنا للتدخل .
الحوادث/ بعض أوساط المعارضة اليمنية متشائمة من مستقبل الإصلاحات الاقتصادية بعد استقالة د. فرج بن غانم الذي كان مقبولاً من منظمات دولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي هل المعارضة مصيبة في تشاؤمها؟
الرئيس: هؤلاء في المعارضة دائماً متشائمون والإصلاحات ليست مرتبطة بشخص ولكن مرتبطة بتنظيم وحزب حاكم وقيادة مسؤولة وبرنامج للحكومة وليست مرتبطة بشخص لذاته، هذا برنامج إصلاحي يتحمل مسئوليته حزب الأغلبية والذي يأتي ترجمه لبرنامجه الانتخابي وليس مسئولية فرد أو شخص .
برنامج الإصلاح الاقتصادي والمالي والإداري تبناه المؤتمر الشعبي العام، بدأ تنفيذه منذ عام 1995م وحقق نجاحات ملموسة سواء على صعيد معالجة الإختلالات الاقتصادية أو تحيق الاستقرار في سعر صرف العملة الوطنية أو الحد من التضخم أو العجز في الموازنة أو تعزيز علاقة اليمن مع المنظمات الدولية والدول المانحة التي دعمت وما تزال تدعم مسيرة الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية في بلادنا.
الحوادث/هل معنى ذلك أن الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية ستستمر في برنامج الحكومة؟
الرئيس: بالطبع ستستمر وستمضي الحكومة في مواصلة نهج الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية وبصورة أكثر فعالية.
الحوادث/ فخامة الرئيس ! هل تعتقدون أن مجيء الدكتور عبد الكريم الارياني رئيساً للوزراء سيثير حساسية دول صديقة وشقيقة؟
الرئيس: الدكتور عبد الكريم الارياني شخصية وطنية يمنية واختياره رئيساً للوزراء شأن يمني ومن حقنا أن نعين الدكتور عبد الكريم الارياني أو غيره دون أن نضع في حسابنا من ( يزعل) منه أو يرتاح له .
الحوادث/ هل سيكون للديمقراطية التعددية حضور في الحكومة المقبلة؟ وهل سيكون للاعتبارات المناطقية دور في الحقائب الوزارية؟
الرئيس: حزب الأغلبية البرلمانية المؤتمر الشعبي العام هو الذي سيشكل الحكومة وبالطبع فإن الحكومة في تشكيلها ستراعي الوحدة الوطنية بكل أوجهها أما بالنسبة للديمقراطية فهي نهج لا حياد عنه وهي الأسلوب الذي ندير به شؤون حياتنا اليومية وهي حاضرة في كل توجهاتنا للبناء في الوطن .
الحوادث/ إلى أي حد يشارك المجلس الاستشاري في الحضور الديمقراطي؟ وهل ينسق مع مجلس النواب في النظر بشؤون البلاد؟
الرئيس: المجلس الاستشاري طبقاً للدستور هو مجلس يقدم استشارته لرئيس الجمهورية سواءً فيما يتعلق بتشريعات أو قوانين أو دراسات أو قضايا تُحال إليه ليقدم فيها رأيه للرئيس الذي بدوره يحيل تلك الآراء للحكومة وإلى البرلمان.
الحوادث/ إلى أين وصلتم في إجراء مكافحة الفساد ومعالجة الإختلالات في الجهاز الإداري للدولة؟
الرئيس: نحن حققنا نتائج جيدة في مجال مكافحة الفساد إلى حد كبير وذلك من خلال إنشاء محاكم الأموال العامة التي أحيلت إليها الكثير من القضايا بهدف محاصرة الفساد وسنظل نرفع شعار مكافحة الفساد من أجل المزيد من محاصرة هذه الظاهرة .
الحوادث/ ولكن يقال أن كبار الموظفين لا يتعرضون لإجراءات العقاب والمساءلة القضائية في إطار حملة مكافحة الفساد في حين تطال هذه الحملة الصغار هل هذا صحيح؟
الرئيس: من حق المعارضة أن تقول ما تشاء وأنها تريد الرؤوس الكبيرة في مؤسسات الدولة ولكن الفساد ينبغي محاربته أينما كان واستناداً إلى الأدلة والقرائن وليس بإطلاق التهم جزافاً والقضاء هو المسئول عن ذلك ونحن لن نحمي أي فاسد مهما كان وربما ظاهرة تفشي الفساد في كثير من بلدان العالم تقع في الأوساط التحتية التي تتعامل مع الناس سواءً في الجمارك أو الضرائب والمطارات والموانئ أو أي مرافق خدمية أو إيراديه لأن البعض يسعى إلى تحقيق مصالح غير مشروعة فيعمل على إفساد الذمم من أجل تمريرها ولكن العقاب هو بانتظار الفاسد مهما وأينما كان ولا أحد فوق القانون .
الحوادث/ الإحصاءات تشير إلى أن أجهزة الأمن اليمنية حققت نجاحات ملموسة في مجال مكافحة الجريمة التي انخفضت بنسبة قدرت بـ30%خلال العام المنصرم وبنفس النسبة تقريباً في العام الذي قبله ولكن لم يتحقق مثل هذا النجاح على صعيد الحد من ظاهرة خطف الأجانب ..ما هو السبب ولماذا لم نسمع حتى الآن عن أية محاكمة لمن ارتكبوا مثل هذه الأعمال أو نيلهم أي عقاب؟
الرئيس: هذه الظاهرة من الظواهر الشاذة وغير المألوفة في مجتمعنا الذي يستنكرها ويدين من يقومون بها وهم عناصر قليلة لن تفلت من يد العدالة آجلاً أم عاجلاً وحالياً تبحث مثل هذه المسألة في مجلس النواب لإيجاد تشريع وقانون يعالج هذه الظاهرة السلبية، وهناك إجراءات حازمة ستتخذ بهذا الشأن وبما يضع حداً لها .
الحوادث/ في الأسابيع الماضية انفجرت قنبلة موقوتة داخل أحد المساجد في العاصمة وتسببت في جرح وقتل عدد من المصلين ألا تعتقدون أن مثل هذا الحادث وغيره من حوادث التفجير يبعث على القلق ويدعو لمراجعة الحسابات؟
الرئيس: ما حدث في أحد المساجد بالعاصمة حادث مؤسف وأجهزة الأمن تواصل تحرياتها للوصول إلى الجناة لضبطهم وتقديمهم للعدالة ومثل هذه الحوادث لا تشكل أي قلق وأجهزة الأمن لن تتهاون مع كل من تسول له نفسه المساس بالأمن والطمأنينة في المجتمع .
الحوادث/ فخامة الرئيس ..ذكرت وسائل الإعلام اليمنية بان التفجيرات والاختطافات مسألة مسيسة وخاضعة لتدبير من خارج الحدود ..ما هي الدلائل التي استند إليها؟
الرئيس: نحن نقول بأنها حوادث تخريبية جنائية داخلية وليس من حق أي أحد أن يتهم أي أطراف أخرى إلا إذا توفرت الدلائل .
الحوادث/ هل صحيح أن الشيخ / عبد الله بن حسين الأحمر وبعض زعماء الإصلاح هم الذين يقفون ضد فكرة العفو عن الـ16؟
الرئيس: لا أحد يتدخل في هذا الأمر ..هذا حكم قضائي والمحكوم عليهم لا بد أن يمتثلوا للقضاء وسيتم المطالبة بهم عن طريق الدول التي يقيمون فيها أو عن طريق شرطة الانتربول للامتثال أمام العدالة .
الحوادث/ يقال بأن اليمن برحابتها الديمقراطية تأوي عناصر تعمل معارضة لبلدانها؟
الرئيس: ليس من سياسة اليمن أو نهجها احتضان أي قوى أو عناصر سياسية مضادة لأي نظام في أي دولة عربية أو إسلامية أو أجنبية، ليس من سياسة اليمن أو مبادئها أن تحتضن مثل هذه المعارضة، لأننا حريصون على إقامة علاقات طيبة مع جميع الدول الشقيقة والصديقة على أساس الثقة والتعاون والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية .
الحوادث / الأصوليون يقال أن لهم امتيازات ومواقع في اليمن ما صحة ذلك؟
الرئيس: هذا غير صحيح كل حزب لدينا موجود في الساحة وفي جهاز الدولة بحسب حجمه ووجوده في البرلمان والدستور والقانون هما الأساس الذي يحكم العلاقة بين الجميع ويحددان واجبات وحقوق الجميع أفراداً وأحزاباً.
الحوادث / فخامة الرئيس ! المحافظات الجنوبية والشرقية بحسب الأرقام الرسمية المعلنة تشهد نشاطاً تنموياً ضخماً، لماذا وهل يعنى ذلك أن تطويعاً محموماً يجري لربطها مصيرياً من الناحية الاقتصادية والتجارية مع المحافظات الشمالية؟
الرئيس: نحن الآن نعيش في ظل راية الجمهورية اليمنية بعد أن حقق شعبنا وحدته ورسخها بتضحياته الغالية، ونحن عندما نعطي أولوية في التنمية للمحافظات الجنوبية والشرقية فإنما ينطلق ذلك من اعتبارات أن هذه المحافظات قد عانت في الماضي وفي ظل الحكم الشمولي من حرمان كبير في مجال المشاريع الخدمية والإنمائية وبالذات في مجال الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والتربية والطرقات والجامعات والكليات والمعاهد والموانئ وغيرها ..لهذا أوليناها اهتماماً كبيراً لتعوض ما فاتها في الماضي وتلبية احتياجاتها من هذه الخدمات .
الحوادث/ المعارضة في اليمن تتهم الحكم بأنه يقف وراء كثير من حالات التفريخ لأحزابها حتى تفرغ من مضمونها كمعارضة قوية ..أين هي الحقيقة فخامة الرئيس؟
الرئيس: أولا.. لا صحة لمثل هذا الكلام ولكن من حق المعارضة أن تقول ما تريد وهذا يدل على الديمقراطية التعددية التي نؤمن بها.. العديد من أحزاب المعارضة تتنازعها الخلافات الشخصية بين قياداتها بعضها البعض لهذا تحدث الانشقاقات في صفوفها وهي مفرخة بطبيعتها وليس بفعل فاعل .
الحوادث/ شاهدنا عبر القناة الفضائية اليمنية عودة الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر من رحلة علاج في الشهر الماضي وقد جرى له استقبال حافل.. هل هناك فتور في العلاقة بينك وبين الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر؟
الرئيس: ولماذا الفتور تربطني بالشيخ عبد الله علاقة أخوية حميمة ومسئولة وهو شخصية وطنية تستحق الاحترام والتقدير .
الحوادث/ المناورة العسكرية اليمنية الأمريكية التي جرت في الشهر الماضي هل يمكن القول أنها رسالة يمنية أمريكية لدور قادم يمكن أن تلعبه اليمن؟
الرئيس: أولا ً.. ليست هي مناورة بل تمريناً عسكرياً بين قوات يمنية وقوات أمريكية في إطار التعاون وتبادل الخبرات .
وهي متشابهة لما تجريه من تمارين عسكرية مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، نحن نسعى للاستفادة من العلوم والمعارف والخبرات العسكرية مع الولايات المتحدة الأمريكية مثلما هو الحال مع روسيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول .
الحوادث/ ما هو الموقف الروسي الفرنسي من هذه المناورة؟
الرئيس: ليس هناك أي موقف ولم نسمع أي شكوى .
الحوادث/ هلا ستعطون أمريكا أي تسهيلات أو قواعد عسكرية في بعض الجزر أو الأراضي اليمنية وبالتحديد سقطرى؟
الرئيس: مستحيل وليس لذلك أي أساس من الصحة ولا يمكن أن تكون الأرض والجزر اليمنية لتقديم التسهيلات أو إقامة القواعد للقوات الأجنبية وفيما يتعلق بسقطرى فهي ستكون جزيرة سياحية استثمارية ومحمية طبيعية للجذب السياحي .
الحوادث /كيف تقيمون علاقتكم مع الرئيس حسني مبارك؟
الرئيس: علاقات أخوية وممتازة .
الحوادث/ ومع الرئيس حافظ الأسد؟
الرئيس: أيضاً علاقات أخوية وممتازة .
ومع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد؟
الرئيس: نفس الحال علاقات أخوية ممتازة وأنا علاقتي مع كل قائد عربي علاقات أخوية طيبة وممتازة .
الحوادث / ولبنان كيف ترونه؟
الرئيس: مقبل على خير إن شاء الله، ونحن مع لبنان في كل الأوقات والظروف ونتابع ما يجري هناك ونعتقد أن لبنان حقق نتائج في هذه الفترة جيدة خاصة في جوانب الاستقرار وإن شاء الله ينتهي الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان ويستكمل لبنان عافيته وبسط سيادته على كامل أراضيه .
الحوادث/ أطروحات نتانياهو بشأن الانسحاب الإسرائيلي تلغي القرار 425 وتجعل لبنان فريسة سهلة للأطماع الإسرائيلية، فما رأي سيادتكم في هذا الموقف؟
الرئيس: نتانياهو يريد أن يدق إسفيناً بين سوريا ولبنان ونحن موقفنا كما هو الموقف العربي المطالبة بانسحاب فوري للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان طبقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 425 ودون قيد أو شرط وبالتنسيق مع سوريا، لأن القرار المذكور لم ينص على أي شروط أو ترتيبات .
الحوادث/ لديكم علاقات حسنة مع الولايات المتحدة الأمريكية واعترفتم بأنكم حضرتم مؤتمر الدوحة بناء على طلب النظام الدولي الجديد، ألا تخشون أن تستغل أمريكا ذلك للضغط على اليمن لإيجاد علاقات حسنة مع إسرائيل؟
الرئيس/ هذا لا نخشاه ولا نقبله .
الحوادث/ ولا تستجيبون له إذا طرح؟
الرئيس: لا نستجيب له لقد سبق أن قلنا لأمريكا لا عندما أخذت خيار الحرب في حرب الخليج الثانية ورفضنا أن نؤيد قرار الحرب .
الحوادث/ يقال بأن أمريكا غاضبة من إقامة اليمن علاقات حسنة مع فرنسا، ما هو الرد اليمني؟
الرئيس: اليمن لديها علاقات صداقة طيبة مع الجميع ولم نسمع أن أمريكا غاضبة من علاقاتنا الحسنة مع فرنسا أو العكس يمكن الذي يطرح مثل هذا الموضوع هو الذي زعلان؟
ماذا عن وضع العراق؟
الرئيس: العراق تجاوب مع الأمين العام للأمم المتحدة، وكانت خطوة ممتازة جنبت المنطقة المواجهة العسكرية والتوتر ونعتقد أن العراق متعاون مع الأمم المتحدة، ونحن نتطلع في اليمن ونطالب برفع الحصار الاقتصادي عن الشعب العراقي ويكفي هذا الشعب ما عاناه نتيجة هذا الحصار، فالأطفال والشيوخ والنساء في العراق يعانون كثيراً، وهم لا يستحقون تلك المعاناة نتيجة استمرار فرض الحصار.
الحوادث/ هل تعتقدون أن الضربة العسكرية للعراق مازالت واردة إذا أخل باتفاقه مع الأمم المتحدة؟
الرئيس: كل شيء محتمل ولكن هل ستحل الضربة المشكلة .
الحوادث/ وكيف ترون مفاوضات الحدود مع المملكة العربية السعودية؟
الرئيس: المفاوضات الحدودية متواصلة والنتائج ممتازة تبقى مشكلة بعض الكيلو مترات إن شاء الله تحل في اللقاءات القادمة .
الحوادث/ يعنى أن العلاقات طيبة؟
الرئيس: العلاقات أخوية ممتازة وتاريخية .
الحوادث/ السعودية حذرت من مخاطر جمود عملية السلام والملك فهد تحرك بشكل فاعل للحيلولة دون استمرار ذلك بينما دعا الرئيس حسنى مبارك لاستئناف المفاوضات مع سوريا من حيث توقفت ما رأي فخامتكم في ذلك؟
الرئيس: نحن نؤيد كل الجهود المبذولة لتحريك عملية السلام ونؤيد سوريا في موقفها من اجل استئناف المفاوضات من حيث توقفت وهو رأي عربي مجمع عليه ، تجميد عملية السلام يثير مخاطر في المنطقة ويتحمل المسئولية في ذلك نتانياهو وحكومته الليكودية .
الحوادث/ هل تنسقون مع سوريا في ذلك؟
الرئيس: نحن ننسق مع سوريا وكل قطر عربي شقيق لما فيه خدمة القضايا العربية والمصالح العليا للأمة .
الحوادث/ ما رأيكم في المبادرة الأمريكية التي أعرب ياسر عرفات عن قبوله لها؟
الرئيس: مبادرة الانسحاب 13% من أراضي الضفة الغربية لا تلبي المطالب العربية وهو متواضعة وتقل كثيراً عما ورد في اتفاق أوسلو فيما إذا كانت هناك جدية في عملية السلام فيجب أن تنفذ كافة المراحل الواردة في اتفاق أوسلو كاملة ..وعموماً الفلسطينيون هم أصحاب الشأن .
الحوادث/ كيف ترون الأوضاع في الجزائر؟
الرئيس: نحن نتمنى كم كل قلوبنا وندعو الله سبحانه وتعالي أن تخرج الجزائر معافاة من هذه المحنة التي تتعرض لها .
الحوادث/ العلاقات اليمنية – الإيرانية هل هي في شهر عسل أو عادية؟
الرئيس: هي علاقات أخوية طبيعية تقع في إطار العلاقات بين الأشقاء .
الحوادث/ ما رأيكم في العمليات التي يقوم بها الجيش التركي ضد الأكراد والتي يشارك فيها حوالي 50 ألف جندي؟
الرئيس: القتل والتشريد لأي من بني البشر يتنافي مع حقوق الإنسان .
الحوادث/ وما رأيكم في الموقف الرسمي التركي من الحظر الذي مارسه ضد حزب الرفاه ومحاربته لأي مظهر من مظاهر التمسك بالإسلام تحت شعار حماية العلمانية؟
الرئيس: التعددية السياسية والديمقراطية تفرض القبول بالآخر..فالديمقراطية ليست انتقائية وليست شوراً وقولاً بل هي القبول بالغث والسمين الذي ترضاه أو لا ترضاه وترك الخيارات متاحة أمام الناس لاختيار ما يريدون بكل حرية ومن المؤسف أن النظام الدولي الجديد ينظر بمصالحه أكثر مما يتمسك بالمبادئ فيما يتعلق بالديمقراطية وحماية حقوق الإنسان .
الحوادث/ ترددت في الأيام الأخيرة أنباء عن توتر في العلاقات بين اليمن وعُمان ..ما هي الحقيقة؟
الرئيس: لا يوجد أي توتر في العلاقات بينا ليمن وعُمان وهذا دس للإساءة لتلك العلاقات .ز العلاقات اليمنية العُمانية علاقات أخوية حميمة راسخة ومطَّردة التطور بالاتجاه الذي يلبي تطلعات الشعبين الشقيقين الجارين ويحقق مصالحهما المشتركة .
الحوادث / كيف تقيمون قيام مجموعة الدول الساحلية الصحراوية التي يترأسها العقيد معمر القذافي والتي عقدت مؤتمرها أخيراً في تشاد؟
الرئيس: هذه خطوة نحن نؤيدها ونعتبرها جانباً إيجابياً يستحق الإشادة، فنحن تابعنا اللقاء في تشاد وتابعنا الأخ العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية وهو يلقي خطبتي الجمعة ويؤم المصلين هناك وأنه قد دخل في الإسلام كما ورد في الأخبار حوالي 2770 شخصاً وهذه ظاهرة إيجابية مفرحة .
الحوادث/ بعد نجاح معرض اليمن في معهد العالم العربي بباريس والاتجاه لنقله إلى عواصم أوروبية أخرى هل تخططون لتوظيف التراث اليمني وتلميع صورة اليمن في الخارج؟
الرئيس: بالتأكيد التراث الحضاري اليمني تراث غني ويهتم به كثيرون، وهو يستحق أن يقدم للعالم في إطار مناسب من أجل التعريف باليمن ماضياً وحاضراً ومعرض الحضارة اليمنية الذي أسهم مع غيره من المعارض وغيره من الفعاليات الثقافية والفنية والسياحية سيلعب أدواراً مهمة في التعريف باليمن وتحقيق مثل تلك الغاية التي ننشدها لوطننا.
الحوادث/ متى برأيكم يمكن استعادة التضامن العربي ووحدة الصف العربي؟ وهل انتم مع عقد قمة عربية تضم كل العرب وتمسح كل الماضي السيئ؟
الرئيس: استعادة التضامن العربي هو أمنية ولكنها ليست مستحيلة والمصلحة القومية تقتضي أن يعمل كل أبناء الأمة العربية من أجل تعزيز التضامن ووحدة الصف ..بحاجة إلى تجاوز الماضي والتطلع نحو المستقبل، ونحن في اليمن نؤيد عقد قمة عربية موسعة يحضرها كل العرب من أجل إعادة ترتيب البيت العربي وخلق موقف تضامني عربي قوي يعزز من وحدة الصف والرؤية ويمكّن الأمة من مواجهة التحديات ولا بد أن يسبق عقد القمة إعداد جدول الأعمال بشكل جيد من أجل الوصول لتلك الغاية وعلينا نحن كأبناء أمة واحدة أن لا ننشد كثيراً للماضي وأن نرى للأمام حتى تطوى صفحة الأحزان ونستلهم الغد المنشود لأمتنا.
الحوادث/ وما هو موقفكم من عملية السلام، هل أنتم متفائلون أم متشائمون بشأنها؟
الرئيس: نحن مع السلام وندعم جهود تحقيق السلام ولكن السلام العادل والشامل والدائم الذي يقوم على أساس استعادة الحقوق العربية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين وجنوب لبنان وهضبة الجولان وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف بدون ذلك لن يتحقق السلام وستظل المنطقة تعيش التهديدات وتواجه مخاطر التوتر والعنف وعدم الاستقرار .
الحوادث/ كيف ترون العلاقات السورية الأردنية؟
الرئيس :علاقات إخاء وحسن جوار ويجب أن يسودها دوماً الود والتفاهم لأنه ليس في مصلحة قطر شقيق أن تصاب علاقاته مع أي قطر شقيق له بأي سوء.
الحوادث/ فخامة الرئيس ..كيف تقيمّون علاقتكم الآن بأرتيريا ومتى ستعلن نتائج التحكيم حول حنيش وهل تقبلون بنتائج التحكيم؟
الرئيس: نتائج التحكيم حول جزيرة حنيش الكبرى ستعلن في 22 مايو، ونحن سبق أن أعلنا وكذلك القيادة الأرتيرية بأننا نقبل نتائج التحكيم ..أما فيما يخص العلاقات فهي علاقات تاريخية حسنة بين الشعبين اليمني والأرتيري، وهي الآن تستعيد عافيتها بعد الذي حدث وبدأت تستأنف، ونحن حريصون على إعادة العلاقات وتطويرها والدفع بها للمام لما فيه مصلحة الشعبين الجارين وتعزيز الروابط المتينة وحسن الجوار .
الحوادث/ فخامة الرئيس ..المرأة اليمنية أعطيت بعض حقوقها وتقوم بدور مهم في الانتخابات العامة وفي الحياة النيابية ..هل ترون أن المرأة اليمنية في طريقها إلى تحقيق المساواة الكاملة مع الرجل بمبادرة القائد علي عبد الله صالح؟
الرئيس: نعم المرأة اليمنية شريك لأخيها الرجل ولا يوجد لدينا أي تحفظ على مشاركة المرأة في كافة مجالات الحياة وليس هناك فرق بين المرأة والرجل إلا فيما حددته الشريعة الإسلامية، فالمرأة لها كل الحقوق وعليها كل الواجبات التي كفلها الدستور للمواطنين اليمنيين جميعاً ذكوراً وإناثاً وزهي تشارك اليوم بفعالية في بناء مجتمعها والإسهام في كافة مجالات الحياة وليس هناك ما يحول أبداً بينها وبين تقلد أعلى المناصب في الدولة فهي ناخبة ومرشحة ومتواجدة في كافة مؤسسات الدولة .
الحوادث/ فخامة الرئيس ..الاتحاد الأوروبي يبدي اهتماماً ملحوظاً بمشاريع التنمية اليمنية ما هو حجم الدعم الأوروبي الذي تحصل عليه اليمن؟
الرئيس: الدعم الأوروبي لمسيرة التنمية والديمقراطية في اليمن جيد وهناك هم جماعي ودعم ثنائي بيننا ..مثلاً هناك دعم من السوق الأوروبية ودعم ثنائي بيننا وبين فرنسا وهولندا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا وعدد من الدول الأوروبية لدعم مشاريع التنمية ودعم الديمقراطية في اليمن .
الحوادث/ فخامة الرئيس.. هل يمكن القول أن علاقات اليمن عادت إلى سابق عهدها مع ك الدول العربية التي بقيت عالقة منذ أزمة احتلال العراق الكويت؟
الرئيس: ليس هناك أي فتور في علاقات اليمن مع أشقائها في الوطن العربي بل على العكس العلاقات جيدة ومتطورة ما عدا هناك بطء في العلاقات اليمنية الكويتية وهو من الجانب الكويتي أما بالنسبة لنا فليس لدينا أي تحفظ في العلاقات مع الكويت.