الملتقى الفكري الأول للحوار يرحب بمبادرة رئيس الجمهورية
رحب المشاركون في الملتقى الفكري الأول للحوار الذي اختتم أعماله الأربعاء في رحاب جامعة تعز بالقرارات الصادرة عن فخامة رئيس الجمهورية على عبد الله صالح خلال ترؤسه لاجتماع مجلسي النواب والشورى والخاصة بتجميد النقاش حول التعديلات الدستورية حتى يتم التوافق عليها، كما دعا اليمنيين كافة الى اختصار الجهد والوقت واللجوء الى لغة الحوار وان اي دعوات وما ينتج عنها من فعاليات محتملة لن تنتهي إلا الى الحوار.
وأكد المشاركون في توصياتهم التي سموها (بوثيقة تعز للحوار الوطني) على اهمية الحوار كقيمة دينية ووسيلة حضارية وأسلوب ناجح لتحقيق الاستقرار والتقدم. وأشار المشاركون الى انهم لأجل انجاح الحوار يؤكدون على اهمية سلامة النوايا بين الاطراف المتحاورين وغرس الثقة بين اطراف الحوار عن طريق ترك المهاترات الاعلامية وغيرها علاوة على اهمية احترام الكلمة والقول الطيب وانتقاء اللغة السليمة واستلهام التجارب الحوارية اليمنية الناجحة التي صنعت انصع النقلات في تاريخ اليمن المعاصر وكان ابرزها اقامة الوحدة اليمنية المباركة. كما اكد المشاركون على اهمية التفريق الموضوعي بين الحوار الوطني الذيي جب ان يكون مستمرا حول القضايا الوطنية والتحديات الكبرى وبين الحوار السياسي الذي يخص الأحزاب المتنافسة حول آليات وسبل التنافس فيما بينها.
وشدد المشاركون على عدم الخلط بين الأمرين اذ الحوار الوطني دائرته أوسع ومداه الزمني مفتوح للتنافس الانتخابي بين الأحزاب السياسية، وفيما يخص الحوار الوطني دعا المشاركون لوضع أرضية هادفة لحوار وطني واسع يشمل كافة الأطراف والشرائح والفئات الاجتماعية والمهنية والسياسية حول القضايا المصيرية والتحديات التي تهدد امن الوطن ووحدته ويدعى لها كافة الأطراف المعنية بلا استثناء.
وفيما يخص الحوار السياسي بين الأطراف المتنافسة على السلطة دعا المشاركون الحزب الحاكم واحزاب المعارضة الى العودة الى طاولة الحوار وتذليل كافة العراقيل امامه، والى اختيار ممثلين لهم في لجان الحوار لتهدئة المعارك الاعلامية وتهدئة الاجواء والاستعداد الحقيقي لتقديم تصورات مسئولة تصب في مصلحة الناس والوطن، محذرين من اعتماد أطراف الحوار السياسي على اية جهات خارجية لانجاح الحوار فيما بينهما او لترجيح كفة على اخرى كون الحل لاي أزمة في اليمن لا يكون الا من اليمنيين انفسهم.
وأوصى المشاركون بانشاء مركز اشراف ومتابعة وطني ضاغط محلي محايد لانجاح الحوار، وأهابوا بمنظمات المدني بلورة مركز الضعف والاشراف الوطني وجعله حقيقة ماثلة وشاهد صدق يسجل ويتابع ويطلع المجتمع على حقائق الحوار وبشكل شفاف يدفع قدما للحوار السياسي والتهئة للحوار الوطني الواسع والشامل الذي يعول عليه انهاء كافة الملفات التي تقف عائقا امام تقدم الشعب اليمني وازدهاره.
وشدد المشاركون على ان تتضمن قضايا الحوار السياسي مطالب الشعب واحتياجاته. كما اوصى المشاركون بضرورة إعطاء المفكرين حيزا اكبر في طاولة الحوار والاعداد له والاشراف عليه لما من شانه ضمان اهداف استراتيجية للحوار وليس مجرد انتاجات سياسية انية، داعين المفكرين والعلماء والمؤسسات والشباب والمرأة لتقديم رؤى وحلول للقضايا الاقنتصادية والسياسية والاجتماعية حتى لا تنحصر ساحة المبادرات على ارباب السياسية والأهداف الحزبية الضيقة.
وكان الملتقى الفكري الأول قد انطلق امس الثلاثاء بتنظيم من جامعة تعز ومنظمة (فكر للحوار) تحت عنوان (نحو حوار امثل يعزز الحاضر ويرسم المستقبل) بمشاركة واسعة من الاكاديميين والمثقفين والسياسيين واعضاء منظمة المجتمع المدني، وعلى هامش الملتقى نقل عبد الله امير وكيل امير الذي نقل للحاضرين تحيات محافظ المحافظة حمود الصوفي واعتذاره عن المشاركة لظرف طاريء يهم الوطن كله في إشارة منه الى اجتماع هام يعقده المحافظة مع اركان السلطة المحلية لاتخاذ تدابير تحول دون تمكن المعارضة من حشد الجماهير ليوم الثالث من فبراير، مؤكدا ان الوطن أغلى من كل الاحزاب وعلى كل الفرقاء السياسيين في البلد تغليب مصلحة اليمن العظيم والحفاظ على منجزاته والعمل على حل مشاكله بالحوار أولا وأخيرا.
وقال ان الحوار هو السبيل الوحيد لحل مشاكل اليمن السياسية المختلفة، مؤكدا ان تعز التي تحتضن الملتقى الفكري الاول للحوار لم يكن محض صدفة بل هو اختيار مدروس كون هذه المحافظة ستظل مركز العطاء المتجدد ومركز الخصوبة الذي لا ينضب باعتبارها قاعدة فكرية وثقافية على مستوى اليمن كله وبالتالي فانها خيارها دوما هو الحوار في كل الظروف والأزمات التي يمر بها الوطن.
فيما دعا عبد العزيز العقاب- امين عام منظمة فكر للحوار كافة السياسيين في اليمن الى حوار ناجح وليس الى حوار تعطيل يؤدي الى ازمات للبلد، محذرا من الانحرار وراء الفوضى كتلك التي تحدث حاليا في مصر، فالمؤامرات التي تحاك ضد الشعوب الاسلامية كثيرة وخطيرة حد تعبيره، منوها الى ان اختيار تعز لانعقاد ملتقى الحوار الاول للمنظمة جاء لاهمية هذه المحافظة التي يتمتع ابناؤها بقدر عال من الوعي على مستوى اليمن كله، وقال انه مؤمن بان اليمنيين سيتجاوزن مشاكلهم بالحوار وحده وليس كما يجري بدول في المنطقة في اشارة منه الى مصر وتونس، مستشهداً بعام 90 م حين كان العالم يتمزق بينما اليمنيون يتوحدون.
والقى محمد عبد الله الصوفي رئيس جامعة تعز في مستهل الملتقى كلمة اشار فيها الى اهمية هذه الفعالية من حيث اهدافها ونتائجها المتوخاة منها خاصة فيمثل هذا الظرف الذي تمر به المنطقة، داعيا الى ترسيخ ثقافة الحوار في اوساط المجتمع وجعله السبيل الوحيد لتجاوز كافة التحديات والمشكلات التي تواجه المجتمع لما من شانه ايجاد حلول تؤدي الى امن واستقرار الوطن.هذا وستتناول الندوة محاور سبعة خلال يومين ففي المحور الاول سيتم مناقشة قيم الحوار ومتطلباته من منظور الشريعة الاسلامية فيما المحور الثاني يشمل الحوار نهج الحكماء وسبل العقلاء وثقافة المستقبل، والمحور الثالث يتناول مسيرة الحوار الوطني اما المحور الرابع فيتضمن الحوار والاستحقاقات الدستورية بينما المحور الخامس يقدم دور المنظمات المدنية في ترسيخ ثقافة الحوار والسادس يتناول الاحزاب السياسية ودورها في ترسيخ ثقافة الحوار الناجح والبناء ويتناول المحور الاخير الحوار كمسئولية وطنية ودور المؤسسات الرسمية والثقافية في تحقيق ذلك.