الأخ رئيس الجهورية في مقابلة مع صحيفة “عمان”
مسقط/ سبأ/أجرت جريدة “عُمان” مقابلة صحافية مع الأخ الفريق علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وفيما يلي نص الأسئلة وأجوبة الأخ الرئيس عليها:
* فخامة الرئيس جاء توقيع خرائط الحدود العمانية اليمنية في مسقط هذا الأسبوع تتويجا للثقة وصدق النوايا وجاء ليضرب المثل الرائع في تسوية الشان الثنائي ويقدم القدوة العربية في الارتقاع عن صغائر الخلافات والارتقاء إلى مستوى تطلعات الشعوب هذه المقدمة تحضرني للاستماع من فخامتكم عن الشوط الذي قطعته العلاقات العمانية اليمنية بدعم شخصي ورعاية ومتابعة واهتمام من قائدي البلدين؟
الرئيس: أولا نحن مرتاحون جداً للتنامي الإيجابي المستمر الذي تشهده العلاقات اليمنية العمانية فيهي علاقات حميمة ومتميزة وترتكز علي أواصر متينة من الإخاء والود وحسن الجوار والتعاون المثمر لما فيه مصلحة البلدين .
وتربطني بأخي جلالة السلطان قابوس بن سعيد علاقات أخوية طيبة تعزز من علاقات بلدينا الشقيقين الجارين وتدفع بها للإمام بما يحقق المصالح بين البلدين إلى آفاق أوسع وفي شتئ المجالات الاقتصادية والثقافية والسياحية غيرها ونحن نشجع وندعم تطوير العلاقات على المستوى الشعبي سواء من حيث تبادل المصالح والمنافع أو تبادل الزيارات لتكون مواكبة للتطور الذي تشهده العلاقات الممتازة على المستوى السياسي وهناك العديد من الفرص والمجالات للتبادل التجاري وإقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة بين البلدين الجارين لما فيه خير الشعب اليمني والعماني .
الى أي مدى ستستفيد اليمن من إلية تسوية حدودها مع بقية جيران اليمن؟
الرئيس / اليمن وعمان قدما نموذجا جيدا يستحق الاقتداء به لحل مشاكل الحدود بين الأشقاء والجيران.. ولقد تم حل مسألة الحدود اليمنية العمانية بالحوار وبالتراضي والتفاهم وعلى أساس مبدأ لاضرر ولا ضرار وبحيث جعل البلدان من الحدود جسرا للتواصل وتعميق أواصر الإخاء والمحبة والتعاون وهو ما ينبغي أن يكون قدوة للآخرين والأسلوب الأمثل لحل مشاكل الحدود بين البلدين جارين .
جزر حنيش تألقت فيها من جديد الحكمة اليمنية واستطاعت اليمن أن تغمد الخنجر وسط أجواء استدعت إبقاء الخنجر خارج غمده.. ولكن يبقى الحديث عن الجزر ينتظر نهايته الحاسمة.. فحبذا لو تحدثتم فخامتكم عن مستجدات هذا الموضوع؟
الرئيس / القضية ألان محالة للتحكيم ونحن بانتظار نتائج التحكم .
لا تزال غبار معارك غزو الكويت تحجب الرؤية في السماوات العربية ..وهناك أصوات تدعو إلى عمل جاد لسماوات صافية.. ما هو الإسهام اليمني في هذا الجهد؟
الرئيس / اليمن دعت دوما إلى طي صفحات الماضي وتجاوز مخلفات حرب الخليج وما تركته من أثار سلبية على صعيد العلاقات العربية والتطلع نحو مستقبل افضل بعيدا عن الانجرار نحو ذلك الماضي.. ولقد ساندت بلادنا كل الجهود المبذولة من اجل راب الصدع في الصف العربي واستعادة التضامن بين أبناء الأمة باعتبار انه لا سبيل أمام العرب من اجل مواجهة التحديات المفروضة عليهم في الوقت الراهن غير التضامن ووحدة الصف.
واليمن مع أي جهد يبذل من اجل تحقيق تلك الغاية وبناء علاقات عربية عربية سليمة وراسخة تقوم على أساس الإخاء الصادق والتعاون المثمر لما فيه تحقيق المصالح المشتركة لشعوب الأمة العربية وخدمة الأهداف القومية العليا .
لليمن دور هام في جهود سلام الشرق الأوسط.. ولا تزال عواصم العرب تعيش جدل السياسة بين التجميد كرد فعل للفكر المتطرف لنتنياهو وبين التطبيع كدعم حتمي للمفاوض العربي وترجمه لمرجعية أو سلو ومدريد وقد خرجت من صنعاء تصريحات تأثرت بالجدل السياسي العربي.. فحبذا لو توضحون الرؤية اليمنية تجاه هذا الموضوع؟
الرئيس / موقفنا واضح ومبدئي من مسيرة السلام في المنطقة.. فلقد أيدنا ودعمنا مسيرة السلام على أساس تحقيق السلام العادل والشامل الذي يكفل للمنطقة الأمن والاستقرار والتعايش بسلام بين شعوبها.. ورؤيتنا أن السلام العادل والشامل لن يتحقق إلا باستعادة الحقوق العربية المشروعة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان وما من شك فان مسيرة السلام ونتيجة لتعنت الإسرائيلي وتطرق حكومة نتنياهو تواجه مأزقا حقيقيا ومخاطر جسيمه فإسرائيل غير جادة في عملية السلام وتتنكر لكافة اتفاقاتها الموقعة مع العرب من اجل إحلال في المنطقة وهي تستفيد من أوضاع عدم تحقيق السلام لأنه بإحلال السلام في المنطقة تفقد مبررات حصولها على الدعم المادي الذي يقدم لها وبخاصة الدعم الأمريكي .
البعد القبلي مثار اعتزاز اليمني.. ورغم الأحداث والمستجدات إلا أن هذا البعد ظل راسخا لم تنل منه الأحداث إلا انه يمثل في بعض المنعطفات معوقات للتقدم خاصة إذا ارتبط البعد القبلي بالعنف وإذا استخدم التصفيات وخطف الرهائن وتدمير المكتسبات أدواته في الضغط على السلطة لتحقيق مصالحه.. فما هي جهود الحكومة اليمنية للتفعيل الإيجابي للبعد القبلي؟
الرئيس / القبيلة هي جزء من النسيج الاجتماعي للمجتمع اليمني وهي جزء من الدول وليست كما يتصورها البعض بأنها معوق للتقدم والنهوض أو تتعارض مع جهود التحديث وبناء الدولة هذا مفهوم خاطي للأسف عند البعض .
القبيلة قد تكون عاملا سلبيا ومعوقا أمام الانطلاق إذا اقترنت بالتعصب أو باللجوء للعنف وهذا غير موجود في اليمن وتوجهنا في اليمن هو تعزيز البناء المؤسسي للدولة اليمنية وبناء المجتمع اليمني الديمقراطي الحديث الذي يستفيد من خصوصيات شعبنا اليمني وتراثه وتقاليده الإيجابية ويستلهم روح العصر ويتفاعل مع متغيراته بصورة إيجابية وبما يحقق المصلحة الوطنية العليا .
جاءت الاكتشافات النفطية لتطل على المستقبل الواعد.. وبدا العالم يضع اليمن في حساباته الاستثمارية.. فكيف تعاملت الخطط التنموية مع بشائر المستقبل؟
الرئيس / إنتاجنا من النفط مازال متواضعا وجزء منه يتم استهلاكه داخليا وان كانت أعمال التنقيب والاستكشافات النفطية في العديد من مناطق الامتياز الممنوحة للشركات النفطية العاملة في بلادنا مستمره والنتائج تبدو مشجعة ومبشرة بالخير أن شاء الله وعموما مائدتنا النفطية تسخر لاستكمال بناء ألبني الأساسية وخدمة أهداف التنمية في بلادنا .
أما بالنسبة للاستثمار فأننا نرحب بالاستثمارات في بلادنا سواء الوطنية أو العربية أو الأجنبية ولدينا قانون جيد للاستثمار يقدم الكثير من التسهيلات والضمانات والحماية للمستثمرين وهناك إقبال متزايد على الاستثمار في بلادنا خاصة في مجال النفط والغاز والأسماك والسياحة .
بالنسبة للتنمية لدينا خطة خمسية للتنمية يجرى تنفيذها حاليا من اجل التسريع بوتائر التنمية في بلادنا ونحن متفائلون بالبشائر الواعدة بمستقبل افضل في بلادنا .
الانتخابات اليمنية وما أفرزته من معطيات هل يمكن اعتبارها استفتاء جديدا على الوحدة اليمنية؟
الرئيس / لقد سبق لي أن صرحت بان الانتخابات النيابية التي جرت في بلادنا يوم 27 إبريل 1997م في مناخات حرة ونزيهة وبشهادة المراقبين المحليين والدوليين خطوة إيجابية متقدمة لترسيخ التجربة الديمقراطية في بلادنا وتجسيد مبدا التداول السلمي للسلطة وهي دون شك تمثل استفتاء أخر على تمسك شعبنا بوحدته فالوحدة هي قد رو مصير شعبنا وقد قدم في سبيلها الكثير من التضحيات الجسيمة والدماء الزكية وهي وجدت لتبقى .
هل تنوون زيارة عمان قريبا؟
الرئيس التواصل بيننا وبين الأشقاء في سلطنة عمان مستمر والزيارة لهذا البلد العزيز للقاء مع أخي جلالة السلطان قابوس بن سعيد واردة في أي وقت .