اجابات الرئيس على اسئلة بعثة التلفزيون الفرنسي عن ازمة الخليج
التلفزيون الفرنسي: اولا احب فخامة الرئيس أن ابداء المقابلة بسؤال حول حدث وهو يدور في كل نشرات الأخبار هذه الأيام وهو بالنسبة لمجلس الأمن سوف ينعقد غدا لمناقشة فرض حظر رحلات جوية للعراق فما سيكون موقف اليمن من هذا القرار.؟
الرئيس: بالنسبة لفرض حظر وصول الطيران للعراق اعتقد أن هذا القرار لن يكون عمليا ومثل هذه الإجراءات لا تساعد على عملية السلام في منطقة الخليج.. وهذا ضمن التصعيد لاشعال نار الحرب ونستغرب من أن كثيرا من الدول الكبرى أو الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن لا تتحدث في الوقت الحاضر إلا عن الحظر وفرض الحصار الجوي والبحري والبري ولا يوجد هناك ما يلوح في الافق حول بوادر للسلام في المنطقة مع الأسف الشديد..
التلفزيون الفرنسي: وا ذا افترضنا أن مثل هذا القرار تم اتخاذه فماذا سيكون موقفكم وماذا ستتبنونه؟
الرئيس: نحن نبذل جهودا أن لا يكون هذا القرار وان لا يصبح ساري المفعول ولكن في الأخير نحن ضمن الأسرة الدولية سنكون ضمن اطار الأسرة الدولية وفي حقيقة الأمر أن الطيران وصوله إلى العراق في الوقت الحاضر هو غير موجود ما هي ألا غطرسة وتصعيد لإقلاق الأمن في المنطقة أما من حيث مجيء الطيران أو خروج الطيران من العراق هو في حقيقة الأمر غير موجود في الوقت الحاضر لان العراق يعيش في حالة استنفار فلا يخرج منها الطيران ولا يصل أليها أي طيران ولكن هذا ضمن تصعيد وإرهاصات وبلبلة
التلفزيون الفرنسي: في بعض الحالات اليمن تؤيد قرارات مجلس الأمن الدولي وتصوت عليها وفي بعض الحالات الاخرى لا تصوت فمثلا انتم شجبتم غزو الكويت واحتلالها بالقوة من قبل العراق وفي نفس الوقت لم توافقو على قرار الحصار.. فهل هذا في رأيكم يعتبر مناقضا؟
الرئيس: لا ليس مناقضا ليس مناقضا للمواقف المبدئية لليمن فسياسة اليمن ثابتة حول انها لا تقر احتلال أراضى الغير بالقوة وهذا مبدأ ثابت ولكنا لسنا مع القرارات لتجويع الشعب العراقي ووجهة نظر اليمن هي البحث عن حل لهذه الازمة سلميا بدون تجويع الشعب العراقي ومنعه من الأغذية والأدوية هذه وجهة نظر اليمن..
التلفزيون الفرنسي: بالنسبة للحل السلمي قلتم انه سيكون عربيا وكما هو معروف فأن اليمن عضو في مجلس التعاون العربي الذي يضم أيضا العراق والاردن ومصر.ولكن مصر قد اتخذت موقفا مخالفا كلية فكيف سيكون هذا الحل العربي.؟
الرئيس: لازالت هناك جهود تبذل من قبل عدد من القادة العرب والتشاور مع الدول الصديقة وذلك لبحث السبل التي تؤدي إلى حل هذه الازمة بطرق سلمية كثير من الدول العربية تجري الان تشاورا فيما بينها وايضا مع بعض الدول الاجنبية حول احتواء هذه الازمة.
التلفزيون الفرنسي: ولكن كيف يمكن أن تبنوا موقفا موحدا وخصوصا فيما يخص مجلس التعاون العربي حيث مصر لها موقف مختلف تماما وأرسلت قوات إلى المنطقة وانتم في نفس الوقت محايدون.؟
الرئيس: ليس مجلس التعاون العربي كل شي في المجموعة العربية ولكن هناك جهود تبذل من عدد من الدول العربية سواء في اتحاد المغرب العربي أو بعض الدول الخليجية أو بعض الدول في مجلس التعاون العربي أو بعض الدول الاخرى فليس بالضرورة أن يكون مجلس التعاون العربي قد تبني سياسة معينة يعني على سبيل المثال نحن اليمن والاردن من اعضاء مجلس التعاون العربي نبذل جهودا مع بقية الاشقاء في الخليج في الاتحاد المغاربى مع بقية الدول العربية وذلك للبحث عن مخرج لهذه الازمة بما في ذلك سحب القوات العراقية من الكويت مع سحب القوات الاجنبية من أراضى الخليج والجزيرة العربية، . هذه وجهة نظر اليمن وكثير من الدول العربية وهناك اجتماع في الرباط يضم الاردن من دول المشرق العربي ومجلس التعاون العربي والمملكة المغربية والجزائر وذلك لبحث الحلول الممكنة لاحتواء الازمة وحل المشاكل.
التلفزيون الفرنسي: المشكلة الان أن رئيسنا الفزسي فرانسوا ميتران يقول أن الحالة الراهنة هي منطق الحرب فهل في رأيكم أن هذه الحالة قد تصعدت ولا يمكن إيقافها وإذا حصل أن نشبت الحرب فما سيكون موقف اليمن..؟
الرئيس: نحن نتطلع أن لا يكون حرب وأمل أن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ستحاول أن تبحث عن مخارج لحل هذه الازمة وليس بالضرورة التصعيد في اتجاه الحرب ونحن نأمل أن فرنسا تقوم بدور كدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن لما نعرف عن السياسة الفرنسية من رؤية أن لا تسير في ركاب من يريدون اشعال الحرب ولكن تبحث عن حل ازمة الحرب وإيجاد مخرج للحرب..
التلفزيون الفرنسي: عندما كنت رئيسا لليمن الشمالي فقط ارسلت قوات إلى العراق اثناء حربها مع ايران وبعد اتمام الوحدة هل هذا الموقف سيتكرر بالرغم انك الآن رئيس لدولة الوحدة.؟.
الرئيس: الأمر يختلف تماما عن موقف الحرب العراقية الايرانية فالأمر يختلف تماما نحن عززنا أو دعمنا موقف العراق عندما كان في حرب مع ايران كما دعمته فرنسا والدول الاوروبية بالتكنولوجيا والاسلحة ونحن ساهمنا مساهمة متواضعة بعدد من الشباب اليمني للتعبير عن التضامن العربي والوقوف إلى حانب إشقائنا فى الوطن العربي في حالة أن يعتدي على أمنه وسيادته فالأمر يختلف الحرب العراقية الايرانية وما هو الحل بين الكويت والعراق
التلفزيون الفرنسي: هل تفاجأ بأن الرئيس العراقي صدام حسين يذهب إلى ايران الآن وكأنه يجد اصدقاء؟
الرئيس: طبيعي بعد ان تم الالتزام باتفاقية سنة 75 م وتم احلال السلام بين العراق وايران من الطبيعي أن يذهب إلى ايران أو ايران تذهب إلى العراق هذا شيء طبيعي ..
التلفزيون الفرنسي: ولكن المسألة هنا ليسة المشكلة بين أشقاء عرب .؟
الرئيس: بلدين مسلمين متجاورين ..
التلفزيون الفرنسي: هل تكون الان أن القضية ليست بين عرب ومسلمي ..؟
الرئيس: الموقف الحالي هو انه ليس هناك ما يبرر أن نقول أن هناك مشكلة بين العرب والمسلمين مع الاجانب ولكن هذا فرض الموقف من قبل القوي الاجنبية لأنها تستخدم ضد القوي الاسلامية فبالتأكيد سيكون هناك موقف اسلامي عام ضد الاجانب ..
التلفزيون الفرنسي: المملكة العربية السعودية حاليا تستقبل جنودا عب وأجانب ما هو موقفكم من ذلك؟
الرئيس: موقفنا محدد وواضح السياسة اليمنية واضحة ليست مع التواجد الاجنبي في الاراضي العربي في الجزيرة بشكل خاص وبشكل عام في منطقة الخليج والجزيرة ..ونحن لا نقر مبداء التواجد الاجنبي في الاراضي العربية ..
التلفزيون الفرنسي: ولكن كيف تحكمون موقف المملكة العربية السعودية والتي الآن لديها قوات اجنبية وعربية وإسلامية في نفس الوقت .؟
الرئيس: لا اعترض علي القوات الاسلامية والعربية الاعتراض على القوات الاجنبية ..
التلفزيون الفرنسي: هل تقبلون أن تأتي قوات تحت مضلة الامم المتحدة بجانب القوات العربية؟
الرئيس: نعم…
التلفزيون الفرنسي: فخامة الرئيس بعد تحقسق الوحدة بين الشمال والجنوب ما هو في رأيكم تأثير هذه الازمة الحالية على الوحدة اليمنية؟
الرئيس: هذه الازمة الحالية الموجودة في المنطقة تزيد الوحدة اليمنية متانة وصلابة وتماسكا ..والشعور بالخطر يزيد اليمنيين تماسكا وتلاحما اكثر ..هناك بعض القوي الواهمة سواء كانت اقليمية أو استخبارات دولية تعتقد أن هذه الازمة القائمة في منطقة الخليج أن سيكون لها تأثير سلبي على الحدة اليمنية ولكن بالعكس هذه الازمة تزيد الوحدة ثباتا ورسوخا وصلابة وتحديا ايضا امام أي قوي تسول لها نفسها المساس بالوحدة اليمنية ..نحن لا يهمنا التأييد الاجنبي أو التأييد الخارجي لوحدتنا ولكن يهمنا تأييد شعبنا لهذا الحدث التاريخي
التلفزيون الفرنسي: ولكن ليس سرا أن نقول أن المملكة العربية إلسعودية ليست سعيدة بوحدة اليمن فما هو تأكيدكم لهذا الموقف السعودي وقد لاحظنا ايضا أن الشعب اليمنى نفسه يحس بالعداء السعودي نحو الوحدة اليمنية؟
الرئيس: الحقيقة على المسرح السياسي الحكومة السعودية ايدت اعادة الوحدة قبل اعلانها بلا حدود أيدتها بلا حدود.. لكن لا نتعامل مع الباطنية ليس من الضروري أن نعرف ما هي الباطنية أو ما يضمرونه ضد الوحدة اليمنية وليس من الضرورة أن نطلب تأييد آلآخرين يهمنا شعبنا ونحن مقتنعون من أن ما صنعناه ارضينا به انفسنا وأرضينا به شعبنا ومقتنعون تماما.
التلفزيون الفرنسي: عفوا فخامة الرئيس أن أقول أن هناك سرا آخر وهو المطالب اليمنية حول الاراضي التي تحدها مع المملكة العربية السعودية وخاصة بعد أن اكتشفتم البترول في الحدود والتي هي قريبة من الحدود السعودية فهل سيأتي يوم لعقد المباحثات حول هذا الموضوع؟؟
الرئيس: بالنسبة للنفط اليمني يقع في الاعماق اليمنية في اعماق الاراضي اليمنية وليس على الحدود.. بالنسبة لحل مشكلة الحدود مع الجيران في السعودية لا يوجد أي تحفظ لدى الحكومة اليمنية وهذا أتى من اول بيان لحكومة دولة الوحدة اليمنية من انها- حكومة دولة الوحدة- على استعداد تام لبحث لحدود مع الجيران في السعودية في اطار الحقوق التاريخية والقانونية.
التلفزيون الفرنسي: لدي سؤالان آخران السؤال الأول هو أن فرنسا لم اعلنت أنها اعفت اليمن من الديون.. فما هو تعليقكم على ذلك؟
الرئيس: تم ارسال رسالة إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران. باسم مجلس الرئاسة اليمني يشكره لحكومة والشعب الفرنسي على اعفاء اليمن من هذه المديونية.
التلفزيون الفرنسي: هل هذا يعني أن فرنسا ستكون في المستقبل القريب شريكا لكم اقتصاديا وتجاريا؟
الرئيس: هناك تعاون بيننا وبين الفرنسيين ومع أن هناك الشركة الفرنسية في مجال التنقيب والبحث والمعادن، ونأمل أن يستمر هذا التعاون وان يتطور بيننا وبين الاصدقاء في فرنسا ونرحب بالاستثمارات الفرنسية في اليمن وستجد فرنسا وكل الشركات الفرنسية كل رعاية واهتمام وتقديم التسهيلات من الحكومة اليمنية.
التلفزيون الفرنسي: هناك سؤال مرة اخرى حول الأزمة ويتعلق بالناحية النفسية كنتم العضو الوحيد في مجلس الأمن الدولي عند اتخاذ القرارات الدولية.. فما كان شعوركم حول القرارات التي اتخذت وما هو موقفكم؟
الرئيس: موقفنا من القرار الأول أولا: أن مندوب اليمن وهو لا يمثل اليمن بذاتها ولكن يمثل المجموعة العربية هو تغيب عن التصويت على القرار 660 لأنه كان ينتظر أولا ما هي قرارات مؤتمر وزراء الدول العربية فلا يستطيع أن يتخذ موقفا في مجلس الأمن ما لم يكن لديه قرار مسبق أو قرار مجلس وزراء خارجية الدول العربية لأنها كانت القرارات متسارعة لكن في حقيقة الأمر كل القرارات التي تلت هذا القرار كانت اليمن قد وقفت ضمن الأسرة الدولية وفي نفس الوقت تلتزم اليمن في كل الأحوال بكل قرارات الأمم المتحدة وهي مع الاجماع الدولي وإذا لها ملاحظات في بعض القرارات المتسارعة وغير المنطقية الذي نعتبرها مثل قرار فرض الحصار على العراق وتجويع العراق ومنع الأدوية على العراق فنحن متحفظون حول هذا الأمر.بعض القرارات غير العملية وغير المنطقية لا يؤيدها اليمن وهذه مواقف ثابتة وسياسة ثابتة.اكرر مرة ثانية انه نأمل أن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وبقية الدول الاوربية وكل المجتمع الدولي أن يبحث عن حل لهذه الازمة وان لا يبحث عن التصعيد للحرب.. مع الأسف الشديد منذ اندلاع هذه الازمة لم نسمع من يبحث عن حل هذه الازمة ولكن نسمع ونتابع التحريض لاشعال نار الفتنة في منطقة الجزيرة والخليج العربي.ايضا بالنسبة لقضية الصراع العربي الاسرائيلي حتى الان المجتمع الدولي لم يتحدث عن هذه القضية لا من قريب ولا من بعيد فنامل أن تحل هذه الازمة ضمن اطار حل هذه الازمة أو بؤر التوتر القائمة في منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي وان تحل ازمة الصراع العربي الاسرائيلي في هذا الوقت ونحن نعتقد أن المؤتمر الدولي للسلام انه مهيأ والوقت مناسب لبحث عدد من قضايا التوتر في منطقة الشرق الاوسط والقضايا في العال دائما الغرب يتحدث باستمرار عن حقوق الانسان فاين حق الانسان العربي في فلسطين.لا ندري كيف نفسر هذا الأمر حول حق الانسان العربي في فلسطين..
التلفزيون الفرنسي: ولكن في حالة وقوع هجوم عراقي حول السعودية فستقوم القوات الامريكية والقوات الاجنبية بردع هذا الهجوم وحماية السعودية في هذه الحالة ستكون السعودية صديقة لإسرائيل؟..
الرئيس: نتطلع أن لا يكون حرب وفي اعتقادي أن العراق هو في موقف دفاعي وليس في موقف عدائي..
التلفزيون الفرنسي: هل يعني الدعم الامريكي للسعودية في نفس الوقت أن امريكا تدعم اسرئيل معنى هذا أن اسرائيل تدعم السعودية..
الرئيس: ممكن توجه السؤال للطرف الاخر..
التلفزيون الفرنسي: هل سيكون من الاسهل للدول العربية أن تقوم الكويت بدفع مقابل خسائرصدام في حربه مع ايران هل هذا سيكون حلا.؟.
الرئيس: ممكن تسألوا الجانب الأخر ايضا..
التلفزيون الفرنسي: ولكنكم ايضا طرف في القضية لانكم شاركتم بارسال قوإت إلى العراق؟
الرئيس: نحن التزمنا بميثاق الدفاع العربي المشترك وضمن المجموعة العربية دعمنا العراق في حرب ثمان سنوات لكن ما يحدث في المنطقة في الوقت الحاضر اليمن لن تكون طرفا في مثل هذا الصراع القائم لا من قريب ولا من بعيد..